در المنثور فی التفسیر بالمأثور

جلال الدین عبد الرحمن ابن أبی بکر السیوطی

جلد 6 -صفحه : 62/ 25
نمايش فراداده

(161)

لا يقولن أحدكم زرعت و لكن ليقل حرثت قال أبو هريرة رضى الله عنه ألم تسمعوا الله يقول أ فرأيتم ما تحرثون أ أنتم تزرعونه أم نحن الزارعون و أخرج عبد بن حميد عن ابى عبد الرحمن رضى الله عنه انه كره ان يقول زرعت و يقول حرثت و أخرج ابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله أ أنتم تزرعونه قال تنبتونه و أخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله فظلتم تفكهون و قال تعجبون و أخرج عبد بن حميد و ابن جرير عن الحسن رضى الله عنه فظلتم تفكهون قال تندمون و أخرج الفريابي و عبد بن حميد و ابن جرير و ابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله انا لمغرمون قال ملقون للشر نحن محرومون قال محدودون و في قوله أ انتم أنزلتموه من المزن قال السحاب و أخرج ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما أ انتم أنزلتموه من المزن قال السحاب و أخرج عبد بن حميد عن الحسن و قتادة رضى الله عنهما مثله و أخرج ابن أبى حاتم عن ابى جعفر رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم انه كان إذا شرب الماء قال الحمد لله الذي سقانا عذبا فراتا برحمته و لم يجعله ملحا اجاجا بذنوبنا و أخرج هناد و عبد بن حميد و ابن جرير و ابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله نحن جعلناها تذكرة قال هذه النار تذكرة للنار الكبرى و متاعا للمقوين قال للمستمتعين الناس أجمعين و في لفظ للحاضر و البادى و أخرج عبد بن حميد و ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم و ابن مردويه من طرق عن ابن عباس رضى الله عنهما نحن جعلناها تذكرة قال تذكرة للنار الكبرى و متاعا للمقوين قال للمسافرين و أخرج عبد الرزاق و ابن جرير عن قتادة رضى الله عنه نحن جعلناها تذكرة قال تذكرة للنار الكبرى و متاعا للمقوين قال للمسافرين كم من قوم قد سافروا ثم ارملوا فاحجبوا نارا فاستدفؤا بها و انتفعوا بها و أخرج عبد ابن حميد عن الحسن رضى الله عنه و متاعا للمقوين قال للمسافرين و أخرج الطبراني و ابن مردويه و ابن عساكر عن واثلة بن الاسقع رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تمنعوا عباد الله فضل الماء و لا كلا و لا نارا فان الله تعالى جعلها متاعا للمقوين و قوة للمستضعفين و لفظ ابن عساكر و قواما للمستمتعين قوله تعالى ( فلا أقسم بمواقع النجوم ) أخرج عبد بن حميد عن عاصم رضى الله عنه انه قرأ فلا أقسم ممدودة مرفوعة الالف بمواقع النجوم على الجماع و اخرج عبد بن حميد و ابن جرير و ابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله فلا أقسم بمواقع النجوم قال نجوم السماء و أخرج عبد بن حميد و ابن جرير عن قتادة رضى الله عنه فلا أقسم بمواقع النجوم قال بمساقطها قال و قال الحسن رضى الله عنه مواقع النجوم انكدارها و انتثارها يوم القيامة و أخرج عبد بن حميد عن الحسن رضى الله عنه فلا أقسم بمواقع النجوم قال بمغايبها و أخرج عبد الرزاق و ابن جرير عن قتادة رضى الله عنه في قوله فلا أقسم بمواقع النجوم قال بمنازل النجوم و أخرج عبد بن حميد و ابن جرير و محمد بن نصر و ابن المنذر و ابن أبى حاتم و الطبراني و ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله فلا أقسم بمواقع النجوم قال القرآن و انه لقسم لو تعلمون عظيم قال القرآن و أخرج النسائي و ابن جرير و محمد بن نصر و الحاكم و صححه و ابن مردويه و البيهقى في شعب الايمان عن ابن عباس رضى الله عنهما قال أنزل القرآن في ليلة القدر من السماء العليا إلى السماء الدنيا جملة واحدة ثم فرق في السنين و في لفظ ثم نزل من السماء الدنيا إلى الارض نجوما ثم قرأ فلا أقسم بمواقع النجوم و أخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما فلا أقسم بمواقع النجوم بألف قال نجوم القرآن حين ينزل و أخرج ابن المنذر و ابن الانباري في كتاب المصاحف و ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال أنزل إلى السماء الدنيا جملة واحدة ثم أنزل إلى الارض نجوما ثلاث آيات و خمس آيات و أقل و أكثر فقال فلا أقسم بمواقع النجوم و أخرج الفريابي بسند صحيح عن المنهال بن عمرو رضى الله عنه قال قرأ عبد الله بن مسعود رضى الله عنه فلا أقسم بمواقع النجوم قال بمحكم القرآن فكان ينزل على النبي صلى الله عليه و سلم نجوما و أخرج ابن نصر و ابن الضريس عن مجاهد رضى الله عنه فلا أقسم بمواقع النجوم قال بمحكم القرآن و أخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما فلا أقسم بمواقع النجوم قال مستقر الكتاب أوله و آخره قوله تعالى ( انه لقرآن كريم ) الآيات أخرج عبد بن حميد و ابن المنذر عن الربيع بن أنس رضى الله عنه في قوله انه لقرآن كريم في كتاب مكنون قال

