بلا اله الا الله و ان محمدا رسول الله و قلوبهم تأبى ذلك و أخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله كانهم خشب مسندة قال نخل قيام قوله تعالى ( و إذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم ) الآيتين أخرج عبد بن حميد و ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير ان النبي صلى الله عليه و سلم كان إذا نزل منزلا في السفر لم يرتحل منه حتى يصلى فيه فلما كان غزوة تبوك نزل منزلا فقال عبد الله بن أبى لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الاعز منها الاذل فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم فارتحل و لم يصل فذكروا ذلك له فذكر قصة ابن أبى و نزل القرآن إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد انك لرسول الله و الله يعلم انك لرسوله و جاء عبد الله بن أبى إلى النبي صلى الله عليه و سلم فجعل يعتذر و يحلف ما قال و رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول له تب فجعل يلوى رأسه فانزل الله عز و جل و إذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لووا رؤوسهم الآية و أخرج عبد بن حميد و ابن المنذر عن مجاهد و إذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لووا رؤوسهم قال عبد الله بن أبى ابن سلول قيل له تعالى يستغفر لك رسول الله صلى الله عليه و سلم فلوى رأسه و قال ماذا قلت و أخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله و إذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لووا رؤوسهم قال حركوها استهزاء و أخرج عبد بن حميد و ابن جرير و ابن المنذر عن قتادة في الآية قال نزلت في عبد الله بن أبى و ذلك ان غلاما من قرابته انطلق إلى النبي صلى الله عليه و سلم بحديث و تكذيب شديد فدعاه رسول الله صلى الله عليه و سلم فإذا هو يحلف و يتبرأ من ذلك و أقبلت الانصار على ذلك الغلام فلاموه و عذلوه و قيل لعبد الله رضى الله عنه لو أتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم فاستغفر لك فجعل يلوى رأسه و يقول لست فاعلا و كذب على فانزل الله ما تسمعون و أخرج عبد بن حميد و ابن المنذر من طريق الحكم عن عكرمة ان عبد الله بن أبى ابن سلول كان له ابن يقال له حباب فسماه رسول الله صلى الله عليه و سلم عبد الله فقال يا رسول الله ان والدى يؤذى الله و رسوله فذرنى حتى أقتله فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تقتل أباك ثم جاءه أيضا فقال له يا رسول الله ان والدى يؤذى الله و رسوله فذرنى حتى أقتله فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تقتل أباك ثم جاءه أيضا فقال يا رسول الله ان والدى يؤذى الله و رسوله فذرنى أقتله فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تقتل أباك فقال يا رسول الله فذرنى حتى أسقيه من وضوئك لعل قلبه يلين فتوضأ رسول الله صلى الله عليه و سلم و أعطاه فذهب به إلى أبيه فسقاه ثم قال له هل تدري ما سقيتك قال له والده سقيتنى بول أمك فقال له ابنه لا و الله و لكن سقيتك وضوء رسول الله صلى الله عليه و سلم قال عكرمة و كان عبد الله بن أبى عظيم الشان و فيه أنزلت هذه الآية في المنافقين هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا و هو الذي قال لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الاعز منها الاذل قال الحكم ثم حدثني بشر بن مسلم انه قيل له يا أبا حباب انه قد نزل فيك آى شداد فاذهب إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم يستغفر لك فلوى رأسه ثم قال أمرتمونى ان أؤمن فقد آمنت و أمرتمونى ان أعطى زكاة مالى فقد أعطيت فما بقي الا ان اسجد لمحمد و أخرج البيهقي في الدلائل عن الزهرى قال كان لعبد الله بن أبى مقام يقومه كل جمعة لا يتركه شرفا له في نفسه و في قومه فكان إذا جلس رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم الجمعة يخطب قام فقال أيها الناس هذا رسول الله بين أظهركم أكرمكم الله به و أعزكم به فانصروه و عزروه و اسمعوا له و أطيعوا ثم يجلس فلما قدم رسول الله صلى الله عليه و سلم من أحد و صنع المنافق ما صنع في أحد فقام يفعل كما كان يفعل فاخذ المسلمون بثيابه من نواحيه و قالوا اجلس يا عدو الله لست لهذا المقام بأهل