در المنثور فی التفسیر بالمأثور

جلال الدین عبد الرحمن ابن أبی بکر السیوطی

جلد 4 -صفحه : 371/ 132
نمايش فراداده

حاتم و ابن مردويه عن ابن عباس قال لما أراد رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يهاجر إلى المدينة قال لاصحابه تفرقوا عني فمن كانت به قوة فليتاخر إلى آخر الليل و من لم تكن به قوة فليذهب في أول الليل فإذا سمعتم بي قد استقرت بي الارض فألحقوا بي فأصبح بلال المؤذن و خباب و عمار و جارية من قريش كانت أسلمت فاصبحوا بمكة فاخذهم المشركون و أبو جهل فعرضوا على بلال ان يكفر فأبى فجعلوا يضعون درعا من حديد الشمس ثم يلبسونها إياه فإذا ألبسوها إياه قال أحد أحد و أما خباب فجعلوا يجرونه في الشوك و أما عمار فقال لهم كلمته أعجبتهم تقبة و أما الجارية فوتدلها أبو جهل أربعة أوتاد ثم مدها فادخل الحربة في قبلها حتى قتلها ثم خلوا عن بلال و خباب و عمار فلحقوا برسول الله صلى الله عليه و سلم فاخبروهم بالذي كان من أرهم و اشتد على عمار الذي كان تكلم به فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم كيف كان قلبك حين قلت الذي قلت أ كان منشرحا بالذي قلت أم لا قال لا قال و أنزل الله الا من أكره و قلبه مطمئن بالايمان و أخرج عبد الرزاق و ابن سعد و ابن جرير و ابن أبى حاتم و ابن مردويه و الحاكم و صححه و البيهقى في الدلائل من طريق أبى عبيدة بن محمد بن عمار عن أبيه قال أخذ المشركون عمار بن ياسر فلم يتركوه حتى سب النبي صلى الله عليه و سلم و ذكر آلهتهم بخير ثم تركوه فلما أتى رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ما وراءك شيء قال شر ما تركت حتى نلت منك و ذكرت آلهتهم بخير قال كيف تجد قلبك قال مطمئن بالايمان قال ان عادوا فعد فنزلت الا من أكره و قلبه مطمئن بالايمان و أخرج ابن سعد عن محمد بن سيرين ان النبي صلى الله عليه و سلم لقى عمارا و هو ببكى فجعل يمسح عن عينيه و يقول أخذك الكفار فغطوك في الماء فقلت كذا و كذا فان عادوا فقل ذلك لهم و أخرج ابن سعد عن أبى عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر في قوله الا من أكره و قلبه مطمئن بالايمان قال ذلك عمار بن ياسر و فى قوله و لكن من شرح بالكفر صدرا قال ذاك عبد الله بن أبى سرح و أخرج ابن أبى شيبة و ابن جرير و ابن المنذر عن أبى مالك في قوله الا من أكره و قلبه مطمئن بالايمان قال نزلت في عمار بن ياسر و أخرج ابن أبى شيبة عن الحكم الا من أكره و قلبه مطمئن بالايمان قال نزلت في عمار و أخر ابن جرير عن السدي ان عبد الله بن أبى سرح أسلم ثم ارتد فلحق بالمشركين و وشى بعمار و خباب عند ابن الحضرمي أو ابن عبد الدار فاخذوها و عذبوهما حتى كفرا فنزلت الا من أكره و قلبه مطمئن بالايمان و أخرج مسدد في مسنده و ابن المنذر و ابن مردويه عن أبى المتوكل الناجي ان رسول الله صلى الله عليه و سلم بعث عمار بن ياسر إلى بئر للمشركين يستقى منها و حولها ثلاث صفوف يحرسونها فاستقى في قربة ثم أقبل فاخذوه فارادوه على ان يتكلم بكلمة الكفر فانزلت هذه الآية فيه الا من أكره و قلبه مطمئن بالايمان و أخرج ابن جرير و ابن عساكر عن قتادة قال ذكر لنا أن هذه الآية الا من أكره و قلبه مطمئن بالايمان نزلت في عمار بن ياسر أخذه بنو المغيرة فغطوه في بئر و قالوا كفر بمحمد صلى الله عليه و سلم فاتبعهم على ذلك و قلبه كاره فنزلت و اخرج ابن أبى حاتم عن محمد بن سيرين قال نزلت هذه الآية الا من أكره في عياش بن أبى ربيعة و أخرج ابن أبى شيبة و ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم عن مجاهد قال نزلت هذه الآية في أناس من هل مكة آمنوا فكتب إليهم بعض الصحابة بالمدينة ان هاجروا فانا لا نرى انكم منا حتى تهاجروا إلينا فخرجوا يريدون المدنية فأدركتهم قريش في الطريق ففتنوهم فكفروا مكرهين ففيهم نزلت هذه الآية و أخرج ابن سعد عن عمر بن الحكم قال كان عمار بن ياسر يعذب حتى لا يدرى ما يقول و كان صهيب يعذب حتى لا يدرى ما يقول و كان أبو فكيهة يعذب حتى لا يدرى ما يقول و بلال و عامر و ابن فهيرة و قوم من المسلمين و فهم نزلت هذه الآية ثم ان ربك للذين هاجروا من بعد فافتنوا و أخرج ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم و البيهقى في سننه من طريق على عن ابن عباس في قوله من كفر الله الآية قال أخبر الله سبحانه ان من كفر بالله من بعد ايمانه فعليه غضب من الله و له عذاب عظيم فاما من أكره فتكلم بلسانه و خالفه قلبه بالايمان لينجو بذلك من عدوه فلا حرج عليه لان الله سبحانه انما يؤاخذ العباد بما عقدت عليه فلو بهم و أخرج ابن جرير عن عكرمة و الحسن البصري قالا في سورة النحل من كفر بالله من بعد ايمانه الا من أكره و قلبه مطمئن بالايمان و لكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم عضت من الله و لهم عذاب عظيم ثم نسخ و استثنى من ذلك فقال ثم ان ربك