(162)

القرآن الكريم و الكتاب المكنون هو اللوح المحفوظ لا يمسه الا المطهرون قال الملائكة عليهم السلام هم المطهرون من الذنوب و أخرج آدم ابن أبى اياس و عبد بن حميد و ابن جرير و ابن المنذر و البيهقى في المعرفة عن مجاهد رضى الله عنه في قوله انه لقرآن كريم في كتاب مكنون قال القرآن في كتابه و المكنون الذي لا يمسه شيء من تراب و لا غبار لا يمسه الا المطهرون قال الملائكة عليهم السلام و أخرج عبد حميد و ابن جرير عن عكرمة رضى الله عنه في كتاب مكنون قال التوراة و الانجيل لا يمسه الا المطهرون قال حملة التوراة و الانجيل و أخرج ابن جرير عن قتادة قال في قراءة ابن مسعود رضى الله عنه ما يمسه الا المطهرون و أخرج آدم و عبد بن حميد و ابن جرير و ابن المنذر و البيهقى في المعرفة من طرق عن ابن عباس رضى الله عنهما لا يمسه الا المطهرون قال الكتاب المنزل في السماء لا يمسه الا الملائكة و أخرج سعيد بن منصور و ابن المنذر عن أنس رضى الله عنه لا يمسه الا المطهرون قال الملائكة عليهم السلام و أخرج عبد بن حميد و ابن جرير عن قتادة رضى الله عنه لا يمسه الا المطهرون قال ذاكم عند رب العالمين لا يمسه إلا المطهرون من الملائكة فاما عندكم فيمسه المشرك و النجس و المنافق الرجس و أخرج ابن مردويه بسند رواه عن ابن عباس رضى الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم انه لقرآن كريم في كتاب مكنون قال عند الله في صحف مطهرة لا يمسه الا المطهرون قال المقربون و أخرج عبد الرزاق و ابن المنذر عن علقمة رضى الله عنه قال أتينا سلمان الفارسي رضى الله عنه فخرج علينا من كن له فقلنا له لو توضأت يا أبا عبد الله ثم قرأت علينا سورة كذا و كذا قال انما قال الله في كتاب مكنون لا يمسه الا المطهرون و هو الذي في السماء لا يمسه الا الملائكة عليهم السلام ثم قرأ علينا من القرآن ما شئنا و أخرج عبد بن حميد و ابن أبى داود في المصاحف و ابن المنذر عن سعيد بن جبير رضى الله عنه في قوله في كتاب مكنون قال في السماء لا يمسه الا المطهرون قال الملائكة عليهم السلام و أخرج ابن أبى شيبة و ابن المنذر عن أبى العالية رضى الله عنه في قوله لا يمسه الا المطهرون قال الملائكة عليهم السلام ليس أنتم بأصحاب الذنوب و أخرج ابن المنذر عن النعيمي رضى الله عنه قال قال مالك رضى الله عنه أحسن ما سمعت في هذه الآية لا يمسه الا المطهرون انها بمنزلة الآية التي في عبس في صحف مكرمة إلى قوله كرام بررة و أخرج ابن المنذر عن ابن عمر رضى الله عنهما انه كان لا يمس المصحف الا متوضئا و أخرج عبد الرزاق و ابن أبى داود و ابن المنذر عن عبد الله بن أبى بكر عن أبيه قال في كتاب النبي صلى الله عليه و سلم لعمر و بن حزم و لا تمس القرآن الا على طهور و أخرج سعيد بن منصور و ابن أبى شيبة في المصنف و ابن المنذر و الحاكم و صححه عن عبد الرحمن بن زيد قال كنا مع سلمان فانطلق إلى حاجة فتوارى عنا فخرج إلينا فقلنا لو توضان فسالناك عن أشياء من القرآن فقال سلوني فانى لست أمسه انما يمسه المطهرون ثم تلا لا يمسه الا المطهرون و أخرج الطبراني و ابن مردويه عن ابن عمر رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يمس القرآن الا طاهر و أخرج ابن مردويه عن معاذ بن جبل رضى الله عنه ان النبي صلى الله عليه و سلم لما بعثه إلى اليمن كتب له في عهده ان لا يمس القرآن الا طاهر و أخرج ابن مردويه عن ابن حزم الانصاري عن أبيه عن جده ان النبي صلى الله عليه و سلم كتب اليه لا يمس القرآن الا طاهر قوله تعالى ( أ فبهذا الحديث أنتم مدهنون ) أخرج ابن جرير و ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله أ فبهذا الحديث أنتم مدهنون قال مكذبون و أخرج عبد بن حميد و ابن جرير و ابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه أ فبهذا الحديث أنتم مدهنون قال تريدون ان تمالؤا فيه و تركنوا إليهم قوله تعالى ( و تجعلون رزقكم انكم تكذبون ) أخرج مسلم و ابن المنذر و ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال مطر الناس على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال النبي صلى الله عليه و سلم أصبح من الناس شاكر و منهم كافر قالوا هذه رحمة وضعها الله و قال بعضهم لقد صدق نوء كذا فنزلت هذه الآية فلا أقسم بمواقع النجوم حتى بلغ و تجعلون رزقكم انكم تكذبون و أخرج أبو عبيد في فضائله و سعيد بن منصور و عبد بن حميد و ابن جرير و ابن المنذر و ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما انه كان يقرأ و تجعلون شكركم انكم تكذبون قال يعنى الانواء و ما مطر قوم الا أصبح بعضهم كافرا و كانوا يقولون مطرنا بنوء كذا و كذا فانزل الله تعالى و تجعلون رزقكم انكم تكذبون و أخرج ابن مردويه

