في المسجد و هم يضحكون فسحب رداءه محمرا وجهه فقال أ تضحكون و لم يأتكم أمان من ربكم بانه قد غفر لكم و لقد أنزل على في ضحككم آية ألم يان للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله قالوا يا رسول الله فما كفارة ذلك قال تبكون قدر ما ضحكتم و أخرج عبد بن حميد عن قتادة ألم يان للذين آمنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله قال ذكر لنا ان شداد بن أوس كان يروى عن رسول الله صلى الله عليه و سلم انه كان يقول أول ما يرفع من الناس الخشوع و أخرج عبد بن حميد عن عكرمة ألم يان للذين آمنوا ان تخشع قلوبهم يقول ألم يحن للذين آمنوا و أخرج ابن المبارك عن ابن عباس اعلموا ان الله يحيى الارض بعد موتها قال تلين القلوب بعد قسوتها و أخرج مسلم و النسائي و ابن ماجه و ابن المنذر و ابن مردويه عن ابن مسعود قال ما كان بين اسلامنا و بين ان عاتينا الله بهذه ألم يان للذين آمنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله الا أربع سنين و أخرج ابن المنذر و ابن مردويه و الطبراني و الحاكم و صححه عن عبد الله بن الزبير ان ابن مسعود أخبره انه لم يكن بين اسلامهم و بين ان نزلت هذه الآية يعاتبهم الله بها الا أربع سنين و لا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الامد فقست قلوبهم و كثير منهم فاسقون و أخرج أبو يعلى و ابن مردويه عن ابن عباس قال لما نزلت ألم يان للذين آمنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله الآية أقبل بعضنا على بعض أى شيء أحدثنا اى شيء صنعنا و أخرج ابن أبى حاتم و ابن مردويه عن ابن عباس قال ان الله استبطا قلوب المهاجرين فعاتبهم على رأس ثلاث عشرة سنة من نزول القرآن فقال ألم يان للذين آمنوا الآية و أخرج ابن أبى شيبة في المصنف عن عبد العزيز بن أبى رواد ان أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم ظهر منهم المزاح و الضحك فنزلت ألم يان الذين آمنوا الآية و أخرج ابن أبى حاتم عن مقاتل بن حيات قال كان أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم قد أخذوا في شيء من المزاح فانزل الله ألم يان للذين آمنوا الآية و أخرج ابن المبارك و عبد الرزاق و ابن المنذر عن الاعمش قال لما قدم أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم المدينة فأصابوا من لين العيش ما أصابوا بعد ما كان بهم من الجهد فكانهم فتروا عن بعض ما كانوا عليه فعوتبوا فنزلت ألم يان للذين آمنوا لآية و أخرج ابن أبى حاتم من طريق السدي عن القاسم قال مل أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم ملة فقالوا حدثنا يا رسول الله فانزل الله نحن نقص عليك أحسن القصص ثم ملوا ملة فقالوا حدثنا يا رسول الله فانزل الله ألم يان للذين آمنوا الآية و أخرج ابن مردويه عن ابن مسعود ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا يطولن عليكم الامد فتقسو قلوبكم الا ان كل ما هو آت قريب الا انما البعيد ما ليس بآت و أخرجه ابن مردويه عن ابن مسعود مرفوعا و أخرج سعيد بن منصور و البيهقى في الشعب عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قال ان بني إسرائيل لما طال عليهم الامد قست قلوبهم اخترعوا كتابا من عند أنفسهم استهوته قلوبهم و استحلته ألسنتهم و كان الحق يحول بينهم و بين كثير من شهواتهم حتى نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم كانهم لا يعلمون فقالوا أعرضوا هذا الكتاب على بني إسرائيل فان تابعوكم فاتركوهم و ان خالفوكم فاقتلوهم قالوا لا بل أرسلوا إلى فلان رجل من علمائهم فاعرضوا عليه هذا الكتاب فان تابعكم فلن يخالفكم أحد بعده و ان خالفكم فاقتلوه فلن يختلف عليكم أحد بعده فارسلوا اليه فاخذ ورقة و كتب فيها كتاب الله ثم علقها في عنقه ثم لبس عليه الثياب فعرضوا عليه الكتاب فقالوا أ تؤمن بهذا فاوما إلى صدره فقال آمنت بهذا و ما لي لا أؤمن بهذا يعنى الكتاب الذي فيه القرآن فخلو سبيله و كان له أصحاب يغشونه فلما مات وجدوا الكتاب الذي فيه القرآن معلق عليه فقالوا ألا ترون إلى قوله آمنت بهذا و ما لي لا أؤمن بهذا انما عني هذا الكتاب فاختلف بنو إسرائيل على بضع و سبعين ملة و خير مللهم أصحاب ذي القرآن قال عبد الله و ان من بقي منكم سيري منكرا و بحسب امرئ يرى منكرا لا يستطيع ان يغيره أن يعلم الله من قلبه انه كاره له و أخرج ابن المنذر عن ابن عمر رضى الله عنه انه كان إذا تلا هذه الآية ألم يان للذين آمنوا ان تخضع قلوبهم لذكر الله ثم قال بلى يا رب بلى يا رب و أخرج عبد الرزاق و عبد بن حميد و ابن المنذر عن قتادة في الآية قال شداد بن أوس أول ما يرفع من الناس الخشوع و أخرج عبد بن حميد و ابن المنذر عن مجاهد في قوله الامد قال الدهر و أخرج ابن أبى شيبة عن أبى حرب بن أبى الاسود عن أبيه قال جمع أبو موسى الاشعرى القراء فقال لا يدخلن عليكم الا من جمع القرآن فدخلنا ثلاثمائة
