فقال هو كما قال الله إذا مسه الشر كان جزوعا و إذا مسه الخير كان منوعا فهو الهلوع و أخرج الطستى عن ابن عباس ان نافع بن الازرق قال له أخبرني عن قوله عز و جل ان الانسان خلق هلوعا قال ضجورا جزوعا نزلت في أبى جهل بن هشام قال و هل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت بشر بن أبى حازم و هو يقول لا مانعا لليتيم بخلقه و لا مكبا بخلقه هلعا و أخرج ابن المنذر عن الحسن انه سئل عن قوله ان الانسان خلق هلوعا قال اقرأ ما بعدها فقرأ إذا مسه الشر جزوعا و إذا مسه الخير منوعا قال هو هكذا خلق و أخرج ابن المنذر عن سعيد بن جبير في قوله هلوعا قال شحيحا جزوعا و أخرج ابن المنذر عن عكرمة رضى الله عنه هلوعا قال الضجر و أخرج عبد الرزاق و ابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه هلوعا قال جزوعا و أخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما هلوعا قال الشرة و أخرج ابن المنذر عن حصين بن عبد الرحمن هلوعا قال الحريص و أخرج ابن المنذر عن الضحاك هلوعا قال الذي لا يشبع من جمال المال و أخرج الديلمي عن على مرفوعا يكتب أنين المريض فان كان صابرا كان أنينه حسنات و ان كان جزوعا كتب هلوعا لا أجر له قوله تعالى ( الا المصلين ) الآيات أخرج عبد بن حميد و ابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه في قوله الا المصلين الذين هم على صلاتهم دائمون قال ذكر لنا ان دانيال نعت أمة محمد صلى الله عليه و سلم فقال يصلون صلاة لو صلاها قوم نوح ما غرقوا أو عاد ما أرسلت عليهم الريح العقيم أو ثمود ما أخذتهم الصيحة قال قتادة فعليكم بالصلاة فانها خلق من خلق المؤمنين حسن و أخرج عبد بن حميد عن إبراهيم التميمى رضى الله عنه في قوله الذين هم على صلاتهم دائمون قال الصلاة المكتوبة و أخرج ابن أبى شيبة في المصنف عن ابن مسعود رضى الله عنه الذين هم على صلاتهم دائمون قال على مواقيتها و اخرج عبد بن حميد عن مسروق رضى الله عنه مثله و أخرج ابن أبى شيبة و ابن المنذر عن عمران بن حصين رضى الله عنه الذين هم على صلاتهم دائمون قال الذي لا يلتفت في صلاته و أخرج عبد بن حميد و ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم و ابن مردويه عن عقبة بن عامر رضى الله عنه في قوله الذين هم على صلاتهم دائمون قال هم الذين إذا صلوا لم يلتفتوا و أخرج ابن المنذر عن أبى الخير ان عقبة بن عامر رضى الله عنه قال لهم من الذين هم على صلاتهم دائمون قال قلنا الذين لا يزالون يصلون فقال لا و لكن الذين إذا صلوا لم يلتفتوا عن يمين و لا شمال و أخرج ابن حبان عن أبى سلمة رضى الله عنه قال حدثتني عائشة رضى الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم خذوا من العمل ما تطيقون فان الله لا يمل حتى تملوا قالت و كان أحب الاعمال إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم ما دووم عليه و ان قل و كان إذا صلى صلاة دام عليها قال أبو سلمة رضى الله عنه قال الله و الذين هم على صلاتهم دائمون و أخرج عبد بن حميد عن إبراهيم رضى الله عنه في قوله و الذين في أموالهم حق معلوم قال كانوا إذا خرجت الاعطية اعطوا منها قوله تعالى ( فمال الذين كفروا ) الآيات أخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله فمال الذين كفروا قبلك مهطعين قال ينظرون عن اليمين و عن الشمال عزين قال الغضب من الناس عن يمين و شمال معرضين يستهزؤن به و أخرج عبد بن حميد عن قتادة رضى الله عنه فمال الذين كفروا قبلك مهطعين قال عامدين عن اليمين و عن الشمال عزين قال فرقا حول نبى الله لا يرغبون في كتاب الله و لا ذكره و أخرج عبد بن حميد عن الحسن رضى الله عنه فمال الذين كفروا قبلك مهطعين قال منطلقين عن اليمين و عن الشمال عزين قال متفرقين يأخذون يمينا و شمالا يقولون ما يقول هذا الرجل و أخرج الطستى عن ابن عباس رضى الله عنهما ان نافع بن الازرق قال له أخبرني عن قوله عز و جل عن اليمين و عن الشمال عزين قال الحلق الرفاق قال و هل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت عبيد بن الاحوص و هو يقول فجاؤا مهرعين اليه حتى يكونوا حول منبره عزين و أخرج عبد بن حميد و ابن المنذر عن مجاهد في قوله عن يمين و شمال قال عن يمين النبي صلى الله عليه و سلم و عن شماله عزين قال مجالس محتبين نفر قليل قليل و أخرج عبد لرزاق و ابن المنذر عن قتادة في قوله عزين قال الحلق المجالس و أخرج عبد بن حميد عن عبادة بن أنس قال دخل رسول الله صلى الله عليه و سلم المسجد