(163)

عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله و تجعلون رزقكم انكم تكذبون قال بلغنا ان رسول الله صلى الله عليه و سلم سافر في حر شديد فنزل الناس على ماء فعطشوا فاستسقوا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال لهم فلعلى لو فعلت فسقيتم قلتم هذا بنوء كذا و كذا قالوا يا نبى الله ما هذا بحين أنواء فدعا رسول الله صلى الله عليه و سلم بماء فتوضأ ثم قام فصلى فدعا الله تعالى فهاجت ريح وثاب سحاب فمطروا حتى سأل كل واد فزعموا أن رسول الله صلى الله عليه و سلم مر برجل يغرف بقدحه و يقول هذا نوء فلان فنزل و تجعلون رزقكم انكم تكذبون و أخرج ابن أبى حاتم عن أبى خررة رضى الله عنه قال نزلت هذه الآية في رجل من الانصار في غزوة تبوك و نزلوا بالحجر فامرهم رسول الله صلى الله عليه و سلم أن لا يحملوا من مائها شيا ثم ارتحل ثم نزل منزلا آخر و ليس معهم ماء فشكوا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقام يصلى ركعتين ثم دعا فأرسل سحابة فأمطرت عليهم حتى استقوا منها فقال رجل من الانصار لآخر من قومه يتهم بالنفاق ويحك قد ترى ما دعا النبي صلى الله عليه و سلم فأمطر الله علينا السماء فقال انما مطرنا بنوء كذا و كذا فانزل الله و تجعلون رزقكم انكم تكذبون و أخرج أحمد و ابن منيع و عبد بن حميد و الترمذى و حسنه و ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم و الخرائطي في مساوى الاخلاق و ابن مردويه و الضياء في المختارة عن على رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم في قوله و تجعلون رزقكم انكم تكذبون قال شكركم تقولون مطرنا بنوء كذا و كذا و بتجم كذا و كذا و أخرج ابن جرير عن أبى أمامة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ما مطر قوم من ليلة الا أصبح قوم بها كافرين ثم قال و تجعلون رزقكم انكم تكذبون يقول قائل مطرنا بنجم كذا و كذا و أخرج ابن عساكر في تاريخه عن عائشة رضى الله عنها قالت مطر الناس على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال النبي صلى الله عليه و سلم أصبح من الناس شاكر و منهم كافر قالوا هذه رحمة وضعها الله و قال بعضهم لقد صدق نوء كذا فنزلت هذه الآية فلا أقسم بمواقع النجوم حتى بلغ و تجعلون رزقكم انكم تكذبون و أخرج أبو عبيد في فضائله و سعيد بن منصور و عبد بن حميد و ابن جرير و ابن المنذر و ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما انه كان يقرأ و تجعلون رزقكم انكم تكذبون قال يعنى الانواء و ما مطر قوم الا أصبح بعضهم كافرا و كانوا يقولون مطرنا بنوء كذا و كذا فانزل الله و تجعلون رزقكم انكم تكذبون و أخرج ابن مردويه قال ما فسر رسول الله صلى الله عليه و سلم من القرآن الا آيات يسيرة قوله و تجعلون رزقكم قال شكركم و أخرج ابن مردويه عن على رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قرأ و تجعلون شكركم و أخرج ابن مردويه عن أبى عبد الرحمن السلمى رضى الله عنه قال قرأ على رضى الله عنه الواقعات في الفجر فقال و تجعلون شكركم انكم تكذبون فلما انصرف قال انى قد عرفت انه سيقول قائل لم قرأها هكذا انى سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقرؤها كذلك كانوا إذا مطروا قالوا مطرنا بنوء كذا و كذا فانزل الله و تجعلون شكركم انكم إذا مطرتم تكذبون و أخرج عبد بن حميد و ابن جرير عن أبى عبد الرحمن رضى الله عنه قال كان على رضى الله عنه يقرأ و تجعلون شكركم انكم تكذبون و أخرج عبد بن حميد عن قتادة رضى الله عنه و تجعلون رزقكم انكم تكذبون فقال اما الحسن فقال بئس ما أخذ القوم لانفسهم لم يرزقوا من كتاب الله الا التكذيب قال و ذكر لنا ان الناس أمحلوا على عهد نبى الله صلى الله عليه و سلم فقالوا يا نبى الله لو استسقيت لنا فقال عسى قوم ان سقوا ان يقولوا سقينا بنوء كذا و كذا فاستسقى نبى الله صلى الله عليه و سلم فمطروا فقال رجل انه قد كان بقي من الانواء كذا و كذا فانزل الله و تجعلون رزقكم انكم تكذبون و أخرج عبد بن حميد و ابن جرير عن مجاهد رضى الله عنه و تجعلون رزقكم انكم تكذبون قال قولهم في الانواء مطرنا بنوء كذا و كذا فيقول قولوا هو من عند الله تعالى هو رزقه و أخرج عبد بن حميد عن ابن عباس رضى الله عنهما و تجعلون رزقكم انكم تكذبون قال الاستسقاء بالانواء و أخرج عبد بن حميد عن عوف عن الحسن رضى الله عنه في قوله و تجعلون رزقكم انكم تكذبون قال تجعلون حظكم منه انكم تكذبون قال عوف رضى الله عنه و بلغنى ان مشركى العرب كانوا إذا مطروا في الجاهلية قالوا مطرنا بنوء كذا و كذا و أخرج عبد الرزاق و عبد بن حميد و البخارى و مسلم و الدارمي و النسائي و أبو يعلى و ابن حبان عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه و سلم لو أمسك الله