(176)
رجل فوعظنا و قال أنتم قراء هذه البلد و الله ليطولن عليكم الامد فتقسو قلوبكم كما قست قلوب أهل الكتاب قوله تعالى ( و الذين آمنوا بالله و رسله ) الآية أخرج ابن مردويه عن أبى الدرداء رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من فر بدينه من أرض إلى أرض مخافة الفتنة على نفسه و دينه كتب عند الله صديقا فإذا مات قبضه الله شهيدا و تلا هذه الآية و الذين آمنوا بالله و رسله أولئك هم الصديقون و الشهداء عند ربهم ثم قال و الفارون يدينهم من أرض إلى أرض يوم القيامة مع عيسى بن مريم في درجته في الجنة و أخرج ابن جرير عن البراء بن عازب رضى الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول مؤمنو أمتي شهداء ثم تلا النبي صلى الله عليه و سلم و الذين آمنوا بالله و رسله أولئك هم الصديقون و الشهداء عند ربهم و أخرج ابن المنذر عن ابن مسعود رضى الله عنه قال ان الرجل ليموت على فراشه و هو شهيد ثم تلا و الذين آمنوا بالله و رسله أولئك هم الصديقون و الشهداء عند ربهم و أخرج ابن أبى حاتم عن أبى هريرة رضى الله عنه انه قال يوما و هم عنده كلكم صديق و شهيد قيل له ما تقول يا أبا هريرة قال أقرؤا و الذين آمنوا بالله و رسله أولئك هم الصديقون و الشهداء عند ربهم و أخرج عبد الرزاق عن أبى هريرة رضى الله عنه قال انما الشهيد الذي لو مات على فراشه دخل الجنة يعنى الذي يموت على فراشه و لا ذنب له و أخرج عبد الرزاق و عبد بن حميد عن مجاهد رضى الله عنه قال كل مؤمن صديق و شهيد ثم تلا و الذين آمنوا بالله و رسله أولئك هم الصديقون و الشهداء عند ربهم و أخرج عبد بن حميد عن عمرو بن ميمون قال كل مؤمن صديق ثم قرأ و الذين آمنوا بالله و رسله أولئك هم الصديقون قال هذه مفصولة و الشهداء عند ربهم لهم أجرهم و نورهم و أخرج ابن جرير عن الضحاك في قوله و الذين آمنوا بالله و رسله أولئك هم الصديقون قال هذه مفصولة سماهم صديقين ثم قال و الشهداء عند ربهم لهم أجرهم و نورهم و أخرج عبد الرزاق عبد بن حميد و ابن المنذر عن مسروق قال هى للشهداء خاصة و أخرج ابن حبان عن عمرو بن ميمون الجهنى قال جاء رجل للنبي صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله أ رأيت ان شهدت ان لا اله الا الله وانك رسول الله و صليت الصلوات الخمس و أديت الزكاة و صمت رمضان وقمته فممن أنا قال من الصديقين و الشهداء قوله تعالى ( و فى الآخرة عذاب شديد و مغفرة من الله و رضوان ) أخرج عبد بن حميد و ابن المنذر عن قتادة في قوله و فى الآخرة عذاب شديد و مغفرة من الله و رضوان قال صار الناس إلى هذين الحرفين في الآخرة قوله تعالى ( ما أصاب من مصيبة ) الآية أخرج ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ما أصاب من مصيبة في الارض و لا في أنفسكم يقول في الدنيا و لا في الدين الا في كتاب من قبل ان نبرأها قال نخلقها لكي لا تاسوا على ما فاتكم من الدنيا و لا تفرحوا بما آتاكم منها و أخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله ما أصاب من مصيبة الآية قال هو شيء قد فرغ منه من قبل ان تبرأ الانفس و أخرج أحمد و الحاكم و صححه عن أبى حسان رجلين دخلا على عائشة فقالا ان أبا هريرة يحدث ان نبى الله صلى الله عليه و سلم كان يقول انما الطيرة في الدابة و المرأة و الدار فقالت و الذى أنزل القرآن على أبى القاسم ما هكذا كان يقول و لكن كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول كان أهل الجاهلية يقولون انما الطيرة في المرأة و الدابة و الدار ثم قرأت ما أصاب من مصيبة في الارض و لا في أنفسكم الا في كتاب من قبل ان نبرأها ان ذلك على الله يسير