يقفه على اليقين من هذا القرآن فاما المؤمن فايقن في الدنيا فنفعه ذلك يوم القيامة و أما الكافر فايقن يوم القيامة حين لا ينفعه اليقين و اخرج عبد بن حميد و ابن جرير عن مجاهد رضى الله عنه ان هذا لهو حق اليقين قال الخبر اليقين و أخرج ابن أبى شيبة و عبد بن حميد و ابن المنذر عن مسروق رضى الله عنه قال من أراد ان يعلم نبأ الاولين و الآخرين و نبأ الدنيا و الآخرة و نبأ الجنة و النار فليقرأ إذا وقعت الواقعة قوله تعالى ( فسبح بإسم ربك العظيم ) أخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله فسبح بإسم ربك العظيم قال فصل لربك و أخرج سعيد بن منصور و أحمد و أبو داود و ابن ماجه و ابن حبان و الحاكم و صححه و ابن مردويه و البيهقى في سننه عن عقبة بن عامر الجهنى رضى الله عنه قال لما نزلت على رسول الله صلى الله عليه و سلم فسبح بإسم ربك العظيم قال اجعلوها في ركوعكم و لما نزلت سبح اسم ربك الاعلى قال اجعلوها في سجودكم و أخرج ابن مردويه عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قالوا يا رسول الله كيف نقول في ركوعنا فانزل الله الآية التي في آخر سورة الواقعة فسبح بإسم ربك العظيم فأمرنا ان نقول سبحان ربي العظيم وترا قال ابن مردويه حدثنا محمد ابن عبد الله بن إبراهيم الشافعي أنبأنا الحسين بن عبد الله بن يزيد أنبأنا محمد بن عبد الله بن سابور أنبأنا الحكم ابن ظهير عن السدي عن أبى مالك أو عن أبى صالح عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله إذا وقعت الواقعة قال الساعة ليس لوقعتها كاذبة يقول من كذب بها في الدنيا فانه لا يكذب بها في الآخرة إذا وقعت خافضة رافعة قال القيامة خافضة يقول خفضت فاسمعت الاذنين و رفعت فاسمعت الاقصى كان القريب و البعيد فيها سواء قال و خفضت أقواما قد كانوا في الدنيا مرتفعين و رفعت أقواما حتى جعلتهم في أعلى عليين إذا رجت الارض رجا قال هى الزلزلة و بست الجبال بسا فكانت هباء منبثا قال الحكم و السدى قال على هذا الهرج هرج الدواب الذي يحرك الغبار و كنتم أزواجا ثلاثة قال العباد يوم القيامة على ثلاثة منازل فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة هم الجمهور جماعة أهل الجنة و أصحاب المشامة ما أصحاب المشامة هم أصحاب الشمال يقول ما لهم و ما أعد لهم و السابقون السابقون هم مثل النبيين و الصديقين و الشهداء بالاعمال من الاولين و الآخرين أولئك المقربون قال هم اقرب الناس من دار الرحمن من بطنان الجنة و بطنانها وسطها في جنات النعيم ثلة من الاولين و قليل من الآخرين على سرر موضونة قال الموضونة الموصولة بالذهب المكالة بالجوهر و الياقوت متكئين عليها متقابلين قال ابن عباس ما ينظر الرجل منهم في قفا صاحبه يقول حلقا حلقا يطوف عليهم ولدان مخلدون قال خلقهم الله في الجنة كما خلق الحور العين لا يموتون و لا يشيبون و لا يهرمون بأكواب و أباريق و الاكواب التي ليس لها آذان مثل الصواع و الاباريق التي لها الخراطم و الاعناق و كأس من معين قال الكأس من الخمر بعينها و لا يكون كأس حتى يكون فيها الخمر فإذا لم يكن فيها خمر فانما هو إناء و المعين يقول من خمر جار لا يصدعون عنها عن الخمر و لا ينزفون لا تذهب بعقولهم و فاكهة مما يتخيرون يقول مما يشتهون يقول يجيئهم الطير حتى يقع فيبسط جناحه فياكلون منه ما اشتهوا نضجا لم تنضجه النار حتى إذا شبعوا منه طار فذهب كما كان و حور عين قال الحور البيض و العين العظام الاعين حسان كامثال اللؤلؤ قال كبياض اللؤلؤ التي لم تمسه الايدى و لا الدهر المكنون الذي في الاصداف ثم قال جزاء بما كانوا يعملون لا يسمعون فيها لغوا قال اللغو الحلف لا و الله و بلى و الله و لا تاثيما قال لا يموتون الا قيلا سلاما سلاما يقول التسليم منهم و عليهم بعضهم على بعض قال هؤلاء المقربون ثم قال و أصحاب اليمين ما أصحاب اليمين و ما أعد لهم في سدر مخضود و المخضود الموقر الذي لا شوك فيه و طلح منضود و ظل ممدود يقول ظل الجنة لا ينقطع ممدود عليهم أبدا و ماء مسكوب يقول مضبوب و فاكهة كثيرة لا مقطوعة و لا ممنوعة قال لا تنقطع حينا و تجئ حينا مثل فاكهة الدنيا و لا ممنوعة كما تمنع في الدنيا الا بثمن و فرش مرفوعة يقول بعضها فوق بعض ثم قال انا أنشاناهن انشاء قال هؤلاء نساء أهل الجنة و هؤلاء العجز الرمص يقول خلقهم خلقا فجعلنا من أبكارا يقول عذارى عربا اترابا و العرب المتحببات إلى أزواجهن و الاتراب المصطحبات اللاتي لا تغرن لاصحاب اليمين ثلة من الاولين و ثلة من الآخرين يقول طائفة من الاولين و طائفة من الآخرين و أصحاب الشمال ما أصحاب الشمال ما لهم و ما أعد لهم في سموم قال فيح نار جهنم و حميم الماء الحار الذي قد انتهى حره فليس فوقه