(164)

المطر عن الناس ثم أرسله لاصبحت طائفة كافرين قالوا هذا بنوء الذبح يعنى الدبران و أخرج مالك و عبد الرزاق و عبد بن حميد و البخارى و مسلم و أبو داود و النسائي و البيهقى في الاسماء و الصفات عن زيد بن خالد الجهنى قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه و سلم صلاة الصبح زمن الحديبية في أثر سماء فلما سلم أقبل علينا فقال ألم تسمعوا ما قال ربكم في هذه الآية ما أنعمت على عبادي نعمة الا أصبح فريق منهم بها كافرين فاما من آمن بي و حمدنى على سقياى فذلك الذي آمن بي و كفر بالكوكب و أما من قال مطرنا بنوء كذا و كذا فذلك الذي آمن بالكوكب و كفر بي و أخرج عبد بن حميد عن ابن عباس رضى الله عنهما ان النبي صلى الله عليه و سلم قال يوما لاصحابه هل تدرون ماذا قال ربكم قالوا الله و رسوله أعلم قال انه يقول ان الذين يقولون نسقى بنجم كذا و كذا فقد كفر بالله و آمن بذلك النجم و الذين يقولون سقانا الله فقد آمن بالله و كفر بذلك النجم و أخرج عبد بن حميد عن عبد الله بن محير يزان سليمان بن عبد الملك دعاه فقال لو تعلمت علم النجوم فازددت إلى علمك فقال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ان أخوف ما أخاف على أمتي ثلاث حيف الائمة و تكذيب بالقدر و ايمان بالنجوم و أخرج عبد بن حميد عن رجاء ابن حيوة رضى الله عنه ان النبي صلى الله عليه و سلم قال مما أخاف على أمتي التصديق بالنجوم و التكذيب بالقدر و ظلم الائمة و أخرج عبد بن حميد و ابن جرير عن 7 جابر السوائي رضى الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول أخاف على أمتي ثلاثا استسقاء بالانواء و حيف السلطان و تكذيبا بالقدر و أخرج أحمد عن معاوية الليثي رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يكون الناس مجدبين فينزل الله عليهم رزقا من رزقه فيصبحون مشركين قيل له كيف ذاك يا رسول الله قال يقولون مطرنا بنوء كذا و كذا و أخرج ابن جرير عن أبى هريرة رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ان الله ليصبح القوم بالنعمة أو يمسيهم بها فيصبح بها قوم كافرين يقولون مطرنا بنوء كذا و كذا و أخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله و تجعلون شكركم يقول على ما أنزلت عليكم من الغيث و الرحمة يقولون مطرنا بنوء كذا و كذا و كان ذلك منهم كفرا بما أنعم الله عليهم و أخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما قال ما مطر قوم الا أصبح بعضهم كافرا يقولون مطرنا بنوء كذا و كذا و قرأ ابن عباس رضى الله عنهما و تجعلون شكركم انكم تكذبون و أخرج ابن جرير عن عطاء الخراساني رضى الله عنه في قوله و تجعلون رزقكم انكم تكذبون قال كان ناس يمطرون فيقولون مطرنا بنوء كذا و كذا قوله تعالى ( فلو لا إذا بلغت الحلقوم ) الآيات أخرج ابن ماجه عن أبى موسى رضى الله عنه قال سألت رسول الله صلى الله عليه و سلم متى تنقطع معرفة العبد من الناس قال إذا عاين و أخرج ابن أبى الدنيا في كتاب المحتضرين عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال أحضروا موتاكم و ذكروهم فانهم يرون ما لا ترون و أخرج سعيد بن منصور و ابن أبى شيبة و أبو بكر المروزي في كتاب الجنائز عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال أحضروا موتاكم و لقنوهم لا اله الا الله فانهم يرون و يقال لهم و اخرج سعيد بن منصور و المروزي عن عمر رضى الله عنه قال لقنوا موتاكم لا اله الا الله و اعقلوا ما تسمعون من المطيعين منكم فانه يجلى لهم أمور صادقة و أخرج ابن أبى الدنيا في ذكر الموت و أبو يعلى من طريق أبى يزيد الرقاشي عن تميم الدارمي رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال يقول الله لملك الموت انطلق إلى وليي فائتني به فانى قد جربته بالسراء و الضراء فوجدته حيث أحب فائتني به لاريحه من هموم الدنيا و غمومها فينطلق اليه ملك الموت و معه خمسمأة من الملائكة معهم أكفان و حنوط من حنوط الجنة و معهم ضبائر الريحان أصل الريحانة واحد و في رأسها عسرون لونا لكل لون منها ريح سوى ريح صاحبه و معهم الحرير الابيض فيه المسك الاذفر فيجلس ملك الموت عند رأسه و تحتوشه الملائكة و يضع كل ملك منهم يده على عضو من أعضائه و يبسط ذلك الحرير الابيض و المسك الاذفر تحت دقنه و يفتح له باب إلى الجنة فان نفسه لتعلل عند ذلك بطرف الجنة مرة بازواجها و مرة بكسوتها و مرة بثمارها كما يعلل الصبي أهله إذا بكى و ان أزواجه ليبتهشن عند ذلك ابتهاشا و تنزو الروح نزوا و يقول ملك الموت اخرجى أيتها الروح الطيبة إلى سدر مخضود و طلح منضود و ظل ممدود و ماء مسكوب و لملك الموت أشد تلطفا به من الوالدة بولدها يعرف ان ذلك الروح حبيب إلى ربه كريم على الله فهو يلتمس بلطفه تلك الروح رضا الله عنه فسل روحه كما