قد صنعت ما صنعت فخرج يتخطى رقاب الناس و هو يقول و الله لكانى قلت هجرا أن قمت اسدد امره فقال له رجل ويحك ارجع يستغفر لك رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال المنافق و الله لا أبغى ان يستغفر لي و أخرج ابن جرير عن ابن عباس قال لما نزلت آية براءة استغفر لهم أو لا تستغفر لهم قال النبي صلى الله عليه و سلم اسمع ربي قد رخص لي فيهم فو الله لاستغفرن أكثر من سبعين مرة لعل الله ان يغفر لهم فنزلت سواء عليهم استغفرت لهم ام لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم و أخرج ابن مردويه عن عروة قال لما نزلت استغفر لهم أو لا تستغفر لهم ان تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم قال النبي صلى الله عليه و سلم لازيدن على السبعين فانزل الله سواء عليهم استغفرت لهم ام لم تستغفر لهم الآية قوله تعالى ( هم الذين يقولون لا تنفقوا ) الآية أخرج ابن مردويه و الضياء في المختارة عن
(225)
ابن عباس قال نزلت هذه الآية هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا في عسيف لعمر ابن الخطاب و أخرج ابن مردويه عن زيد بن ارقم و عبد الله بن مسعود انهما كان يقرآن لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا من حوله و أخرج عبد الرزاق و عبد بن حميد عن قتادة في قوله هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله قال ان عبد الله بن أبى قال لاصحابه لا تنفقوا على من عند رسول الله فانكم لو لم تنفقوا عليهم قد انفضوا و في قوله يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الاعز منها الاذل قال قد قالها منافق عظيم النفاق في رجلين اقتتلا أحدهما غفارى و الآخر جهنى فظهر الغفاري على الجهنى و كان بين جهينة و بين الانصار حلف فقال رجل من المنافقين و هو عبد الله بن ابى يا بني الاوس و الخزرج عليكم صاحبكم و حليفكم ثم قال و الله ما مثلنا و مثل محمد الا كما قال القائل سمن كلبك ياكلك و الله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الاعز منها الاذل فسعى بها بعضهم إلى نبى الله صلى الله عليه و سلم فقال عمر يا نبى الله مر معاذ ان يضرب عنق هذا المنافق فقال لا يتحدث الناس ان محمدا يقتل أصحابه و ذكر لنا انه كثر على رجلين من المنافقين عنده فقال عمر هل يصلى قالوا نعم و لا خير في صلاته قال نهيت عن المصلين نهيت عن المصلين نهيت عن المصلين و أخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا يقول لا تطعموا محمدا و أصحابه حتى تصيبهم مجاعة فيتركوا نبيهم و في قوله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الاعز منها الاذل قال قال ذلك عبد الله بن أبى رأس المنافقين و أناس معه من المنافقين و أخرج سعيد بن منصور و البخارى و مسلم و الترمذى و ابن المنذر و ابن مردويه و البيهقى في الدلائل عن جابر بن عبد الله قال كنا مع النبي صلى الله عليه و سلم في غزاة قال سفيان يرون انها غزوة بني المصطلق فكسع رجل من المنافقين رجلا من الانصار 7 فسمع ذلك النبي صلى الله عليه و سلم فقال ما بال دعوى الجاهلية قالوا رجل من المهاجرين كسع رجلا من الانصار فقال النبي صلى الله عليه و سلم دعوها فانها امنتنة فسمع ذلك عبد الله بن أبى فقال أوقد فعلوها و الله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الاعز منها الاذل فبلغ النبي صلى الله عليه و سلم فقال عمر يا رسول الله دعني أضرب عنق هذا المنافق فقال النبي صلى الله عليه و سلم دعه لا يتحدث الناس ان محمدا يقتل أصحابه زاد الترمذي فقال له ابنه عبد الله و الله لا تنقلب حتى تقر انك الذليل و رسول الله صلى الله عليه و سلم العزيز ففعل و أخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضى الله عنه قال كان بين غلام من الانصار و غلام من بني غفار في الطريق كلام فقال عبد الله بن أبى هنيئا لكم بأس هنيئا جمعتم سواق الحجيج من مزينة و جهينة ففلبوكم على ثماركم و لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الاعز منها الاذل و أخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضى الله عنه قال لما حضر عبد الله بن أبى الموت قال ابن عباس رضى الله عنهما فدخل عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم فجرى بينهما كلام