حر و ظل من يحموم قال من دخان جهنم لا بارد و لا كريم انهم كانوا قبل ذلك مترفين قال مشركين جبارين و كانوا يصرون يقيمون على الحنث العظيم قال على الاثم العظيم قال هو الشرك و كانوا يقولون أ إذا متنا و كنا ترابا عظاما إلى قوله أو آباؤنا الاولون قال قل يا محمد ان الاولين و الآخرين لمجموعون إلى ميقات يوم معلوم قال يوم القيامة ثم انكم أيها الضالون قال المشركون المذكبون لآكلون من شجر من زقوم قال و الزقوم إذا أكلوا منه خصبوا و الزقوم شجرة فمالؤن منها البطون قال يملؤن من الزقوم بطونهم فشاربون عليه من الحميم يقول على الزقوم الحميم فشاربون شرب الهيم هى الرمال لو مطرت عليها السماء أبدا لم ير فيها مستنقع هذا نزلهم يوم الدين كرامة يوم الحساب نحن خلقناكم فلو لا تصدقون يقول أفلا تصدقون أ فرأيتم ما تمنون يقول هذا ماء الرجل أ أنتم تخلقونه أم نحن الخالقون نحن قدرنا بينكم الموت في المتعجل و المتأخر و ما نحن بمسبوقين على أن نبدل أمثالكم فيقول نذهب بكم و نجئ بغيركم و ننشئكم فيما لا تعلمون يقول نخلقكم فيها لا تعلمون ان نشا خلقناكم قردة و ان نشا خلقناكم خنازير و لقد علمتم النشاة الاولى فلو لا تذكرون يقول فهلا تذكرون ثم قال أ فرأيتم ما تحرثون يقول ما تزرعون أم نحن الزارعون يقول أ ليس نحن الذي ننبته أم أنتم المنبتون لو نشاء لجعلناه حطاما فظلتم تفكهون يقول تندمون انا لمغرمون يقول انا 7 لمواريه بل نحن محرومون أ فرأيتم الماء الذي تشربون أ أنتم أنزلتموه من المزن يقول من السحاب أم نحن المنزلون لو نشاء جعلناه أجاجا يقول مرا فلو لا تشكرون يقول فهلا تشكرون أ فرأيتم النار التي تورون يقول تقدحون أ أنتم أنشاتم يقول خلقتم شجرتها أم نحن المنشئون قال و هي من كل شجرة الا في العناب و تكون في الحجارة نحن جعلناها تذكرة يقول يتذكر بها نار الآخرة العليا و متاعا للمقوين قال و المقوى هو الذي لا يجد نارا فيخرج زنده فيستنور ناره فهي متاع له فسبح بإسم ربك العظيم يقول فصل لربك العظيم فلا أقسم بمواقع النجوم قال أتى ابن عباس علبة بن الاسود أو نافع بن الحكم فقال له يا ابن عباس انى أقرأ آيات من كتاب الله أخشى ان يكون قد دخلني منها شيء قال ابن عباس و لم ذلك قال لانى أسمع الله يقول انا أنزلناه في ليلة القدر و يقول انا أنزلناه في ليلة مباركة انا كنا منذرين و يقول في آية أخرى شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن و قد نزل في الشهور كلها شوال و غيره قال ابن عباس ويلك ان جملة القرآن أنزل من السماء في ليلة القدر إلى موقع النجوم يقول إلى سماء الدنيا فنزل به جبريل في ليلة منه و هي ليلة القدر المباركة و فى رمضان ثم نزل به على محمد صلى الله عليه و سلم في عشرين سنة الآية و الآيتين و الاكثر فذلك قوله لا أقسم يقول أقسم بمواقع النجوم و انه لقسم و القسم قسم و قوله لا يمسه الا المطهرون و هم السفرة و السفرة هم الكتبة ثم قال تنزيل من رب العالمين أ فبهذا الحديث أنتم مدهنون يقول تولون أهل الشرك و تجعلون رزقكم قال ابن عباس رضى الله عنهما سافر النبي صلى الله عليه و سلم في حر فعطش الناس عطشا شديدا حتى كادت أعناقهم ان تنقطع من العطش فذكر ذلك له قالوا يا رسول الله لو دعوت الله فسقانا قال لعلى ان دعوت الله فسقاكم لقلتم هذا بنوء كذا و كذا قالوا يا رسول الله ما هذا بحين انواء ذهبت حين الانواء فدعا بماء في مطهرة فتوضأ ثم ركع ركعتين ثم دعا الله فهبت رياح وهاج سحاب ثم أرسلت فمطروا حتى سأل الوادي فشربوا و سقوا دوابهم ثم مر النبي صلى الله عليه و سلم