(165)

تسل الشعرة من العجين و ان روحه لتخرج و الملائكة حوله يقولون سلام عليكم أدخلوا الجنة بما كنتم تعملون و ذلك قوله الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم قال فاما ان كان من المقربين فروح و ريحان وجنة نعيم قال روح من جهد الموت و روح يؤتى به عند خروج نفسه وجنة نعم امامه فإذا قبض ملك الموت روحه يقول الروح للجسد لقد كنت بي سريعا إلى طاعه الله بطيئا عن معصيته فهنيا لك اليوم فقد نجوت و أبحيت و يقول الجسد للروح مثل ذلك و تبكي عليه بقاع الارض التي كان يطيع الله عليها و كل باب من السماء كان يصعد منه عمله و ينزل منه رزقه أربعين ليلة فإذا قبضت الملائكة روحه أقامت الخمسمائة ملك عند جسده لا يقلبه بنو آدم لشق الا قلبته الملائكة عليهم السلام قبلهم و علته باكفان قبل اكفانهم و حنوط قبل حنوطهم و يقوم من باب بيته إلى باب قبره صفان من الملائكة يستقبلونه بالاستغفار و يصيح إبليس عند ذلك صيحة يتصرع منها بعض اعظام جسده و يقول لجنوده الويل لكم كيف خلص هذا العبد منكم فيقولون ان هذا كان معصوما فإذا صعد ملك الموت بروحه إلى السماء يستقبله جبريل في سبعين ألفا من الملائكة كلهم يأتيه من ربه فإذا انتهى ملك الموت إلى العرش خرت الروح ساجدة لربها فيقول الله لملك الموت انطلق بروح عبدي فضعه في سدر مخضود و طلح منضود و ظل ممدود و ماء مسكوب فإذا وضع في قبره جاءت الصلاة فكانت عن يمينه و جاء الصيام فكان عن يساره و جاء القرآن و الذكر فكانا عند رأسه و جاء مشيه إلى الصلاة فكان عند رجليه و جاء الصبر فكان ناحية القبر و يبعث الله عنقا من العذاب فياتيه عن يمينه فتقول الصلاة وراءك و الله ما زال دائبا عمره كله و انما استراح الآن حين وضع في قبره فياتيه عن يساره فيقول الصيام مثل ذلك فياتيه من قبل رأسه فيقول له مثل ذلك فلا يأتيه العذاب من ناحية فيلتمس هل يجد لها مساغا الا وجد ولي الله قد أحرزته الطاعة فيخرج عنه العذاب عندما يرى و يقول الصبر لسائر الاعمال اما انه لم يمنعنى ان أبا شره بنفسي الا انى نظرت ما عندكم فلو عجزتم كنت أنا صاحبه فاما إذا أجزأتم عنه فانا ذخر له عند الصراط و ذخر له عند الميزان و يبعث الله ملكين أبصارهما كالبرق الخاطف و أصواتهما كالرعد القاصف و انيابهما كالصياصى و أنفاسهما كاللهب