فرجعت إلى أوس فقال ما وراءك قالت خير و أنت ذميم ثم أخبرته فاتى أم المنذر فاخذ ذلك منها فجعل يطعم مدين من تمر كل مسكين و أخرج عبد بن حميد عن أبى قلابة قال انما كان طلاقهم في الجاهلية الظهار و الايلاء حتى قال ما سمعت و أخرج عبد الرزاق و عبد بن حميد و ابن المنذر عن قتادة في قوله و انهم ليقولون منكرا من القول و زورا قال الزور الكذب و أخرج ابن المنذر و البيهقى في سننه عن ابن عباس في قوله و الذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا قال هو الرجل يقول لامرأته أنت على كظهر أمى فإذا قال ذلك فليس له ان يقربها بنكاح و لا غيره حتى يكفر بعتق رقبة فان لم يجد فصيام شهرين متتابعين من قبل أن يتماسا و المس النكاح فان لم يستطع فإطعام ستين مسكينا و ان هو قال لها أنت على كظهر أمى فإذا قال ان فعلت كذا فليس يقع في ذلك ظهار حتى يحنث فإذا حنث فلا يقربها حتى يكفر و لا يقع في الظهار طلاق و أخرج عبد الرزاق و ابن المنذر عن قتادة ثم يعودون لما قالوا قال يعود لمسها و أخرج عبد الرزاق و عبد بن حميد و ابن المنذر عن طاوس ثم يعودون لما قالوا قال الوطي و اخرج ابن المنذر عن طاوس قال إذا تكلم الرجل بالظهار المنكر و الزور فقد وجبت عليه الكفارة حنت أو لم يحنث و أخرج عبد الرزاق عن طاوس قال كان طلاق أهل الجاهلية الظهار فظاهر رجل في الاسلام و هو يريد الطلاق فانزل الله فيه الكفارة و أخرج عبد الرزاق و عبد بن حميد عن عطاء انه سئل عن هذه الآية من قبل أن يتماسا قال هو الجماع و أخرج عبد بن حميد عن مجاهد فإطعام ستين مسكينا قال كهيئة الطعام في اليمين مدين لكل مسكين و أخرج ابن المنذر عن أبى هريرة قال ثلاث فيهن مد كفارة اليمين و كفارة الظهار و كفارة الصيام و أخرج ابن مردويه عن أبى هريرة ان النبي صلى الله عليه و سلم أمر الذي أتى أهله في رمضان بكفارة الظهار و أخرج عبد الرزاق عن عطاء و الزهري و قتادة فالوا العتق في الظهار و الصيام و الطعام كل ذلك من قبل أن يتماسا و أخرج الطبراني عن ابن عباس قال كان الظهار في الجاهلية يحرم النساء فكان أول من ظاهر في الاسلام أوس بن الصامت و كانت إمرأته خولة بنت خويلد و كان الرجل ضعيفا و كانت المرأة جلدة فلما تكلم بالظهار قال لا أراك الا قد حرمت على فانطلقى إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم لعلك تبتغي شيأ يردك على فانطلقت و جلس ينتظرها فاتت النبي صلى الله عليه و سلم و ما شطة تمشط رأسه فقالت يا رسول الله ان أوس بن الصامت من قد علمت من ضعف رأيه و عجز مقدرته و قد ظاهر منى فابتغى لي يا رسول الله شيأ تردني اليه قال يا خويلة ما أمرنا بشيء في أمرك و ان نؤمر فساخبرك فبينما شطته قد فرغت من شق رأسه و أخذت في الشق الآخر أنزل الله عز وجل و كان إذا أنزل عليه الوحي تربد لذلك وجهه حتى يجد برده فإذا سرى عنه عاد وجهه أبيض كالقلب ثم تكلم بما أمر به فقالت ما شطته يا خويلة انى لاظته الآن في شأنك فاخذها افكل ثم قالت أللهم بك اعوذ أن تنزل في الا خيرا فانى لم أبغ من رسولك الا خيرا فلما سرى عنه قال يا خويلة قد أنزل الله فيك و فى صاحبك فقرأ قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها و تشتكى إلى الله إلى قوله فتحرير رقبة من قبل أن يتماسا فقالت و الله يا رسول الله ما له خادم غيري و لا لي خا ؟ م غيره قال فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين قلت و الله انه ادالم يأكل في اليوم مرتين يسدر بصره قال فمن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا قالت و الله ما لنا في اليوم الا وقية قال فمريه فلينطلق إلى فلان فليأخذ منه شطر وسق من تمر فليتصدق به على ستين مسكينا و ليراجعك و أخرج عبد الرزاق في المصنف من طريق أبى سلمة بن عبد الرحمن عن سلمة بن صخر الانصاري انه جعل إمرأته عليه كظهر أمه حتى يمضى رمضان فسمنت و تربصت فوقع عليها في النصف من رمضان فاتى النبي صلى الله عليه و سلم كانه يعظم ذلك فقال له النبي صلى الله عليه و سلم أ تستطيع أن تعتق رقبة فقال لا قال أ فتستطيع أن تصوم شهرين متتابعين قال لا قال أ فتستطيع أن تطعم ستين مسكينا قال لا فقال النبي صلى الله عليه و سلم يا فروة بن عمرو أعطه ذلك العرق و هو مكتل يأخذ خمسة عشر أو ستة عشر صاعا فليطعمه ستين مسكينا فقال أعلى أفقر منى فو الذي بعثك بالحق ما بين لابتيها أهل بيت أحوج اليه منا فضحك رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم قال اذهب به إلى أهلك و أخرج عبد بن حميد و ابن مردويه و البيهقى في السنن عن أبى العالية قال كانت خولة بنت و دبيج تحت رجل من الانصار و كان سيئ الخلق ضرير البصر فقيرا و كانت الجاهلية إذا أراد الرجل أن يفارق إمرأته قال أنت على كظهر أمى فادارعته