و أخرج البيهقي في شعب الايمان عن الحسن انه سئل عن هذه الآية فقال سبحان الله من يشك في هذا كل مصيبة في السماء و الارض ففى كتاب من قبل ان تبرأ النسمة و أخرج ابن أبى شيبة و عبد بن حميد و ابن جرير و ابن المنذر و الحاكم و صححه و البيهقى في شعب الايمان عن ابن عباس في قوله لكي لا تاسوا على ما فاتكم الآية قال ليس أحد الا و هو يحزن و يفرح و لكن ان أصابته مصيبة جعلها صبرا و ان أصابه خير جعله شكرا و أخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله ما أصاب من مصيبة في الارض و لا في أنفسكم الا في كتاب من قبل ان نبرأها يريد مصائب المعاش و لا يريد مصائب الدين انه قال لكي لا تاسوا على ما فاتكم و لا تفرحوا بما آتاكم و ليس عن مصائب الدين أمرهم ان ياسوا على السيئة و يفرحوا بالحسنة و أخرج ابن المنذر عن الحسن في الآية قال انه ليقضى بالسيئة في السماء و هو كل يوم في شان ثم يضرب لها أجل فيحبسها
(177)
إلى أجلها فإذا جاء أجلها أرسلها فليس لها مردود انه كائن في يوم كذا من شهر كذا من سنة كذا في بلد كذا من المصيبة من القحط و الرزق و المصيبة في الخاصة و العامة حتى ان الرجل يأخذ العصا يتوكأ بها و قد كان لها كارها ثم يعتادها حتى ما يستطيع تركها و أخرج ابن أبى شيبة و عبد بن حميد و ابن المنذر عن الربيع بن أبى صالح قال دخلت على سعيد بن جبير في نفر فبكى رجل من القوم فقال ما يبكيك فقال أبكى لما أرى بك و لما يذهب بك اليه قال فلا تبك فانه كان في علم الله أن يكون ألا تسمع إلى قوله ما أصاب من مصيبة في الارض و لا في أنفسكم الا في كتاب من قبل أن نبرأها و أخرج عبد الرزاق و عبد بن حميد و ابن المنذر عن قتادة في قوله ما أصاب من مصيبة في الارض و لا أنفسكم الا في كتاب قال الاوجاع و الامراض من قبل أن نبرأها قال من قبل أن نخلقها و أخرج ابن المنذر عن الحسن في الآية قال أنزل الله المصيبة ثم حبسها عنده ثم يخلق صاحبها فإذا عمل خطيئتها أرسلها عليه و أخرج الديلمي عن سليم بن جابر النجيمى قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم سيفتح على أمتي باب من القدر في آخر الزمان لا يسده شيء يكفيكم منه ان تلقوهم بهذه الآية ما أصاب من مصيبة في الارض و لا في أنفسكم الا في كتاب الآية قوله تعالى ( و الله لا يحب كل مختال فخور ) أخرج عبد بن حميد و عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن قزعة قال رأيت على ابن عمر ثيابا خشنة فقلت يا أبا عبد الرحمن انى قد أتيتك بثوب لين مما يصنع بخراسان و تقر عيني ان أراه عليك فان عليك ثيابا خشنة قال انى أخاف ان ألبسه فأكون مختالا فخورا و الله لا يحب كل مختال فخور قوله تعالى ( لقد أرسلنا رسلنا ) الآية أخرج عبد الرزاق و ابن المنذر عن قتادة في قوله و أنزلنا معهم الكتاب و الميزان قال العدل و أخرج الفريابي و عبد بن حميد عن مجاهد في قوله و أنزلنا الحديد فيه بأس شديد و منافع للناس قال جنة و سلاح و أخرج عبد بن حميد و ابن المنذر عن عكرمة في قوله و أنزلنا الحديد الآية قال ان أول ما أنزل الله من الحديد الكلبتين و الذى يضرب عليه الحديد و أخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس انه سئل عن الايام فقال السبت عدد و الاحد عدد و الاثنين يوم تعرض فيه الاعمال و الثلاثاء يوم الدم و الاربعاء يوم الحديد و أنزلنا الحديد فيه بأس شديد و الخميس يوم تعرض فيه الاعمال و الجمعة يوم بدأ الله الخلق و فيه تقوم الساعة قوله تعالى ( و جعلنا في قلوب الذين اتبعوه ) الآية أخرج عبد بن حميد و الحكيم الترمذي في نوادر الاصول و أبو يعلى و ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم و الطبراني و الحاكم و صححه و ابن مردويه و البيهقى في شعب الايمان و ابن عساكر من طرق عن ابن مسعود قال قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم يا عبد الله قلت لبيك يا رسول الله ثلاث مرات قال هل تدري أى عرا الايمان أوثق قلت الله و رسوله أعلم قال أوثق عرا الايمان الولاية في الله بالحب فيه و البغض فيه قال هل تدري أى الناس أفضل قلت الله و رسوله أعلم قال أفضل الناس أفضلهم عملا إذا تفقهوا في الدين يا عبد الله هل تدري أى الناس أعلم قلت الله و رسوله أعلم قال فان أعلم الناس أبصرهم بالحق إذا