يطآن في أشعارهما بين منكبى كل واحد منهما مسيرة كذا و كذا قد نزعت منهما الرأفة و الرحمة الا بالمؤمنين يقال لهما منكر و نكير في يد كل واحد منهما مطرقة لو اجتمع عليها الثقلان لم يقلوها فيقولان له اجلس فيستوى جالسا في قبره فتسقط اكفانه في حقويه فيقولان له من ربك و ما دينك و من نبيك فيقول ربي الله وحده لا شريك له و الاسلام ديني و محمد نبيى و هو خاتم النبيين فيقولان له صدقت فيدفعان القبر فيوسعانه من بين يديه و من خلفه و عن يمينه و عن يساره و من قبل رأسه و من قبل رجليه ثم يقولان له أنظر فوقك فينظر فإذا هو مفتوح إلى الجنة فيقولان له هذا منزلك يا ولي الله لما أطعت الله فو الذي نفس محمد بيده انه لتصل إلى قلبه فرحة لا و الفور أبدا فيقال له أنظر تحتك فينظر تحته فإذا هو مفتوح إلى النار فيقولان يا ولي الله نجوت من هذا فو الذي نفسى بيده انه لتصل إلى قلبه عند ذلك فرحة لا و الفور أبدا و يفتح له سبعة و سبعون بابا إلى الجنة يأتيه ريحها و بردها حتى يبعثه الله تعالى من قبره إلى الجنة و أما الكافر فيقول الله لملك الموت انطلق إلى عبدي فائتني به فانى قد بسطت له رزقي و سربلته نعمتى فأبى الا معصيتي فائتني به لا تنقم منه اليوم فينطلق اليه ملك الموت في أكره صورة رآها أحد من الناس قط له اثنتا عشرة عينا و معه سفود من النار كثيرا الشوك و معه خمسمأة من الملائكة معهم نحاس و جمر من جمر جهنم و معهم سياط من النار تأجج فيضربه ملك الموت بذلك السفود ضربة يغيب أصل كل شوكة من ذلك السفود في أصل كل شعرة و عرق من عروقه ثم يلويه ليا شديدا فينزع روحه من أظفار قدميه فيلقيها في عقبيه فيسكر عدو الله عند ذلك سكرة و تضرب الملائكة وجهه و دبره بتلك السياط ثم كذلك إلى حقويه ثم كذلك إلى صدره ثم كذلك إلى حلقه ثم تبسط الملائكة ذلك النحاس و جمر جهنم تحت ذقنه ثم يقول ملك الموت اخرجى أيتها النفس اللعينة الملعونة إلى سموم و حميم و ظل من يحموم لا بارد و لا كريم فإذا قبض ملك الموت روحه قالت الروح للجسد جزاك الله عني شرا فقد كنت بي سريعا إلى معصية الله بطيئا بي عن طاعة الله فقد هلكت و أهلكت و يقول الجسد للروح مثل ذلك و تلعنه بقاع الارض التي كان يعصى الله تعالى عليها و تنطلق جنود إبليس اليه يبشرونه بأنهم قد أوردوا عبدا من

(166)

