3 فلنعد إلى محطّ البحث - عنعنة من صیغ الأداء للحدیث الشریف نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

عنعنة من صیغ الأداء للحدیث الشریف - نسخه متنی

السیدمحمدرضا حسینی الجلالی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

( هو الذي يقبلُ التوبةَ عَنْ عباده ) أي مِنْ عباده .[سورة الشورى 42 25 وقال الأصمعيّ حدّثني فلانٌ مِنْ فلان ، يريدُ ( عنه ) ، ولَهِيْتُ من فلانٍ وعنه .

وقال الكسائيّ عنك جاء هذا ، يريد ( منك ) .

روى جميع ذلك أبو عُبيد عنهم(13) .

كما صرّح النحاةُ في معاني ( عَنْ ) أنّها تأتي بمعنى ( مِنْ ) .

قال ابن هشام في معانيها السابع مرادفة ( مِنْ ) نحو ( وهو الذي يقبلُ التوبةَ عن عبادِه ) [ سورة الشورى 42 25 ] و ( أُولئك الّذين يُتقبّل عنهم أحسنُ ما عمِلوا )بدليل [ سورة الأحقاف 46 16 ] (14) .[ سورة المائدة 5 27 ] ( فَتُقُبلَ مِن أحدِهما ولم يُتَقَبَلْ مِن الاَخر ) وذكر النحويّون - أيضاَ - في معاني ( مِنْ ) أنّها تأتي لمعنى ( عَنْ ) قال الإربليّ في معاني ( من ) العاشر النائبة عن بعض حروف الجرّ المؤدّية معناها أحدها ( عن ) ، فإنّ ( مِنْ ) تنوبُ عنها في تأدية معنى المجاوزة ، نحو ( انفصلتُ من زيدٍ ) و ( نُهيتُ من شتم بكر )(15) .

وجعل ابن هشام المجاوزة ، السادس من معاني ( من )(16) .

واعترض الإربليّ على مَن مثّل له بنحو و بقوله لم يتبيّن لي فيهما معنى المجاوزة(17) .

أقول الوجهُ في الاعتراض هو أنّ حقيقة المجاوزة هي التعدّي بحيث يكون المجرورُ بعَنْ متجاوَزاً عنه ، ويكون فاعلُ الفعل هو المتجاوِزُ المنفصل عن المجرور ، فهذا هو الأصلُ في معنى ( عنْ ) وما هو بحكمه ، سواء كان تجاوزاً حسّياً ، فيكون حقيقيّاً ، أو تجاوزاً تقديريّاً ، فيكونُ معنويّاً، نحو بمعنى تعدّى عنّي ، فلم أُدركه ، وانفصل عنّي ، وفاتني وقتُه ، وبَعُد عنّي .

قال ابن منظور قال النحويّون ( عَنْ ) ساكنة النون حرف وُضع لمعنى ما عَدَاك وتراخى عنك ، يقال (18) والمعنى ابتعِدْ عنّي وانفصِلْ عنّي .

وأمّا ( مِنْ ) فالأصل فيها هو ابتداءُ الغاية مكاناً أو زماناً كما هو المعروف في كتب النحو واللغة ، وهو كذلك حقيقيّ ومعنويّ ، فالمجرور ( بمِنْ ) مبدأًٌ لمصدر الفعل المتعلَق لها ، ولا بُدّ له من منتهىً يعادله ، بخلاف حيث يقصد الانقطاع والابتعاد فقط .

ففي الأفعال التي تدلّ على الحركة والانتقال ، مثل و و فإنّ الأمرين معاً محتملان التجاوزُ أوالابتداءُ ، فاستعمالُ كلٍّ من الحرفين و يجوز تبعاً للمراد ، فلو صُرّح ، بكون الحرف المستعمل بمعنى الاَخر ، كان هو المراد ، وإلاّ حصلَ اللَبْسُ ، واحتاجَ إلى القرينة الموضّحة والمشخّصة ، كما في فلو أُريد البعد المكاني كانت ( مِنْ ) لابتداء المكان ، والمعنى أنّه ( مبدأ البُعْد ) الذي قمتُ به ، وقد بلغتُ موضعا آخر .

ولو قيل إنّ هي بمعنى كان المعنى تجاوزتُه ، وانفصلتُ عنه وفارقتُه ، من دون غرضٍ في كونه مبدأَ للفعل كيْ يحتاج إلى منتهىً .

وكذا لو قيل فلو أُريد المجاوزة صَحَ ، ولو قيل إنّ بمعنى كانت بمعنى الابتداء في المكان كما شرحنا ، وكان بحاجة إلى منتهىً ولو لم يُذكر في الكلام .

والظاهر أنّ الالتزام بمعنى نفس الحرف المستعمل في الكلام وإرادة معناه الأصلي هو المتعيّن ، إلاّ أنْ يُصرّحَ مَنْ يُعتمد عليه من أهل اللغة بإرادة معنى الحرف الاَخر ، فيكون هو المتّبع .

3 فلنعد إلى محطّ البحث

فنقول إنّ أفعال نقل القول والكلام وحكايتهما مثل و و تُعدّى بحرف الجرّ عادةً ، يقال و و و .

والتجاوز المفروض في ( عن ) ليس متصوّراً بمعناه الحسّيّ الحقيقيّ في هذه الموارد لأنّ الفعل وهو من جنس الكلام لا استقرار له حتّى يُعقل تجاوزه ، بل لا بُدّ أنْ يكون التجاوز معنوياً.

لكنّ المتجاوِز والمتجاوَز عنه في هذا المقام يختلفان عمّا سبق ، فليس المتجاوِز هو فاعل الفِعل ، بل هو الحديثُ نفسه - لو فرض - فقول زيد معناه على التجاوز تجاوَزَ الحديثُ بكراً إلى عمرٍو ، وليس هذا موافقا لواقع التجاوز الذي عرفناه في ، و حيث إنّ التجاوزَ فيهما معناه مجرّد ابتعاد عمرٍو عن بكرٍ أو السهم عن القوس ، وانفصاله عنه ، بينما في ليس مجرّد ذلك ، بل فيه الانفصال والوصول إلى غاية ، ولذا لو قال زيد أوصلَ إليَّ عمرٌو حديثاً من بكرٍ ، أو صَحَّ ، وأدّى نفس معنى بلا تفاوت .

فالتجاوز المراد من لا يمكن إرادته في مثل لأنّ واقع التجاوز هو الابتعاد والتعدّي والانفصال ، عن المجرور ، من دون ملاحظة بلوغه إلى الاَخر ، والمفروض أنّ الحديث لم ينفصل فقطْ عن بكرٍ ، وإنّما بلغ عَمْراً ، فيكون منتهياً إلى غاية ، وهو معنى فقط كما شرحنا .

وهذا المعنى هو الواقع في الأسانيد ، ولذا لا بُدّ من تقدير أفعالٍ من مثل و و وغيرها ، مع كلّ حرف جرّ ( عن ) في السند ليتعلّق به ولا يحتاج إلى واسطة .

وبما أنّ معنى التجاوز غير جارٍ في هذا ، فلا بُدّ أن تكون بمعنى التي يُراد بها الابتداء وإنْ كان معنويّاً ، كما ورد عند أئمّة اللغة والنحو .

والحاصل أنّ معنى قوله أنّه وَصَلَ إلى عمرِو حديث من مكرِ .

وأمّا قول الأصمعيّ يريد عنه . فهذا دليل على استعمال ( من ) بعد حدّثني بمعناها الحقيقيّ وهو الابتداء لوجود غاية ينتهي إليها كما فسّرناه ، إلاّ أنّ ( حدّث ) تتعدّى ( بعن ) في لسان العرب ، فلا بُدّ أن تكون ( عن ) بمعنى ( من ) ، فمراد الأصمعي التعبير عن مقتضى اللفظ .

نقول ولِما يُرى من اشتراك و في كون المجرور بهما مُنْطَلَقاً إمّا للابتعاد بلا غاية ، أو للابتداء إلى غاية ، كانَ ذلك موجِباً للتسامح في جواز استعمال أحدهما بدل الاَخر وبمعناه ، فلاحظ .ونقول أيضا ولو فرضنا صحّة استعمال في مثل بمعنى التجاوز ، وهو مجرّد الانفصال من دون غاية ، فلا ريبَ أنّ ذلك مَجازٌ وخلافُ الشائع ، لوضوح صحّة استعماله في المتّصل المباشر ، بكثرة وشيوع ، من دون حاجة إلى قرينة مع العلم بالاتّصال ، بل هو الظاهر من الإطلاق ، فلاحظ .

وممّا يقرّب ما ذكرنا استعمال ( عن ) مع فعل الأخذ في موضع ( من ) .

قال أبو حمزة الثمالي أخذت هذا الدعاء ( من ) أبي جعفر عليه السلام (19) وفي الكافي ( عن ) أبي جعفر عليه السلام (20) .

وهما بمنزلة ما ورد من قول الراوي أعطاني أبو عبد الله عليه السلام هذا الدعاء(21) . ومعنى هذه الموارد صَدَرَ الدعاء من الإمام إلى الراوي ، وليس مجرّد تجاوزه عن الإمام بلا غاية ، فلاحظ .

نعم ، لو كان فاعل الحديث مجهولاً ، كما في أمكن تصوّر معنى المجاوزة المعنوية لأنّ الكلام المنقول عن بكرِ قد تجاوزه وابتعد عنه ، لكنّه لم يبلغ غاية معيّنة ، لفرض أنّ الناقل له هو الفاعل المجهول .

نعم ، قد بلغ المتكلّمَ بالفعل ، لكنّه لا بصدوره من بكرِ ، فأمره يدور بين ابتداءِ بلا غاية ، وهو التجاوز المراد من وبين انتهاءِ بلا بداية ، وهو ليس مؤدّى ، فلاحظ .

ولذا ، فقد حُمِلَ ما ورد بلفظ على الانقطاع والإرسال ، وأُعِلّ الحديث بذلك حتّى ما ورد منه في مثل كتاب البخاري ، على مبالغاتهم فيه .

قال ابن حجر في (هدي الساري مقدّمة فتح الباري) في الفصل الرابع الذي عقده لبيان سبب التعليق للأسانيد عند البخاري ما نصّه فأمّا المعلَق من المرفوعات ، فعلى قسمين

/ 34