(267)
فقال مالى أراكم عزين حلقا حلق الجاهلية قعد رجل خلف أخيه و أخرج عبد بن حميد و مسلم و أبو داود و النسائي و ابن مردويه عن جابر بن سمرة قال دخل علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم المسجد و نحن حلق متفرقون فقال مالى أراكم عزين و أخرج ابن مردويه عن أبى هريرة قال خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم و أصحابه جلوس حلقا حلقا فقال مالى أراكم عزين و أخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ أ يطمع كل امرئ منهم أن يدخل جنة برفع الياء و أخرج عبد بن حميد عن أبى معمر انه قرأ أن يدخل بنصب الياء و رفع الخاء و أخرج ابن المنذر عن الضحاك في قوله أ يطمع كل امرئ منهم أن يدخل جنة نعيم قال كلا لست فاعلا ثم ذكر خلقهم فقال انا خلقناهم مما يعلمون يعنى النطفة التي خلق منها البشر و أخرج عبد بن حميد عن قتادة كلا انا خلقناهم مما يعلمون قال انما خلقت من قذر يا ابن آدم فاتق الله و أخرج البيهقي في شعب الايمان عن بشير قال قرأ رسول الله صلى الله عليه و سلم هذه الآية فما للذين كفروا قبلك مهطمين إلى قوله كلا انا خلقناهم مما يعلمون ثم بزق رسول الله صلى الله عليه و سلم على كفه و وضع عليها أصبعه و قال يقول الله ابن آدم أ ؟ ى تعجزني و قد خلقتك من مثل هذا حتى إذا سويتك و عدلتك مشيت بين بردين و للارض منك وئيد فجمعت و منعت حتى إذا بلغت التراقى قلت أتصدق وانى أوان الصدقة و أخرج سعيد بن منصور و عبد بن حميد و ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قول فلا أقسم برب المشارق و المغارب قال للشمس كل يوم مطلع تطلع فيه و مغرب تغرب فيه مطلعها بالامس و غير مغربها بالامس و أخرج عبد بن حميد و ابن المنذر عن عكرمة في قوله برب المشارق و المغارب قال المنازل التي تجري فيها الشمس و القمر و أخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله كانهم إلى نصب يوفضون قال إلى علم يسعون و أخرج عبد بن حميد و ابن المنذر عن مجاهد إلى نصب قال غاية يوفضون قال يستبقون و أخرج عبد بن حميد عن أبى العالية مثله و أخرج عبد بن حميد عن الحسن كانهم إلى نصب يوفضون قال يبتدرون نصيبهم و أخرج عبد الرزاق و عبد بن حميد و ابن جرير و ابن المنذر عن قتادة يوم يخرجون من الاجداث قال القبور كانهم إلى نصب يوفضون قال إلى علم يسعون ذلك اليوم الذي كانوا يوعدون قال ذلك يوم القيامة و أخرج عبد بن حميد عن أبى العالية انه قرأ إلى نصب يوفضون على معنى الواحد و أخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ إلى نصب خفيفة منصوبة النون على معنى واحدة و أخرج عبد بن حميد عن أبى الاشهب عن الحسن انه كان يقرؤها خاشعا أبصارهم قال و كان أبو رجاء يقرؤها خاشعة أبصارهم و الله أعلم ( سورة نوح عليه السلام ) أخرج ابن الضريس و النحاس و ابن مردويه و البيهقى عن ابن عباس قال نزلت سورة نوح بمكة و أخرج ابن مردويه عن عبد الله بن الزبير قال نزلت سورة انا أرسلنا نوحا بمكة و أخرج الحاكم عن ابن عباس رفع الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ان الله يدعو نوحا و قومه يوم القيامة أول الناس فيقول ماذا اجبتم نوحا فيقولون ما دعانا و ما بلغنا و ما نصحنا و لا أمرنا و لا نهانا فيقول نوح دعوتهم يا رب دعاء فاشيا في الاولين و الآخرين أمة بعد أمة حتى انتهى إلى خاتم النبين أحمد فانتسخه و قرأه و آمن به و صدقه فيقول للملائكة ادعوا أحمد و أمته