بني آدم النار فإذا وضع في قبره ضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه فتدخل اليمنى في اليسرى و اليسرى في اليمنى و يبعث الله اليه حيات دهماء تأخذ بارنيته و إبهام قدميه فتغوصه حتى تلتقى في وسطه و يبعث الله اليه الملكين فيقولان له من ربك و ما دينك و من نبيك فيقول لا أدري فيقال له لا دريت و لا تليت فيضربانه ضربة يتطاير الشرار في قبره ثم يعود فيقولان له أنظر فوقك فينظر فإذا باب مفتوح إلى الجنة فيقولان له عدو الله لو كنت أطعت الله تعالى هذا منزلك فوا الذي نفسى بيده انه ليصل إلى قلبه حسرة لا و الفور أبدا و يفتح له باب إلى النار فيقال عدو الله هذا منزلك لما عصيت الله و يفتح له سبعة و سبعون بابا إلى النار يأتيه حرها و سمومها حتى يبعثه من قبره يوم القيامة إلى النار قوله تعالى ( مدينين ) الآية أخرج ابن جرير و ابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله مدينين قال محاسبين و أخرج عبد بن حميد و ابن جرير و ابن المنذر عن مجاهد رضى الله تعالى عنه فلو لا ان كنتم مدينين قال محاسبين ترجعونها قال النفس و أخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير رضى الله عنه و الحسن و قتادة مثله و أخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضى الله عنه في قوله مدينين قال موقنين و أخرج عبد بن حميد و ابن جرير عن الحسن رضى الله عنه فلو لا ان كنتم مدينين قال مبعوثين يوم القيامة قوله تعالى ( فاما ان كان من المقربين ) الآيات أخرج ابن أبى شيبة و أحمد في الزهد و عبد بن حميد و ابن المنذر عن الربيع بن خيثم في قوله فاما ان كان من المقربين فروح و ريحان قال هذا له عند الموت جنة نعيم قال تخبا له الجنة إلى يوم يبعث و اما ان كان من المكذبين الضالين فنزل من حميم قال هذا عند الموت و تصلية جحيم قال تخبا له الحجيم إلى يوم يبعث و أخرج أبو عبيد في فضائله و أحمد و عبد بن حميد و البخارى في تاريخه و أبو داود و الترمذى و حسنه و النسائي و الحكيم الترمذي في نوادر الاصول و الحاكم و صححه و أبو نعيم في الحلية و ابن مردويه عن عائشة انها سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقرأ فروح و ريحان برفع الراء و أخرج ابن مردويه عن ابن عمر قال قرأت على رسول الله صلى الله عليه و سلم سورة الواقعة فلما بلغت فروح و ريحان قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فروح و ريحان و أخرج عبد بن حميد عن عوف عن الحسن انه كان يقرؤها فروح و ريحان برفع الراء و أخرج أبو عبيد و سعيد بن منصور و ابن المنذر عن قتادة انه كان يقرأ فروح قال رحمة قال و كان الحسن يقرأ فروح يقول راحة و أخرج ابن جرير و ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله فروح قال راحة و ريحان قال استراحة و أخرج ابن جرير عن ابن عباس قال يعنى بالريحان المستريح من الدنيا وجنة نعيم يقول مغفرة و رحمة و أخرج مالك و أحمد و عبد بن حميد في مسنده و البخارى و مسلم و النسائي عن ابى قتادة قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم اذ مرت جنازة فقال مستريح و مستراح منه فقلنا يا رسول الله ما المستريح و ما المستراح منه قال العبد المؤمن يستريح من نصب الدنيا و أذاها إلى رحمة الله سبحانه و تعالى و العبد الفاجر يستريح منه العباد و البلاد و الشجر و الدواب و أخرج القاسم بن منده في كتاب الاحوال و الايمان بالسؤال عن سلمان قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ان أول ما يبشر به المؤمن عند الوفاة بروح و ريحان وجنة نعيم و ان أول ما يبشر به المؤمن في قبره ان يقال ابشر برضا الله تعالى و الجنة قدمت خير مقدم قد غفر الله لمن شيعك إلى قبرك و صدق من شهد لك و ستجاب لمن استغفر لك و أخرج هناد بن السري و عبد بن حميد و ابن جرير و ابن المنذر عن مجاهد في قوله فروح و ريحان قال الروح الفرح و الريحان الرزق و أخرج ابن المنذر عن محمد بن كعب القرظى في قوله فروح و ريحان قال فرج من الغم الذي كانوا فيه و استراحة من العمل لا يصلون و لا يصومون و أخرج عبد بن حميد و ابن جرير عن الضحاك قال الروح الاستراحة و الريحان الرزق و أخرج عبد بن حميد و ابن جرير و أبو القاسم بن منده في كتاب السوأل عن الحسن في قوله فروح و ريحان قال ذاك في الآخرة فاستفهمه بعض القوم فقال أما و الله انهم ليسرون بذلك عند الموت و أخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله فروح و ريحان قال الريحان الرزق و أخرج عبد بن حميد عن الحسن قال الروح الرحمة و الريحان هو هذا الريحان و أخرج عبد بن حميد و ابن جرير و ابن أبى حاتم عن قتادة في قوله فروح و ريحان قال الروح الرحمة و الريحان يتلقى به عند الموت و أخرج المروزي في الجنائز و ابن جرير عن الحسن قال تخرج روح المؤمن من جسده في ريحانة ثم قرأ فاما ان كان من المقربين

(167)