(183)
في بعض الشيء فقال أنت على كظهر أمى و كان له عيل أو عيلان فلما سمعته يقول ما قال أحتملت صبيانها فانطلقت تسعى إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فوافقته عند عائشة و إذا عائشة تغسل شق رأس رسول الله صلى الله عليه و سلم فقامت عليه ثم قالت يا رسول الله ان زوجي فقير ضرير البصر سيئ الخلق وانى نازعته في شيء فقال أنت على كظهر أمى و لم يرد الطلاق فرفع النبي صلى الله عليه و سلم رأسه فقال ما أعلم الا قد حرمت عليه فاستكانت و قالت أشتكى إلى الله ما نزل بي و مصيبتى و تحولت عائشة تغسل شق رأسه الآخر فتحولت معها فقالت مثل ذلك قالت ولي منه عيل أو عيلان فرفع النبي صلى الله عليه و سلم رأسه إليها فقال ما أعلم الا قد حرمت عليه فبكت و قالت أشتكى إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم مصيبتي و تغير وجه رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالت عائشة وراءك فتنحت و مكث رسول الله صلى الله عليه و سلم ما شاء الله ثم انقطع الوحي فقال يا عائشة أين المرأة قالت ها هى قال ادعيها فدعتها فقال النبي صلى الله عليه و سلم اذهبي فجينى بزوجك فانطلقت تسعى فلم تلبث ان جاءت فأدخلته على النبي صلى الله عليه و سلم فإذا هو كما قالت ضرير فقير سيئ الخلق فقال النبي صلى الله عليه و سلم أستعيذ بالسميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها و تشتكى إلى آخر الآية فقال له النبي صلى الله عليه و سلم أ تجد رقبة قال لا قال أ فتستطيع صوم شهرين متتابعين قال و الذى بعثك بالحق انى إذا لم آكل المرة و المرتين و الثلاثة يكاد يغشى على قال فتستطيع أن تطعم ستين مسكينا قال لا الا ان تعينني فيها فأعانه رسول الله صلى الله عليه و سلم فكفر يمينه و أخرج البزار و الحاكم و الطبراني و ابن مردويه و البيهقى عن ابن عباس قال أتى رجل النبي صلى الله عليه و سلم فقال انى ظاهرت من إمرأتي فرأيت بياض خلخالها في ضوء القمر فأعجبتني فوقعت عليها قبل أن أكفر فقال النبي صلى الله عليه و سلم ألم يقل الله من قبل أن يتماسا قال قد فعلت يا رسول الله قال أمسك حتى تكفر و أخرج عبد الرزاق و أبو داود و الترمذى و النسائي و ابن ماجه و الحاكم و البيهقى من طريق عكرمة عن ابن عباس ان رجلا قال يا رسول الله انى ظاهرت من إمرأتي فوقعت عليها قبل ان أكفر قال و ما حملك على ذلك قال ضوء خلخالها في ضوء للقمر قال فلا تقربها حتى تفعل ما أمرك الله و أخرج عبد الرزاق و عبد بن حميد و أحمد و أبو داود و الترمذى و حسنه و ابن ماجه و الطبراني و البغوى في معجمه و الحاكم و صححه و البيهقى عن سلمة بن صخر الانصاري قال كنت رجلا قد أوتيت من جماع النساء ما لم يؤت غيري فلما دخل رمضان ظاهرت من إمرأتي حتى ينسلخ رمضان فرقا من أن أصيب منها في ليلي فاتنابع في ذلك و لا أستطيع أن أنزع حتى يدركنى لصبح فبينما هى تخدمني ذات ليلة اذ انكشف لي منها شيء فوثبت عليها فلما أصبحت غدوت على قومى فاخبرتهم خبرى فقلت انطلقوا معي إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فاخبره بامرى فقالوا لا و الله لا نفعل نتخوف أن ينزل فينا القرآن أو يقول فينا رسول الله صلى الله عليه و سلم مقالة يبقى علينا عارها و لكن اذهب أنت فاصنع ما بدا لك فخرجت فاتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم فاخبرته خبرى فقال أنت بذاك قلت أنا بذاك قال أنت بذاك قلت أنا بذاك قال أنت بذاك قلت أنا بذاك و ها أنا ذا فامض في حكم الله فانى صابر لذلك قال أعتق رقبة فضربت صفحة عنقي بيدي قلت لا و الذى بعثك بالحق ما أصبحت أملك غيرها قال فصم شهرين متتابعين قلت و هل أصابنى ما أصابنى