فيأتى رسول الله صلى الله عليه و سلم و أمته يسعى نورهم بين أيديهم فيقول نوح لمحمد و أمته هل تعلمون انى بلغت قومى الرسالة واجتهدت لهم بالنصيحة و جهدت ان أستنقذهم من النار سرا و جهرا فلم يزدهم دعائي الا فرارا فيقول رسول الله صلى الله عليه و سلم و أمته فانا نشهد بما نشدتنا انك في جميع ما قلت من الصادقين فيقول قوم نوح وأنى علمت هذا أنت و أمتك و نحن أول الامم و أنتم آخر الامم فيقول رسول الله صلى الله عليه و سلم بسم الله الرحمن الرحيم انا أرسلنا نوحا إلى قومه حتى ختم السورة فإذا ختمها قالت أمته نشهد ان هذا لهو القصص الحق و ما من اله الا الله و ان الله لهو العزيز الحكيم فيقول الله عند ذلك و امتازوا اليوم أيها المجرمون و أخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله أن أعبدوا الله و اتقوه و أطيعون قال بها أرسل الله المرسلين أن يعبد الله وحده و ان تتقى محارمه و ان يطاع أمره و أخرج سعيد بن منصور و ابن المنذر عن ابن جريج في قوله يغفر لكم من ذنوبكم قال الشرك و يؤخركم إلى أجل مسمى قال بغير عقوبة ان أجل الله إذا جاء لا يؤخر قال الموت
(268)
و أخرج عبد بن حميد و ابن المنذر عن مجاهد في قوله و يؤخركم إلى أجل مسمى قال ما قد خط من الاجل فإذا جاء أجل الله لم يؤخر و أخرج عبد الرزاق و عبد بن حميد و ابن المنذر عن قتادة في قوله فلم يزدهم دعائي الا فرارا قال بلغني أنه كان يذهب الرجل بابنه إلى نوح فيقول لابنه احذر هذا لا يغرنك فان أبى قد ذهب بي و أنا مثلك فحذرنى كما حذرتك و أخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله جعلوا أصابعهم في آذانهم قال لئلا يسمعوا ما يقول و استغشوا ثيابهم قال لان يتنكروا له فلا يعرفهم و استكبروا استكبارا قال تركوا التوبة و أخرج سعيد بن منصور و ابن المنذر عن ابن عباس في قوله و استغشوا ثيابهم قال غطوا بها وجوههم لكي لا يروا نوحا و لا يسمعوا كلامه و أخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير في قوله و استغشوا ثيابهم قال تسبحوا بها و أخرج عبد بن حميد و ابن المنذر عن مجاهد في قوله ثم انى دعوتهم جهارا قال الكلام المعلن به و في قوله ثم انى اعلنت لهم قال صحت و أسررت لهم أسرارا قال النجاء نجاء الرجل قوله تعالى ( فقلت استغفروا ربكم ) الآية أخرج ابن مردويه عن سلمان قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أكثروا من الاستغفار فان الله لم يعلمكم الاستغفار الا و هو يريد ان يغفر لكم و أخرج عبد ابن حميد و ابن المنذر عن قتادة في قوله و يجعل لكم جنات و يجعل لكم أنهارا قال رأى نوح عليه السلام قوما تجزعت أعناقهم حرصا على الدنيا فقال هلموا إلى طاعة الله فان فيها درك الدنيا و الآخرة و أخرج سعيد بن منصور و عبد ابن حميد و البيهقى في شعب الايمان عن ابن عباس في قوله ما لكم لا ترجون لله وقارا قال لا تعلمون لله عظمة و أخرج ابن جرير و البيهقى عن ابن عباس في قوله مالكم لا ترجون لله وقارا قال عظمة و في قوله و قد خلقكم أطوارا قال نطفة ثم علقة ثم مضغة و أخرج ابن أبى شيبة و ابن جرير و ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله مالكم لا ترجون لله وقارا قال لا تعرفون لله حق عظمته و أخرج ابن أبى حاتم و أبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس في قوله مالكم لا ترجون لله وقارا قال لا تخافون لله عظمة و أخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله مالكم لا ترجون لله وقارا قال لا تخشون له عقابا و لا ترجون له ثوابا و أخرج الطستى في مسائله عن ابن عباس ان نافع بن الازرق ساله عن قوله مالكم لا ترجون لله وقارا قال لا تخشون لله عظمة قال و هل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول أبى ذؤيب إذا لسعته النحل لم يرج 7 لسعها و خالفها في بيت نوب عوامل و أخرج عبد الرزاق في المصنف عن على بن أبى طالب ان النبي صلى الله عليه و سلم رأى ناسا يغتسلون عراة ليس عليهم أزر فوقف