برجل و هو يغترف بقعب معه من الوادي و هو يقول نوء كذا و كذا سقطت الغداة قال و نزلت هذه الآية و تجعلون رزقكم انكم تكذبون فلو لا إذا بلغت الحلقوم يقول النفس و أنتم حينئذ تنظرون و نحن أقرب اليه منكم يقول الملائكة و لكن لا تبصرون يقول لا تبصرون الملائكة فلو لا يقول هلا ان كنتم مدينين محاسبين ترجعونها يقول ان ترجعوا النفس ان كنتم صادقين فاما ان كان من المقربين مثل النبيين و الصديقين و الشهداء بالاعمال فروح الفرح مثل قوله و لا تياسوا من روح الله و ريحان الرزق قال ابن عباس لا تخرج روح المؤمن من بدنه حتى يأكل من ثمار الجنة قبل موته وجنة نعيم يقول حققت له الجنة و الآخرة و اما ان كان من أصحاب اليمين يقول جمهور أهل الجنة فسلام لك من أصحاب اليمين و أما ان كان من المكذبين الضالين و هم المشركون فنزل من حميم قال ابن عباس رضى الله عنهما لا يخرج الكافر من بيته في الدنيا حتى يسقى كاسا من حميم و تصلية جحيم يقول في الآخرة ان هذا لهو حق اليقين يقول هذا القول الذي قصصنا عليك لهو حق اليقين
يقول القرآن الصادق و الله أعلم ( سورة الحديد مدنية ) أخرج ابن الضريس و النحاس و ابن مردويه و البيهقى عن ابن عباس رضى الله عنهما قال نزلت سورة الحديد بالمدينة و أخرج ابن مردويه و البيهقى عن ابن الزبير قال أنزلت سورة الحديد بالمدينة و أخرج الطبراني و ابن مردويه بسند ضعيف عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم نزلت سورة الحديد يوم الثلاثاء و خلق الله الحديد يوم الثلاثاء و قتل بن آدم أخاه يوم الثلاثاء و نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن الحجامة يوم الثلاثاء و أخرج الديلمي عن جابر مرفوعا لا تحتجموا يوم الثلاثاء فان سورة الحديد أنزلت على يوم الثلاثاء و أخرج أحمد و أبو داود و الترمذى و حسنه و النسائي و ابن مردويه و البيهقى في شعب الايمان عن عرباض بن سارية أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يقرأ المسبحات قبل ان يرقد و قال ان فيهن آية أفضل من ألف آية و أخرج ابن الضريس عن يحيى بن أبى كثير قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم لا ينام حتى يقرأ المسبحات و كان يقول ان فيهن آية هى أفضل من ألف آية قال يحيى فنراها الآية التي في آخر الحشر و أخرج البزار و ابن عساكر و ابن مردويه أبو نعيم في الحلية و البيهقى في الدلائل عن عمر قال كنت أشد الناس على رسول الله صلى الله عليه و سلم فبينا أنا في يوم حاربا لهاجرة في بعض طريق مكة اذ لقيني رجل فقال عجبا لك يا ابن الخطاب انك تزعم انك وانك و قد دخل عليك الامر في بيتك قلت و ما ذاك قال هذه أختك قد أسلمت فرجعت مغضبا حتى قرعت الباب فقيل من هذا قلت عمر فتبادروا فاختفوا منى و قد كانوا يقرؤن صحيفة بين أيديهم تركوها أو نسوها فدخلت حتى جلست على السرير فنظرت إلى الصحيفة فقلت ما هذه ناولينيها قالت انك لست من أهلها انك لا تغتسل من الجنابة و لا تطهر و هذا كتاب لا يمسه الا المطهرون فما زلت با حتى ناولتنيها ففتحتها فإذا فيها بسم الله الرحمن الرحيم فلما قرأت الرحمن الرحيم ذعرت فالقيت الصحيفة من يدى ثم رجعت إلى نفسى فاخذتها فإذا فيها بسم الله الرحمن الرحيم سبح لله ما في السموات و الارض و هو العزيز الحكيم فكلما مررت بإسم من أسماء الله ذعرت ثم ترجع إلى نفسى حتى بلغت آمنوا بالله و رسوله و أنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه فقلت أشهد أن لا اله الا اله و أن محمدا رسول الله فخرج القوم مستبشرين فكبروا قوله تعالى ( سبح لله ما في السموات و الارض ) أخرج أبو الشيخ في العظمة عن أبى الاسود قال قال رأس الجالوت انما التوراة الحلال و الحرام الا ان في كتابكم جامعا سبح لله ما في السموات و الارض و فى التوراة يسبح لله الطير و السباع قوله تعالى ( هو الاول و الآخر ) أخرج أحمد و عبد بن حميد و الترمذى و ابن المنذر و ابن مردويه و البيهقى و أبو الشيخ في العظمة عن أبى هريرة قال بينما رسول الله صلى الله عليه و سلم جالس و أصحابه إذا أتى عليهم سحاب فقال نبى الله صلى الله عليه و سلم هل تدرون ما هذا قالوا الله