فقال له عبد الله بن أبى قد أفقه ما تقول و لكن من على اليوم و كفنى بقميصك هذا وصل على قال ابن عباس رضى الله عنهما فكفنه رسول الله صلى الله عليه و سلم بقميصه وصلى عليه و الله أعلم أى صلاة كانت و أن محمدا صلى الله عليه و سلم لم يخدع إنسانا قط انه قال يوم الحديبية كلمة حسنة فسئل عكرمة رضى الله عنه ما هذه الكلمة قال قالت له قريش يا أبا حباب انا قد منعنا محمدا طواف هذا البيت و لكنا ناذن لك فقال لالى في رسول الله اسوة حسنة قال فلما بلغوا المدينة أخذ ابنه السيف ثم قال لوالده أنت تزعم لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الاعز منها الاذل و الله لا تدخلها حتى يأذن لك رسول الله صلى الله عليه و سلم و أخرج الحميدى في مسنده عن أبى هرون المدني قال قال عبد الله بن عبد الله بن أبى لابيه و الله لا تدخل المدينة أبدا حتى تقول رسول الله صلى الله عليه و سلم الاعز و أنا الاذل و أخرج الطبراني عن اسامة بن زيد رضى الله عنه لما رجع رسول الله صلى الله عليه و سلم من بني المصطلق قام عبد الله بن عبد الله بن أبى فسل على أبيه السيف و قال لله على أن لا اغمده حتى تقول محمد الاعز و أنا الاذل فقال ويلك محمد الاعز و أنا الاذل فبلغت رسول الله صلى الله عليه و سلم فاعجبته و شكرها له و أخرج ابن المنذر عن ابن جريج قال لما قدموا المدينة سل عبد الله بن عبد الله بن أبى على أبيه السيف و قال لاضربنك أو تقول أنا الاذل و محمد الاعز فلم يبرح حتى قال ذلك و أخرج ابن أبى شيبة عن عروة بن الزبير رضى الله عنه ان أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم في غزوة بني المصطلق لما أتوا المنزل كان بين غلمان من المهاجرين و غلمان
(226)
من الانصار فقال غلمان من المهاجرين يا للمهاجرين و قال غلمان من الانصار يا للانصار فبلغ ذلك عبد الله بن أبى ابن سلول فقال أما و الله لو انهم لم ينفقوا عليهم انفضوا من حوله أما و الله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الاعز منها الاذل فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه و سلم فامر بالرحيل فأدرك ركبا من بني عبد الاشهل في المسير فقال لهم ألم تعلموا ما قال المنافق عبد الله بن ابى قالوا و ما ذا قال يا رسول الله قال قال أما و الله لو لم تنفقوا عليهم لانفضوا من حوله أما و الله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الاعز منها الاذل قالوا صدق يا رسول الله فانت و الله الاعز العزيز و هو الذليل و أخرج عبد بن حميد عن محمد بن سيرين رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه و سلم كان معسكرا و ان رجلا من قريش كان بينه و بين رجل من الانصار كلام حتى اشتد الامر بينهما فبلغ ذلك عبد الله بن أبى فخرج فنادي غلبني على قومى من لا قوم له بلغ ذلك عمر بن الخطاب رضى الله عنه فاخذ سيفه ثم خرج عامدا ليضربه فذكر هذه الآية يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدى الله و رسوله فرجع حتى دخل على النبي صلى الله عليه و سلم فقال ما لك يا عمر قال العجب من ذلك المنافق يقول غلبني على قومى من لا قوم له و الله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الاعز منها الاذل قال النبي صلى الله عليه و سلم قم فناد في الناس يرتحلون فارتحلوا فساروا حتى إذا كان بينهم و بين المدينة مسيرة ليلة فعجل عبد الله بن عبد الله بن أبى حتى اناخ بجامع طرق المدينة و دخل الناس حتى جاء أبوه عبد الله بن أبى فقال وراءك فقال ما لك ويلك قال و الله لا تدخلها أبدا الا ان يأذن رسول الله و ليعلمن اليوم من الاعز من الاذل فرجع حتى لقى رسول الله صلى الله عليه و سلم فشكا اليه ما صنع ابنه فأرسل اليه النبي صلى الله عليه و سلم ان خل عنه حتى يدخل ففعل فلم يلبثوا الا أياما قلائل حتى اشتكى عبد الله فاشتد وجعه فقال لابنه عبد الله يا بني إئت رسول الله صلى الله عليه و سلم فادعه فانك إذا أنت طلبت ذلك اليه فعل ففعل ابنه فاتى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال له يا رسول الله ان عبد الله بن أبى شديد الوجع و قد طلب إلى أن آتيك فتاتيه فانه قد اشتاق إلى لقائك فاخذ نعليه فقام و قام معه نفر من أصحابه حتى دخلوا عليه فقال لاهله حين دخل النبي صلى الله عليه و سلم