فنادي بأعلى صوته مالكم لا ترجون لله وقارا و أخرج سعيد بن منصور و عبد بن حميد و ابن المنذر و البيهقى عن الحسن في قوله مالكم لا ترجون لله وقارا قال لا تعرفون لله حقا و لا تشكرون له نعمة و أخرج ابن المنذر عن مطر في قوله و قد خلقكم أطوارا قال نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم عظاما طورا بعد طور و خلقا بعد خلق و أخرج عبد الرزاق و عبد بن حميد عن قتادة مثله و أخرج سعيد بن منصور و عبد بن حميد و البيهقى عن مجاهد في قوله مالكم لا ترجون لله وقارا قال لا تبالون لله عظمة و قد خلقكم أطوارا قال من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم ما ذكر حتى يتم خلقه و أخرج أبو الشيخ في العظمة عن يحيى بن رافع في قوله خلقكم أطوارا قال نطفة ثم علقة ثم مضغة قوله تعالى ( ألم تروا كيف خلق الله سبع سموات طباقا ) الآية أخرج ابن المنذر و أبو الشيخ في العظمة عن الحسن في قوله خلق سبع سموات طباقا قال بعضهن فوق بعض بين كل أرض و سماء خلق و أمر و في قوله و جعل القمر فيهن نورا و جعل الشمس سراجا قال وجوههما في السماء و ظهورهما إليكم و أخرج ابن المنذر عن عكرمة في قوله و جعل القمر فيهن نورا قال انه يضيئ نور القمر فيهن كلهن كما لو كان سبع زجاجات أسفل منها شهاب أضاءت كلهن فكذلك نور القمر في السموات كلهن لصفائهن و أخرج عبد الرزاق و عبد بن حميد و ابن المنذر و أبو الشيخ في العظمة عن عبد الله بن عمرو قال ان الشمس و القمر وجوههما قبل السماء و اقفيتهما قبل الارض و أنا أقرأ بذلك عليكم آية من كتاب الله و جعل القمر فيهن نورا و جعل الشمس سراجا و أخرج عبد بن حميد و ابن المنذر و أبو الشيخ في العظمة عن عطاء في قوله و جعل القمر فيهن نورا قال يضيئ لاهل السموات كما يضيئ لاهل الارض و أخرج أبو الشيخ عن ابن عباس في قوله و جعل
(269)
القمر فيهن نورا قال وجهه يضيئ السموات و ظهره يضيئ الارض و أخرج عبد بن حميد عن شهر بن حوشب قال اجتمع عبد الله بن عمرو بن العاصي و كعب الاحبار و كان بينهما بعض العتب فتعاتبا فذهب ذلك فقال عبد الله بن عمرو لكعب سلني عما شئت و لا تسألني عن شيء الا أخبرتك بتصديق قولى من القرآن فقال له أ رأيت ضوء الشمس و القمر أ هو في السموات السبع كما هو في الارض قال نعم ألم تروا إلى قول الله خلق سبع سموات طباقا و جعل القمر فيهن نورا و أخرج عبد بن حميد و أبو الشيخ في العظمة و الحاكم و صححه عن ابن عباس و جعل القمر فيهن نورا قال وجهه في السماء إلى العرش و قفاه إلى الارض و أخرج عبد بن حميد من طريق الكلبي عن أبى صالح عن ابن عباس و جعل القمر فيهن نورا قال خلق فيهن حين خلقهن ضياء كاهل الارض و ليس في السماء من ضوئه شيء قوله تعالى ( و الله أنبتكم من الارض نباتا ) الآية أخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله و الله أنبتكم من الارض نباتا قال خلق آدم من أديم الارض كلها و أخرج ابن جرير و ابن المنذر عن ابن عباس في قوله سبلا فجاجا قال طرقا مختلفة و أخرج عبد الرزاق و عبد بن حميد عن قتادة في قوله سبلا فجاجا قال طرقا مختلفة و اعلاما قوله تعالى ( قال نوح رب ) الآية أخرج سعيد بن منصور عن إبراهيم النخعي انه كان يتمرأ ماله و ولده و أخرج سعيد بن منصور عن الحسن و أبى رجاء انهما كانا يقرآن ماله و ولده و أخرج عبد بن حميد عن الاعمش انه كان يقرؤها في نوح و الزخرف و ما بعد السجدة من مريم ولد و قال الولد الكبير و الولد الواحد و أخرج عبد بن حميد و ابن المنذر عن مجاهد في قوله و مكروا مكرا كبارا قال عظيما و أخرج ابن جرير و ابن المنذر عن ابن عباس و لا تذرن ودا و لا سواعا و لا يغوث و يعوق و نسرا قال هذه أصنام كانت تعبد في زمن نوح و أخرج البخارى و ابن المنذر و ابن مردويه عن ابن عباس قال صارت الاصنام و الاوثان التي كانت في قوم نوح في العرب بعد أما ود فكانت لكلب بدومة الجندل و اما سواع فكانت لهذيل و اما يغوث فكانت لمراد ثم لبني غطيف عند سبا و اما يعوق فكانت