قصة استخبار حذيفة :
نـمـوذج آخـر مـن الـنشاطات التجسسية في عصر النبي (ص ), هو قصة ((حذيفة ))في حرب الاحزاب .
فـقد روي في التواريخ , ذات ليلة من ليالي حرب الاحزاب , وبعد اختلاف الاحزاب فيما بينهم , قال
رسـول اللّه (ص ): مـن رجـل يـقوم فينظر لنا ما فعل القوم ثم يرجع ـ يشرط له رسول اللّه (ص )
الـرجـعـة ـ اسـال اللّه تعالى ان يكون رفيقي في الجنة ؟قال حذيفة : فما قام رجل من القوم من شدة
الـخـوف وشدة الجوع وشدة البرد فلما لم يقم احد دعاني رسول اللّه (ص ) فلم يكن لي بد من القيام
حين دعاني فقال : ياحذيفة اذهب فاوغل في القوم فانظر ماذا يصنعون ولا تحدثن شيئا حتى تاتينا)).
قـال فتهيات فدخلت في القوم والريح وجنود اللّه تفعل بهم ما تفعل لا تقر لهم قدرا ولا نارا ولا بنا,
فـقـام ابو سفيان فقال : يا معشر قريش لينظر امرؤ من جليسه ؟قال حذيفة : فاخذت بيد الرجل الذي
كان الى حنبي فقلت : من انت قال : فلان بن فلان ثم قال ابو سفيان : يا معشر قريش انكم واللّه ما اقمتم
بدار فقام لقد هلك الكراع والخف واخلفتنا بنو قريظة وبلغنا عنهم الذي نكره ولقينا من شدة الريح ما
ترون ماتطمئن لنا قدر ولا تقوم لنا نار ولا يستمسك لنا بنا فارتحلوا تحلوا فاني مرتحل , ثم قام الى
حـمـلـه وهو معقول فجلس عليه ثم ضربه فوثبت به على ثلاث فواللّه ما اطلق عقاله الا وهو قائم
ولولا عهد رسول اللّه (ص ) الي ((ان لا تحدث شيئا حتى تاتيني ))ثم شئت لقتلته بسهم )).
والـمـسـتفاد من ايات القرآن , ان وجود الاجهزة الامنية والتجسسية كان امرا رائجاحتى في زمن
الانـبـيـا الـذيـن سـبـقـوا نبينا محمد(ص ), حتى استفيد من الطيور في هذاالمجال كما في قصة
سـلـيـمان (ع ) والهدهد, الذي كان ياتي باخبار البلدان البعيدة الى سليمان , ثم يحمل رسالة سليمان ـ
التي كانت تبين علاقته بالدول الاخرى ـ الى تلك الدول((441)) .