اختلف الناس و ان كان مقصرا بالعمل و ان كان يزحف على استه و اختلف من كان قبلنا على اثنتين و سبعين فرقة نجا منها ثلاث و هلك سائرها فرقة وازت الملوك و قاتلتهم على دين الله و عيسى بن مريم حتى قتلوا و فرقة لم يكن لهم طاقة بموازاة الملوك و لا بالمقام معهم فساحوا في الجبال و ترهبوا فيها و هم الذين قال الله و رهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم الا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها فآتينا الذين آمنوا منهم أجرهم الذين آمنوا بي و صدقونى و كثير منهم فاسقون الذين كفروا بي و جحدونى و أخرج النسائي و الحكيم الترمذي في نوادر الاصول و ابن جرير و ابن المنذر و ابن مردويه عن ابن عباس قال كانت ملوك بعد عيسى بدلت التوراة و الانجيل فكان منهم مؤمنون يقرؤن التوراة و الانجيل فقيل لملوكهم ما نجد شيا أشد من شتم يشتمنا هؤلاء انهم يقرؤن و من لم يحكم بما أنزل الله فاولئك هم الكافرون و من لم يحكم بما أنزل الله فاولئك هم الظالمون و من لم يحكم بما أنزل الله فاولئك هم الفاسقون مع ما يعيبوننا به من أعمالنا في قراءتهم فادعهم فليقرؤا كما نقرأ و ليؤمنوا كما آمنا فدعاهم فجمعهم و عرض عليهم القتل أو يتركوا قراءة التوراة و الانجيل الا ما بدلوا منها فقالوا ما تريدون إلى ذلك دعونا فقالت طائفة منهم ابنوا لنا أسطوانة ثم ارفعونا إليها ثم أعطونا شيا ترفع به طعامنا و شرابنا و لا ترد عليكم و قالت طائفة دعونا نسيح في الارض و نهيم و نأكل مما تأكل منه الوحوش و نشرب مما تشرب فان قدرتم علينا في أرضكم فاقتلونا و قالت طائفه ابنوا لنا
(178)
ديورا في الفيافي و نحتفر الآبار و نحرث البقول فلا نرد عليكم و لا نمر بكم و ليس أحد من القبائل الا له حميم فيهم ففعلوا ذلك فانزل الله و رهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم الا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها قال و الآخرون ممن تعبد من أهل الشرك وفنى من قد فنى منهم قالوا نتعبد كما تعبد فلان و تسبح كما ساح فلان و تتخذ ديورا كما اتخذ فلان و هم على شركهم لا علم لهم بايمان الذين اقتدوا بهم فلما بعث النبي صلى الله عليه و سلم يبق منهم الا القليل انحط صاحب الصومعة من صومعته و جاء السائح من سياحته و صاحب الدير من ديره فآمنوا به و صدقوه فقال الله تعالى يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله و آمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته أجرين بايمانهم بعيسى و نصب أنفسهم و التوراة و الانجيل و بايمانهم بمحمد و تصديقهم و يجعل لكم نورا تمشون به القرآن و اتباعهم النبي صلى الله عليه و سلم و أخرج أبو يعلى عن أنس ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا تشددوا على أنفسكم فيشدد عليكم فان قوما شددوا على أنفسهم فشدد عليهم فتلك بقاياهم في الصوامع و الديارات رهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم و اخرج البيهقي في الشعب عن سهل بن أبى أمامة بن سهل بن جبير عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا تشددوا على أنفسكم فانما هلك من كان قبلكم بتشديد هم على أنفسهم و ستجدون بقاياهم في الصوامع و الديارات و أخرج سعيد بن منصور و عبد بن حميد و ابن جرير و ابن مردويه و ابن نصر عن أبى أمامة قال ان الله كتب عليكم صيام شهر رمضان و لم يكتب عليكم قيامه و انما القيام شيء ابتدعتموه فدوموا عليه و لا تتركوه فان ناسا من بني إسرائيل ابتدعوا بدعة فعابهم الله بتركها و تلا هذه الآية و رهبانية ابتدعوها الآية و أخرج أحمد و الحكيم الترمذي في نوادر الاصول و أبو يعلى و البيهقى في الشعب عن أنس أن النبي صلى الله عليه و سلم قال ان لكل أمه رهبانية و رهبانية هذه الامة الجهاد في سبيل الله و أخرج عبد بن حميد و ابن المنذر عن قتادة في قوله و رهبانية ابتدعوها قال ذكر لنا أنهم رفضوا النساء و اتخذوا الصوامع قوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ) أخرج الطبراني في الاوسط عن ابن عباس ان أربعين من أصحاب النجاشي قدموا على النبي صلى الله عليه و سلم فشهدوا معه أحدا فكانت فيهم جراحات و لم يقتل منهم أحد فلما رأوا ما بالمؤمنين من الحاجة قالوا يا رسول الله انا أهل ميسرة فائذن لنا نجئ بأموالنا نواسى بها المسلمين فانزل الله فيهم الذين آتيناهم الكتاب من قبلهم هم به يؤمنون إلى قوله أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا فجعل لهم أجرين قال و يدرؤن بالحسنة السيئة قال أى النفقة التي وأسوا أبها المسلمين فلما نزلت هذه الآية قالوا يا معاشر المسلمين أما من آمن منا بكتابكم فله أجران و من لم يؤمن بكتابكم فله أجر كاجوركم فانزل الله يا أيها الذين آمنوا تقوا الله و آمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته و يجعل لكم نورا تمشون به و يغفر لكم فزادهم النور و المغفرة و أخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير مثله و أخرج ابن أبى حاتم عن مقاتل بن حيان قال لما نزلت أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا فخر مؤمنو أهل الكتاب على أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم فقالوا لنا أجران و لكم أجر فاشتد ذلك على لصحابة فانزل الله يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله و آمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته فجعل لهم أجرين مثل أجور مؤمنى أهل الكتاب و سوى بينهم في الاجر و أخرج عبد بن حميد عن ابن عباس يؤتكم كفلين من رحمته قال أجرين و يجعل لكم نورا تمشون به قال القرآن و أخرج عبد بن حميد عن مجاهد يؤتكم كفلين من رحمته قال ضعفين و يجعل لكم نورا تمشون به قال هدى و أخرج عبد بن حميد عن الضحاك في قوله كفلين قال أجرين و أخرج عبد بن حميد عن قتادة كفلين قال حظين و أخرج ابن جرير و ابن المنذر عن ابن عباس في قوله كفلين قال ضعفين و أخرج ابن أبى شيبة و عبد بن حميد و ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم عن أبى موسى في قوله كفلين قال ضعفين و هي بلسان الحبشة و أخرج الفريابي و ابن المنذر و ابن أبى حاتم و ابن مردويه عن ابن عمر في قوله يؤتكم كفلين من رحمته قال الكفل ثلاثمائة جزء و خمسون جزأ من رحمة الله و أخرج عبد بن حميد عن أبى قلابة في قوله يؤتكم كفلين من رحمته قال الكفل ثلاثمائة جزء من الرحمة و أخرج ابن الضريس عن سعيد بن جبير و يجعل لكم نورا تمشون به قال القرآن قوله تعالى ( لئلا يعلم أهل الكتاب ) الآية أخرج عبد بن حميد عن يزيد بن حازم قال سمعت عكرمة و عبد الله بن أبى سلمة رضى الله عنهما قرأ أحدهما لئلا يعلم أهل الكتاب و قرأ
(179)
الآخر ليعلم أهل الكتاب و أخرج ابن مردويه عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ان الله قسم العمل و قسم الاجر و في لفظ و قسم الاجل فقيل لليهود عملوا فعملوا إلى نصف النهار فقيل لكم قيراط و قيل للنصارى اعملوا فعملوا من نصف النهار إلى العصر فقيل لكم قيراط و قيل للمسلمين اعملوا فعملوا من العصر إلى غروب الشمس فقيل لكم قيراطان فتكلمت اليهود و النصارى في ذلك فقالت اليهود أ نعمل إلى نصف النهار فيكون لنا قيراط و قالت النصارى نعمل من نصف النهار إلى العصر فيكون لنا قيراط و يعمل هؤلاء من العصر إلى غروب الشمس فيكون لهم قيراطان فانزل الله لئلا يعلم أهل الكتاب ان لا يقدرون على شيء من فضل الله إلى آخر الآية ثم قال ان مثلكم فيما قبلكم من الامم كما بين العصر إلى غروب الشمس و أخرج عبد الرزاق و عبد بن حميد و ابن جرير و ابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه قال لما نزلت يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله الآية حسدهم أهل الكتاب عليها فانزل الله لئلا يعلم أهل الكتاب الآية و أخرج عبد بن حميد و ابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه قال قالت اليهود يوشك ان يخرج منا نبى فيقطع الايدى و الارجل فلما خرج من العرب كفروا فانزل الله لئلا يعلم أهل الكتاب الآية يعنى بالفضل النبوة و أخرج عبد بن حميد و ابن المنذر عن سعيد بن جبير رضى الله عنه انه قرأ كى لا يعلم أهل الكتاب و الله أعلم ( سورة المجادلة ) أخرج ابن الضريس و النحاس و أبو الشيخ في العظمة و البيهقى عن ابن عباس قال نزلت سورة المجادلة بالمدينة و أخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله و الله أعلم قوله تعالى ( قد سمع الله قول التي تجادلك ) الآية أخرج سعيد بن منصور و البخارى تعليقا و عبد بن حميد و النسائي و ابن ماجه