لهمدان و اما نسر فكانت لحمير لآل ذي الكلاع و كانوا أسماء رجال صالحين من قوم نوح فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم ان انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون انصابا و سموها بأسمائهم ففعلوا فلم تعبد حتى أذ هلك أولئك و نسخ العلم عبدت و أخرج ابن أبى حاتم عن عروة قال اشتكى آدم عليه السلام و عنده بنوه و دويغوث و يعوق و سراع و نسر و كان ود أكبرهم و ابرهم به و أخرج عبد بن حميد و ابن المنذر و ابن مردويه عن أبى عثمان قال رأيت يغوث صنما من رصاص يحمل على جمل أجرد فإذا برك قالوا قد رضى ربكم هذا المنزل و أخرج الفاكهي عن عبيد الله بن عبيد بن عمير قال أول ما حدثت الاصنام على عهد نوح و كانت الابناء تبر الآباء فمات رجل منهم فجزع عليه فجعل لا يصبر عنه فاتخذ مثالا على صورته فكلما اشتاق اليه نظره ثم مات ففعل به كما فعل ثم تتابعوا على ذلك فمات الآباء فقال الابناء ما اتخذ هذه آباؤنا الا انها كانت آلهتهم فعبدوها و أخرج عبد بن حميد عن محمد بن كعب رضى الله عنه في قوله و لا يغوث و يعوق و نسرا و قد أضلوا كثيرا قال كانوا قوما صالحين بين آدم و نوح فنشا قوم بعدهم يأخذون كاخذهم في العبادة فقال لهم إبليس لو صورتم صورهم فكنتم تنظرون إليهم فصوروا ثم ماتوا فنشا قوم بعدهم فقال لهم إبليس ان الذين كانوا من قبلكم كانوا يعبدونها فعبدوها و أخرج أبو الشيخ في العظمة عن محمد بن كعب القرظى قال كان لآدم خمسة بنين ود و سواع و يغوث و يعوق و نسر فكانوا عبادا فمات رجل منهم فحزنوا عليه حزنا شديدا فجاءهم الشيطان فقال حزنتم على صاحبكم هذا قالوا نعم قال هل لكم ان أصور لكم مثله في قبلتكم إذا نظرتم اليه ذكرتموه قالوا لا نكره ان تجعل لنا في قبلتنا شيا نصلى اليه قال فاجعله في مؤخر المسجد قالوا نعم فصوره لهم حتى مات خمستهم فصور صورهم في مؤخر المسجد 7 و أخرج الاشياء حتى تركوا عبادة الله و عبدوا هؤلاء فبعث الله نوحا فقالوا لا تذرن ودا إلى آخر الآية و أخرج عبد بن حميد عن أبى مطهر قال ذكروا عند أبى جعفر يزيد بن المهلب فقال اما انه قتل في أول أرض عبد فيها الله ثم ذكر ودا قال و كان ود رجلا مسلما و كان محببا في قومه فلما مات عسكر و احول قبره في أرض بابل و جزعوا عليه فلما رأى إبليس جزعهم عليه تشبه في صورة إنسان ثم قال أرى جزعكم على هذا فهل لكم ان أصور لكم مثله فيكون في ناديكم فتذكرونه به قالوا نعم فصور لهم مثله فوضعوه في ناديهم و جعلوا يذكرونه فلما رأى ما بهم من ذكره قال هل لكم
(270)
أن أجعل لكم في منزل كار رجل منكم تمثالا مثله فيكون في بيته فتذكرونه قالوا نعم فصور لكل أهل بيت تمثالا مثله فاقبلوا فجعلوا يذكرونه به قال و أدرك أبناؤهم فجعلوا يرون ما يصنعون به و تناسلوا و درس أمر ذكرهم إياه حتى اتخذوه الها يعبدونه من دون الله قال و كان أول ما عبد الله في الارض ود الصنم الذي سموه بود و أخرج عبد بن حميد عن السدي سمع مرة يقول في قول الله و لا يغوث و يعوق و نسرا قال أسماء آلهتهم و أخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ و ولده بنصب الواو و لا تذرن ودا بنصب الواو و لا سواعا برفع السين و أخرج ابن عساكر عن أبى امامة قال لم يتحسر أحد من الخلائق كحسرة آدم و نوح فاما حسرة آدم فحين أخرج من الجنة و أما حسرة نوح فحين دعا على قومه فلم يبق شيء الا غرق الا ما كان معه في السفينة فلما رأى الله حزنه أوحى اليه يا نوح لا تتحسر فان دعوتك وافقت قدرى و أخرج ابن المنذر عن الضحاك في قوله رب لا تذر على الارض من الكافرين ديارا قال واحدا و أخرج عبد الرزاق و عبد بن حميد و ابن المنذر عن قتادة في قوله رب لا تذر على الارض من الكافرين ديارا قال أما و الله ما دعا عليهم نوح حتى أوحى الله اليه انه لن يؤمن من قومك الا من قد آمن فعند ذلك دعا عليهم ثم دعا دعوة عامة فقال رب اغفر لي و لوالدي و لمن دخل بيتي مؤمنا و للمؤمنين و المؤمنات و لا تزد الظالمين الا تبارا و أخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير في قوله رب اغفر لي و لوالدي قال يعنى أباه وجده و أخرج ابن المنذر عن الضحاك في قوله و لمن دخل بيتي مؤمنا قال مسجدى و أخرج عبد بن حميد و ابن المنذر عن مجاهد في قوله و لا تزد الظالمين الا تبارا قال خسارا ( سورة الجن مكية ) أخرج ابن الضريس و النحاس و ابن مردويه و البيهقى عن ابن عباس قال نزلت سورة الجن بمكة و أخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله و أخرج ابن مردويه عن عائشة قالت نزلت سورة قل أوحى بمكة قوله تعالى ( قل أوحى إلى ) الآيات أخرج أحمد و عبد بن حميد و البخارى و مسلم و الترمذى و النسائي و ابن المنذر و الحاكم و الطبراني و ابن مردويه و أبو نعيم و البيهقى معا في الدلائل عن ابن عباس قال انطلق النبي صلى الله عليه و سلم في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ و قد حيل بين الشياطين و بين خبر السماء و أرسلت عليهم الشهب فرجعت الشياطين إلى قومهم فقالوا مالكم فقالوا أحيل بيننا و بين خبر السماء و أرسلت علينا الشهب فقالوا ما حال بينكم و بين خبر السماء الا شيء حدث فاضربوا مشارق الارض و مغاربها فانظروا ما الذي حال بينكم و بين خبر السماء فانصرف أولئك الذين ذهبوا نحو تهامة إلى النبي صلى الله عليه و سلم و هو بنخلة عامدين إلى سوق عكاظ و هو يصلى بأصحابه صلاة الفجر فلما سمعوا القرآن استمعوا له فقالوا هذا و الله الذي حال بينكم و بين خبر السماء فهنا لك رجعوا إلى قومهم فقالوا يا قومنا انا سمعنا قرآن عجبا يهدى إلى الرشد فآمنا به و لن نشرك بربنا أحدا فانزل الله على نبيه قل أوحى إلى انه استمع نفر من الجن و انما أوحى اليه قول الجن و أخرج ابن المنذر عن عبد الملك قال لم تحرس الجن في الفترة بين عيسى و محمد فلما بعث الله محمدا صلى الله عليه و سلم حرست السماء الدنيا و رميت الجن بالشهب فاجتمعت إلى إبليس فقال لقد حدث في الارض حدث فتعرفوا فاخبرونا ما هذا الحدث فبعث هؤلاء النفر إلى تهامة و إلى جانب اليمن و هم أشراف الجن و سادتهم فوجدوا النبي صلى الله عليه و سلم يصلى صلاة الغداة بنخلة فسمعوه يتلو القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضى يعنى بذلك انه فرغ من صلاة لصبح ولوا إلى قومهم منذرين مؤمنين لم يشعر بهم حتى نزل قل أوحى إلى انه استمع نفر من الجن يقال سبعة من أهل نصيبين و أخرج ابن الجوزي في كتاب صفوة الصفوة بسنده عن سهل بن عبد الله قال كنت في ناحية ديار عاد اذ رأيت مدينة من حجر منقور في وسطها قصر من حجارة تاويه الجن فدخلت فإذا شيخ عظم الخلق يصلى نحو الكعبة و عليه جبة صوف فيها طراوة فلم أتعجب من عظم خلقته كتعجبى من طراوة جبته فسلمت عليه فرد على السلام و قال يا سهل ان الابدان لا تخلق الثياب و انما يخلقها روائح الذنوب و مطاعم السحت و ان هذه الجبة على منذ سبعمأة سنة لقيت بها عيسى و محمدا عليهما السلام فآمنت بهما فقلت له و من أنت قال أنا من الذين نزلت فيهم قل أوحى إلى أنه استمع نفر من الجن قال كانوا من جن نصيبين و أخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله تعالى جد ربنا
(271)
قال آلاؤه و عظمته و أخرج ابن المنذر و ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله تعالى و أنه تعالى جد ربنا قال أمره و قدرته و أخرج الطستى في مسائله عن ابن عباس أن نافع بن الازرق ساله عن قوله تعالى جد ربنا قال عظمته قال و هل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول أمية بن أبى الصلت الشاعر و هو يقول لك الحمد و النعماء و الملك ربنا و لا شيء أعلى منك جدا و أمجدا و أخرج عبد الرزاق و عبد بن حميد عن ابن عباس قال لو علمت الجن أية يكون في الانس ما قالوا تعالى جد ربنا و أخرج عبد بن حميد عن الحسن في قوله تعالى جد ربنا قال غنى ربنا و أخرج عبد الرزاق و عبد بن حميد عن قتادة في قوله تعالى جد ربنا قال تعالت عظمته و أخرج عبد بن حميد عن عكرمة في قوله تعالى جد ربنا