( و من يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون ) أخرج الفريابي و سعيد بن منصور و ابن أبى شيبة و عبد بن حميد و ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم و الطبراني و الحاكم و صححه و ابن مردويه و البيهقى في شعب الايمان عن ابن مسعود رضى الله عنه رجلا قال له انى أخاف ان أكون قد هلكت قال و ما ذاك قال انى سمعت الله يقول و من يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون و أنا رجل شحيح لا يكاد يخرج منى شيء فقال له ابن مسعود رضى الله عنه ليس ذاك بالشح و لكنه البخل و لا خير في البخل و ان الشح الذي ذكره الله في القرآن ان تأكل مال أخيك ظلما و أخرج عبد بن حميد و ابن المنذر و ابن مردويه عن ابن عمر رضى الله عنه في قوله و من يوق شح نفسه قال ليس الشحيح ان يمنع الرجل ماله و لكنه البخل و انه لشر انما الشح ان تطمح عين الرجل إلى ما ليس له و أخرج ابن المنذر عن الحسن رضى الله عنه قال النظر إلى المرأة لا يملكها من الشح و أخرج ابن المنذر عن طاوس رضى الله عنه قال البخل ان يبخل الانسان بما في يديه و الشح ان يشح على ما في أيدي الناس و أخرج ابن جرير و ابن المنذر و ابن عساكر عن عبد الرحمن بن عوف انه كان يطوف بالبيت يقول أللهم قنى شح نفسى لا يزيد على ذلك فقيل له فقال إذا وقيت شح نفسى لا أسرق و لا أزنى و لم أفعل شيا و أخرج عبد بن حميد و ابن المنذر عن سعيد بن جبير في قوله و من يوق شح نفسه قال إدخال الحرام و منع الزكاة و أخرج ابن المنذر عن على بن أبى طالب قال من أدى زكاة ماله فقد وقى شح نفسه و أخرج الخرائطي في مساوى الاخلاق عن ابن عمر و قال الشح أشد من البخل لان الشحيح يشح على ما في يديه فيحبسه و يشح على ما في أيدي الناس حتى يأخذه و ان البخيل انما يبخل على ما في يديه و أخرج ابن أبى الدنيا في كتاب ذم البخل عن أنس رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم خلق الله جنة عدن ثم قال لها انطقى فقالت قد أفلح المؤمنون فقال الله و عزتي و جلالى لا يجاورني فيك بخيل ثم تلا رسول الله صلى الله عليه و سلم و من يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون و أخرج ابن مردويه عن جابر بن عبد الله رضى الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ثلاث من كن فيه فقد بري من الشح من أدى زكاة ماله و قرى الضيف و أعطى في النوائب و أخرج الحكيم الترمذي و أبو يعلى و ابن مردويه عن أنس رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما محق الاسلام محق الشح شيء قط و أخرج ابن مردويه عن أبى زرعة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من كان الفقر في قلبه فلا يغنيه ما أكثر له في الدنيا و انما يضر نفسه شحها و أخرج عبد بن حميد عن مجمع بن يحيى بن جارية قال حدثني عمي خالد بن يزيد بن جارية رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم بري من الشح من أدى الزكاة و قرى الضيف وادي في النائبة و أخرج ابن أبى شيبة و النسائي و الحاكم و صححه و البيهقى في الشعب عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يجتمع غبار في سبيل الله و دخان جهنم في جوف عبد أبدا و لا يجتمع الشح و الايمان في قلب عبد أبدا و أخرج الترمذي و البيهقى عن أبى سعيد الخدرى قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم خصلتان لا يجتمعان في جوف مسلم البخل و سوء الظن و أخرج ابن أبى شيبة و أبو داود و ابن مردويه و البيهقى عن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال شر ما في رجل شح هالع و جبن خالع و أخرج أحمد و البخارى في الادب و مسلم و البيهقى عن جابر ابن عبد الله ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال اتقوا الظلم فان الظلم ظلمات يوم القيامة و اتقوا الشح فان الشح أهلك من كان قبلكم حملهم على ان سفكوا دماءهم و استحلوا محارمهم و أخرج ابن مردويه و البيهقى عن أبى هريرة ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إياكم و الشح و البخل فانه دعا من قبلكم إلى ان يقطعوا أرحامهم فقطعوها و دعاهم إلى ان يستحلوا محارمهم فاستلحوها و دعاهم إلى ان يسفكوا دماءهم فسفكوها و أخرج الترمذي و البيهقى عن أنس رضى الله عنه ان رجلا توفى فقالوا ابشر بالجنة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أو لا تدرون فلعله قد تكلم بما لا يعنيه أو بخل بما لا ينفعه و أخرج البيهقي من وجه آخر عن أنس رضى الله عنه قال أصيب رجل يوم أحد فجاءت إمرأة فقالت يا بني لتهنك الشهادة فقال لها رسول الله صلى الله عليه و سلم و ما يدريك لعله كان يتكلم بما لا يعنيه و يبخل بما لا يغنيه و أخرج البيهقي عن ابى عمرو رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم خلقان يحبهما الله و خلقان يبغضهما الله فاما اللذان يحبهما الله فالسخاء و السماحة
(197)
و أما اللذان يبغضهما الله فسوء الخلق و البخل فإذا أراد الله بعبد خيرا استعمله على قضأ حوائج الناس و أخرج ابن جرير و ابن مردويه و البيهقى عن أنس رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يرئ من الشح من أدى الزكاة و قرى الضيف وادي في النائبة و أخرج البيهقي و ضعفه عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يذهب السخاء على الله السخى قريب من الله فإذا لقيه يوم القيامة أخذ بيده فأقله عثرته و أخرج البيهقي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم صلاح أول هذه الامة بالزهد و التقوى و هلاك آخرها بالبخل و الفجور و أخرج البيهقي و ضعفه عن عائشة رضى الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم السخى قريب من الله قريب من الجنة بعيد من النار و البخيل بعيد من الله بعيد من الجنة قريب من النار و الجاهل السخى أحب إلى الله من العابد البخيل و أخرج البيهقي عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم السخى قريب من الله قريب من الجنة قريب من الناس بعيد من النار و البخيل بعيد من الله بعيد من الجنة بعيد من الناس قريب من النار و لجاهل سخي أحب إلى الله من عابد بخيل و أخرج ابن عدى في الكامل و البيهقى و ضعفه عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم السخى قريب من الله قريب من الجنة قريب من الناس بعيد من النار و البخيل بعيد من الله بعيد من الجنة بعيد من الناس قريب من النار و لفاجر سخي أحب إلى الله من عابد بخيل وأى داء أدوأ من البخل و أخرج البيهقي عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يا بني سلمة من سيدكم اليوم قالوا الجد بن قيس و لكنا نبخله قال وأى داء أدوأ من البخل و لكن سيدكم عمرو بن الحموح و أخرج البيهقي عن جابر رضى الله عنه قال لما قدم رسول الله صلى الله عليه و سلم قال يا بني سلمة من سيدكم قالوا الجد بن قيس و انا لنبخله قال وأى داء أدوأ من البخل بل سيدكم الخير الابيض عمرو بن الجموح قال و كان على أضيافهم في الجاهلية قال و كان يولم على رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا تزوج و أخرج البيهقي من طريق الزهرى عن عبد الرحمن ابن عبد الله بن كعب بن مالك رضى الله عنه ان النبي صلى الله عليه و سلم قال من سيدكم يا بني سلمة قالوا الجد بن قيس قال و بم تسودونه قالوا بانه أكثرنا ما لا و انا على ذلك لنزنه بالبخل فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم وأى داء أدوأ من البخل ليس ذاك سيدكم قالوا فمن سيدنا يا رسول الله قال سيدكم البراء بن معرور قال البيهقي مرسل و أخرج الحاكم عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من سيدكم يا بني عبيد قالوا الجد بن قيس على ان فيه بخلا قال وأى داء أدوأ من البخل بل سيدكم و ابن سيدكم بشر بن البراء بن معرور و أخرج البيهقي عن أبى بكر الصديق رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يدخل الجنة بخيل و لا خب و لا خائن و لا سيئ الملكة و أول من يقرع باب الجنة المملوكون إذا أحسنوا فيما بينهم و بين الله و بين مواليهم و اخرج البيهقي عن أبى سهل الواسطي رفع الحديث قال ان الله اصطنع هذا الدين لنفسه و انما صلاح هذا الدين بالسخاء و حسن الخلق فاكرموه بهما و أخرج البيهقي من طرق و ضعفه عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لي جبريل قال الله تعالى ان هذا الدين ارتضيته لنفسي و لا يصلحه الا السخاء و حسن الخلق فاكرموه بهما ما صحبتموه و أخرج البيهقي و ضعفه عن عبد الله بن جراد قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا ابتغيتم المعروف فابتغوه في حسان الوجوه فو الله لا يلج النار الا بخيل و لا يلج الجنة شحيح ان السخاء شجرة في الجنة تسمى السخاء و ان الشح شجرة في النار تسمى الشح و أخرج البيهقي و ضعفه عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم السخاء شجرة من شجر الجنة أغصانها متدليات في الدنيا من أخذ بغصن منها قاده ذلك الغصن إلى الجنة و البخل شجرة من شجر النار أغصانها متدليات في الدنيا من أخذ بغصن منها قاده ذلك الغصن إلى النار و أخرج البيهقي عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم السخاء شجرة في الجنة فمن كان سخيا أخذ بغصن منها فلم يتركه الغصن حتى يدخله الجنة و الشح شجرة في النار فمن كان شحيحا أخذ بغصن منها فلم يتركه الغصن حتى يدخله النار و أخرج البيهقي و ضعفه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال كنت قاعدا مع النبي صلى الله عليه و سلم فجاء ثلاثة عشر رجلا عليهم
(198)
ثياب السفر فسلموا على رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم قالوا من السيد من الرجال يا رسول الله قال ذاك يوسف بن يعقوب بن اسحق بن إبراهيم قالوا ما في أمتك سيد قال بلى رجل أعطى ما لا حلالا و رزق سماحة فادني الفقير فقلت شكايته في الناس و أخرج البخارى و مسلم و النسائي عن أبى هريرة قال ضرب رسول الله صلى الله عليه و سلم مثل البخيل و المتصدق كمثل رجلين عليهما جبتان من حديد قد اضطرت أيديهما إلى ثديهما وترا فيهما فجعل كلما تصدق بصدقة انبسطت عنه حتى تغشى أنامله و تعفو أثره و جعل البخيل كلما هم بصدقة قلصت و أخذت كل حلقة مكانها فهو يوسعها و لا تتسع و أخرج الزبير بن بكار في الموفقيات عن عبد الله بن أبى عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر قال قدم خالد بن الوليد من ناحية أرض الروم على النبي صلى الله عليه و سلم باسرى فعرض عليهم الاسلام فابوا فامر ان تضرب أعناقهم حتى إذا جاء إلى آخرهم قال النبي صلى الله عليه و سلم يا خالد كف عن الرجل قال يا رسول الله ما كان في القوم أشد على منه قال هذا جبريل يخبرنى عن الله انه كان سخيا في قومه فكف عنه و أسلم الرومي قوله تعالى ( و الذين جاؤا من بعدهم ) أخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضى الله عنه و الذين جاؤا من بعدهم قال الذين أسلموا فعنوا أيضا عبد الله بن نبتل و أوس بن قيظى و أخرج الحاكم و صححه و ابن مردويه عن سعد بن أبى وقاص قال الناس على ثلاثة منازل قد مضت منزلتان و بقيت منزلة فأحسن ما أنتم كائنون عليه ان تكونوا بهذه المنزلة التي بقيت ثم قرأ للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم و أموالهم الآية ثم قال هؤلاء المهاجرون و هذه منزلة و قد مضت ثم قرأ و الذين تبوؤا الدار و الايمان من قبلهم الآية ثم قال هؤلاء الانصار و هذه منزلة و قد مضت ثم قرأ و الذين جاؤا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا و لاخواننا الذين سبقونا بالايمان فقد مضت هانان المنزلتان و بقيت هذه المنزلة فأحسن ما أنتم كائنون عليه ان تكونوا بهذه المنزلة و أخرج عبد بن حميد عن الضحاك رضى الله عنه و الذين جاؤا من بعدهم الآية قال أمروا بالاستغفار لهم و قد علم ما أحدثوا و أخرج عبد بن حميد و ابن المنذر و ابن أبى حاتم و ابن الانباري في المصاحف و ابن مردويه عن عائشة رضى الله عنها قالت أمروا ان يستغفر و الاصحاب النبي صلى الله عليه و سلم فسبوهم ثم قرأت هذه الآية و الذين جاؤا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا و لاخواننا الذين سبقونا بالايمان و أخرج ابن مردويه عن ابن عمر انه سمع رجلا و هو يتناول بعض المهاجرين فقرأ عليه للفقراء المهاجرين الآية ثم قال هؤلاء المهاجرون فمنهم أنت قال لاثم قرأ عليه و الذين تبوؤا الدار و الايمان الآية ثم قال هؤلاء الانصار أ فانت منهم قال لاثم قرأ عليه و الذين جاؤا من بعدهم الآية ثم قال أ فمن هؤلاء أنت قال أرجو قال لا ليس من هؤلاء من يسب هؤلاء و أخرج ابن مردويه من وجه آخر عن ابن عمر انه بلغه ان رجلا نال من عثمان فدعاه فاقعده بين يديه فقرأ عليه للفقراء المهاجرين الآية قال من هؤلاء أنت قال لاثم قرأ و الذين جاؤا من بعدهم الآية قال من هؤلاء أنت قال لا ثم قرأ و الذين جاؤا من بعدهم الآية قال من هؤلاء أنت قال أرجو ان أكون منهم قال لا و الله ما يكون منهم من يتناولهم و كان في قلبه الغل عليهم و أخرج عبد بن حميد عن الاعمش انه قرأ ربنا لا تجعل في قلوبنا غمر اللذين آمنوا و أخرج الحكيم الترمذي و النسائي عن أنس رضى الله عنه قال بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يطلع الآن رجل من أهل الجنة فاطلع رجل من الانصار تنطف لحيته ماء من وضوئه معلق نعليه في يده الشمال فلما كان من الغد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة فاطلع ذلك الرجل على مثل مرتبته الاولى فلما كان من الغد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم مثل ذلك فاطلع ذلك الرجل فلما قام الرجل اتبعه عبد الله بن عمرو بن العاصي فقال انى لاحيت أبى فأقسمت ان لا أدخل عليه ثلاثا فان رأيت ان تؤوينى إليك حتى تحل يمينى فعلت قال نعم قال أنس فكان عبد الله بن عمرو يحدث انه بات معه ليلة فلم يره يقم من الليل شيأ انه كان إذا تقلب على فراشه ذكر الله و كبر حتى يقوم لصلاة الفجر فيسبغ الوضوء انى لا أسمعه يقول الا خيرا فلما مضت الليالي الثلاث وكدت احتقر عمله قلت يا عبد الله انه لم يكن بيني و بين والدى غضب و لا هجرة و لكني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لك ثلاث مرات في ثلاث مجالس يطلع عليكم لآن رجل من أهل الجنة فاطلعت أنت تلك المرات الثلاث فاردت ان آوى إليك فانظر ما عملك فإذا ما هو
(199)
الا ما رأيت فانصرفت عنه فلما وليت دعاني فقال ما هو الا ما قد رأيت انى لا أجد في نفسى غلا لاحد من المسلمين و لا أحسده على خير أعطاه الله إياه فقال له عبد الله بن عمر و هذه التي بلغت بك و هي التي لا نطيق و أخرج الحكيم الترمذي عن عبد العزيز بن أبى رواد قال بلغنا ان رجلا صلى مع النبي صلى الله عليه و سلم فلما انصرف قال النبي صلى الله عليه و سلم هذا الرجل من أهل الجنة قال عبد الله بن عمرو فاتيته فقلت يا عماه الضيافة قال نعم فإذا له خيمة و شاة و نخل فلما أمسي خرج من خيمته فاحتلب العنز و اجتنى لي رطبا ثم وضعه فاكلت معه فبات نائما و بت قائما و أصبح مفطرا و أصبحت صائما ففعل ذلك ثلاث ليال فقلت له ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال فيك انك من أهل الجنة فاخبرني ما عملك قال فائت الذي أخبرك حتى يخبرك بعملي فاتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال ائته فمره ان يخبرك فقلت ان رسول الله صلى الله عليه و سلم يأمرك ان تخبرني قال أما الآن فنعم فقال لو كانت الدنيا لي فاخذت منى لم أحزن عليها و لو أعطيتها لم أفرح بها و أبيت و ليس في قلبى غل على أحد قال عبد الله لكنى و الله أقوم الليل و أصوم النهار و لو وهبت لي شاة لفرحت بها و لو ذهبت لحزنت عليها و الله لقد فضلك الله علينا فضلا بينا قوله تعالى ( ألم تر إلى الذين نافقوا ) الآية أخرج ابن مردويه عن ابن عباس ألم تر إلى الذين نافقوا قال عبد الله بن أبى ابن سلول و رفاعة بن تابوت و عبد الله بن نبتل و أوس بن قيظى و إخوانهم بنو النضير و أخرج ابن اسحق و ابن المنذر و أبو نعيم في الدلائل عن ابن عباس ان رهطا من بني عوف بن الحارث منهم عبد الله بن أبى ابن سلول و وديعة بن مالك و سويد و داعس بعثوا إلى بني النضير ان أثبتوا و تمنعوا فانا لا نسلمكم و ان قوتلتم قاتلنا معكم و ان خرجتم خرجنا معكم فتربصوا ذلك من نصرهم فلم يفعلوا و قذف الله الرعب في قلوبهم فسالوا رسول الله صلى الله عليه و سلم ان يجليهم و يكف عن دمائهم على ان لهم ما حملت الابل من أموالهم الا الحلقة ففعل فكان الرجل منهم يهدم بيته فيضعه على ظهر بعيره فينطلق به فخرجوا إلى خيبر و منهم من سار إلى الشام و أخرج ابن أبى حاتم عن السدي قال قد أسلم ناس من أهل قريظة و النضير و كان فيهم منافقون و كانوا يقولون لاهل النضير لئن أخرجتم لتخرجن معكم فنزلت فيهم هذه الآية ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لاخوانهم الآية و أخرج عبد بن حميد و ابن جرير و ابن المنذر عن مجاهد في قوله ألم تر إلى الذين نافقوا قال عبد الله بن أبى ابن سلول و رفاعة بن تابوت و عبد الله بن نبتل و أوس بن قيظى يقولون لاخوانهم قال النضير بأسهم بينهم شديد قال بالكلام تحسبهم جميعا و قلوبهم شتى قال المنافقون يخالف دينهم دين النضير كمثل الذين من قبلهم قريبا قال كفار قريش يوم بدر و أخرج عبد الرزاق و عبد بن حميد و ابن المنذر و ابن أبى حاتم عن قتادة في قوله تحسبهم جميعا و قلوبهم شتى قال كذلك أهل الباطل مختلفة شهادتهم مختلفة أهواؤهم مختلفة أعمالهم و هم مجتمعون في عداوة أهل الحق كمثل الذين من قبلهم قريبا قال هم بنو النضير و أخرج ابن مردويه عن ابن عباس تحسبهم جميعا و قلوبهم شتى قال هم المشركون و أخرج الديلمي عن على قال المؤمنون بعضهم لبعض نصحاء و أدون و ان افترقت منازلهم و الفجرة بعضهم لبعض غششة خونة و ان اجتمعت أبدانهم و أخرج ابن المنذر عن مجاهد كمثل الذين من قبلهم قريبا قال هم كفار قريش يوم بدر و أخرج عبد الرزاق عن قتادة كمثل الذين من قبلهم قريبا قال هم بنو النضير قوله تعالى ( كمثل الشيطان اذ قال للانسان أكفر ) الآية أخرج عبد الرزاق و ابن راهويه و أحمد في الزهد و عبد بن حميد و البخاوى في تاريخه و ابن جرير و ابن المنذر و الحاكم و صححه و ابن مردويه و البيهقى في شعب الايمان عن على بن أبى طالب ان رجلا كان يتعبد في صومعة و ان إمرأة كان لها اخوة فعرض لها شيء فاتوه بها فزينت له نفسه فوقع عليها فجاءه الشيطان فقال اقتلها فانهم ان ظهروا عليك افتضحت فقتلها و دفنها فجاؤه فاخذوه فذهبوا به فبينما هم يمشون اذ جاءه الشيطان فقال انى أنا الذي زينت لك فاسجد لي سجدة أنجيك فسجد له فذلك قوله كمثل الشيطان اذ قال للانسان أكفر الآية و أخرج ابن أبى حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس في قوله كمثل الشيطان الآية قال كان راهب من بني إسرائيل يعبد الله فيحسن عبادته و كان يؤتى من كل أرض فيسال عن الفقة و كان عالما و ان ثلاثة اخوة لهم أخت حسناء من أحسن الناس و انهم أرادوا ان يسافروا و كبر عليهم ان يدعوها ضائعة فعمدوا إلى الراهب فقالوا انا نريد السفر
(200)
و انا لا نجد أحدا أوثق في أنفسنا و لا آمن عندنا منك فان رأيت جعلنا أختنا عندك فانها شديدة الوجع فان ماتت فقم عليها و ان عاشت فاصلح إليها حتى ترجع فقال أكفيكم ان شاء الله فقام عليها فداواها حتى برئت و عاد إليها حسنها و انه إطلع إليها فوجدها متصنعة و لم يزل به الشيطان حتى وقع عليها فحملت ثم ندمه الشيطان فزين له قتلها و قال ان لم تفعل افتضحت و عرف أمرك فلم يكن لك معذرة فلم يزل به حتى قتلها فلما قدم إخوتها سالوه ما فعلت قال ماتت فدفنتها قالوا أحسنت فجعلوا يرون في المنام و يخبرون ان الراهب قتلها و انها تحت شجرة كذا و كذا و انهم عمدوا إلى الشجرة فوجدوها قد قتلت فعمدوا اليه فاخذوه فقال الشيطان انا الذي زينت لك الزنا و زينت لك قتلها فهل لك ان تطيعني و أنجيك قال نعم قال فاسجد لي سجدة واحدة فسجد له ثم قتل فذلك قول الله كمثل الشيطان اذ قال للانسان أكفر الآية و أخرج ابن جرير عن ابن مسعود في هذه الآية قال كانت إمرأة ترعى الغنم و كان لها أربعة اخوة و كانت تأوي بالليل إلى صومعة راهب فنزل الراهب ففجر بها فاتاه الشيطان فقال اقتلها ثم ادفنها فانك رجل مصدق يسمع قولك فقتلها ثم دفنها فاتى الشيطان إخوتها في المنام فقال لهم ان الراهب فجر باختكم فلما أحبلها قتلها ثم دفنها في مكان كذا و كذا فلما أصبحوا قال رجل منهم لقد رأيت البارحة كذا و كذا فقال الآخر و أنا و الله لقد رأيت كذلك فقال الآخر و انا و الله لقد رأيت كذلك قالوا فو الله ما هذا الا لشيء فانطلقوا فاستعدوا ملكهم على ذلك الراهب فاتوه فانزلوه ثم انطلقوا به فلقيه الشيطان فقال انى أنا الذي أوقعتك في هذا و لن ينجيك منه فاسجد لي سجدة واحدة و أنجيك مما أوقعتك فيه فسجد له فلما أتوا به ملكهم تبرأ منه و أخذ فقتل و أخرج ابن أبى الدنيا في مكايد الشيطان و ابن مردويه و البيهقى في شعب الايمان عن عبيد بن رفاعه الدارمي يبلغ به النبي صلى الله عليه و سلم قال كان راهب في بني إسرائيل فاخذ الشيطان جارية فخنقها فالقى في قلوب أهلها ان دواءها عند الراهب فاتى بها الراهب فأبى ان يقبلها فلم يزالوا به حتى قبلها فكانت عنده فاتاه الشيطان فوسوس له وزين له فلم يزل به حتى وقع عليها فلما حملت وسوس له الشيطان فقال الا آن تفتضح يأتيك أهلها فاقتلها فان اترك فقل ماتت فقتلها و دفنها فاتى الشيطان أهلها فوسوس إليهم و القى في قلوبهم انه أحبلها ثم قتلها فاتاه أهلها فسالوه فقال ماتت فاخذوه فاتاه الشيطان فقال انا الذي ألقيت في قلوب أهلها و أنا الذي أوقعتك في هذا فاطعني تنج و اسجد لي سجدتين فسجد له سجدتين فهو الذي قال الله كمثل الشيطان اذ قال للانسان أكفر الآية و أخرج ابن المنذر و الخرائطي في اعتلال القلوب من طريق عدى بن ثابت عن ابن عباس في الآية قال كان راهب في بني إسرائيل متعبدا زمانا حتى كان يؤتى بالمجانين فيقرأ عليهم و يعودهم حتى يبرؤوا فاتى بإمرأة في شرف قد عرض لها الجنون فجاء إخوتها اليه ليعوذها فلم يزل به الشيطان يزين له حتى وقع عليها فحملت فلما عظم بطنها لم يزل الشيطان يزين له حتى قتلها و دفنها في مكان فجاء الشيطان في صورة رجل إلى بعض إخوتها فاخبره فجعل الرجل يقول لاخيه و الله لقد أتانى آت فاخبرني بكذا و كذا حتى أفضي به بعضهم إلى بعض حتى رفعوه إلى ملكهم فسار الملك و الناس حتى استنزله فأقر و اعترف فامر به الملك فصلب فاتاه الشيطان و هو على خشيته فقال أنا الذي زينت لك هذا و ألقيتك فيه فهل أنت مطيعى فيما آمرك به و أخلصك قال نعم قال فاسجد لي سجدة واحدة فسجد له و كفر فقتل في تلك الحال و أخرج عبد الرزاق و عبد بن حميد عن طاوس قال كان رجل من بني إسرائيل عابدا و كان ربما داوى المجانين و كانت إمرأة جميلة أخذها الجنون فجئ بها اليه فتركت عنده فاعجبته فوقع عليها فحملت فجاءه الشيطان فقال ان علم بهذا افتضحت فاقتلها و ادفنها في بيتك فقتلها فجاء أهلها بعد زمان يسالونه عنها فقال ماتت فلم يتهموه لصلاحه فيهم و رضاه فجاءهم الشيطان فقال انها لم تمت و لكنه وقع عليها فحملت فقتلها و دفنها في بيته في مكان كذا و كذا فجاء أهلها فقالوا ما نتهمك و لكن أخبرنا أين دفنتها و من كان معك ففتشوا بيته فوجدوها حيث دفنها فاخذ فسجن فجاءه الشيطان فقال ان كنت تريد ان أخرجك مما أنت فيه فاكفر بالله فأطاع الشيطان و كفر فاخذ و قتل فتبرأ منه الشيطان حينئذ قال طاوس فما أعلم الا أن هذه الآية أنزلت فيه كمثل الشيطان اذ قال للانسان أكفر الآية و أخرج ابن مردويه عن ابن مسعود في الآية قال ضرب الله مثل الكفار و المنافقين الذين كانوا على عهد النبي صلى الله عليه و سلم كمثل الشيطان اذ قال للانسان أكفر
(201)
و أخرج عبد حميد عن مجاهد كمثل الشيطان اذ قال للانسان أكفر قال عامة الناس و أخرج عبد بن حميد عن الاعمش أنه كان يقرأ فكان عاقبتهما أنهما في النار خالد ان فيها و الله أعلم قوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ) الآية أخرج ابن أبى شيبة و مسلم و النسائي و ابن ماجه و ابن مردويه عن جرير قال كنت جالسا عند رسول الله صلى الله عليه و سلم فاتاه قوم مجتابي النمار متقلدي السيوف ليس عليهم أزر و لا شيء غيرها عامتهم من مصر فلما رأى النبي صلى الله عليه و سلم الذي بهم من الجهد و العرى و الجوع تغير وجه رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم قام فدخل بيته ثم راح إلى المسجد فصلى الظهر ثم صعد منبره فحمد الله و أثنى عليه ثم قال أما بعد ذلكم فان الله أنزل في كتابه يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله و لتنظر نفس ما قدمت لغد و اتقوا الله ان الله خبير بما تعملون و لا تكونوا كالذين نسوا الله فانساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون لا يستوى أصحاب النار و أصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون تصدقوا قبل ان لا تصدقوا تصدقوا قبل ان يحال بينكم و بين الصدقة تصدق امرؤ من ديناره تصدق امرؤ من درهمه تصدق امرؤ من بره من شعيره من تمره لا يحقرن شيء من الصدقة و لو بشق التمرة فقام رجل من الانصار بصرة في كفه فناولها رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو على منيره فعرف السرور في وجهه فقال من سن في الاسلام سنة حسنة فعمل بها كان له أجرها و مثل أجر من عمل بها لا ينقص من أجورهم شيا و من سن سنة سيئة فعمل بها كان عليه وزرها و مثل وزر من عمل بها لا ينقص من أوزارهم شيا فقام الناس فتفرقوا فمن ذي دينار و من ذي درهم و من ذي طعام و من ذي و من ذي فاجتمع فقسمه بينهم و أخرج عبد الرزاق و عبد بن حميد عن قتادة في قوله ما قدمت لغد قال يوم القيامة و أخرج عبد بن حميد و ابن المنذر عن نعيم بن محمد الرحبي قال كان من خطبة أبى بكر الصديق و علموا انكم تغدون و تروحون في أجل قد غيب عنكم علمه فان استطعتم ان ينقضى الاجل و أنتم على حدر فافعلوا و لن تستطيعوا ذلك الا باذن الله و ان قوما جعلوا اجلهم لغيرهم فنهاكم الله ان تكونوا أمثالهم فقال و لا تكونوا كالذين نسوا الله فانساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون اين من كنتم تعرفون من اخوانكم قد انتهت عنهم أعمالهم و وردوا على ما قدموا أين الجبارون الاولون الذين بنوا المدائن و حصنوها بالحوائط قد صاروا تحت الصخر و الآكام هذا كتاب الله لا تفنى عجائبه و لا يطفا نوره استضيؤا منه اليوم ليوم الظلمة و استنصحوا كتابه و تبيانه فان الله قد أثنى على قوم فقال كانوا يسارعون في الخيرات و يدعوننا رغبار و رهبا و كانوا لنا خاشعين لا خير في قول لا يبتغى به وجه الله و لا خير في مال لا ينفق في سييل الله و لا خير فيمن يغلب غضبه حلمه و لا خير في رجل يخاف في الله لومة لائم قوله تعالى ( لو أنزلنا هذا القرآن على جبل ) الآية أخرج ابن المنذر عن الضحاك في قوله لو أنزلنا هذا القرآن على جبل الآية قال لو أنزلت هذا القرآن على جبل فأمرته بالذي أمرتكم و خوفته بالذي خوفتكم به إذا يصدع و يخشع من خشية الله فأنتم أحق أن تخشوا و تذلوا و تلين قلوبكم لذكر الله و أخرج ابن المنذر عن مالك بن دينار قال أقسم لكم لا يؤمن عبد بهذا القرآن الا صدع قلبه و أخرج ابن جرير و ابن مردويه عن ابن عباس في قوله لو أنزلنا هذا القرآن الآية قال يقول لو أنى أنزلت هذا القرآن على جبل حملته إياه تصدع و خشع من ثقله و من خشية الله فامر الله الناس إذا نزل عليهم القرآن أن يأخذوه بالخشية الشديدة و التخشع قال كذلك يضرب الله الامثال للناس لعلهم يتفكرون و أخرج الديلمي عن ابن مسعود و على مرفوعا في قوله لو أنزلنا هذا القرآن على جبل إلى آخر السورة قال هى رقية الصداع و أخرج الخطيب البغدادى في تاريخه قال أنبأنا أبو نعيم الحافظ أنبأنا أبو الطيب محمد بن أحمد بن يوسف بن جعفر المقرى البغدادى يعرف بغلام ابن شنبوذ أنبأنا إدريس بن عبد الكريم الحداد قال قرأت على خلف فلما بغلت هذه الآية لو أنزلنا هذا القرآن على جبل قال ضع يدك على رأسك فانى قرأت على سليم فلما بلغت هذه الآية قال ضع يدك على رأسك فانى قرأت على الاعمش فلما بلغت هذه الآية قال ضع يدك على رأسك فانى قرأت على يحيى ابن وثاب فلما بلغت هذه الآية قال ضع يدك على رأسك فانى قرأت على علتمة و الاسود فلما بلغت هذه الآية قال ضع يدك على رأسك فانا قرأنا على عبد الله فلما بلغنا هذه الآية قال صعا أيديكما على رؤوسكما فانى قرأت على النبي صلى الله عليه و سلم فلما بلغت هذه الآية قال لي ضع يدك على رأسك فان جبريل لما نزل بها إلى قال لي ضع يدك على
(202)
رأسك فانها شفاء من كل داء الا السام و السام الموت قوله تعالى ( هو الله الذي لا اله الا هو ) الآية أخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال اسم الله الاعطم هو الله و أخرج ابن مردويه عن أبى أيوب الانصاري أنه كان له مربد للتمر في بيته فوجد المربد قد نقص فلما كان الليل أبصره فإذا بحس رجل فقال له من أنت قال رجل من الجن أردنا هذا البيت فارملنا من الزاد فاصبنا من تمركم و لا ينقصكم الله منه شيا فقال له أبو أيوب الانصاري ان كنت صادقا فناولني يدك فناوله يده فإذا بشعر كذراع الكلب فقال له أبو أيوب ما أصبت من تمرنا فانت في حل أفلا تخبرني بأفضل ما تتعوذ به الانس من الجن قال هذه الآية آخر سورة الحشر و أخرج ابن مردويه عن انس قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من قرأ آخر سورة الحشر ثم مات من يومه و ليلته كفر عنه كل خطيئة عملها و أخرج ابن السني في عمل يوم و ليلة و ابن مردويه عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أمر رجلا ذا أوى إلى فراشه ان يقرأ آخر سورة الحشر و قال ان مت مت شهيدا و أخرج أبو علي عبد الرحمن بن محمد النيسابوري في فوائده عن محمد بن الحنفية ان البراء بن عازب قال لعلى بن أبى طالب سألتك بالله الا ما خصصتني بأفضل ما خصك به رسول الله صلى الله عليه و سلم مما خصه به جبريل مما بعث به اليه الرحمن قال يا برآء إذا أردت ان تدعو الله باسمه الاعظم فاقرأ من أول الحديد عشر آيات و آخر سورة الحشر ثم قل يا من هو هكذا و ليس شيء هكذا غيره أسألك ان تفعل بي كذا و كذا فو الله يا برآء لو دعوت على لخسف بي و أخرج ابن مردويه عن ابى امامة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من تعوذ بالله من الشيطان ثلاث مرات ثم قرأ آخر سورة الحشر بعث الله اليه سبعين ألف ملك يطردون عنه شياطين الانس و الجن ان كان ليلا حتى يصبح و ان كان نهارا حتى يمسى و أخرج ابن مردويه عن أنس عن النبي صلى الله عليه و سلم مثله الا انه قال يتعوذ من الشيطان عشر مرات و أخرج أحمد و الدارمي و الترمذى و حسنه و ابن الضريس و البيهقى في شعب الايمان عن معقل بن يسار عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من قال حين يصبح عشر مرات أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ثم قرأ الثلاث آيات من آخر سورة الحشر و كل الله به سبعين ألف ملك يصلون عليه حتى يمسى و ان مات ذلك اليوم مات شهيدا و من قالها حين يمسى كان بتلك المنزلة و أخرج ابن عدى و ابن مردويه و الخطيب و البيهقى في شعب الايمان عن ابى امامة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من قرأ خوتيم الحشر في ليل أو نهار فمات في يومه أو ليلته فقد أوجب له الجنة و أخرج ابن الضريس عن عتيبة قال حدثنا اصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم انه من قرأ خواتيم الحشر حين يصبح ادرك ما فاته من ليلته و كان محفوظا إلى ان يمسى و من قراها حين يمسى ادرك ما فاته من يومه و كان محفوظا إلى ان يصبح و ان مات أوجب و أخرج الدارمي و ابن الضريس عن الحسن قال من قرا ثلاث آيات من آخر سورة الحشر إذا اصبح فمات من يومه ذلك طبع بطابع الشهداء و ان قرا إذا أمسي فمات من ليلته طبع بطابع الشهداء و أخرج الديلمي عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم اسم الله الاعظم في ستة آيات من آخر سورة الحشر و أخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله عالم الغيب و الشهادة قال السر و العلانية و في قوله المؤمن قال المؤمن خلقه من ان يظلمهم و في قوله المهيمن قال الشاهد و أخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله عالم الغيب قال ما يكون و ما هو كائن و في قوله القدوس قال تقدسه الملائكة و أخرج عبد بن حميد و ابن المنذر و أبو الشيخ في العظمة في قوله القدوس قال المبارك السلام المؤمن قال المؤمن من آمن به المهيمن الشهيد عليه العزيز في نقمته إذا انتقم الجبار جبر خلقه على ما يشاء المتكبر عن كل سوء و أخرج ابن المنذر عن زيد بن على قال انما سمى نفسه المؤمن لانه آمنهم من العذاب و أخرج سعيد بن منصور و ابن المنذر و البيهقى في الاسماء و الصفات عن محمد بن كعب قال انما تسمى الجبار لانه يجبر الخلق على ما أراده ( سورة الممتحنة مدنية ) أخرج ابن الضريس و النحاس و ابن مردويه و البيهقى عن ابن عباس قال نزلت سورة الممتحنة بالمدينة و أخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله قوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي ) الآية أخرج أحمد و الحميدي و عبد بن حميد و البخارى و مسلم و أبو داود و الترمذى و النسائي و أبو عوانة و ابن حبان و ابن جرير