و ابن المنذر و ابن مردويه و البيهقى في سننه عن عائشة قالت الحمد لله الذي وسع سمعه الاصوات لقد جاءت المجادلة إلى النبي صلى الله عليه و سلم تكلمه و أنا في ناحية البيت لا أسمع ما تقول فانزل الله قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها إلى آخر الآية و أخرج ابن ماجه و ابن أبى حاتم و الحاكم و صححه و ابن مردويه و البيهقى عن عائشة قالت تبارك الذي وسع سمعه كل شيء انى لاسمع كلام خوله بنت ثعلبة و يخفى على بعضه و هي تشتكي زوجها إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم و هي تقول يا رسول الله أكل شبابي و نثرت له بطني حتى إذا كبر سنى و انقطع ولدى ظاهر منى أللهم انى أشكو إليك فما برحت حتى نزل جبريل بهؤلاء الآيات قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها و هو أوس بن الصامت و أخرج ابن أبى حاتم و البيهقى في الاسماء و الصفات عن ابن زيد قال لقى عمر بن الخطاب إمرأة يقال لها خولة و هو يسير مع الناس فاستوقفته فوقف لها ودنا منها و أصغى إليها رأسه و وضع يديه على منكبيها حتى قضت حاجتها و انصرفت فقال له رجل يا أمير المؤمنين حبست رجال قريش على هذه العجوز قال ويحك و تدرى من هذه قال لا قال هذه إمرأة سمع الله شكواها من فوق سبع سموات هذه خولة بنت ثعلبة و الله لو لم تنصرف عني إلى الليل ما انصرفت حتى تقضى حاجتها و أخرج البخارى في تاريخه و ابن مردويه عن ثمامة بن حزن قال بينما عمر بن الخطاب يسير على حماره لقيته إمرأة فقالت قف يا عمر فوقف فاغلظت له القول فقال رجل يا أمير المؤمنين ما رأيت كاليوم فقال و ما يمنعنى ان أستمع إليها و هي التي استمع الله لها أنزل فيها ما أنزل قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها و أخرج أحمد و أبو داود و ابن المنذر و الطبراني و ابن مردويه و البيهقى من طريق يوسف بن عبد الله بن سلام قال حدثتني خولة بنت ثعلبة قالت في و الله و في أوس بن الصامت أنزل الله صدر سورة المجادلة قالت كنت عنده و كان شيخا كبيرا قد ساء خلقه فدخل على يوما فراجعته بشيء فغضب فقال أنت على كظهر أمى ثم رجع فجلس في نادى قومه ساعة ثم دخل على فإذا هو يريدنى عن نفسى قلت كلا و الذى نفس خويلة بيده لا تصل إلى و قد قلت ما قلت حتى يحكم الله و رسوله فينا ثم جئت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكرت له ذلك فما برحت حتى نزل القرآن فتغشى رسول الله صلى الله عليه و سلم ما كان يتغشاء ثم سرى عنه فقال لي يا خوله قد أنزل الله فيك و في صاحبك ثم قرأ على رسول الله صلى الله عليه و سلم قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها إلى قوله عذاب أليم فقال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم مريه فليعتق رقبة قلت يا رسول الله ما عنده ما يعتق قال فليصم شهرين متتابعين قلت و الله انه لشيخ كبير ما به من صيام قال فليطعم ستين مسكينا وسقا من تمر قلت و الله ما ذاك عنده قال رسول الله
(180)
صلى الله عليه و سلم فانا سنعينه بعرق من تمر قلت و أنا يا رسول الله سأعينه بعرق آخر قال فقد أصبت و أحسنت فاذهبي فتصدقى به عنه ثم استوصى بإبن عمك خيرا قالت ففعلت و أخرج سعيد بن منصور و ابن مردويه و البيهقى عن عطاء بن يسار ان أوس بن الصامت ظاهر من إمرأته خوله بنت ثعلبة فجاءت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فاخبرته و كان أوس بن لمم فنزل القرآن و الذين يظهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا فتحرير رقبة من قبل أن يتماسا فقال لامرأته مريه فليعتق رقبة فقالت يا رسول الله و الذى أعطاك ما أعطاك ما جئت الا رحمة له ان له في منافع و الله ما عنده رقبة و لا يملكها قالت فنزل القرآن و هي عنده في البيت قال مريه فليصم شهرين متتابعين فقالت و الذى أعطاك ما أعطاك ما قدر عليه فقال مريه فليتصدق على ستين مسكينا فقالت يا رسول الله ما عنده ما يتصدق به فقال يذهب إلى فلان الانصاري فان عنده شطر وسق تمر أخبرني انه يريد أن يتصدق به فليأخذ منه ثم ليتصدق على ستين مسكينا و أخرج عبد بن حميد و ابن المنذر و ابن مردويه و الحاكم و صححه و البيهقى في السنن عن عائشة ان خولة كانت إمرأة أوس بن الصامت و كان امرأ به لمم فإذا اشتد لممه ظاهر من إمرأته فانزل الله فيه كفارة الظهار و أخرج النحاس و ابن مردويه و البيهقى من طريق عكرمة عن ابن عباس قال كان الرجل في الجاهلية لو قال لامرأته أنت على كظهر أمى حرمت عليه و كان أول من ظاهر في الاسلام أوس بن الصامت و كانت تحته ابنة عم له يقال لها خوله فظاهر منها فاسقط في يده و قال ما أراك الا قد حرمت على قانطلقى إلى النبي صلى الله عليه و سلم فاسأليه فاتت النبي صلى الله عليه و سلم فوجدت عنده ما شطة تمشط رأسه فاخبرته فقال يا خولة ما أمرنا في أمرك بشيء فانزل الله على النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا خولة ابشرى قالت خيرا قال خيرا فانزل الله على النبي فقرأ عليها قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها الآيات و أخرج ابن مردويه عن ابن عباس ان خولة أو خويلة أنت النبي صلى الله عليه و سلم فقالت يا رسول الله ان زوجي ظاهر منى فقال لها النبي صلى الله عليه و سلم ما أراك الا قد حرمت عليه فقالت أشكو إلى الله فاقتى فانزل الله قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها و تشتكى إلى الله و أخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال في القرآن 7 ما أنزل الله جملة واحدة قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها و تشتكى إلى الله كان هذا قبل أن تخلق خولة لو أن خولة أرادت أن لا تجادل لم يكن ذلك لان الله كان قد قدر ذلك عليها قبل ان يخلقها و أخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها و ذلك ان خولة إمرأة من الانصار ظاهر منها زوجها فقال أنت على كظهر أمى فاتت رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالت ان زوجي كان تزوجني و أنا أحب الناس اليه حتى إذا كبرت و دخلت في السن قال أنت على كظهر أمى و تركني إلى أحد فان كنت تجد لي رخصة يا رسول الله تنعشنى و اياه بها فحدثني بها قال و الله ما أمرت في شأنك بشيء حتى الآن و لكن ارجعى إلى بيتك فان أومر بشيء لا أعميه عليك ان شاء الله فرجعت إلى بيتها فانزل الله على رسوله صلى الله عليه و سلم في الكتاب رخصتها و رخصة زوجها فقال قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها إلى قوله عذاب أليم فأرسل إلى زوجها فقال هل تستطيع أن تعتق رقبة قال اذن يذهب مالى كله الرقبة غالية و أنا قليل المال قال هل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين قال و الله لو لا انى آكل كل يوم ثلاث مرات لكل بصري قال هل تستطيع أن تطعم ستين مسكينا قال لا و الله الا أن تعينني قال انى معينك بخمسة عشر صاعا و أخرج ابن مردويه عن أنس رضى الله عنه ان أوس بن الصامت ظاهر من إمرأته خولة بنت ثعلبة فشكت ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالت ظاهر منى زوجي حين كبر سنى ودق عظمى فانزل الله آية الظهار فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أعتق رقبة قال ما لي بذلك يدان قال فصم شهرين متتابعين قال انى إذا أخطأنى ان آكل في اليوم ثلاث مرات يكل بصري قال فأطعم ستين مسكينا قال ما أجد الا ان تعينني فدعا رسول الله صلى الله عليه و سلم خمسة عشر صاعا حتى جمع الله له أهله و أخرج ابن مردويه عن الشعبي قال المرأة التي جادلت في زوجها خولة بنت صامت و أمها معاذة التي أنزل الله فيها و لا تكرهوا فتياتكم على البغاء و كانت أمة لعبد الله بن أبى و أخرج عبد بن حميد و ابن مردويه عن محمد بن سيرين قال ان أول من ظاهر في الاسلام زوج خويلة فاتت النبي صلى الله عليه و سلم فقالت ان زوجي ظاهر منى و جعلت تشكو إلى الله فقال
(181)
لها النبي صلى الله عليه و سلم ما جاءني في هذا شيء قالت فالى من يا رسول الله ان زوجي ظاهر منى فبينما هى كذلك اذ نزل الوحي قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها حتى بلغ فتحرير رقبة من قبل ان يتماسا ثم حبس الوحي فانصرف إليها رسول الله صلى الله عليه و سلم فتلاها عليها فقالت لا يجد فقال النبي صلى الله عليه و سلم هو ذاك فبينما هى كذلك اذ نزل الوحي فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين من قبل أن يتماسا ثم حبس الوحي فانصرف إليها رسول الله صلى الله عليه و سلم فتلاها عليها فقالت لا يستطيع أن يصوم يوما واحدا قال هو ذاك فبينما هى كذلك اذ نزل الوحي فمن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا فانصرف إليها رسول الله صلى الله عليه و سلم فتلاها عليها فقالت لا يجد يا رسول الله قال انا سنعينه و أخرج عبد بن حميد عن عطاء الخراساني قال أعانه النبي صلى الله عليه و سلم بخمسة عشر صاعا و أخرج عبد بن حميد عن أبى زيد المدني رضى الله عنه ان إمرأة جاءت بشطر وسق من شعير قاعطاه النبي صلى الله عليه و سلم أى مدين من شعير مكان مدن بر و أخرج عبد بن حميد عن عبد الرحمن بن أبى ليلي ان النبي صلى الله عليه و سلم أعانه بخمسة عشر صاعا من شعير و أخرج عبد بن حميد عن الحسن رضى الله عنه ان رجلا ظاهر من إمرأته على عهد النبي صلى الله عليه و سلم و كان الظهار أشد من الطلاق و أحرم الحرام إذا ظاهر من إمرأته لم ترجع اليه أبدا فاتت النبي صلى الله عليه و سلم فقالت يا نبى الله ان زوجي و أبا ولدى ظاهر منى و ما يطلع الا الله على ما يدخل على من فراقه فقال لها النبي صلى الله عليه و سلم قد قال ما قال قالت فكيف أصنع ودعت الله و اشتكت اليه فانزل الله قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها و تشتكى إلى الله إلى آخر الآيات فدعا رسول الله صلى الله عليه و سلم زوجها فقال تعتق رقبة قال ما في الارض رقبة أملكها قال تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين قال يا رسول الله انى بلغت سنا وبى دوران فإذا لم آكل في اليوم مرارا أدير على حتى أقع قال تستطيع أن تطعم ستين مسكينا قال و الله ما أجد فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم سنعينك و أخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضى الله عنه ان إمرأة أخى عبادة بن الصامت جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم تشكو زوجها تظاهر عنها و إمرأة تفلى رأس رسول الله صلى الله عليه و سلم أو قال تدهنه فرفع رسول الله صلى الله عليه و سلم نظره إلى السماء فقالت التي تفلى لامرأة أخى عبادة بن الصامت و اسمها خولة بنت ثعلبة يا خولة ألا تسكتى فقد ترينه ينظر إلى السماء فانزل الله فيها قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها فعرض عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم عتق رقبة فقال لا أجد فعرض عليه صيام شهرين متتابعين فقال لا أطيق ان لم آكل كل يوم ثلاث مرات شق بي فقال له النبي صلى الله عليه و سلم فأطعم ستين مسكينا قال لا أجد فاتى النبي صلى الله عليه و سلم بشيء من تمر فقال له خذ هذا فأقسمه فقال الرجل ما بين لابتيها أفقر منى فقال له النبي صلى الله عليه و سلم كله أنت و أهلك و أخرج عبد بن حميد عن يزيد بن زيد الهمداني في قوله قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها قال هى خولة بنت الصامت و كان زوجها مريضا فدعاها فلم تجبه و أبطأت عليه فقال أنت على كظهر أمى فاتت النبي صلى الله عليه و سلم فنزلت هذه الآية فتحرير رقبة فقال له النبي صلى الله عليه و سلم أعتق رقبة قال لا أجد قال فصم شهرين متتابعين قال لا استطيع قال فأطعم ستين مسكينا قال لا و الله ما عندي الا أن تعينني فأعانه النبي صلى الله عليه و سلم بخمسة عشر صاعا فقال و الله ما في المدينة أحوج إليها منى فقال النبي صلى الله عليه و سلم فكلها أنت و أهلك و أخرج ابن سعد عن عمران بن أنس قال كان أول من ظاهر في الاسلام أوص بن الصامت و كان به لمم و كان يفيق أحيانا فلاحى إمرأته خولة بنت ثعلبة في بعض صحواته فقال أنت على كظهر أمى ثم ندم فقال ما أراك الا قد حرمت على قالت ما ذكرت طلاقا فاتت النبي صلى الله عليه و سلم فاخبرته بما قال قال و جادلت رسول الله صلى الله عليه و سلم مرارا ثم قالت أللهم انى أشكو إليك شدة وحدتي و ما يشق على من فراقه قالت عائشة فلقد بكيت و بكى من كان في البيت رحمة لها ورقة عليها و نزل على رسول الله صلى الله عليه و سلم الوحي فسرى عنه و هو يتبسم فقال يا خولة قد أنزل الله فيك و فيه قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها ثم قال مريه أن يعتق رقبه قالت لا يجد قال فمريه أن يصوم شهرين متتابعين قالت لا يطيق ذلك قال فمريه فليطعم ستين مسيكنا قالت وانى له قال فمريه فليأت أم المنذر بنت قيس فليأخذ منها شطر وسق تمر فليتصدق به على ستين مسكينا