الا في الصيام قال فأطعم ستين مسكينا قلت و الذى بعثك بالحق لقد بتنا ليلتنا هذه و بني ما لنا عشاء قال اذهب إلى صاحب صدقة بني زريق فقل له فليدفعها إليك فأطعم عنك منها وسقاستين مسكينا ثم استعن بسائرها عليك و على عيالك فرجعت إلى قومى فقلت وجدت عندكم الضيق و سوء الرأي و وجدت عند رسول الله صلى الله عليه و سلم السعة و البركة أمر لي بصدقتكم فدفعوها اليه قوله تعالى ( ان الذين يحادون الله و رسوله ) أخرج الفريابي و عبد بن حميد عن مجاهد يحادون قال يشاقون و أخرج عبد الرزاق و عبد بن حميد و ابن جرير و ابن أبى حاتم عن قتادة في قوله ان الذين يحادون الله و رسوله قال يجادلون الله و رسوله كبتوا كما كبت الذين من قبلهم قال خزوا كما خزى الذين من قبلهم و أخرج البيهقي في الاسماء و الصفات عن الضحاك ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم و لا خمسة الا هو سادسهم قال هو الله على العرش و علمه معهم قوله تعالى ( ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى ) الآية
(184)
أخرج ابن المنذر عن مجاهد في قوله ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى قال اليهود و أخرج ابن أبى حاتم عن مقاتل بن حيان قال كان بين يهود و بين النبي صلى الله عليه و سلم موادعة فكانوا إذا مر بهم رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم جلسوا يتناجون بينهم حتى يظن المؤمن انهم يتناجون بقتله أو بما يكره المؤمن فإذا رأى المؤمن ذلك خشيهم فترك طريقه عليهم فنهاهم النبي صلى الله عليه و سلم عن النجوى فلم ينتهوا فانزل الله ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى الآية و أخرج أحمد و عبد بن حميد و البزار و ابن المنذر و الطبراني و ابن مردويه و البيهقى في شعب الايمان بسند جيد عن ابن عمرو ان اليهود كانوا يقولون لرسول الله صلى الله عليه و سلم سام عليك يريدون بذلك شتمه ثم يقولون في أنفسهم لو لا يعذبنا الله بما نقول فنزلت هذه الآية و إذا جاؤك حيوك بما لم يحيك به الله و أخرج أحمد و عبد بن حميد و البخارى و الترمذى و صححه عن أنس ان يهوديا أتى على النبي صلى الله عليه و سلم و أصحابه فقال السام عليكم فرد عليه القوم فقال النبي صلى الله عليه و سلم هل تدرون ما قال هذا قال و الله و رسوله أعلم سلم يا نبى الله قال لا و لكنه قال كذا و كذا ردوه على فردوه قال قلت السام عليكم قال نعم قال النبي صلى الله عليه و سلم عند ذلك إذا سلم عليكم أحد من أهل الكتاب فقولوا عليك ما قلت قال و إذا جاؤك حيوك بما لم يحيك به الله و أخرج عبد الرزاق و سعيد بن منصور و عبد بن حميد و البخارى و مسلم و ابن المنذر و ابن أبى حاتم و ابن مردويه و البيهقى في الشعب عن عائشة قالت دخل على رسول الله صلى الله عليه و سلم يهود فقالوا السام عليك يا أبا القاسم فقالت عائشة و عليكم السام و اللعنة فقال يا عائشة ان الله لا يحب الفحش و لا التفحش قلت ألا تسمعهم يقولون السام عليك فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أو ما سمعت ما أقول و عليكم فانزل الله و إذا جاؤك حيوك بما لم يحيك به الله و أخرج عبد الرزاق و ابن أبى حاتم و ابن مردويه عن ابن عباس في هذه الآية قال كان المنافقون يقولون لرسول الله صلى الله عليه و سلم إذا حيوه سام عليك فنزلت و أخرج عبد بن حميد عن مجهد و إذا جاؤك حيوك بما لم يحيك به الله يقولون سام عليك هم أيضا يهود قوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا إذا تناجيتم ) الآيتين أخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال كان النبي صلى الله عليه و سلم إذا بعث سرية و أغزاها التقي المنافقون فانغضوا رؤوسهم إلى المسلمين و يقولون قتل القوم و إذا رأوا رسول الله صلى الله عليه و سلم تناجوا و أظهروا الحزن فيلغ ذلك من النبي صلى الله عليه و سلم و من المسلمين فانزل الله يا أيها الذين آمنوا إذا تناجيتم فلا تتناجوا بالاثم و العدوان الآية و أخرج عبد بن حميد و ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم عن قتادة قال كان المنافقون يتناجون بينهم فكان لك يغيظ المؤمنين و يكبر عليهم فانزل الله في ذلك انما النجوى من الشيطان الآية و