قال جلال ربنا و أخرج عبد بن حميد و ابن المنذر و ابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله تعالى و أنه تعالى جد ربنا قال ذكره و في قوله و انه كان يقول سفيهنا قال إبليس و أخرج ابن مردويه و الديلمى بسندواه عن أبى موسى الاشعرى مرفوعا و انه كان يقول سفيهنا قال إبليس و أخرج عبد بن حميد عن عثمان بن حاضر مثله و أخرج عبد بن حميد عن قتادة و أنه كان يقول سفيهنا على الله شططا قال عصاه سفيه الجن كما عصاه سفيه الانس و أخرج عبد بن حميد عن علقمة أنه كان يقرأ التي في الجن و التى في النجم و ان و انه بالنصب و أخرج ابن المنذر و ابن أبى حاتم و العقيلي في الضعفاء و الطبراني و أبو الشيخ في العظمة و ابن عساكر عن كردم بن أبى السائب الانصاري رضى الله عنه قال خرجت مع أبى إلى المدينة في حاجة و ذلك أول ما ذكر رسول الله صلى الله عليه و سلم بمكة فاوانا المبيت إلى راعي غنم فلما انتصف الليل جاء ذئب فاخذ حملا من الغنم فوثب الراعي فقال يا عامر الوادي أنا جار دارك فنادي مناد لا تراه يا سرحان أرسله فاتى الحمل يشتد حتى دخل في الغنم و أنزل الله على رسوله بمكة و انه كان رجال من الانس يعوذون برجال من الجن الآية و أخرج ابن سعد عن أبى رجاء العطاردي من بني تميم قال بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم و قد رعيت على أهلى و كفيت مهنتهم فلما بعث النبي صلى الله عليه و سلم خرجنا هرابا فاتينا على فلاة من الارض و كنا إذا أمسينا بمثلها قال شيخنا انا نعوذ بعزيز هذا الوادي من الجن الليلة فقلنا ذاك فقيل لنا انما سبيل هذا الرجل شهادة ان لا اله الا الله و ان محمدا رسول الله فمن أقربها أمن على دمه و ماله فرجعنا فدخلنا في الاسلام قال أبو رجاء انى لارى هذه الآية نزلت في و في أصحابى و انه كان رجال من الانس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا و أخرج أبو نصر السجزي في الابانة من طريق مجاهد عن ابن عباس ان رجلا من بني تميم كان جريئا على الليل و الرجال و انه سار ليلة فنزل في أرض مجنة فاستوحش فعقل رأحلته ثم توسد ذراعيها و قال أعوذ بسيد هذا الوادي من شر أهله فاجاره شيخ منهم و كان منهم شاب و كان سيدا في الجن فغضب الشاب لما اجاره الشيخ فاخذ حربة له قد سقاها السم لينحر ناقة الرجل بها فتلقاه الشيخ دون الناقة فقال 7 يا مالك بن مهلهل مهلا فذلك محجرى و ازارى عن ناقة الانسان لا تعرض لها و اختر إذا ورد المها أثوارى انى ضمنت له سلامة رحله فاكفف يمينك راشدا عن جارى و لقد أتيت إلى ما لم احتسب الا رعيت قرابتى و جوارى تسعى اليه بحربة مسمومة أف لقربك يا أبا اليقطارى لو لا الحياء و ان أهلك جيرة لنمزقتك بقوة أظفاري فقال له الفتى أ تريد ان تعلو و تخفض ذكرنا في مرزية أبا العيزار متنحلا أمرا لغيرك فضله فارحل فان المجد للمرار من كان منكم سيدا فيما مضى ان الخيار هم بنو الاخيار فاقصد لقصدك يا معيكر انما كان المجير مهلهل بن وبار فقال الشيخ صدقت كان أبوك سيدنا و أفضلنا دع هذا الرجل لا أنازعك بعده أحدا فتركه فاتى الرجل النبي صلى الله عليه و سلم فقص عليه القصة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا أصاب أحدا منكم وحشة أو نزل بأرض
(272)
مجنة فليقل أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر و لا فاجر من شر ما يلج في الارض و ما يخررج منها و ما ينزل من السماء و ما يعرج فيها و من فتن الليل و من طوارق النهار الا طارقا يطرف بخير فانزل الله في ذلك و انه كان رجال من الانس يعوذون برجال من الجن فزادوهم برهقا قال أبو نصر غريب جدا لم نكتبه الا من هذا الوجه و أخرج الخرائطي في كتاب الهواتف عن سعيد بن جبير رضى الله عنه ان رجلا من بني تميم يقال له رافع بن عمير حدث عن بدء اسلامه قال انى لاسير برمل عالج ذات ليلة اذ غلبني النوم فنزلت عن راحلتي و أنختها و نمت و قد تعوذت قبل نومى فقلت أعوذ بعظيم هذا الوادي من الجن فرأيت رجلا في منامى بيده حربة يريد ان يضعها