عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ عذابا نكرا مثقلة و أخرج عبد بن حميد و ابن المنذر عن مجاهد فذاقت و يال امرها قال جزاء امرها و أخرج عبد بن حميد عن قتادة فذاقت وبال امرها قال عقوبة امرها و أخرج ابن مردويه عن ابن عباس قد أنزل الله إليكم ذكرا رسولا قال محمد صلى الله عليه و سلم و أخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ آيات مبينات بنصب الياء و الله تعالى أعلم قوله تعالى ( الله الذي خلق سبع سموات ) الآية أخرج عبد بن حميد و ابن المنذر من طريق ابى رزين قال سألت ابن عباس هل تحت الارض خلق قال نعم ألم تر إلى قوله خلق سبع سموات و من الارض مثلهن يتنزل الامر بينهن و أخرج عبد بن حميد و ابن المنذر من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس انه قال له رجل الله الذي خلق سبع سموات و من الارض مثلهن إلى آخر السورة فقال ابن عباس للرجل ما يؤمنك ان أخبرك بها فتكفر و أخرج عبد الرزاق و عبد بن حميد و ابن المنذر عن قتادة في قوله خلق سبع سموات و من الارض مثلهن قال في كل سماء و في كل أرض خلق من خلقه و أمر من امره و قضاء من قضائه و أخرج عبد بن حميد و ابن المنذر عن مجاهد في قوله يتنزل الامر بينهن قال من السماء السابعة إلى الارض السابعة و اخرج ابن المنذر عن سعيد بن جبير في قوله يتنزل الامر بينهن قال السماء مكفوفة و الارض مكفوفة و أخرج عبد بن حميد عن الحسن في الآية قال بين كل سماء و أرض خلق و أمر و أخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله خلق سبع سموات و من الارض مثلهن قال بلغني ان عرض كل أرض مسيرة خمسمأة سنة و ان بين كل أرضين مسيرة خمسمأة سنة و أخبرت ان الريح بين الارض الثانية و الثالثة و الارض السابعة فوق الثرى و اسمها تخوم و ان أرواح الكفار فيها و لها فيها اليوم حنين فإذا كان يوم القيامة القتهم إلى برهوت فاجتمع أنفس ؟ لمسلمين بالجابية و الثرى فوق الصخرة التي قال الله في صخرة و الصخرة خضراء مكالة و الصخرة على الثور و الثور له قرنان و له ثلاث قوائم يبتلع ماء الارض كلها يوم القيامة و الثور على الحوت و ذنب الحوت عند رأسه مستدير تحت الارض السفلى و طرفا منعقد ان تحت العرش و يقال الارض السفلى على عمد من قرنى الثور و يقال بل على ظهره و اسمه بهموت ياثرون أنهما نزل أهل الجنة فيشبعون من زائد كبد الحوت و رأس الثور و أخبرت ان عبد الله بن سلام سأل النبي صلى الله عليه و سلم علام الحوت قال على ماء اسود و ما أخذ منه الحوت الا كما أخذ حوت من حيتانكم من بحر من هذه البحار و حدثت ان إبليس تغلغل إلى الحوت فعظم له نفسه و قال ليس خلق بأعظم منك غنى و لا أقوى فوجد الحوت في نفسه فتحرك فمنه تكون الزلزلة إذا تحرك فبعث الله حوتا صغيرا فاسكنه في اذنه فإذا ذهب يتحرك تحرك الذي في اذنه فسكن و أخرج عبد بن حميد و ابن جرير و ابن الضريس من طريق مجاهد عن ابن عباس في قوله و من الارض مثلهن قال لو حدثتكم بتفسيرها لكفرتم و كفركم بتكذيبكم بها و أخرج ابن جرير و ابن أبى حاتم و الحاكم و صححه و البيهقى في الشعب و في الاسماء و الصفات عن أبى الضحى عن ابن عباس في قوله و من الارض مثلهن قال سبع أرضين في كل أرض نبى كنبيكم و آدم كآدم و نوح كنوح و إبراهيم كابراهيم و عيسى كعيسى قال البيهقي اسناده صحيح و لكنه شاد لا أعلم لابى الضحى عليه متابعا و أخرج ابن أبى حاتم و الحاكم و صححه و تعقبه الذهبي فقال منكر عن ابن عمر و قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ان الارضين بين كل أرض و التى تليها مسيرة خمسمأة عام و العليا منها على ظهر حوت قد التقي طرفاه في السماء و الحوت على صخرة و الصخرة بيد الملك و الثانية مسجن الريح فلما أراد الله أن يهلك عادا أمر خازن الريح أن يرسل عليهم ريحا تهلك عادا فقال يا رب أرسل عليهم من الريح بقدر منخر الثور فقال له الجبار اذن تكفا الارض و من عليها و لكن أرسل عليهم بقدر خاتم فهي التي قال الله في كتابه ما تذر من شيء أتت عليه الا جعلته كالرميم و الثالثة فيها حجارة جهنم و الرابعة فيها كبريت جهنم قالوا يا رسول الله أ للنار كبريت قال نعم و الذى نفسى بيده ان فيها لا و دية من كبريت لو أرسل فيها الجبال الرواسي لماعت و الخامسة فيها حيات جهنم ان أفواهما كالاودية تلسع الكفار اللسعة فلا تبقي منه لحما على و ضم و السادسة فيها عقارب جهنم ان أدنى عقربة منها كالبغال الموكفة تضرب الكافر ضربة ينسيه ضربها حر جهنم و السابعة فيها سقر و فيها إبليس مصفد بالحديد يد امامه و يد خلفه فإذا أراد الله ان يطلقه لما شاء أطلقه و أخرج أبو الشيخ في العظمة عن أبى الدرداء
(239)
قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم كثف الارض مسيرة خمسمأة عام و كثف الثانية مثل ذلك و ما بين كل أرضين مثل ذلك و أخرج عثمان بن سعيد الدارمي في الرد على الجهمية عن ابن عباس قال سيد السموات السماء التي فيها العرش و سيد الارضين التي نحن عليها و أخرج أبو الشيخ في العظمة عن كعب قال الارضون السبع على صخرة و الصخرة في كف ملك و الملك على جناح الحوت و الحوت في الماء و الماء على الريح و الريح على الهواء ريح عقيم لا تلقح و ان قرونها معلقة بالعرش و أخرج أبو الشيخ عن أبى مالك قال الصخرة التي تحت الارض منتهى الخلق على أرجائها أربعة أملاك و رؤسهم تحت العرش و أخرج أبو الشيخ عن أبى مالك قال ان الارضين على حوت و السلسلة في أذن الحوت ( سورة التحريم مدنية ) أخرج ابن الضريس و التحاس و ابن مردويه و البيهقى عن ابن عباس قال نزلت سورة التحريم بالمدينة و لفظ ابن مردويه سورة التحرم و أخرج ابن مردويه عن عبد الله بن الزبير قال أنزلت بالمدينة سورة النساء يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك قوله تعالى ( يا أيها النبي لم تحرم ) الآية أخرج ابن سعد و عبد بن حميد و البخارى و ابن المنذر و ابن مرويه عن عائشة ان رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يمكث عند زينب بنت جحش و يشرب عندها عسلا فتواصيت أنا و حصفة ان أيتنا دخل عليها النبي صلى الله عليه و سلم فلتقل انى أجد منك ريح مغافير أكلت مغافير فدخل على احداهما فقالت ذلك له فقال لا بل شربت عسلا عند زينب بنت جحش و لن أعود فنزلت يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك إلى ان تتوبا إلى الله لعائشة و حفصة و اذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا لقوله بل شربت عسلا و أخرج ابن المنذر و ابن أبى حاتم و الطبراني و ابن مردويه بسند صحيح عن ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يشرب من شراب عند سودة من العسل فدخل على عائشة فقالت انى أجد منك ريحا فدخل على حفصة فقالت انى أجد منك ريحا فقال أراه من شراب شربته عند سودة و الله لا أشربه فانزل الله يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك الآية و أخرج ابن سعد عن عبد الله بن رافع قال سألت أم سلمة عن هذه الآية يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك قالت كانت عندي عكة من عسل أبيض فكان النبي صلى الله عليه و سلم يلعق منها و كان يحبه فقالت له عائشة نحلها تجرس عرفطا فحرمها فنزلت هذه الآية و أخرج ابن سعد و عبد بن حميد عن عبد الله بن عتيبة أنه سئل أى شيء حرم النبي صلى الله عليه و سلم قال عكة من عسل و أخرج النسائي و الحاكم و صححه و ابن مردويه عن أنس أن النبي صلى الله عليه و سلم كانت له أمة يطؤها فلم تزل به عائشة و حفصة حتى جعلها على نفسه حراما فانزل الله هذه الآية يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك إلى آخر الآية و أخرج الترمذي و الطبراني بسند حسن صحيح عن ابن عباس قال نزلت يا أيها النبي لم تحرم الآية في سريته و أخرج ابن جرير و ابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قلت لعمر بن الخطاب رضى الله عنه من المرأتان التان تظاهرتا قال عائشة و حفصة و كان بدء الحديث في شأن مارية ام إبراهيم القبطية أصابها النبي صلى الله عليه و سلم في بيت حفصة في يومها فوجدت حفصة فقالت يا نبى الله لقد جئت إلى شيا ما جئته إلى احد من أزواجك في يومى و في داري و على فراشى فقال ألا ترضين أن أحرمها فلا أقربها قالت بلى فحرمها و قال لا تذكري ذلك لاحد فذكرته لعائشة رضى الله عنها فاظهره الله عليه فانزل الله يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك الآيات كلها فبلغنا أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كفر عن يمينه و أصاب جاريته و أخرج ابن المنذر و الطبراني و ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله يا أيها النبي لم تحرم ما احل الله لك تبتغي مرضاة أزواجك قال حرم سريته و أخرج ابن سعد و ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال كانت عائشة و حفصة متحابتين فذهبت حفصة إلى بيت أبيها تحدث عنده فأرسل النبي صلى الله عليه و سلم إلى جاريته فظلت معه في بيت حفصة و كان اليوم الذي يأتى فيه عائشة فوجدتهما في بيتها فجعلت تنتظر خروجها و غارت غيرة شديدة فاخرج النبي صلى الله عليه و سلم جاريته و دخلت حفصة فقالت قد رأيت من كان عندك و الله لقد سؤتنى فقال النبي صلى الله عليه و سلم لارضينك وانى مسر إليك سرا فاحفظيه قالت ما هو قال انى أشهدك ان سريتى هذه على حرام رضا لك فانطلقت حفصة لي عائشة
(240)
فاسرت إليها ان ابشرى ان النبي صلى الله عليه و سلم قد حرم عليه فتاته فلما أخبرت بسر النبي صلى الله عليه و سلم أظهر الله النبي صلى الله عليه و سلم فانزل الله يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك و أخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال ذكر عند عمر بن الخطاب يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضات أزواجك قال انما كان ذلك في حفصة و أخرج ابن مردويه عن أنس ان النبي صلى الله عليه و سلم أنزل أم إبراهيم منزل أبى أيوب قالت عائشة رضى الله عنها فدخل النبي صلى الله عليه و سلم بيتها يوما فوجد خلوة فأصابها فحملت بإبراهيم قالت عائشة فلما استبان حملها فزعت من ذلك فمكث رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى ولدت فلم يكن لامه لبن فاشترى له ضائنة يغذى منها الصبي فصلح عليه جسمه و حسن لحمه وصفا لونه فجاء به يوما يحمله على عنقه فقال يا عائشة كيف ترى الشبه فقلت أنا غيري ما أدري شبها فقال و لا باللحم فقلت لعمري لمن تغذى بألبان الضان ليحسن لحمه قال فجزعت عائشة رضى الله عنها و حفصة من ذلك فعاتبته حفصة فحرمها و اسر إليها سرا فافشته إلى عائشة رضى الله عنها فنزلت آية التحريم فاعتق رسول الله صلى الله عليه و سلم رقبة و أخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال وجدت حفصة رضى الله عنها مع النبي صلى الله عليه و سلم أم ولد مارية أم إبراهيم فحرم أم ولده لحفصة رضى الله عنها و أمرها ان تكتم ذلك فاسرته إلى عائشة رضى الله عنها فذلك قوله تعالى و اذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا فامره الله بكفارة يمينه و أخرج عبد بن حميد عن قتادة رضى الله عنه في قوله يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك الآية قال كان حرم فتاته القبطية أم إبراهيم عليه السلام في يوم حفصة و أسر ذلك إليها فاطلعت عليه عائشة رضى الله عنها و كانتا تظاهرتا على نساء النبي صلى الله عليه و سلم فأحل الله له ما حرم على نفسه و أمره ان يكفر عن يمينه فقال قد فرض الله لكم تحله ايمانكم و أخرج عبد الرزاق و عبد بن حميد عن الشعبي و قتادة رضى الله عنهما يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك قال حرم جاريته قال الشعبي و حلف يمينا مع التحريم فعاتبه الله في التحريم و جعل له كفارة اليمين و قال قتادة حرمها فكانت يمينا و أخرج ابن سعد عن زيد بن أسلم رضى الله عنه ان النبي صلى الله عليه و سلم حرم أم إبراهيم فقال هى على حرام فقال و الله لا أقربها فنزلت قد فرض الله لكم تحله أيمانكم و أخرج ابن سعد عن مسروق و الشعبى قال آلى رسول الله صلى الله عليه و سلم من أمته و حرمها فانزل الله قد فرض الله لكم تحله أيمانكم و أنزل لم تحرم ما أحل الله لك و أخرج الهيثم بن كليب في مسنده و الضياء المقدسي في المختارة من طريق نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لحفصة لا تحدثى أحدا و ان أم إبراهيم على حرام فقالت أ تحرم ما أحل الله لك قال فو الله لا أقربها فلم يقربها نفسه حتى أخبرت عائشة فانزل الله قد فرض الله لكم تحله أيمانكم و أخرج سعيد بن منضرر و عبد بن حميد عن مسروق ان رسول الله صلى الله عليه و سلم حلف لحفصة ان لا يقرب أمته و قال هى على حرام فنزلت الكفارة ليمينه و أمر ان لا يحرم ما أحل الله له و أخرج سعيد بن منصور و ابن المنذر عن الضحاك ان حفصة زارت أباها ذات يوم و كان يومها فجاء النبي صلى الله عليه و سلم فلم يجدها في المنزل فأرسل إلى أمته مارية فأصاب منها في بيت حفصة و جاءت حفصة على تلك الحال فقالت يا رسول الله أ تفعل هذا في بيتي و في يومى قال فانها على حرام و لا تخبرى بذلك أحدا فانطلقت حفصة إلى عائشة فاخبرتها بذلك فانزل الله يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك إلى قوله و صالح المؤمنين فامر أن يكفر عن يمينه و يراجع أمته و أخرج الطبراني في الاوسط و ابن مردويه بسند ضعيف عن أبى هريرة قال دخل رسول الله صلى الله عليه و سلم بمارية القبطية سريته بيت حفصة فوجدتها معه فقالت يا رسول الله في بيتي من بين بيوت نسائك قال فانها على حرام ان أمسها و اكتمى هذا على فخرجت حتى أتت عائشة فقالت ألا أبشرك فقالت بماذا قالت وجدت مارية مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في بيتي فقلت يا رسول الله في بيتي من بين بيوت نسائك فكان أول السرر أنه أحرمها على نفسه ثم قال لي يا حفصة ألا أبشرك فاعلمي عائشة ان أباك يلى الامر من بعده و ان أبى يليه بعد أبيك و قد استكتمنى ذلك فاكتميه فانزل الله يا أيها النبي لم تحرم إلى قوله غفور رحيم أى لما كان منك إلى قوله و اذ أسر النبي إلى بعض أزواجه يعنى حفصة حديثا فلما نبات به يعنى عائشة و أظهره الله عليه أى بالقرآن عرف بعضه عرف حفصة ما أظهر من أمر مارية و أعرض عن
(241)
بعض عما أخبرت به من أمر أبى بكر و عمر فلم يبده فلما نباها به إلى قوله الخبير ثم أقبل عليهما يعاتبهما فقال ان تتوبا إلى الله إلى قوله ثيبات و أبكارا فوعد من الثيبات آسية بنت مزاحم و أخت نوح عليه السلام و من الابكار مريم بنت عمران و أخت موسى و أخرج ابن أبى حاتم و ابن مردويه بسند ضعيف عن ابن عباس قال نزلت هذه الآية يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك في المرأة التي وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه و سلم قوله تعالى ( قد فرض الله لكم ) الآية أخرج عبد الرزاق و البخارى و ابن مردويه عن ابن عباس رسول الله قال في الحرام يكفر و قال لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة و أخرج ابن المنذر و الطبراني و الحاكم و ابن مردويه عن ابن عباس أنه جاءه رجل فقال جعلت إمرأتي على حراما فقال كذبت ليست عليك بحرام ثم تلا لم تحرم ما أحل الله لك قال عليك أغلظ الكفارات عتق رقبة و أخرج الحارث بن أبى أسامة عن عائشة قالت لما حلف أبو بكر ان لا ينفق على مسطح فانزلل الله قد فرض الله لكم تحله أيمانكم فأحل يمينه و أنفق عليه و أخرج ابن المنذر و ابن مردويه من طريق على عن ابن عباس قد فرض الله لكم تحله أيمانكم قال أمر الله النبي و المؤمنين إذا حرموا شيا مما أحل الله لهم ان يكفروا أيمانهم بإطعام عشرة مساكين أو كسوتهم أو تحرير رقبة و ليس يدخل في ذلك الطلاق و أخرج عبد بن حميد عن ميمون بن مهران رضى الله عنه في قوله تحله أيمانكم قال يقول قد أحللت لك ما ملكت يمينك فلم تحرم ذلك و قد فرضت لك تحله اليمين تكفر بها يمينك كل ذلك في هذا قوله تعالى ( و اذ أسر النبي ) الآية أخرج الطبراني و ابن مردويه عن ابن عباس في قوله و اذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا قال دخلت حفصة على النبي صلى الله عليه و سلم في بيتها و هو يطا مارية فقال لها رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تخبرى عائشة حتى أبشرك بشارة فان أباك يلى الامر بعد أبى بكر إذا أنا مت فذهبت حفصة فاخبرت عائشة فقالت عائشة للنبي صلى الله عليه و سلم من أنباك هذا قال نبانى العليم الخبير فقالت عائشة لا أنظر إليك حتى تحرم مارية فحرمها فانزل الله يا أيها النبي لم تحرم و أخرج ابن عدى و ابن عساكر عن عائشة في قوله و اذ أسر النبى إلى بعض أزواجه حديثا قال أسر إليها ان أبا بكر خليفتى من بعدي و أخرج ابن عدى و أبو نعيم في فضائل الصحابة و العشارى في فضائل الصديق و ابن مردويه و ابن عساكر من طرق عن على و ابن عباس قالا و الله ان إمارة أبى بكر و عمر لفى الكتاب و اذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا قال لحفصة أبوك و أبو عائشة و اليان الناس بعدي فاياك ان تخبرى أحدا و أخرج ابن عساكر عن ميمون بن مهران في قوله و اذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا قال أسر إليها ان أبا بكر خليفتى من بعدي و أخرج ابن عساكر عن حبيب بن أبى ثابت و اذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا قال أخبر عائشة ان أباها الخليفة من بعده و ان أبا حفصة الخليفة من بعد أبيها و أخرج ابن المنذر عن الضحاك قال أتى النبي صلى الله عليه و سلم جارية له في يوم عائشة و كانت حفصة و عائشة متحابتين فاطلعت حفصة على ذلك فقال لها لا تخبرى عائشة بما كان منى و قد حرمتها على فافشت حفصة سر النبي صلى الله عليه و سلم فانزل الله تعالى يا أيها النبي لم تحرم الآيات و أخرج ابن مردويه عن ابن عباس و اذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا قال أسر إلى عائشة في أمر الخلافة بعده فحدثت به حفصة و أخرج أبو نعيم في فضائل الصحابة عن الضحاك و اذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا قال أسر إلى حفصة بنت عمر ان الخليفة من بعده أبو بكر و من بعد أبى بكر عمر و أخرج ابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله عرف بعضه و أعرض عن بعض قال الذي عرف أمر مارية و أعرض عن بعض قوله ان أباك و أباها يليان الناس بعدي مخافة ان يفشو و أخرج ابن مردويه عن ابن عباس مثله و أخرج ابن مردويه عن على بن أبى طالب قال ما استقصى كريم قط لان الله تعالى يقول عرف بعضه و أعرض عن بعض و أخرج البيهقي في شعب الايمان عن عطاء الخراساني قال ما استقصى حليم قط ألم تسمع إلى قوله عرف بعضه و أعرض عن بعض قوله تعالى ( ان تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما و ان تظاهرا عليه ) أخرج ابن جرير و ابن مردويه عن ابن عباس في قوله فقد صغت قلوبكما قال مالت و أثمت و أخرج ابن المنذر عن ابن عباس صغت قال مالت و أخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله صغت قال مالت و أخرج عبد بن حميد عن مجاهد قال كنا نرى ان صغت قلوبكما شيء هين حتى سمعناه بقراءة عبد الله ان تتوبا إلى الله فقد 7 صغت قلوبكما
(242)
و أخرج عبد الرزاق و ابن سعد و أحمد و العدني و عبد بن حميد و البخارى و مسلم و الترمذى و ابن حبان و ابن المنذر و ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال لم أزل حريصا ان أسال عمر رضى الله عنه عن المرأتين من أزواج النبي صلى الله عليه و سلم التين قال الله تعالى ان تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما حتى حج عمر و حججت معه فلما كان ببعض الطريق عدل عمر و عدلت معه بالاداوه فتبرز ثم أتى فصببت على يديه فتوضأ فقلت يا أمير المؤمنين من المرأتان من أزواج النبي صلى الله عليه و سلم التان قال الله ان تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما فقال وا عجبا لك يا ابن عباس هما عائشة و حفصة ثم أنشا يحدثني الحديث فقال كنا معشر قريش نغلب النساء فلما قدمنا المدينة وجدنا قوما تغلبهم نساؤهم فطفق نساؤنا يتعلمن من نسائهم فغضبت على إمرأتي يوما فإذا هى تراجعني فانكرت ان تراجعني فقالت ما تنكر من ذلك فو الله ان أزواج النبي صلى الله عليه و سلم ليراجعنه و تهجره إحداهن اليوم إلى الليل قلت قد خابت من فعلت ذلك منهن و خسرت قال و كان منزلى بالعوالى و كان لي جار من الانصار كنا نتناوب النزول إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فينزل يوما فياتينى بخبر الوحي و غيره و أنزل يوما فآتيه بمثل ذلك قال و كنا نحدث ان غسان تنعل الخيل لتغزونا فجاء يوما فضرب على الباب فخرجت اليه فقال حدث أمر عظيم فقلت أ جاءت غسان قال أعظم من ذلك طلق رسول الله صلى الله عليه و سلم نساءه قلت في نفسى قد خابت حفصة و خسرت قد كنت أرى ذلك كائنا فلما صلينا الصبح شددت على ثيابي ثم انطلقت حتى دخلت على حفصة فإذا هى تبكي فقلت أطلقكن رسول الله صلى الله عليه و سلم قالت لا أدري هو ذا معتزل في المشربة فانطلقت فاتيت غلاما اسود فقلت استاذن لعمر فدخل ثم خرج إلى فقال قد ذكرتك له فلم يقل شيا فانطلقت إلى المسجد فإذا حول المسجد نفر يبكون فجلست إليهم ثم غلبني ما أجد فانطلقت فاتيت الغلام فقلت استاذن لعمر فدخل ثم خرج فقال قد ذكرتك له فلم يقل شيا فوليت منطلقا فإذا الغلام يدعونى فقال ادخل فقد أذن لك فدخلت فإذا النبي صلى الله عليه و سلم متكئ على حصير قد رأيت أثره في جنبه فقلت يا رسول الله أطلقت نساءك قال لا قلت الله أكبر لو رأيتنا يا رسول الله و كنا معشر قريش نغلب النساء فلما قدمنا المدينة وجدنا قوما تغلبهم نساؤهم فطفق نساؤنا يتعلمن من نسائهم فغضبت يوما على إمرأتي فإذا هى تراجعني فانكرت ذلك فقالت ما تنكر فو الله ان أزواج النبي صلى الله عليه و سلم اليراجعنه و تهجره إحداهن اليوم إلى الليل فقلت قد خابت من فعل ذلك منهن فدخلت على حفصة فقلت أتراجع احداكن رسول الله صلى الله عليه و سلم و تهجره اليوم إلى الليل قالت نعم فقلت قد خابت من فعلت ذلك منكن و خسرت أتا من احداكن ان يغضب الله عليها لغضب رسوله صلى الله عليه و سلم فإذا هى قد هلكت فتبسم رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت لحفصة لا تراجعى رسول الله صلى الله عليه و سلم و لا تسالبه شيا و سلينى ما بدا لك و لا يغرنك ان كانت جارتك أوسم منك و أحب إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فتبسم أخرى فقلت يا رسول استانس قال نعم فرفعت رأسي فما رأيت في البيت الا أهبة ثلاثة فقلت يا رسول الله ادع الله ان يوسع على أمتك فقد وسع على فارس و الروم و هم لا يعبدون الله فاستوى جالسا و قال أوفى شك أنت يا ابن الخطاب أولئك قوم قد عجلت لهم طيباتهم في الحياة الدنيا و كان قد أقسم أن لا يدخل على نسائه شهرا فعاتبه الله في ذلك و جعل له كفارة اليمين و أخرج ابن مردويه عن عائشة قالت آلى رسول الله صلى الله عليه و سلم من نسائه و حرم فجعل الحرام حلالا و جعل في اليمين كفارة و أخرج ابن مردويه عن ابن مسعود قال آلى النبي صلى الله عليه و سلم من نسائه و حرم فاما الحرام فأحله الله له و أما الايلاء فامره بكفارة اليمين و أخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ و ان تظاهرا عليه خفيفة عسى ربه ان طلقكن ان يبدله خفيفة مرفوعة الياء سائحات خفيفة الالف و أخرج عبد بن حميد و مسلم و ابن مردويه عن ابن عباس قال حدثني عمر بن الخطاب قال لما اعتزل رسول الله صلى الله عليه و سلم نساءه دخلت المسجد فإذا الناس ينكتون بالحصى و يقولون طلق رسول الله صلى الله عليه و سلم نساءه و ذلك قبل ان يؤمر بالحجاب فقلت لاعلمن ذلك اليوم فدخلت على عائشة فقلت يا بنت أبى بكر أقد بلغ من شأنك ان تؤذي رسول الله صلى الله عليه و سلم قالت مالى و لك يا ابن الخطاب فدخلت على حفصة فقلت لها يا حفصة أقد بلغ ما شأنك ان تؤذي رسول الله صلى الله عليه و سلم و الله لقد علمت ان رسول الله صلى الله عليه
(243)
و سلم لا يحبك و لو لا أنا لطلقك رسول الله صلى الله عليه و سلم فبكت أشد البكاء فقلت لها أين رسول الله صلى الله عليه و سلم قالت هو في خزانته في المشربة فدخلت فاذ أنا برباح مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم قاعدا على أسكفة المشربة مدليا رجليه على نقير من خشب و هو جذع يرقى عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم و ينحدر فناديت يا رباح استاذن لي عندك على رسول الله صلى الله عليه و سلم فنظر رباح إلى الغرفة ثم نظر إلى فلم يقل شيا فقلت يا رباح استاذن لي عندك على رسول الله صلى الله عليه و سلم فنظر رباح إلى الغرفة ثم نظر إلى فلم يقل شيا ثم رفعت صوتي فقلت يا رباح استاذن لي عندك على رسول الله صلى الله عليه و سلم فانى أظن ان رسول الله صلى الله عليه و سلم ظن أنى جئت من أجل حفصة و الله لئن أمرني رسول الله صلى الله عليه و سلم بضرب عنقها لاضربن عنقها و رفعت صوتي فاومأ إلى بيده أن ارقه فدخلت على رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو مضطجع على حصير فجلست فإذا عليه ازار ليس عليه غيره و إذا الحصير قد أثر في جنبه و نظرت في خزانة رسول الله صلى الله عليه و سلم فإذا أنا بقبضه من شعير نحو الصاع و مثلها من قرظ في ناحية الغرفة و إذا أفيق معلق فابتدرت عيناي فقال ما يبكيك يا ابن الخطاب فقلت يا نبى الله و مالي لا أبكى و هذا الحصير قد أثر في جنبك و هذه خزانتك لا أرى فيها الا ما أرى و ذاك كسرى و قيصر في الثمار و الانهار و أنت رسول الله و صفوته و هذه خزانتك قال يا ابن الخطاب ألا ترضى ان تكون لنا الآخرة و لهم الدنيا قلت بلى و دخلت عليه حين دخلت و أنا أرى في وجهه الغضب فقلت يا رسول الله ما يشق عليك من شان النساء فان كنت طلقتهن فان الله تعالى معك و ملائكته و جبريل و ميكائيل و أنا و أبو بكر و المؤمنون معك و قلما تكلمت و أحمد الله بكلام الا رجوت ان يكون الله يصدق قولى الذي أقوله و نزلت هذه الآية عسى ربه ان طلقكن ان يبدله أزواجا خيرا منكن و ان تظاهرا عليه فان الله هو مولاه و جبريل و صالح المؤمنين و الملائكة بعد ذلك ظهير و كانت عائشة رضى الله عنها بنت أبى بكر و حفصة تظاهر ان على سائر نساء النبي صلى الله عليه و سلم فقلت يا رسول الله أطلقتهن قال لا قلت يا رسول الله انى دخلت المسجد و المؤمنون ينكتون الحصى و يقولون طلق رسول الله صلى الله عليه و سلم نساءه أ فانزل فاخبرهم انك لم تطلقهن قال نعم ان شئت ثم لم أزل أحدثه حتى تحسر الغضب عن وجهه و حتى كشر وضحك و كان من أحسن الناس ثغرا فنزل رسول الله صلى الله عليه و سلم و نزلت اتشبث بالجذع و نزل نبى الله صلى الله عليه و سلم كانما يمشى على الارض ما يمسه بيده فقلت يا رسول الله انما كنت في الغرفة تسعا و عشرين فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ان الشهر قد يكون تسعا و عشرين فقمت على باب المسجد فناديت بأعلى صوتي لم يطلق رسول الله صلى الله عليه و سلم نساءه قال و نزلت هذه الآية و إذا جاءهم أمر من الامن أو الخوف اذاعوا به و لو ردوه إلى الرسول و إلى أولى الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم فكنت أنا استنبطت ذلك الامر و أنزل الله آية التخيير قوله تعالى ( و صالح المؤمنين ) أخرج ابن عساكر من طريق الكلبي عن أبى صالح رضى الله عنه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال كان أبى يقرؤها و صالح المؤمنين أبو بكر و عمر و أخرج ابن عساكر من طريق عبد الله بن بريدة عن أبيه رضى الله عنه في قوله و صالح المؤمنين قال أبو بكر و عمر رضى الله عنهما و أخرج ابن عساكر عن عكرمة و ميمون بن مهران مثله و أخرج ابن عساكر عن الحسن البصري رضى الله عنه في قوله و صالح المؤمنين قال عمر بن الخطاب رضى الله عنه و أخرج ابن عساكر عن مقاتل بن سليمان رضى الله عنه في قوله و صالح المؤمنين قال أبو بكر و عمر و على رضى الله عنهم و أخرج ابن عساكر من طريق مالك بن أنس رضى الله عنه عن ابن زيد رضى الله عنه في قوله فقد صغت قلوبكما قال مالت و في قوله و صالح المؤمين قال الانبياء عليهم السلام و أخرج ابن عساكر عن ابن مسعود رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم في قوله و صالح المؤمنين قال صلى الله عليه و سلم من صالح المؤمنين أبو بكر و عمر رضى الله عنهما و أخرج الطبراني و ابن مردويه و أبو نعيم في فضائل الصحابة عن ابن مسعود رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم في قوله الله و صالح المؤمنين قال صالح المؤمنين أبو بكر و عمر و أخرج الطبراني في الاوسط و ابن مردويه عن ابن عمر و ابن عباس رضى الله عنهما في قوله و صالح المؤمنين قالا نزلت في أبى بكر و عمر رضى الله عنهما و أخرج سعيد بن منصور و ابن سعد و ابن المنذر
(244)