أخرج البخارى و مسلم و ابن مردويه عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا كنتم ثلاثة فلا يتناج اثنان دون الثالث فان ذلك يحزنه و أخرج ابن مردويه عن أبى سعيد قال كنا نتناوب رسول الله صلى الله عليه و سلم يطرقه أمر أو يأمر بشيء فكثر أهل النوب و المحتسبون ليلة حتى إذا كنا نتحدث فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم من الليل فقال ما هذه النجوى ألم تنهوا عن النجوى قوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا ) الآية أخرج عبد بن حميد عن الحسن انه كان يقرؤها تفسحوا في المجالس بالالف فافسحوا يفسح الله لكم و قال في القتال و إذا قيل انشزوا فانشزوا قال إذا قيل انهدوا إلى الصدر فانهدوا و أخرج عبد بن حميد و ابن المنذر عن مجاهد في قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا إذا قبل لكم تفسحوا في المجالس قال مجلس النبي صلى الله عليه و سلم خاصة و أخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير قال كان الناس يتناجون في المجلس عند النبي صلى الله عليه و سلم فنزلت يا أيها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا في المجلس فافسحوا يفسح الله لكم و أخرج عبد بن حميد و عبد الرزاق و ابن المنذر و ابن أبى حاتم عن قتادة في قوله إذا قيل لكم تفسحوا الآية قال نزلت هذه الآية في مجالس الذكر و ذلك انهم كانوا إذا رأوا أحدهم مقبلا ضنوا بمجالسهم عند رسول الله صلى الله عليه و سلم فامرهم الله أن يفسح بعضهم لبعض و أخرج ابن المنذر عن الحسن في الآية قال كانوا يجيئون فيجلسون ركاما بعضهم خلف بعض فامروا أن يتفسحوا في المجلس فانفسح بعضهم لبعض و أخرج ابن أبى حاتم عن مقاتل بن حيان قال أنزلت هذه الآية يوم جمعة و جلس رسول الله صلى الله عليه و سلم يومئذ في الصفة و في المكان ضيق و كان يكرم أهل
(185)
بدر من المهاجرين و الانصار فجاء ناس من أهل بدر و قد سبقوا إلى المجلس فقاموا حيال رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالوا السلام عليك أيها النبي و رحمة الله و بركاته فرد النبي صلى الله عليه و سلم عليهم ثم سلموا على القوم بعد ذلك فردوا عليهم فقاموا على أرجلهم ينظرون أن يوسع لهم فعرف النبي صلى الله عليه و سلم ما يحملهم على القيام فلم يفسح لهم فشق ذلك عليه فقال لمن حوله من المهاجرين و الانصار من أهل بدر قم يا فلان و أنت يا فلان فلم نزل يقيمهم بعدة النفر الذين هم قيام من أهل بدر فشق ذلك على من أقيم من مجلسه فنزلت هذه الآية و أخرج البخارى و مسلم عن عمر ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا يقيم الرجل الرجل من مجلسه فيجلس فيه و لكن تفسحوا و توسعوا و أخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله إذا قيل لكم تفسحوا في المجلس قال ذلك في مجلس القتال و إذا قيل انشزوا قال إلى الخير و الصلاة و أخرج عبد بن حميد و ابن المنذر عن مجاهد في قوله و إذا قيل انشزوا قال إلى كل خير قتال عدو و أمر بمعروف أو حق ما كان و أخرج عبد الرزاق و عبد بن حميد عن قتادة في قوله و إذا قيل انشزوا فانشزوا يقول إذا دعيتم إلى خير فأجيبوا و أخرج ابن المنذر و الحاكم و صححه و البيهقى في المدخل عن ابن عباس في قوله يرفع الله الذين آمنوا منكم و الذين أوتوا العلم درجات قال يرفع الله الذين أوتوا العلم من المؤمنين على الذين لم يؤتوا العلم درجات و أخرج سعيد بن منصور و ابن المنذر و ابن أبى حاتم عن ابن عباس أنه قال تفسير هذه الآية يرفع الله الذين آمنوا منكم و اوتوا العلم على الذين آمنوا و لم يؤتوا العلم درجات و أخرج ابن المنذر عن ابن مسعود قال ما خص الله العلماء في شيء من القرآن ما خصهم في هذه الآية فضل الله الذين آمنوا و أوتوا العلم على الذين آمنوا و لم يؤتوا العلم قوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول ) الآيتين أخرج ابن المنذر و ابن أبى حاتم و ابن مردويه عن ابن عباس في قوله إذا ناجيتم الرسول الآية قال ان المسلمين أكثروا المسائل على رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى شقوا عليه فاراد الله ان يخفف عن نبيه فلما قال ذلك امتنع كثير من الناس و كفوا عن المسألة فانزل الله بعد هذا أ أشفقتم الآية فوسع الله عليهم و لم يضيق و أخرج ابن أبى شيبة و عبد بن حميد و الترمذى و حسنه و أبو يعلى و ابن جرير و ابن المنذر و ابن مردويه و النحاس عن على بن أبى طالب قال لما نزلت يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدى نجواكم صدقة الآية قال لي النبي صلى الله عليه و سلم ما ترى دينارا قلت لا يطيقونه قال فنصف دينار قلت لا يطيقونه قال فكم قلت شعيرة قال انك لزهيد قال فنزلت أ أشفقتم أن تقدموا بين يدى نجواكم صدقات قال فبي خفف الله عن هذه الامة و أخرج عبد الرزاق و عبد بن حميد و ابن المنذر و ابن أبى حاتم و ابن مردويه عن على قال ما عمل بها أحد غيري حتى نسخت و ما كانت الا ساعة يعنى آية النجوى و أخرج سعيد بن منصور و ابن راهويه و ابن أبى شيبة و عبد بن حميد و ابن المنذر و ابن أبى حاتم و ابن مردويه و الحاكم و صححه عن على قال ان في كتاب الله لآية ما عمل بها أحد قبلى و لا يعمل بها أحد بعدي آية النجوى يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدى نجواكم صدقة كان عندي دينار فبعته بعشرة دراهم فكنت كلما ناجيت النبي صلى الله عليه و سلم قدمت بين يدى درهما ثم نسخت فلم يعمل بها أحد فنزلت أ أشفقتم أن تقدموا بين يدى نجواكم صدقات الآية و أخرج عبد بن حميد و ابن المنذر و ابن أبى حاتم عن مجاهد قال نهوا عن مناجاة النبي صلى الله عليه و سلم حتى يقدموا صدقة فلم يناجه الا على بن أبى طالب فانه قد قدم دينارا فتصدق به ثم ناجى النبي صلى الله عليه و سلم فسأله عن عشر خصال ثم نزلت الرخصة و أخرج سعيد بن منصور عن مجاهد قال كان من ناجى النبي صلى الله عليه و سلم تصدق بدينار و كان أول من صنع ذلك على بن أبى طالب ثم نزلت الرخصة فاذ لم تفعلوا و تاب الله عليكم و أخرج ابن أبى حاتم عن مقاتل قال ان الاغنياء كانوا يأتون النبي صلى الله عليه و سلم فيكثرون مناجاته و يغلبونه الفقراء على المجالس حتى كره النبي صلى الله عليه و سلم طول جلوسهم و مناجاتهم فامر الله بالصدقة عند المناجاة فاما أهل العسرة فلم يجدوا شيأ و كان ذلك عشر ليال و أما أهل الميسرة فمنع بعضهم ماله و حبس نفسه الا طوائف منهم جعلوا يقدمون الصدقة بين يدى النجوى و يزعمون انه لم يفعل ذلك رجل من المهاجرين من أهل بدره فانزل الله أ أشفقتم الآية و أخرج الطبراني و ابن مردويه بسند فيه ضعف عن سعد بن أبى وقاص قال نزلت يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدى نجواكم صدقة
(186)
فقدمت شعيرة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم انك لزهيد فنزلت الآية الاخرى أ أشفقتم أن تقدموا بين يدى نجواكم صدقات و أخرج أبو داود في ناسخه و ابن المنذر من طريق عطاء الخراساني عن ابن عباس في المجادلة إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدى نجواكم صدقة قال نسختها الآية التي بعدها أ أشفقتم أن تقدموا بين يدى نجواكم صدقات و أخرج عبد بن حميد عن سلمة بن كهيل يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول الآية قال أول من عمل بها على رضى الله عنه ثم نسخت و الله أعلم قوله تعالى ( ألم تر إلى الذين تولوا ) الآية أخرج ابن أبى حاتم عن السدي في قوله تعالى ألم تر إلى الذين تولوا قوما الآية قال بلغنا انها نزلت في عبد الله بن نبتل و كان رجلا من المنافقين و أخرج ابن المنذر عن ابن جريج ألم تر إلى الذين تولوا قوما غضب الله عليهم قال هم اليهود و المنافقون و يحلفون على الكذب و هم يعلمون حلفهم انهم لمنكم و أخرج عبد بن حميد عن قتادة رضى الله عنه ألم تر إلى الذين تولوا قوما الآية قال هم المنافقون تولوا اليهود يوم يبعثهم الله الآية قال يحالف المنافقون ربهم يوم القيامة كما حالفوا أولياءه في الدنيا و أخرج أحمد و البزار و الطبراني و ابن المنذر و ابن أبى حاتم و ابن مردويه و الحاكم و صححه و البيهقى في الدلائل عن ابن عباس رضى الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم جالسا في ظل حجرة من حجره و عنده نففر من المسلمين فقال انه سياتيكم إنسان فينظر إليكم بعين شيطان فإذا جاءكم فلا تكلموه فلم يلبثوا ان طلع عليهم رجلا أزرق أعور فقال حين رآه علام تشتمني أنت و أصحابك فقال ؟ رنى آتك بهم فانطلق فدعاهم فحلفوا و اعتذروا فانزل الله يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له كما يحلفون لكم الآية و التى بعدها قوله تعالى ( استحوذ عليهم الشيطان ) الآية أخرج أبو داود و النسائي و الحاكم و صححه و ابن مردويه عن أبى الدرداء رضى الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ما من ثلاثة في قرية و لا بد و لا تقام فيهم الصلاة الا قد استحوذ عليهم الشيطان فعليكم بالجماعة فانما يأكل الذئب القاصية و أخرج عبد بن حميد و ابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه في قوله كتب الله لاغلبن أنا و رسلي قال كتب الله كتابا فأمضاه قوله تعالى ( لا تجد قوما ) الآية أخرج ابن أبى حاتم و الطبراني و الحاكم و أبو نعيم في الحلية و البيهقى في سننه و ابن عساكر عن عبد الله بن شوذب قال جعل والد ابي عبيدة بن الجراح يتصدى لابى عبيدة يوم بدر و جعل أبو عبيدة يحيد عنه فلما أكثر قصده أبو عبيدة فقتله فنزلت لا تجد قوما يؤمنون بالله الآية و أخرج ابن المنذر عن ابن جريج قال حدثت ان ابا قحافة سب النبي صلى الله عليه و سلم فصكه أبو بكر صكة فسقط فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه و سلم فقال أفعلت يا أبا بكر فقال و الله لو كان السيف منى قريبا لضربته فنزلت لا تجد قوما الآية و أخرج ابن مردويه عن عبد الرحمن بن ثابت بن قيس بن الشماس انه استاذن النبي صلى الله عليه و سلم أن يزور خاله من المشركين فاذن له فلما قدم قرأ رسول الله صلى الله عليه و سلم و أناس حوله لا تجد قوما يؤمنون بالله الآية و أخرج ابن مردويه عن كثير بن عطية عن رجل قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أللهم لا تجعل لفاجر و لا لفاسق عندي يدا و لا نعمة فانى وجدت فيما أوحيته إلى لا تجد قوما يؤمنون بالله و اليوم الآخر يوادون من حاد الله و رسوله قال سفيان يرون انها أنزلت فيمن يخالط السلطان و أخرج ابن أبى شيبة و الحكيم الترمذي في نوادر الاصول و ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما قال أحب في الله و أبغض في الله و عاد في الله ووال في الله فانما تنال ولاية الله بذلك ثم قرأ لا تجد قوما يؤمنون بالله و اليوم الآخر يوادون الآية و أخرج أبو نعيم في الحلية عن ابن مسعود رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أوحى الله إلى نبى من الانبياء ان قل لفلان العابد أما زهدك في الدنيا فتعجلت راحة نفسك و أما انقطاعك إلى فتعززت بي فماذا عملت في ما لي عليك قال يا رب و ما لك على قال هل واليت لي وليا أو عاديت لي عدوا و أخرج الحكيم الترمذي عن واثلة بن الاسقع قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يبعث الله يوم القيامة عبد الا ذنب له فيقول له باى الامرين أحب إليك أن أجزيك بعملك أم بنعمتي عليك قال رب أنت تعلم انى لم أعصك قال خذوا عبدي بنعمة من نعمى فما يبقى له حسنة الا استغرقتها تلك النعمة فيقول رب بنعمتك و رحمتك فيقول بنعمتي و برحمتى و يؤتى بعبد محسن في نفسه لا يرى ان له سيئة فيقال له هل كنت توالى أوليائي قال يا رب كنت من الناس سلما قال هل كنت تعادى أعدائي
(187)
قال يا رب لم أكن أحب أن يكون ينى و بين أحد شيء فيقول الله تبارك و تعالى و عزتي لا ينال رحمتي من لم يوال أوليائي و بعاد أعدائي و أخرج الطيالسي و ابن أبى شيبة عن البراء بن عازب قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أوثق عرى الايمان الحب في الله و البغض في الله و أخرج الديلمي من طريق الحسن عن معاذ قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أللهم لا تجعل لفاجر عندي يدا و لا نعمة فيوده قلبى فانى وجدت فيما أوحيت إلى لا تجد قوما يؤمنون بالله و اليوم الآخر يوادون من حاد الله و رسوله الآية ( سورة الحشر مدنية ) أخرج ابن الضريس و النجاس و ابن مردويه و البيهقى عن ابن عباس قال نزلت سورة الحشر بالمدينة و أخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله و أخرج عبد بن حميد و البخارى و مسلم و ابن المنذر و ابن مردويه عن سعيد بن جبير قال قلت لا بن عباس سورة الحشر قال قل سورة النضير و أخرج سعيد بن منصور و البخارى و مسلم و ابن مردويه عن سعيد بن جبير قال قلت لا بن عباس سورة الحشر قال نزلت في بني النضير قوله تعالى ( سبح لله ) الآيات أخرج الحاكم و صححه و ابن مردويه و البيهقى في الدلائل عن عائشة قالت كانت غزوة بني النضير و هم طائفة من اليهود على رأس ستة أشهر من وقعة بدر و كان منزلهم و نخلهم في ناحية المدينة فحاصرهم رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى نزلوا على الجلاء و على ان لهم ما أقلت الابل من الامتعة و الاموال الا الحلقة يعنى السلاح فانزل الله فيهم سبح لله ما في السموات و ما في الارض إلى قوله لاول الحشر ما ظننتم أن يخرجوا فقاتلهم النبي صلى الله عليه و سلم حتى صالحهم على الجلاء و أجلاهم إلى الشام و كانوا من سبط لم يصبهم جلاه فيما خلا و كان الله قد كتب ذلك عليهم و لو لا ذلك لعذبهم الله في الدنيا بالقتل و السبي و أما قوله لاول الحشر فكان جلاؤهم ذلك أول حشر في الدنيا إلى الشام و أخرجه عبد الرزاق و عبد بن حميد و ابن أبى حاتم و البيهقى عن عروة مرسلا قال البيهقي و هو المحفوظ و أخرج عبد بن حميد و ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم عن الحسن قال لما أجلى رسول الله صلى الله عليه و سلم بني النضير قال هذا أول الحشر و أنا على الاثر و أخرج البزار و ابن المنذر و ابن أبى حاتم و ابن مردويه و البيهقى في البعث عن ابن عباس قال من شك ان المحشر بالشام فليقرأ هذه الآية هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لاول الحشر قال لهم رسول الله صلى الله عليه و سلم يومئذ أخرجوا قالوا إلى اين قال إلى أرض المحشر و أخرج أحمد في الزهد عن قيس قال قال جرير لقومه فيما يعظهم و الله انى لوددت انى لم أكن بنيت فيها لبنة ما أنتم الا كالنعامة استترت و ان أرضكم هذه خراب يسراها ثم يتبعها يمناها و ان المحشر ههنا و أشار إلى الشام و أخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله لاول الحشر قال فتح الله على نبيه في أول حشر حشر عليه في أول ما قاتلهم و في و قوله ما ظننتم النبي صلى الله عليه و سلم و أصحابه أن يخرجوا من حصونهم أبدا و أخرج البيهقي في الدلائل عن عروة قال أمر الله رسوله باجلاء بني النضير و إخراجهم من ديارهم و قد كان النفاق كثيرا بالمدينة فقالوا أين تخرجنا قال أخرجكم إلى المحشر فلما سمع المنافقون ما يراد بإخوانهم و أوليائهم من أهل الكتاب أرسلوا إليهم فقالوا انا معكم محيانا و مماتنا ان قوتلتم فلكم علينا النصر و ان أخرجتم لا نتخلف عنكم و مناهم الشيطان الظهور فنادوا النبي صلى الله عليه و سلم انا و الله لا نخرج و لئن قاتلتنا لنقاتلنك فمضى النبي صلى الله عليه و سلم فيهم لامر الله و أمر أصحابه فاخذوا السلاح ثم مضى إليهم و تحصنت اليهود في دورهم و حصونهم فلما انتهى رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى ازقتهم أمر بالادنى فالأَدنى من دورهم أن يهدم و بالنخل ان يحرق و يقطع وكف الله أيديهم و أيدي المنافقين فلم ينصروهم و القى الله في قلوب الفريقين الرعب ثم جعلت اليهود كلما خلص رسول الله صلى الله عليه و سلم من هدم ما يلى مدينتهم القى الله في قلوبهم الرعب فهدموا الدور التي هم فيها من أدبارها و لم يستطيعوا أن يخرجوا على النبي صلى الله عليه و سلم فلما كادوا أن يبلغوا آخر دورهم و هم ينتظرون المنافقين و ما كانوا منوهم فلما يئسوا مما عندهم سالوا رسول الله صلى الله عليه و سلم الذي كان عرض عليهم قبل ذلك فقاضاهم على أن يجليهم و لهم أن يتحملوا بما استقلت به الابل من الذي كان لهم الا ما كان من حلقة السلاح فذهبوا كل مذهب و كانوا قد عيروا المسلمين حين هدموا الدور و قطعوا النخل فقالوا ما ذنب شجرة و أنتم تزعمون
(188)
انكم مصلحون فانزل الله سبح الله ما في السموات و ما في الارض إلى قوله و ليخزى الفاسقين ثم جعلها نفلا لرسول الله صلى الله عليه و سلم و لم يجعل منها سهما لاحد غيره فقال و ما أفاء الله على رسوله منهم إلى قوله قدير فقسمها رسول الله صلى الله عليه و سلم فيمن أراه الله من المهاجرين الاولين و أخرج ابن جرير و ابن مردويه و البيهقى في الدلائل من طريق العوفي عن ابن عباس قال كان النبي صلى الله عليه و سلم قد حاصرهم حتى بلغ منهم كل مبلغ فاعطوه ما أراد منهم فصالحهم على ان يحقن لهم دماءهم و ان يخرجهم من أرضهم و أوطانهم و ان يسيرهم إلى أذرعات الشام و جعل لكل ثلاثة منهم بعيرا و سقاء و أخرج البغوى في معجمه عن محمد بن مسلمة ان النبي صلى الله عليه و سلم بعثه إلى بني النضير و أمره أن يؤجلهم في الجلاء ثلاثا و أخرج سعيد بن منصور و عبد بن حميد و البخارى و مسلم و الترمذى و ابن المنذر و ابن جرير و البيهقى في الدلائل عن ابن عمر ان رسول الله صلى الله عليه و سلم حرق نخل بني النضير و الجلاء إخراجهم من أرضهم إلى أرض أخرى و أخرج سعيد بن منصور و عبد بن حميد و البخارى و مسلم و الترمذى و ابن مردويه و البيهقى في الدلائل عن ابن عمر ان رسول الله صلى الله عليه و سلم جرق نخل بني النضير و قطع و هي البويرة و لها يقال حسان بن ثابت فهان على سراة بني لؤى حريق بالبويرة مستطير فانزل الله ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فباذن الله و ليخزى الفاسقين و أخرج الترمذي و حسنه و النسائي و ابن أبى حاتم و ابن مردويه عن ابن عباس في قول الله ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها قال اللينة النخلة و ليخزى الفاسقين قال استنزلوهم من حصونهم و أمروا بقطع النخل فحاك في صدورهم فقال المسلمون قد قطعنا بعضا و تركنا بعضا فلنسالن رسول الله صلى الله عليه و سلم هل لنا فيما قطعنا من أجر و هل علينا فيما تركنا من وزر فانزل الله ما قطعتم من لينة الآية و أخرج أبو يعلى و ابن مردويه عن جابر قال رخص لهم في قطع النخل ثم شدد عليهم فقالوا يا رسول الله علينا اثم فيما قطعنا أو فيما تركنا فانزل الله ما قطععتم من لينة لآية و أخرج ابن اسحق عن يزيد بن رومان قال لما نزل رسول الله صلى الله عليه و سلم ببني النضير تحصنوا منه في الحصون فامر بقطع النخل و التحريق فيها فنادوه يا محمد قد كنت تنهى عن الفساد و تعيبه فما بال قطع النخل و تحريقها فنزلت و أخرج عبد الرزاق و عبد بن حميد و ابن المنذر و البيهقى في الدلائل عن مجاهد قال نهى بعض المهاجرين بعضا عن قطع النخل و قالوا انما هى من مغانم المسلمين و قال الذين قطعوا بل هى غيظ للعدو فنزل القرآن بتصديق من نهى عن قطعه و تحليل من قطعه من الاثم فقال انما قطعه و تركه باذن الله و أخرج ابن اسحق و ابن مردويه عن ابن عباس ان سورة الحشر نزلت في النضير و ذكر الله فيها الذي أصابهم من النعمة و تسليط رسول الله صلى الله عليه و سلم عليهم حتى عمل بهم الذي عمل باذنه و ذكر المنافقين الذين كانوا يراسلونهم و يعدونهم النصر فقال هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لاول الحشر إلى قوله و أيدي المؤمنين من هدمهم بيوتهم من تحت الابواب ثم ذكر قطع رسول الله صلى الله عليه و سلم النخل و قول اليهود له يا محمد قد كنت تنهى عن الفساد فما بال قطع النخل فقال ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فباذن الله و ليخزى الفاسقين يخبرهم أنها نعمة منه ثم ذكر مغانم بني النضير فقال و ما افاء الله على رسوله منهم إلى قوله قدير فاعلمهم أنها خاصة لرسول الله صلى الله عليه و سلم يضعها حيث يشاء ثم ذكر مغانم المسلمين مما يوجف عليه الخيل و الركاب و يفتح بالحرب فقال ما افاء الله على رسوله من أهل القرى فلله و للرسول و لذي القربى و اليتامى و المساكين و ابن السبيل فذا مما يوجف عليه الخيل و الركاب ثم ذكر المنافقين عبد الله بن أبى ابن سلول و مالكا و داعسا و من كان على مثل رأيهم فقال ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لاخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب لئن أخرجتم لتخرجن معكم إلى كمثل الذين من قبلهم قريبا يعنى بني قينقاع الذين أجلاهم رسول الله صلى الله عليه و سلم و أخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لاول الحشر قبل الشام و هم بنو النضير حى من اليهود أجلاهم نبى الله صلى الله عليه و سلم من المدينة إلى خيبر مرجعه من احد و أخرج عبد بن حميد عن مجاهد في قوله هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم قال النضير إلى قوله و ليخزى الفاسقين قال ذلك ما بين