أجلسونى فاجلسوه فبكى فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ا جزعا يا عدو الله الآن فقال يا رسول الله انى لم أدعك لتؤنبنى و لكن دعوتك لترحمنى فاغرورقت عينا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال ما حاجتك قال حاجتي إذا أنا مت ان تشهد غسلي و تكفنى في ثلاثة أثواب من ثيابك و تمشى مع جنازتي و تصلى على ففعل رسول الله صلى الله عليه و سلم فنزلت هذه الآية بعد و لا تصل على احد منهم مات أبدا و لا تقم على قبره قوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم ) الآية أخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم في قوله يا أيها الذين آمنوا لا تلكهم أموالكم و لا أولادكم عن ذكر الله قال هم عباد من أمتي الصالحون منهم لا تلهيهم تجارة و لا بيع عن ذكر الله و عن الصلاة المفروضة الخمس و أخرج عبد بن حميد و الترمذى و ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم و الطبراني و ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من كان له مال يبلغه حج بيت ربه أو تجب عليه فيه الزكاة فلم يفعل سأل الرجعة عند الموت فقال له رجل يا ابن عباس اتق الله فانما يسال الرجعة الكفار فقال ساتلو عليكم بذلك قرآنا يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم و لا أولادكم عن ذكر الله إلى آخر السورة و أخرج ابن جرير من وجه آخر عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم و لا أولادكم عن ذكر الله الآية قال هو الرجل المؤمن إذا نزل به الموت و له مال لم يزكه و لم يحج منه و لم يعط حق الله منه يسال الرجعة عند الموت ليتصدق من ماله و يزكى قال الله و لن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها و اخرج عبد بن حميد و ابن المنذر عن الضحاك في قوله لا تلهكم أموالكم و لا أولادكم عن ذكر الله قال عن الصلوات الخمس و في قوله و أنفقوا مما رزقناكم قال يعنى الزكاة و النفقة في الحج و أخرج ابن المنذر و البيهقى في شعب الايمان عن عطاء في قوله لا تلهكم أموالكم و لا أولادكم عن ذكر الله قال الصلاة المفروضة و أخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله فاصدق قال أزكى و أكون من الصالحين قال احج و أخرج عبد بن حميد عن الحسن عن عاصم انه قرأ فاصدق و أكون من الصالحين قال احج و أخرج عبد بن حميد و عن الحسن عن عاصم انه قرأ فاصدق و أكون من الصالحين بالواو و أخرج ابن الانباري في المصاحف عن زيد بن ثابت قال القراءة
(227)
سنة من السنن فاقرؤا القرآن كما اقرئتموه ان هذان لساحران فاصدق و أكن من الصالحين ( سورة التغابن ) أخرج ابن الضريس و ابن مردويه و البيهقى في الدلائل عن ابن عباس رضى الله عنهما قال نزلت سورة التغابن بالمدينة و أخرج ابن مردويه عن ابن الزبير قال نزلت سورة التغابن بالمدينة و أخرج النحاس عن ابن عباس قال نزلت سورة التغابن بمكة الا آيات من آخرها نزلت بالمدينة في عوف بن مالك الاشجعي شكا إلى النبي صلى الله عليه و سلم جفاء أهله و ولده فانزل الله يا أيها الذين آمنوا ان من أزواجكم و اولادكم عدوا لكم فاحذروهم إلى آخر السورة و أخرج ابن اسحق و ابن جرير عن عطاء بن يسار قال نزلت سورة التغابن كلها بمكة الا هؤلاء الآيات يا أيها الذين آمنوا ان من أزواجكم و اولادكم نزلت في عوف بن مالك الاشجعي كان ذا أهل و ولد فكان إذا أراد الغزو بكوا اليه و رققوه فقالوا إلى من تدعنا فيرق و يقيم فنزلت هذه الآيات فيه بالمدينة قوله تعالى ( يسبح لله ) الآيات أخرج ابن حبان في الضعفاء و الطبراني و ابن مردويه و ابن عساكر عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ما من مولود يولد الا و انه مكتوب في تشبيك رأسه خمس آيات من فاتحة سورة التغابن و أخرج عبد بن حميد و ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم و ابن مردويه عن أبى ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا مكث المنى في الرحم أربعين ليلة أتاه ملك النفوس فعرج به إلى الرب فيقول يا رب أذكر أم أنثى فيقضى الله ما هو قاض فيقول اشقى ام سعيد فيكتب ما هو لاق و قرأ أبو ذر من فاتحة التغابن خمس آيات إلى قوله و صوركم فأحسن صوركم و اليه المصير و أخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم العبد يولد مؤمنا و يعيش مؤمنا و يموت مؤمنا و العبد يولد كافرا و يعيش كافرا و يموت كافرا و ان العبد يعمل برهة من الزمان بالشقاوة ثم يدركه الموت بما كتب له فيموت شقيا و ان العبد يعمل برهة من دهره بالشقاوة ثم يدركه ما كتب له فيموت سعيدا قوله تعالى ( زعم الذين كفروا ) أخرج ابن أبى شيبة و ابن مردويه عن ابن مسعود انه قيل له ما سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول في زعموا قال سمعته يقول بئس مطية الرجل و أخرج ابن أبى شيبة و ابن المنذر عن عبد الله بن مسعود انه كره زعموا و اخرج ابن أبى شيبة و عبد بن حميد و ابن المنذر عن مجاهد أنه كره زعموا لقول الله زعم الذين كفروا و أخرج ابن أبى شيبة و عبد بن حميد عن هانئ بن عروة انه قال لابنه هب لي اثنتين زعموا و سوف لا يكونان في حديثك و أخرج ابن جرير عن ابن عمر قال زعم كنية الكذب و أخرج ابن سعد و ابن أبى شيبة و عبد بن حميد عن شريح قال زعم كنية الكذب و أخرج ابن أبى شيبة قال زعموا زاملة الكذب قوله تعالى ( يوم يجمعكم ليوم الجمع ) أخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله يوم يجمعكم ليوم الجمع قال هو يوم القيامة و ذلك يوم التغابن غبن أهل الجنة أهل النار و أخرج ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم عن ابن عباس يوم التغابن من أسماء يوم القيامة و أخرج عبد بن حميد و ابن المنذر عن ابن عباس في قوله ذلك يوم التغابن قال غبن أهل الجنة أهل النار و أخرج الفريابي و ابن أبى شيبة و عبد بن حميد و ابن المنذر عن مجاهد ذلك يوم التغابن قال غابن أهل الجنة أهل النار و الله أعلم قوله تعالى ( ما أصاب من مصيبة الا باذن الله ) أخرج عبد بن حميد و ابن المنذر و البيهقى في شعب الايمان عن علقمة في قوله ما أصاب من مصيبة الا باذن الله و من يؤمن بالله يهد قلبه قال قال هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم انها من عند الله فيسلم الامر لله و يرضى بذلك و أخرج سعيد بن منصور عن ابن مسعود رضى الله عنه في الآية قال هى المصيبات تصيب الرجل فيعلم انها من عند الله فيسلم لها و يرضى و أخرج ابن جرير و ابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله و من يؤمن بالله يهد قلبه يعنى يهد قلبه لليقين فيعلم ان ما أصابه لم يكن ليخطئه و ما أخطأه لم يكن ليصيبه و أخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضى الله عنه في قوله و من يؤمن بالله يهد قلبه قال من أصاب من الايمان ما يعرف به الله فهو مهتدى القلب قوله تعالى ( الله لا اله الا هو ) الآية أخرج ابن مردويه عن عائشة رضى الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم شعار المؤمنين يوم ييعثون من قبورهم لا اله الا الله و على الله فليتوكل المؤمنون قوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا ان من أزواجكم ) الآية أخرج الفريابي و عبد بن حميد و الترمذى و ابن
(228)
جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم و الطبراني و الحاكم و صححه و ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال نزلت هذه الآية يا أيها الذين آمنوا ان من أزواجكم و أولادكم عدوا لكم فاحذروهم في قوم من أهل مكة اسلموا و أرادوا ان يأتوا النبي صلى الله عليه و سلم فأبى أزواجهم و أولادهم أن يدعوهم فلما أتوا رسول الله صلى الله عليه و سلم فرأ و الناس قد فقهوا في الدين هموا ان يعاقبوهم فانزل الله يا أيها الذين آمنوا ان من أزواجكم و أولادكم عدوا لكم فاحذروهم و ان تعفوا و تصفحوا و تغفروا فان الله غفور رحيم و أخرج عبد بن حميد و ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما في الآية قال كان الرجل يريد الهجرة فتحبسه إمرأته و ولده فيقول أنا و الله لئن جمع الله بيني و بينكم في دار الهجرة لافعلن و لافعلن فجمع الله بينهم في دار الهجرة فانزل الله و ان تعفوا و تصفحوا و تغفروا و أخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضى الله عنه ان من أزواجكم و أولادكم عدوا لكم فاحذروهم قال منهم من لا يأمر بطاعة و لا ينهى عن معصية و كفى بذلك عداوة للمرء ان يكون صاحبه لا يأمر بطاعة و لا ينهى عن معصية و كانوا يثبطون عن الجهاد و الهجرة إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم قوله تعالى ( انما أموالكم و أولادكم فتنة ) أخرج عبد بن حميد و ابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه في قوله انما أموالكم و أولادكم فتنة قال بلاء و الله عنده أجر عظيم قال الجنة و أخرج ابن المنذر و الطبراني عن ابن مسعود رضى الله عنه قال لا يقولن أحدكم أللهم انى أعوذ بك من الفتنة فانه ليس أحد منكم الا و هو مشتمل على فتنة فان الله يقول انما أموالكم و أولادكم فتنة و لكن من استعاذ فليستعذ من مضلاتها و أخرج ابن أبى شيبة عن أبى الضحى قال قال رجل أو هو عند عمر أللهم انى أعوذ بك من الفتنة أو الفتن عمر ا تحب ان لا يرزقك الله ما لا و لا ولدا أيكم استعاذ من الفتن فليستعذ من مضلاتها و أخرج ابن مردويه عن كعب بن عياض رضى الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ان لكل أمة فتنة و ان فتنة أمتي المال و أخرج ابن مردويه عن عبادة بن الصامت رضى الله عنه قال لكل أمة فتنة و فتنة أمتي المال و أخرج ابن مردويه عن عبد الله بن أبى أوفى رضى الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لكل أمة فتنة و فتنة أمتي المال و أخرج وكيع في الغرر عن محمد بن سيرين رضى الله عنه قال قال ابن عمر لرجل انك تحب الفتنة قال أنا قال نعم فلما رأى ابن عمر ما داخل الرجل من ذاك قال تحب المال و الولد و أخرج ابن أبى شيبة و أحمد و أبو داود و الترمذى و النسائي و ابن ماجه و الحاكم و ابن مردويه عن بريدة رضى الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه و سلم يخطب فاقبل الحسن و الحسين رضى الله عنهما عليهما قميصان أحمران يمشيان و يعثران فنزل رسول الله صلى الله عليه و سلم من المنبر فحملهما واحدا من ذا الشق و واحدا من ذا الشق ثم صعد المنبر فقال صدق الله قال انما أموالكم و أولادكم فتنة انى لما نظرت إلى هذين الغلامين يمشيان و يعثران لم أصبر ان قطعت كلامي و نزلت إليهما و أخرج ابن مردويه عن عبد الله بن عمر رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه و سلم بينما هو يخطب الناس على المنبر خرج الحسين ابن على رضى الله عنه فوطئ في ثوب كان عليه فسقط فبكى فنزل رسول الله صلى الله عليه و سلم عن المنبر فلما رأى الناس أسرعوا إلى الحسين رضى الله عنه يتعاطونه يعطيه بعضهم بعضا حتى وقع في يد رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال قاتل الله الشيطان ان الولد لفتنة و الذى نفسى بيده ما دريت انى نزلت عن منبرى و أخرج ابن المنذر عن يحيى بن أبى كثير رضى الله عنه قال سمع النبي صلى الله عليه و سلم بكاء حسن أو حسين فقال النبي صلى الله عليه و سلم الولد فتنة لقد قمت اليه و ما أعقل و الله تعالى أعلم قوله تعالى ( فاتقوا الله ما استطعتم ) أخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير رضى الله عنه قال لما نزلت اتقوا الله حق تقاته اشتد على القوم العمل فقاموا حتى ورمت عراقيبهم و تقرحت جباههم فانزل الله تخفيفا على المسلمين فاتقوا الله ما استطعتم فنسخت الآية الاولى و أخرج عبد بن حميد و ابن المنذر عن الربيع بن أنس فاتقوا الله ما استطعتم قال جهدكم و أخرج عبد بن حميد و ابن المنذر عن قتادة فاتقوا الله ما استطعتم قال هى رخصة من الله كان الله قد أنزل في سورة آل عمران اتقوا الله حق تقاته و حق تقاته ان يطاع فلا يعصى ثم خفف عن عباده فانزل الرخصة فاتقوا الله ما استطعتم و اسمعوا و أطيعوا قال و السمع و الطاعة فيما استطعت يا ابن آدم عليها بايع النبي صلى الله عليه و سلم أصحابه على السمع
(229)
و الطاعة فيما استطاعوا و أخرج ابن سعد و أحمد و أبو داود عن الحكم بن حزن الكافى قال وفدنا على رسول الله صلى الله عليه و سلم فلبثنا أياما شهدنا فيها الجمعة مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فقام متوكئا على قوس فحمد الله و اثنى عليه كلمات طيبات خفيفات مباركات ثم قال أيها الناس انكم لن تطيقوا كل ما أمرتم به فسدد و أبشروا قوله تعالى ( و من يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون ) أخرج عبد بن حميد عن عطاء رضى الله عنه و من يوق شح نفسه قال في النفقة و أخرج عبد بن حميد عن حبيب بن شهاب العنبري انه سمع أخاه يقول لقيت ابن عمر يوم عرفة فاردت أن أقتدى من سيرته و اسمع من