فروح و ريحان و أخرج عبد بن حميد و ابن أبى الدنيا في ذكر الموت و عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن أبى عمران الجو فى في قوله فاما ان كان من المقربين فروح و ريحان قال بلغني ان المؤمن إذا نزل به الموت تلقى بضبائر الريحان من الجنة فيجعل روحه فيها و أخرج ابن جرير و ابن أبى حاتم عن أبى العالية قال لم يكن أحد من المقربين يفارق الدنيا حتى يؤتى بغصن من ريحان الجنة فيشمه ثم يقبض و أخرج ابن أبى الدنيا في ذكر الموت عن بكر بن عبد الله قال إذا أمر ملك الموت بقبض روح المؤمن أتى بريحان من الجنة فقيل له اقبض روحه فيه و إذا أمر بقبض روح الكافر أتى ببجاد من النار فقيل له اقبضه فيه و أخرج البزار و ابن مردويه عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ان المؤمن إذا حضر أتته الملائكة بحريرة فيها مسك و ضبائر ريحان فتسل روحه كما تسل الشعرة من العجين و يقال أيتها النفس الطيبة أخرجى راضية مرضيا عنك إلى روح الله و كرامته فإذا خرجت روحه وضعت على ذلك المسك و الريحان و طويت عليها الحريرة و ذهب به إلى عليين و ان الكافر إذا حضر أتته الملائكة بمسح فيه جمر فتنزع روحه انتزاعا شديدا و يقال أيتها النفس الحبيثة أخرجى ساخطة مسخوطا عليك إلى هوان الله و عذابه فإذا خرجت روحه وضعت على تلك الجمرة فان لها نشيشا و يطوى عليها المسح و يذهب به إلى سجين و أخرج ابن أبى الدنيا في ذكر الموت عن إبراهيم النخعي قال بلغنا ان المؤمن يستقبل عند موته بطيب من طيب الجنة و ريحان من ريحان الجنة فتقبض روحه فتجعل في حرير الجنة ثم ينضح بذلك الطيب و يلف في الريحان ثم ترتقي به ملائكة الحرمة حتى يجعل في عليين و أخرج ابن جرير و ابن المنذر عن ابن عباس في قوله فسلام لك من أصحاب اليمين قال تأتيه الملائكة بالسلام من قبل الله تسلم عليه و تخبره أنه من أصحاب اليمين و أخرج عبد بن حميد و ابن جرير و ابن المنذر عن قتادة في قوله فسلام لك من أصحاب اليمين قال سلام من عذاب الله و سلمت عليه ملائكة الله و أخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله و أما ان كان من المكذبين الضالين فنزل من حميم قال لا يخرج الكافر من دار الدنيا حتى يشرب كاسا من حميم و أخرج ابن أبى حاتم عن الضحاك في الآية قال من مات و هو يشرب الخمر شج في وجهه من جمر جهنم و أخرج ابن مردويه عن عبد الرحمن بن أبى ليلي عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم فاما ان كان من المقربين فروح و ريحان قال هذا في الدنيا و أما ان كان من المكذبين الضالين فنزل من حميم و تصلية جحيم قال هذا في الدنيا و أخرج أحمد و ابن المنذر و ابن مردويه عن عبد الرحمن بن أبى ليلي قال حدثني فلان بن فلان سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه و من كره لقاء الله كره الله لقاءه فاكب القوم يبكون فقالوا انا نكره الموت قال ليس ذاك و لكنه إذا حضر فاما ان كان من المقربين فروح و ريحان وجنة نعيم فإذا بشر بذلك أحب لقاء الله و الله للقائه أحب و أمان كان من المكذبين الضالين فنزل من حميم فإذا بشر بذلك كره لقاء الله و الله للقائه أكره و أخرج آدم ابن أبى اياس عن عبد الرحمن بن أبى ليلي قال تلا رسول الله صلى الله عليه و سلم هذه الآيات فلو لا إذا بلغت الحلقوم إلى قوله فروح و ريحان وجنة نعيم إلى قوله فنزل من حميم و تصلية جحيم ثم قال إذا كان عند الموت قيل له هذا فان كان من أصحاب اليمين أحب لقاء الله و أحب الله لقاءه و ان كان من أصحاب الشمال كره لقاء الله و كره الله لقاءه و أخرج البخارى و مسلم و الترمذى و النسائي عن عبادة بن الصامت قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه و من كره لقاء الله كره الله لقاءه فقالت عائشة رضى الله عنها انا لنكره الموت فقال ليس ذاك و لكن المؤمن إذا حضره الموت بشر برضوان الله و كرامته فليس شيء أحب اليه مما امامه و أحب لقاء الله و أحب الله لقاءه و ان الكافر إذا حضر بشر بعذاب الله و عقوبته فليس شيء أكره اليه مما أمامه و كره لقاء الله و كره الله لقاءه و أخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من ميت يموت الا و هو يعرف غاسله و يناشد حامله ان كان بخير فروح و ريحان وجنة نعيم ان يعجله و ان كان بشر فنزل من حميم و تصلية جحيم ان يحبسه قوله تعالى ( ان هذا لهو حق اليقين ) أخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ان هذا لهو حق اليقين قال ما قصصنا عليك في هذه السورة و أخرج عبد بن حميد و ابن جرير عن قتادة رضى الله عنه في قوله ان هذا لهو حق اليقين قال ان الله عز و جل ليس تاركا أحدا من خلفه حتى