في نحر ناقتى فانتبهت فزعا فنظرت يمينا و شمالا فلم أر شيا فقلت هذا حلم ثم عدت فغفوت فرأيت مثل ذلك فانتبهت فدرت حول ناقتى فلم أر شيا فإذا ناقتى ترعد ثم غفوت فرأيت مثل ذلك فانتبهت فرأيت ناقتى تضطرب و التفت فإذا أنا برجل شاب كالذي رأيته في المنام بيده حربة و رجل شيخ ممسك بيده يرده عنها فبينما هما يتنازعان اذ طلعت ثلاثة أثوار من الوحش فقال الشيخ للفتى قم فخذ أيها شئت فداء لناقة جارى الانسي فقام الفتى فاخذ منها ثورا عظيما و انصرف ثم التفت إلى الشيخ و قال يا هذا إذا نزلت واديا من الاودية فخفت هوله فقل أعوذ بالله رب محمد من هول هذا الوادي و لا تعذ بأحد من الجن فقد بطل أمرها فقلت له و من محمد هذا قال نبى عربي لا شرقي و لا غربي بعث يوم الاثنين قلت فاين مسكنه قال يثرب ذات النخل فركبت راحلتي حين برق الصبح و جددت السير حتى أتيت المدينة فرآنى رسول الله صلى الله عليه و سلم فحدثني بحديثى قبل ان اذكر له منه شيا و دعاني إلى الاسلام فاسلمت قال سعيد بن جبير رضى الله عنه و كنا نرى انه هو الذي أنزل الله فيه و انه كان رجال من الانس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا و أخرج ابن جرير و ابن مردويه عن ابن عباس في قوله و انه كان رجال من الانس يعوذون برجال من الجن قال كان رجال من الانس يبيت أحدهم في الجاهلية بالوادي فيقول أعوذ بعزيز هذا الوادي فزادوهم رهقا قال اثما و اخرج عبد بن حميد و ابن المنذر عن الحسن في قوله و انه كان رجال من الانس يعوذون برجال من الجن قال كان أحدهم إذا نزل الوادي يقول أعوذ بعزيز هذا الوادي من شر سفهاء قومه فيأمن في نفسه ليلته أو يومه و أخرج عبد بن حميد و ابن المنذر عن مجاهد في قوله و انه كان رجال من الانس يعوذون برجال من الجن قال كانوا يقولون اذ هبطوا واديا نعوذ بعظيم هذا الوادي فزادوهم رهقا قال زادوا الكفار طغيانا و أخرج عبد الرزاق و عبد بن حميد عن قتادة في قوله و انه كان رجال من الانس يعوذون برجال من الجن قال كانوا في الجاهلية إذا نزلوا منزلا قالوا نعوذ بعزيز هذا المكان فزادوهم رهقا يقول خطيئة و اثما و أخرج عبد ابن حميد عن إبراهيم و انه كان رجال من الانس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا قال كان القوم إذا نزلوا واديا قالوا نعوذ بسيد أهل هذا الوادي فقالوا نحن لا نملك لنا و لا لكم ضرا و لا نفعا و هؤلاء يخافونا فاحتووا عليهم و أخرج عبد بن حميد عن الربيع بن أنس و انه كان رجال من الانس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا قال كانوا يقولون فلان رب هذا الوادي من الجن فكان أحدهم إذا دخل ذلك الوادي يعوذ برب الوادي من دون الله فيزيده بذلك رهقا أى خوفا و أخرج عبد بن حميد عن عكرمة قال ان ناسا في الجاهلية كانوا إذا أتوا واديا للجن نادى منادى الانس إلى خيار الجن أن احبسوا عنا سفهاءكم فلم يفنهم ما وعظوا به فزادوهم رهقا و أخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال كان القوم في الجاهلية إذا نزلوا بالوادي قالوا نعذ و بسيد هذا الوادي من شر ما فيه فلا يكونون بشيء أشد و لعا منهم بهم فذلك قوله فزادوهم رهقا و أخرج ابن مردويه من طريق معاوية بن قرة عن أبيه قال ذهبت لاسلم حين بعث الله محمدا مع رجلين أو ثلاثة في الاسلام فاتيت الماء حيث يجتمع الناس فإذا الناس براعي القرية الذي يرعى لهم أغنامهم فقال لا أرعى لكم أغنامكم قالوا لم قال يجئ الذئب كل ليلة يأخذ شاة و صنمكم هذا راقد لا يضر و لا ينفع و لا يقر و لا ينكر فذهبوا و انا أرجو أن يسلموا فلما أصبحنا جاء الراعي يشتد يقول البشرى البشرى قد جئ بالذئب و هو مقموط بين يدى الصنم بغير قماط فذهبوا و ذهبت معهم فقتلوه و سجدوا له و قالوا هكذا فاصنع فدخلت على محمد صلى الله عليه و سلم فحدثته هذا الحديث فقال لعب بهم الشيطان قوله تعالى ( و انا لمسنا السماء ) الآيات أخرج عبد بن حميد في قوله و انا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا