خطبه 193-هنگام به خاكسپارى فاطمه - شرح نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شرح نهج البلاغه - نسخه متنی

ابن ابی الحدید معتزلی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

خطبه 193-هنگام به خاكسپارى فاطمه

الشرح:

اما قول الرضى رحمه الله: (عند دفن سيده النساء)، فلانه قد تواتر الخبر عنه (ص) انه قال: (فاطمه سيده نساء العالمين) اما هذا اللفظ بعينه، او لفظ يودى هذا المعنى، روى انه قال و قد رآها تبكى عند موته: (الاترضين ان تكونى سيده نساء هذه الامه!).

و روى انه قال: (سادات نساء العالمين اربع: خديجه بنت خويلد، و فاطمه بنت محمد، و آسيه بنت مزاحم، و مريم بنت عمران).

قوله (ع): (و سريعه اللحاق بك) جاء فى الحديث، انه، رآها تبكى عند موته فاسر اليها: (انت اسرع اهلى لحوقابى)، فضحكت.

قوله: (عن صفيتك) اجله (ص) عن ان يقول: (عن ابنتك)، فقال: (صفيتك)، و هذا من لطيف عبارته، و محاسن كنايته، يقول (ع): ضعف جلدى و صبرى عن فراقها، لكنى اتاسى بفراقى لك فاقول: كل عظيم بعد فراقك جلل، و كل خطب بعد موتك يسير.

ثم ذكر حاله معه وقت انتقاله (ص) الى جوار ربه، فقال: لقد وسدتك فى ملحوده قبرك، اى فى الجهه المشقوقه من قبرك، و اللحد: الشق فى جانب القبر، و جاء بضم اللام فى لغه غير مشهوره.

قال: (و فاضت بين نحرى و صدرى نفسك) يروى انه (ص) قذف دما يسيرا وقت موته.

و من قال بهذا القول زعم ان مرضه كان ذات الجنب، و ان القرحه التى كانت فى الغشا
ء المستبطن للاضلاع انفجرت فى تلك الحال، و كانت فيها نفسه (ص).

و ذهب قوم الى ان مرضه انما كان الحمى و السرسام الحار، و ان اهل داره ظنوا ان به ذات الجنب فلدوه و هو مغمى عليه، و كانت العرب تداوى باللدود من به ذات الجنب، فلما افاق علم انهم قد لدوه، فقال: (لم يكن الله ليسلطها على، لدوا كل من فى الدار)، فجعل بعضهم يلد بعضا.

و احتج الذاهبون الى ان مرضه كان ذات الجنب بما روى من انتصابه و تعذر الاضطجاع و النوم عليه، قال سلمان الفارسى: دخلت عليه صبيحه يوم قبل اليوم الذى مات فيه، فقال لى: يا سلمان، الاتسال عما كابدته الليله من الالم و السهر انا و على! فقلت: يا رسول الله، الااسهر الليله معك بدله؟ فقال: لا هو احق بذلك منك.

و زعم آخرون ان مرضه كان اثرا لاكله السم التى اكلها (ع)، و احتجوا بقوله (ص): (ما زالت اكله خيبر تعاودنى، فهذا اوان قطعت ابهرى).

و من لم يذهب الى ذات الجنب، فاولوا قول على (ع): (فاضت بين نحرى و صدرى نفسك) فقالوا: اراد بذلك آخر الانفاس التى يخرجها الميت و لايستطيع ادخال الهواء الى الرئه عوضا عنها، و لابد لكل ميت من نفخه تكون آخر حركاته.

و يقول قوم: انها الروح، و عبر على (ع) عنها بالنفس، لما كانت العرب لات
رى بين الروح و النفس فرقا.

و اعلم ان الاخبار مختلفه فى هذا المعنى، فقد روى كثير من المحدثين عن عائشه انها قالت: توفى رسول الله (ص) بين سحرى و نحرى.

و روى كثير منهم هذا اللفظ عن على (ع)، انه قال عن نفسه، و قال فى روايه اخرى: (ففاضت نفسه فى يدى فامررتها على وجهى).

و الله اعلم بحقيقه هذه الحال، و لايبعد عندى ان يصدق الخبران معا، بان يكون رسول الله (ص) وقت الوفاه مستند الى على و عائشه جميعا، فقد وقع الاتفاق على انه مات و هو حاضر لموته، و هو الذى كان يقلبه بعد موته، و هو الذى كان يعلله ليالى مرضه، فيجوز ان يكون مستندا الى زوجته و ابن عمه، و مثل هذا لايبعد وقوعه فى زماننا هذا، فكيف فى ذلك الزمان الذى كان النساء فيه و الرجال مختلطين، لايستتر البعض عن البعض.

فان قلت.

فكيف تعمل بايه الحجاب، و ما صح من استتار ازواج رسول الله (ص) عن الناس بعد نزولها؟ قلت: قد وقع اتفاق المحدثين كلهم على ان العباس كان ملازما للرسول الله (ص) ايام مرضه فى بيت عائشه، و هذا لاينكره احد، فعلى القاعده التى كان العباس ملازمه (ص) كان على (ع) ملازمه، و ذلك يكون باحد الامرين: اما بان نسائه لايستترن من العباس و على لكونهما اهل الرجل و جزئا منه، او
لعل النساء كن يختمرن باخمرتهن، و يخالطن الرجال فلا يرون وجوههن، و ما كانت عائشه وحدها فى البيت عند موته، بل كان نساوه كلهن فى البيت، و كانت ابنته فاطمه عند راسه (ص).

فاما حديث مرضه (ص) و وفاته، فقد ذكرناه فيما تقدم.

قوله: (انا لله) الى آخره، اى عبيده، كما تقول: هذا الشى ء لزيد، اى يملكه.

ثم عقب الاعتراف بالملكيه بالاقرار بالرجعه و البعث، و هذه الكلمه تقال عند المصيبه، كما ادب الله تعالى خلقه و عباده.

و الوديعه و الرهينه، عباره عن فاطمه، و من هذا الموضع اخذ ابن ثوابه الكاتب قوله عن قطر الندى بنت خمارويه بن احمد بن طولون، لما حملت من مصر الى المعتضد احمد بن طلحه بن المتوكل: (و قد وصلت الوديعه سالمه، و الله لمحمود، و كيف يوصى الناظر بنوره ام كيف يحض القلب على حفظ سروره)! و اخذ الصابى هذه اللفظه ايضا، فكتب عن عز الدوله بختيار بن بويه، الى عده الدوله ابى تغلب بن حمدان، و قد نقل اليه ابنته: (قد وجهت الوديعه يا سيدى، و انما تقلب من وطن الى سكن، و من مغرس الى مغرس، و من ماوى بر و انعطاف، الى مثوى كرامه و الطاف).

/ 614