و رسوله أعلم قال هذا لعنان هذه روايا الارض يسوقها الله إلى قوم لا يشكرونه و لا يدعونه ثم قال هل تدرون ما فوقكم قالوا الله و رسوله أعلم قال فانها الرقيع سقف محفوظ و موج مكفوف ثم قال هل تدرون كم بينكم و بينها قالوا الله و رسوله أعلم قال بينكم و بينها خمسمأة سنة ثم قال هل تدرون ما فوق ذلك قالوا الله و رسوله أعلم قال فان فوق ذلك سماءين ما بينهما مسيرة خمسمأة سنة حتى عدد سبع سموات ما بين كل سماءين كما بين السماء و الارض ثم قال هل تدرون ما فوق ذلك قالوا الله و رسوله أعلم قال قال فوق ذلك العرش و بينه و بين السماء بعد مثل ما بين السماءين ثم قال هل تدرون ما الذي تحتكم قالوا الله و رسوله أعلم قال فانها الارض ثم قال هل تدرون ما تحت ذلك قالوا الله و رسوله أعلم قال فان تحتها لارض الاخرى بينهما مسيرة خمسمأة عام حتى عد سبع أرضين بين كل أرضين مسيرة خمسمأة سنة ثم قال و الذى نفس محمد بيده لو أنكم دليتم أحدكم بحبل إلى الارض السابعة السفلى لهبط على الله ثم قرأ هو الاول و الآخر و الظاهر و الباطن و هو بكل شيء عليم قال الترمذي فسر بعض أهل العلم هذا الحديث فقالوا انما هبط على علم الله و قدرته و سلطانه و أخرج ابن مردويه عن ابن عباس بن عبد المطلب عن النبي صلى الله عليه و سلم قال و الذى نفس محمد بيده لو دليتم أحدكم بحبل إلى الارض السابعة لقدم على ربه ثم تلا هو الاول و الآخر و الظاهر و الباطن و هو بكل
شيء عليم و أخرج البيهقي في الاسماء و الصفات عن أم سلمة عن النبي صلى الله عليه و سلم انه كان بدعو بهؤلاء الكلمات أللهم أنت الاول فلا شيء قبلك و أنت الآخرة فلا شيء بعدك أعوذ بك من شر كل دابة ناصيتها بيدك و أعوذ بك من الاثم و الكسل و من عذاب النار و من عذاب القبر و من فتنة الغنى و من فتنة الفقر و أعوذ بك من الماثم و المغرم و أخرج ابن أبى شيبة و الترمذى و حسنه و البيهقى عن أبى هريرة قال جاءت فاطمة إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم تسال خادما فقال لها قولى أللهم رب السموات السبع و رب العرش العظيم ربنا و رب كل شيء منزل التوراة و الانجيل و الفرقان فالق الحب و النوى أعوذ بك من شر كل ذي شر أنت آخذ بناصيته أنت الاول فليس قبلك شيء و أنت الا آخر فليس بعدك شيء و أنت المظاهر فليس فوقك شيء و أنت الباطن فليس دونك شيء اقض عنا الدين و اغننا من الفقر و أخرج ابن ابى شيبة و أحمد و مسلم و ابن مردويه و البيهقى عن أبى هريرة رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يدعو عند النوم أللهم رب السموات السبع و رب العرش العظيم ربنا و رب كل شيء منزل التوراة و الانجيل و الفرقان فالق الحب و النوى لا اله الا أنت أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته أنت الاول فليس قبلك شيء و أنت الآخر فليس بعدك شيء و أنت الظاهر فليس فوقك شيء و أنت الباطن فليس دونك شيء اقض عنا الدين و اغننا من الفقر و أخرج البيهقي عن ابن عمر قال كان من دعاء رسول الله صلى الله عليه و سلم الذي كان يقول يا كائن قبل ان يكون شيء و المكون لكل شيء و الكائن بعد ما لا يكون شيء أسألك بلحظة من لحظاتك الحافظات الوافرات الراجيات المنجيات و أخرج ابن أبى الدنيا و البيهقى عن محمد بن على رضى الله عنه ان النبي صلى الله عليه و سلم علم عليا دعوة يدعو بها عندما أهمه فكان على رضى الله عنه يعلمها لولده يا كائن قبل كل شيء و يا مكون كل شيء و يا كائن بعد كل شيء افعل بي كذا و كذا و أخرج البيهقي في الاسماء و الصفات عن مقاتل بن حيان رضى الله عنه قال بلغنا في قوله عز و جل هو الاول قبل كل شيء و الآخر بعد كل شيء و الظاهر فوق كل شيء و الباطن أقرب من كل شيء و انما يعنى بالقرب بعلمه و قدرته و هو فوق عرشه و هو بكل شيء عليم هو الذي خلق السموات و الارض في ستة أيام مقدار كل يوم ألف عام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الارض من القطر و ما يخرج منها من النبات و ما ينزل من السماء من القطر و ما يعرج فيها يعنى ما يصعد إلى السماء من الملائكة و هو معكم أينما كنتم يعنى قدرته و سلطانه و علمه معكم أينما كنتم و الله بما تعملون بصير و أخرج أبو الشيخ في العظمة عن ابن عمر و أبى سعيد عن النبي صلى الله عليه و سلم قال لا يزال الناس يسألون عن كل شيء حتى يقولوا هذا الله كان قبل كل شيء فماذا كان قبل الله فان قالوا لكم ذلك فقولوا هو الاول قبل كل شيء و هو الآخر فليس بعده شيء و هو الظاهر فوق كل شيء و هو الباطن دون كل شيء و هو بكل شيء عليم و أخرج أبو داود عن ابى زميل قال سألت ابن عباس رضى الله عنهما فقلت ما شيء أجده في صدري قال ما هو قلت و الله لا أتكلم به فقال لي أ شيء من شك وضحك قال ما نجا من ذلك أحد حتى أنزل الله تعالى فان كنت في شك مما أنزلنا إليك الآية و قال لي إذا وجدت في نفسك شيا فقل هو الاول و الآخر و الظاهر و الباطن و هو بكل شيء عليم قوله تعالى ( و هو معكم أينما كنتم ) أخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله و هو معكم أينما كنتم قال عالم بكم أينما كنتم و أخرج البيهقي في الاسماء و الصفات عن سفيان الثورى رضى الله عنه انه سئل عن قوله و هو معكم قال علمه و أخرج ابن مردويه و البيهقى عن عبادة بن الصامت قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ان من أفضل ايمان المرء ان يعلم ان الله تعالى معه حيث كان و أخرج ابن النجار في تاريخ بغداد بسند ضعيف عن البراء بن عازب قال قلت لعلى رضى الله عنه يا أمير المؤمنين أسألك بالله و رسوله الا خصصتى بأعظم ما خصك به رسول الله صلى الله عليه و سلم و اختصه به جبريل و أرسله به الرحمن فقال إذا أردت أن تدعو الله باسمه الاعظم فاقرأ من أول سورة الحديد إلى آخر ست آيات منها عليم بذات الصدور و آخر سورة الحشر يعنى أربع آيات ثم ارفع يديك فقل يا من هو هكذا أسألك بحق هذه الاسماء ان تصلى على محمد و أن تفعل بي كذا و كذا مما تريد فو الله الذي لا اله غيره لتنقلبن بحاجتك ان شاء الله قوله تعالى ( آمنوا بالله و رسوله و أنفقوا ) الآيات أخرج الفريابي و عبد بن حميد و ابن جرير و ابن المنذر عن مجاهد في قوله و أنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه قال معمرين فيه بالرزق و في قوله و قد أخذ ميثاقكم قال في ظهر آدم و في
قوله ليخرجكم من الظلمات إلى النور قال من الضلالة إلى الهدى قوله تعالى ( لا يستوى منكم من أنفق ) الآية أخرج سعيد بن منصور و ابن المنذر و عبد بن حميد عن مجاهد في قوله لا يستوى منكم من أنفق من قبل الفتح يقول من أسلم و قاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد و قاتلوا يعنى أسلموا يقول ليس من هاجر كمن لم يهاجر وكلا وعد الله الحسني قال الجنة و أخرج عبد الرزاق و عبد بن حميد و ابن المنذر عن قتادة في قوله لا يستوى منكم من أنفق من قبل الفتح الآية قال كان قتالان أحدهما أفضل من الآخر و كانت نفقتان احداهما أفضل من الاخرى قال كانت النفقة و القتال قبل الفتح فتح مكة أفضل من النفقة و القتال بعد ذلك وكلا وعد الله الحسني قال الجنة و أخرج عبد بن حميد و ابن المنذر عن عكرمة قال لما نزلت هذه الآية لا يستوى منكم من أنفق من قبل الفتح و قاتل قال أبو الدحداح و الله لانفقن اليوم نفقة أدرك بها من قبلى و لا يسبقنى بها أحد بعدي فقال أللهم كل شيء يملكه أبو الدحداح فان نصفه لله حتى بلغ فرد نعله ثم قال و هذا و أخرج سعيد بن منصور عن زيد بن أسلم قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يأتيكم قوم من ههنا و أشار بيده إلى اليمن تحقرون أعمالكم عند أعمالهم قالوا فنحن خير أم هم قال بل أنتم فلو ان أحدهم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدكم و لا نصيفه فصلت هذه الآية بيننا و بين الناس لا يستوى منكم من أنفق من قبل الفتح و قاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد الفتح و قاتلوا و أخرج ابن جرير و ابن أبى حاتم و ابن مردويه و أبو نعيم في الدلائل من طريق زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم عام الحديبية حتى إذا كان بعسفان قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يوشك ان يأتى قوم تحقرون أعمالكم مع أعمالهم قلنا من هم يا رسول الله أ قريش قال لا و لكنهم أهل اليمن هم أرق أفئدة و ألين قلوبا فقلنا أهم خير منا يا رسول الله قال لو كان لاحدهم جبل من ذهب فانفقه ما أدرك مد أحدكم و لا نصيفه الا ان هذا فصل ما بيننا و بين الناس لا يستوى منكم من أنفق من قبل الفتح و قاتل الآية و أخرج أحمد عن أنس قال كان بين خالد بن الوليد و بين عبد الرحمن بن عوف كلام فقال خالد لعبد الرحمن بن عوف تستطيلون علينا بأيام سبقتمونا بها فبلغ النبي صلى الله عليه و سلم فقال دعو إلى أصحابى فو الذي نفسى بيده لو أنفقتم مثل أحد أو مثل الجبال ذهبا ما بلغتم أعمالهم و أخرج أحمد عن يوسف بن عبد الله بن سلام قال سئل رسول الله صلى الله عليه و سلم أنحن خير ام من بعدنا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لو أنفق أحدهم أحدا ذهبا ما بلغ مد أحدكم و لا نصيفه و أخرج ابن أبى شيبة و البخارى و مسلم و أبو داود و الترمذى عن ابى سعيد رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تسبوا اصحابى فو الذي نفسى بيده لو ان أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم و لا نصيفه و أخرج ابن أبى شيبة عن ابن عمر قال لا تسبوا أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم فلمقام أحدهم ساعة خير من عمل أحدكم عمره قوله تعالى ( يوم ترى المؤمنين و المؤمنات ) الآيات أخرج ابن أبى شيبة و ابن المنذر عن الحسن في قوله يسعى نورهم بين أيديهم قال على الصراط حتى يدخلوا الجنة و أخرج عبد بن حميد عن ابن مسعود يسعى نورهم بين أيديهم قال على الصراط و اخرج ابن المنذر عن يريد بن شجرة قال انكم مكتوبون عند الله بأسمائكم و سيماكم و حلاكم و نجواكم و مجالسكم فإذا كان يوم القيامة قيل يا فلان بن فلان هلم نورك و يا فلان بن فلان لا نور لك و أخرج عبد الرزاق و عبد بن حميد و ابن المنذر عن قتادة في الآية قال ذكر لنا ان نبى الله صلى الله عليه و سلم قال ان من المؤمنين يوم القيامة من يضيئ له نوره كما بين المدينة إلى عدن ابين إلى صنعاء فدون ذلك حتى ان من المؤمنين من من لا يضيئ له نوره الا موضع قدميه و الناس منازل باعمالهم و أخرج ابن ابى شيبة و ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم و ابن مردويه و الحاكم و صححه عن ابن مسعود في قوله يسعى نورهم بين أيديهم قال يؤتون نورهم على قدر أعمالهم يمرون على الصراط منهم من نوره مثل الجبل و منهم من نوره مثل النخلة و ادناهم نورا من نوره على ابهامه يطفأ مرة و يقد أخرى و أخرج ابن أبى حاتم و الحاكم و صححه و ابن مردويه عن عبد الرحمن بن جبير انه سمع أبا ذر و أبا الدرداء قالا قال رسول الله صلى الله عليه و سلم انا أول من يؤذن له في السجود يوم القيامة و اول من يؤذن له ان يرفع رأسه فارفع رأسي فانظر بين يدى و عن خلفى و عن يمينى و عن شمالي فاعرف أمتي من بين الامم
فقيل يا رسول الله و كيف تعرفهم من بين الامم ما بين نوح إلى أمتك قال غر محجلون من أثر الوضوء و لا يكون لاحد غيرهم و اعرفهم انهم يؤتون كتبهم بايمانهم و اعرفهم بسيماهم في وجوههم من أثر السجود و اعرفهم بنورهم الذي يسعى بين أيديهم و عن أيمانهم و عن شمائلهم و أخرج ابن المبارك و ابن ابى حاتم و الحاكم و صححه و البيهقى في الاسماء و الصفات عن ابى امامة الباهلى انه قال أيها الناس انكم قد أصبحتم و أمسيتم في منزل تقتسمون فيه الحسنات و السيآت و توشكون ان تظعنوا منه إلى منزل آخر و هو القبر بيت الوحدة و بيت الظلمة و بيت الدود و بيت الضيق الا ما وسع الله ثم تنتقلون منه إلى مواطن يوم القيامة فانكم لقى بعض تلك المواطن حتى يغشى الناس أمر الله فتبيض وجوه و تسود وجوه ثم تنتقلون منه إلى موضع آخر فتغشى الناس ظلمة شديدة ثم يقسم النور فيعطى المؤمن نورا و يترك الكافر و المنافق فلا يعطيان شيأ و هو المثل الذي ضرب الله في كتابه أو كظلمات في بحر لجى إلى قوله فما له من نور و لا يستضئ الكافر و المنافق بنور المؤمن كما لا يستضئ الاعمى ببصر البصير و يقول المنافق للذين آمنوا أنظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا و هي خدعة الله التي خدع بها المنافقين حيث قال يخادعون الله و هو خادعهم فيرجعون إلى المكان الذي قسم فيه النور فلا يجدون شيأ فينصرفون إليهم و قد ضرب بينهم بسؤر له باب باطنه فيه الرحمة و ظاهره من قبله العذاب ينادونهم ألم نكن معكم نصلى صلاتكم و نغزو مغازيكم قالوا بلى إلى قوله و بئس المصير و أخرج ابن ابى حاتم من وجه آخر عن ابى امامة قال تبعث ظلمة يوم القيامة فما من مؤمن و لا كافر يرى كفه حتى يبعث الله بالنور إلى المؤمنين بقدر أعمالهم فيتبعهم المنافقون فيقولون أنظرونا نقتبس من نوركم و اخرج ابن جرير و ابن مردويه و البيهقى في البعث عن ابن عباس قال بينما الناس في ظلمة اذ بعث الله نورا فلما رأى المؤمنون النور توجهوا نحوه و كان النور دليلا لهم من الله إلى الجنة فلما رأى المنافقون المؤمنين انطلقوا إلى النور تبعوهم فاظلم الله على المنافقين فقالوا حينئذ أنظرونا نقتبس من نوركم فانا كنا معكم في الدنيا قال المؤمنون ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا من حيث جئتم من الظلمة فالتمسوا هنالك النور و أخرج الطبراني و ابن مردويه عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ان الله يدعو الناس يوم القيامة بإمهاتهم سترا منه على عباده و أما عند الصراط فان الله يعطى كل مؤمن نورا و كل منافق نورا فإذا استووا على الصراط سلب الله نور المنافقين و المنافقات فقال المنافقون أنظرونا نقتبس من نوركم و قال المؤمنون ربنا أتمم لنا نورنا فلا يذكر عند ذلك أحد أحدا و أخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا جمع الله الاولين و الآخرين دعا اليهود فقيل لهم من كنتم تعبدون فيقولون كنا نعبد الله فيقال لهم كنتم تعبدون معه غيره فيقولون نعم فيقال لهم من كنتم تعبدون معه فيقولون عزيرا فيوجهون وجها ثم يدعو النصارى فيقال لهم من كنتم تعبدون فيقولون كنا نعبد الله فيقول لهم هل كنتم تعبدون معه غيره فيقولون نعم فيقال لهم من كنتم تعبدون معه فيقولون المسيح فيوجهون وجها ثم يدعى المسلمون و هم على رابة من الارض فيقال لهم من كنتم تعبدون فيقولون كنا نعبد الله وحده فيقال لهم هل كنتم تعبدون معه غيره فيغضبون فيقولون ما عبدنا غيره فيعطى كل إنسان منهم نورا ثم يوجهون إلى الصراط ثم قرأ يوم يقول المنافقون و المنافقات للذين آمنوا أنظرونا نقتبس من نوركم الآية و قرأ يوم لا يخزى الله النبي و الذين آمنوا معه نورهم إلى آخر الآية و أخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله يوم يقول المنافقون و المنافقات الآية قال بينما الناس في ظلمة اذ بعث الله نورا فلما رأى المؤمنون النور توجهوا نحوه و كان النور لهم دليلا إلى الجنة من الله فلما رأى المنافقون المؤمنين قد انطلقوا تبعوهم فاظلم الله على المنافقين فقالوا حينئذ أنظرونا نقتيس من نوركم فانا كنا معكم في الدنيا قال المؤمنون ارجعوا من حيث جئتم من الظلمة فالتمسوا هنالك النور و أخرج عبد حميد و ابن جرير و ابن المنذر عن أبى فاختة قال يجمع الله الخلائق يوم القيامة و يرسل الله على الناس ظلمة فيستغيثون ربهم فيؤتى الله كل مؤمن يومئذ نورا و يؤتى المنافقين نورا فينطلقون جميعا متوجهين إلى الجنة معهم نورهم فبينما هم كذلك اذ طفا الله نور المنافقين فيترددون في الظلمة و يسبقهم المؤمنون بنورهم بين أيديهم فينادونهم أنظرونا نقتبس من نوركم فضرب بينهم بسؤر له باب باطنه حيث ذهب المؤمنون فيه الرحمة و من قبله الجنة و يناديهم
المنافقون ألم نكن معكم قالوا بلى و لكنكم فتنتم أنفسكم و تربصتم و ارتبتم فيقول المنافقون بعضهم لبعض و هم يتسكعون في الظلمة تعالوا نلتمس إلى المؤمنين سبيلا فيسقطون على هوة فيقول بعضهم لبعض ان هذا ينفق بكم إلى المؤمنين فيتهافتون فيها فلا يزالون يهوون فيها حتى ينتهوا إلى قعر جهنم فهنا لك خدع المنافقون كما قال الله و هو خادعهم و أخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ أنظرونا موصولة برفع الالف و أخرج عبد بن حميد عن الاعمش انه قرأ أنظرونا مقطوعة بنصب الالف و كسر الظاء و أخرج ابن أبى شيبة عن أبى الدرداء قال اين أنت من يوم جئ بجهنم قد سدت ما بين الخافقين و قيل لن تدخل الجنة حتى تخوض النار فان كان معك نور استقام بك الصراط فقد و الله نجوت و هديت و ان لم يكن معك نور تشبث بك بعض خطاطيف جهنم أو كلاليبها فقد و الله رديت و هويت و أخرج البيهقي في الاسماء و الصفات عن مقاتل في قوله يوم يقول المنافقون و المنافقات للذين آمنوا و هم على الصراط أنظرونا يقول ارقبونا نقتبس من نوركم يعنى نصيب من نوركم فنمضى معكم قيل يعنى قالت الملائكة لهم ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا من حيث جئتم هذا من الاستهزاء بهم استهزؤا بالمؤمنين في الدنيا حين قالوا آمنا و ليسوا بمؤمنين فذلك قوله الله يستهزئ بهم حين يقال لهم ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا فضرب بينهم بسؤر له باب يعنى بالسور حائط بين أهل الجنة و النار باب باطنه يعنى باطن السؤر فيه الرحمة مما يلى الجنة و ظاهره من قبله العذاب يعنى جهنم و هو الحجاب الذي ضرب بين أهل الجنة و أهل النار و أخرج عبد بن حميد عن عبادة بن الصامت انه كان على سور بيت المقدس الشرقي فبكى فقيل له ما يبكيك فقال ههنا أخبرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم انه رأى جهنم يحدث عن أبيه انه قال فضرب بينهم بسؤر قال هذا موضع السؤر عند وادي جهنم و أخرج عبد بن حميد عن أبى سنان قال كنت مع على بن عبد الله بن عباس عند وادي جهنم و أخرج عبد بن حميد و ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم و الحاكم و صححه و ابن عساكر عن عبد الله بن عمرو بن العاصي قال ان السؤر الذي ذكره الله في القرآن فضرب بينهم يسور هو السؤر الذي ببيت المقدس الشرقي باطنه فيه الرحمة المسجد و ظاهره من قبله العذاب يعنى وادي جهنم و ما يليه و أخرج عبد بن حميد و ابن المنذر و ابن ابى حاتم عن قتادة فضرب بينهم بسؤر قال حائط بين الجنة و النار و أخرج ابن أبى شيبة عن الحسن في قوله باطنه فيه الرحمة قال الجنة و ظاهره من قبله العذاب قال النار و أخرج آدم بن أبى اياس و عبد بن حميد و ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم و البيهقى في الاسماء و الصفات عن مجاهد في قوله يوم يقول المنافقون و المنافقات الآية قال ان المنافقين كانوا مع المؤمنين أحياء في الدنيا يناكحونهم و يعاشرونهم و كانوا معهم أمواتا و يعطون النور جميعا يوم القيامة فيطفأ نور المنافقين إذا بلغوا السؤر يماز بينهم يومئذ و السور كالحجاب في الاعراف فيقولون أنظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا و أخرج البيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس في قوله و لكنكم فتنتم أنفسكم قال بالشهوات و اللذات و تربصتم بالتوبة و ارتبتم أى شككتم في الله و غرتكم الامانى حتى جاء أمر الله قال الموت و غركم بالله الغرور قال الشيطان و أخرج عبد بن حميد عن أبى سفيان و لكنكم فتنتم أنفسكم قال بالعاصى و تربصتم بالتوبة و ارتبتم شككتم و غرتكم الامانى قلتم سيغفر لنا حتى جاء أمر الله قال الموت و غركم بالله الغرور قال الشيطان و أخرج عبد بن حميد عن محبوب الليثي و لكنكم فتنتم أنفسكم أى بالشهوات و تربصتم بالتوبة و ارتيتم أى شككتم في الله و غرتكم الامانى قال طول الامل حتى جاء أمر الله قال الموت و غركم بالله الغرور قال الشيطان و أخرج عبد بن حميد عن قتادة و تربصتم قال تربصوا بالحق و أهله و ارتيتم قال كانوا في شك من أمر الله و غرتكم الامانى قال كانوا على خدعة من الشيطان و الله ما زالوا عليها حتى قذفهم الله في النار و غركم بالله الغرور قال الشيطان فاليوم لا يؤخذ منكم فدية يعنى من المنافقين و لا من الذين كفروا قوله تعالى ( أمل يان للذين امنوا ) الآية أخرج عبد بن حميد عن الحسن رضى الله عنه انه قرأ المأ يان للذين آمنوا و أخرج ابن مردويه عن أنس لا أعلمه الا مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه و سلم قال استبطا الله قلوب المهاجرين بعد سبع عشرة من نزول القرآن فانزل الله ألم يان للذين آمنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله الآية و أخرج ابن مردويه عن عائشة قالت خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم على نفر من أصحابه