قوله فسمعته أكثر ما يقول أللهم انى أعوذ بك من الشح الفاحش حتى افاض ثم بات بجمع فسمعته أيضا يقول ذلك فلما أردت أن افارقه قلت يا عبد الله انى أردت أن اقتدى بسيرتك فسمعتك أكثر ما تقول ان تعوذ من الشح الفاحش قال و ما أبغى أفضل من أن أكون من المفلحين قال الله و من يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون قوله تعالى ( ان تقرضوا الله ) الآية أخرج الحاكم و صححه عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول الله استقرضت عبدي فأبى أن يقرضنى و شتمني عبدي و هو لا يدرى يقول وا دهراه وا دهراه و أنا الدهر ثم تلا أبو هريرة ان تقرضوا الله قرضا حسنا يضاعفه لكم و أخرج عبد بن حميد عن أبى حيان عن ابيه عن شيخ لهم انه كان يقول إذا سمع السائل يقول من يقرض الله قرضا حسنا قال سبحان الله و الحمد لله و لا اله الا الله و الله اكبر هذا القرض الحسن ( سورة الطلاق مدنية ) أخرج ابن الضريس و النحاس و ابن مردويه و البيهقى عن ابن عباس قال نزلت سورة الطلاق بالمدينة و أخرج عبد الرزاق في المصنف و سعيد بن منصور عن طاوس ان النبي صلى الله عليه و سلم قرأ في الجمعة بسورة الجمعة و يا أيها النبي إذا طلقتم النساء قوله تعالى ( يا أيها النبي إذا طلقتم النساء ) الآية أخرج ابن أبى حاتم عن أنس قال طلق رسول الله صلى الله عليه و سلم حفصة فاتت أهلها فانزل الله يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن فقيل له راجعها فانها صوامة قوامة و انها من أزواجك في الجنة و أخرج ابن المنذر عن ابن سيرين في قوله لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا قال في حفصة بنت عمر طلقها النبي صلى الله عليه و سلم واحدة فنزلت يا أيها النبي إذا طلقتم النساء إلى قوله يحدث بعد ذلك أمرا قال فراجعها و أخرج الحاكم عن ابن عباس قال طلق عبد بن يزيد أبو ركانة أم ركانة ثم نكح إمرأة من مزينة فجاءت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالت يا رسول الله ما يغنى غنى الا ما تغنى هذه الشعرة لشعرة أخذتها من رأسها فاخذت رسول الله صلى الله عليه و سلم حمية عند ذلك فدعا رسول الله صلى الله عليه و سلم ركانة و إخوته ثم قال لجلسائه أ ترون كذا من كذا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لعبد يزيد طلقها ففعل فقال لابى ركانة ارتجعها فقال يا رسول الله انى طلقتها قال قد علمت ذلك فارتجعها فنزلت يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن قال الذهبي اسناده واه و الخبر خطأ فان عبد يزيد لم يدرك الاسلام و أخرج ابن أبى حاتم عن مقاتل قال بلغنا في قوله يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن انها نزلت في عبد الله بن عمرو بن العاص و طفيل بن الحارث و عمرو بن سعيد بن العاصي و أخرج ابن مردويه من طريق أبى الزبير عن ابن عمر انه طلق إمرأته و هي حائض على عهد النبي صلى الله عليه و سلم فانطلق عمر فذكر ذلك له فقال مره فلميراجعها ثم يمسكها حتى تطهر ثم يطلقها ان بدا له فانزل الله عند ذلك يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن في قبل عدتهن قال أبو الزبير هكذا سمعت ابن عمر يقرؤها و أخرج مالك و الشافعي و عبد الرزاق في المصنف و أحمد و عبد بن حميد و البخارى و مسلم و أبو داود و الترمذى و النسائي و ابن ماجه و ابن جرير و ابن المنذر و أبو يعلى و ابن مردويه و البيهقى في سننه عن ابن عمر انه طلق إمرأته و هي حائض فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه و سلم فنغيظ فيه رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم قال ليراجعها ثم يمسكها حتى تطهر ثم تحيض فتطهر فان بدا له أن يطلقها فليطلقها طاهرا قبل أن يمسها فتلك العدة التي أمر الله أن يطلق لها النساء و قرأ النبي صلى الله عليه و سلم يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن في قبل عدتهن و أخرج عبد الرزاق في المصنف و ابن المنذر و الحاكم و ابن مردويه عن ابن عمر ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قرأ
(230)
فطلقوهن في قبل عدتهن و أخرج ابن الانباري عن ابن عمر أنه قرأ فطلقوهن لقبل عدتهن و أخرج عبد الرزاق و أبو عبيد في فضائله و سعيد بن منصور و عبد بن حميد و ابن مردويه و البيهقى عن مجاهد انه كان يقرأ فطلقوهن لقبل عدتهن و أخرج ابن مردويه عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه و سلم فطلقوهن لعدتهن قال طاهرا من جماع و أخرج عبد بن حميد عن ابن عمر فطلقوهن لعدتهن قال في الطهر في جماع و أخرج عبد الرزاق و عبد بن حميد و الطبراني و البيهقى عن ابن مسعود فطلقوهن لعدتهن قال الطهر في جماع و أخرج عبد الرزاق و عبد بن حميد و ابن المنذر و الطبراني و البيهقى و ابن مردويه عن ابن مسعود قال من أراد أن يطلق للسنة كما أمره الله فليطلقها طاهرا في جماع و أخرج سعيد بن منصور و عبد بن حميد و ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم و ابن مردويه من طرق عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله فطلقوهن لعدتهن قال طاهرا من جماع و أخرج عبد بن حميد و ابن مردويه عن أبى موسى رضى الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا يقل أحدكم لامرأته قد طلقتك قد راجعتك ليس هذا بطلاق المسلمين طلقوا المرأة في قبل طهرها و أخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضى الله عنه فطلقوهن لعدتهن قال طهرهن و في لفظ قال طاهرا في جماع و أخرج عبد بن حميد عن قتادة رضى الله عنه فطلقوهن لعدتهن قال العدة ان يطلقها طاهرا من جماع فاما الرجل يخالط إمرأته حتى إذا أقلع عنها طلقها عند ذلك فلا يدرى أ حاملا هى أم حامل فان ذلك لا يصلح و أخرج عبد الرزاق و عبد بن حميد و الطبراني و ابن مردويه عن مجاهد رضى الله عنه قال سأل ابن عباس يوما رجل فقال يا أبا عباس انى طلقت إمرأتي ثلاثا فقال ابن عباس عصيت ربك و حرمت عليك إمرأتك و لم تتق الله ليجعل لك مخرجا يطلق أحدكم ثم يقول يا أبا عباس قال الله يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن في قبل عدتهن و هكذا كان ابن عباس يقرأ هذا الحرف و أخرج ابن جرير و ابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما فطلقوهن لعدتهن قال لا يطلقها و هي حائض و لا في طهر قد جامعها فيه و لكن يتركها حتى إذا حاضت و طهرت طلقها تطليقة فان كانت تحيض فعدتها ثلاث حيض و ان كانت لا تحيض فعدتها ثلاثة أشهر و ان كانت حاملا فعدتها ان تضع حملها و إذا أراد مراجعتها قبل أن تنقضى عدتها أشهد على ذلك رجلين كما قال الله و أشهدوا ذوى عدل منكم عند الطلاق و عند المراجعة فان راجعها فهي عنده على تطليقتين و ان لم يراجعها فإذا انقضت عدتها فقد بانت منه واحدة و هي أملك بنفسها ثم تتزوج من شاءت هو أو غيره و أخرج عبد ابن حميد و الطبراني و ابن مردويه عن ابن مسعود رضى الله عنه يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن قال طلاق العدة ان يطلق الرجل إمرأته و هي طاهر ثم يدعها حتى تنقضى عدتها أو يراجعها ان شاء و أخرج عبد الرزاق و البيهقى و ابن مردويه عن مجاهد عن ابن عباس رضى الله عنهما انه سئل عن رجل طلق إمرأته مائة قال عصيت ربك من يتق الله يجعل له مخرجا ثم تلا يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن في قبل عدتهن قوله تعالى ( و احصوا العدة ) أخرج عبد بن حميد عن ابن مسعود رضى الله عنه و احصوا العدة قال الطلاق طاهرا في جماع قوله تعالى ( لا تخرجوهن من بيوتهن ) أخرج عبد بن حميد عن الشعبي رضى الله عنه ان شريحا طلق إمرأته واحدة ثم سكت عنها حتى انقضت العدة ثم أتاها فاستأذن ففزعت فدخل فقال انى أردت ان يطاع الله لا تخرجوهن من بيوتهن و لا يخرجن و اخرج عبد بن حميد عن محمد بن سيرين رضى الله عنه ان شريحا طلق إمرأته و اشهدوا قال للشاهدين اكتما على فكتما عليه حتى انقضت العدة ثم أخبرها فنقلت متاعها فقال شريح انى كرهت ان تاثم و أخرج عبد الرزاق و ابن المنذر عن ابن عمر رضى الله عنه قال المطلقة و المتوفى عنها زوجها يخرجان بالنهار و لا يبيتان ليلة تامة عن بيوتهما و أخرج عبد بن حميد عن عامر رضى الله عنه قال حدثتني فاطمة بنت قيس ان زوجها طلقها ثلاثا فاتت رسول الله صلى الله عليه و سلم فامرها فاعتدت عند عمها عمرو بن أم مكتوم و أخرج عبد بن حميد عن سلمة بن عبد الرحمن بن عوف ان فاطمة بنت قيس أخبرته انها كانت تحت أبى عمرو بن حفص بن المغيرة فطلقها آخر ثلاث تطليقات فزعمت انها جاءت رسول الله صلى الله عليه و سلم في خروجها من بيتها فامرها ان تنتقل إلى ابن أم مكتوم