و ابن أبى حاتم و ابن عساكر عن سعيد بن جبير في قوله و صالح المؤمنين قال نزلت في عمر بن الخطاب خاصة و أخرج عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه و سلم في قول الله و صالح المؤمنين قال صالح المؤمنين أبو بكر و عمر و أخرج الطبراني في الاوسط و ابن مردويه عن ابن عمر و ابن عباس في قوله و صالح المؤمنين قالا نزلت في أبى بكر و عمر و أخرج سعيد بن منصور و ابن سعد و ابن المنذر و ابن أبى حاتم و ابن عساكر عن سعيد بن جبير في قوله و صالح المؤمنين قال نزلت في عمر خاصة و أخرج الحاكم عن أبى أمامة عن النبي صلى الله عليه و سلم في قوله و صالح المؤمنين قال أبو بكر و عمر و أخرج ابن أبى حاتم بسند ضعيف عن على قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم في قوله و صالح المؤمنين قال هو على بن أبى طالب و أخرج ابن مردويه عن أسماء بنت عميس سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول و صالح المؤمنين قال على بن أبى طالب و أخرج ابن مردويه و ابن عساكر عن ابن عباس في قوله و صالح المؤمنين قال هو على بن أبى طالب و أخرج سعيد بن منصور و عبد بن حميد و ابن المنذر عن العلاء بن زياد في قوله و صالح المؤمنين قال الانبياء عليهم السلام و أخرج عبد الرزاق و عبد بن حميد و ابن المنذر عن قتادة في قوله و صالح المؤمنين قال الانبياء عليهم الصلاة و السلام قوله تعالى ( عسى ربه ان طلقكن ) الآية أخرج عبد بن حميد و ابن المنذر عن عكرمة و أبى مالك و قتادة في قوله قانتات قال مطيعات و في قوله سائحات قالوا صائمات و أخرج عبد بن حميد عن الحسن أنه قرأ سيحات مثقلة بغير ألف و اخرج الطبراني و ابن مردويه عن بريدة في قوله ثيبات و أبكارا قال وعد الله نبيه صلى الله عليه و سلم في هذه الآية أن يزوجه بالثيب آسية إمرأة فرعون و بالبكر مريم ابنت عمران قوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم ) أخرج عبد الرزاق و الفريابي و سعيد بن منصور و عبد بن حميد و ابن جرير و ابن المنذر و الحاكم و صححه و البيهقى في الدخل عن على ابن أبى طالب في قوله قوا أنفسكم و أهليكم نارا قال علموا أنفسكم و أهليكم الخير و أدبوهم و أخرج ابن جرير و ابن المنذر عن ابن عباس في قوله قوا أنفسكم و أهليكم نارا قال اعملوا بطاعة الله و اتقوا معاصي الله و أمروا أهليكم بالذكر ينجيكم الله من النار و أخرج سعيد بن منصور و ابن المنذر عن الضحاك في قوله قوا أنفسكم و أهليكم نارا قال و أهليكم فليقوا أنفسهم و أخرج ابن مردويه عن زيد بن أسلم قال تلا رسول الله صلى الله عليه و سلم هذه الآية قوا أنفسكم و أهليكم نارا فقالوا يا رسول الله كيف نقى أهلنا نارا قال تأمرونهم بما يحبه الله و تنهونهم عما يكره الله و أخرج عبد بن حميد عن ابن عباس في قوله قوا أنفسكم و أهليكم نارا قال أدبوا أهليكم و أخرج عبد بن حميد عن مجاهد في قوله قوا أنفسكم و أهليكم نارا قال أوصوا أهليكم بتقوى الله و أخرج عبد الرزاق و عبد ابن حميد عن قتادة في قوله قوا أنفسكم و أهليكم نارا قال مروهم بطاعة الله و أنهوهم عن معصية الله و أخرج ابن المنذر عن عبد العزيز بن أبى رواد قال مر عيسى عليه السلام بجبل معلق بين السماء و الارض فدخل فيه و بكى و تعجب منه ثم خرج منه إلى من حوله فسال ما قصة هذا الجبل فقالوا ما لنا به علم كذلك أدركنا آباءنا فقال يا رب ائذن لهذا الجبل يخبرنى ما قصته فاذن له فقال لما قال الله نارا وقودها الناس و الحجارة اضطربت خفت ان أكون من وقودها فادع الله ان يؤمننى فدعا الله تعالى فامنه فقال الآن قررت فقر على الارض و أخرج ابن أبى الدنيا و ابن قدامة في كتاب البكاء و الرقة عن محمد بن هاشم قال لما نزلت هذه الآية وقودها الناس و الحجارة قرأها النبي صلى الله عليه و سلم فسمعها شاب إلى جنبه فصعق فجعل رسول الله صلى الله عليه و سلم رأسه في حجره رحمة له فمكث ما شاء الله ان يمكث ثم فتح عينيه فإذا رأسه في حجر رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال بأبي أنت و أمي مثل أى شيء الحجر فقال أما يكفيك ما أصابك على ان الحجر منها لو وضع على جبال الدنيا لذابت منه و ان مع كل إنسان منهم حجرا أو شيطانا و الله أعلم قوله تعالى ( عليها ملائكة غلاظ شداد ) الآية أخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن ابى عمران الجونى قال بلغنا ان خزنة النار تسعة عشر ما بين منكب أحدهم مسيرة مائتي خريف ليس في قلوبهم رحمة انما خلقوا للعذاب و يضرب الملك منهم الرجل من أهل النار الضربة فيتركه طحنا من لدن قرنه إلى قدمه و أخرج ابن جرير عن كعب قال ما بين منكب الخازن من خزنتها مسيرة ما بين سنة مع كل واحد منهم عمود و شعبتان يدفع به الدفعة يصدع في الناس سبعمأة ألف قوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة