الاسرى في الروايات :
وردت روايـات عـديدة عن ائمة الاسلام في التعامل العطوف مع اسرى الحرب ,ورعاية الاخلاق الانسانية معهم , وهذه الروايات تبين عظمة التعاليم الاسلامية في هذا المجال .
1 ـ ورد في حديث عن امير المؤمنين علي (ع ) بعدما ضربه ابن ملجم (لعنه اللّه )ثم قبض عليه , قال
الامـام (ع ) لـولـده الـحـسـن (ع ): ((احـبـسـوا هـذا الاسـيـر, واطـعموه واسقوه واحسنوا
اساره ))((416)) .
2 ـ وفـي حـديـث آخـر عـنه (ع ) قال : ((اطعام الاسير والاحسان اليه حق واجب وان قتلته من
الغد((417)) .
وهـذا الـحـكـم شـامل لجميع الاسرى ويعم المسلم والكافر, ولذا نجد في حديث آخر عن الامام
الصادق (ع ) ما يدل صراحة على هذا الحكم , يقول (ع ): ((اطعام الاسير حق على من اسره وان كان
يراد من الغد قتله فانه ينبغي ان يطعم ويسقى ويرفق به كافرا كان او غيره ))((418)) .
وهناك روايات اخرى في قصة اسر ابن ملجم قاتل الامام علي (ع ) تحكي جميعاعن غاية لطف الامام
علي (ع ) للاسرى (سوا كانوا اسرى حرب او غير حرب ).
ومـن جـمـلـة ذلـك مـا ورد عـن الامـام علي (ع ) عندما كان راقدا في فراش الشهادة يوصي ولده
الـحـسن (ع ) بمداراة اسيره والترحم عليه والاحسان اليه , ثم يغمى على الامام (ع ), وعندما يفيق
ياتيه ولده الحسن بقدح من لبن فيشرب الامام (ع ) منه قليلا ثم ينحيه عن فيه ويامرهم ان يسقوا ابن
ملجم , ويضيف قائلا: ((وحقي عليك يابني الا ما طيبتم مطعمه ومشربه وارفقوا به الى حين موتي
وتطعمه مما تاكل وتسقيه مما تشرب ))((419)) .
وهـنـا نكتة مهمة اخرى وهي ان اطلاق سراح الاسرى مقابل فدية لابد ان يتناسب مع مكنتهم , كما
راعـى ذلـك الـنـبي الاكرم (ص ) مع اسرى بدر, بل ويجوز اطلاق سراحهم في قبال عمل ثقافي
يـقدمونه كما ذكر المؤرخون , واعتبروا ذلك خطوة تاريخية مهمة بعد معركة بدر الكبرى من قبل
رسـول اللّه (ص ) وهـي اطـلاق سراح كل اسير من المشركين في قبال تعليم عشرة من المسلمين
القراة والكتابة((420)) في حين دفع البعض الاخر من الاسرى اربعة آلاف درهم فدية لحريته ,
اما الفقرا والمعدمين فقد اطلق سراحهم بلا مقابل .