تحقیق حول شعب أبی طالب نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تحقیق حول شعب أبی طالب - نسخه متنی

السید علی قاضی عسکر

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید





الدّار التي ولد فيها النبي (صلى الله عليه وآله)




معرفة الموضع الذي ولد
فيه النبي (صلى الله عليه وآله) والديار التي كان يسكنها بنو هاشم في مكة;
يساعدنا على أن نعرف شعب أبي طالب.


قال
الأزرقي:


مولد النبي (صلى الله
عليه وآله) أي البيت الذي ولد فيه النبي (صلى الله عليه وآله) وهو في دار
محمد بن يوسف أخي الحجاج بن يوسف، كان عقيل بن أبي طالب أخذه حين هاجر
النبي(صلى الله عليه وآله) وفيه وفي غيره يقول رسول الله (صلى الله عليه
وآله) عام حجة الوداع حين قيل له: أين ننزل يا رسول الله؟ وهل ترك لنا عقيل
من ظل؟ فلم يزل بيده وبيد ولده حتّى باعه ولده من محمد بن يوسف، فأدخله في
داره التي يقال لها البيضاء، وتعرف اليوم بابن يوسف، فلم يزل ذلك البيت في
الدار حتّى حجّت الخيزران أمُّ الخليفتين موسى وهارون فجعلته مسجداً يصلى
فيه، وأخرجته من الدار وأشرعته في الزقاق الذي في أصل تلك الدّار يقال له:
زقاق المولد11،
وهذا الشعب يُعرف اليوم بشعب بني هاشم وشعب علي، ويتّصل بالسّوق المسمّى بسوق
الليل12.


وذكر الفاكهي (م 272،
279 هـ.ق):


ودار ابن يوسف لأبي
طالب، والحق الذي يليه بعضُ دارِ ابن يوسف من مولد النبي (صلى الله عليه
وآله) وهو الشعب الذي حاصرت فيه قُرَيشٌ بني هاشم، ورسول الله مَعَهُم في
الشِّعب13.


ثم أشار محقّق هذا
الكتاب في هامشه بانّ هذا الشعب يعرف اليوم بـ «شِعْب علي»14.


ثم قال الفاكهي بشأن دار
أبي يوسف ما يلي:


وقال بعضُ الناس: إنّ
دارَ ابن يوسفَ كانت لعبدِ المطلب، فأمر الحجاجُ أخاه محمد بن يوسف فاشتراها
بمائة درهم، فدفعها الحجاجُ إليه، وأمر أخاه محمداً أن يبنيها، فبناها وكلاءُ
محمد، فقال الناس: الدار لمحمد بن يوسف، فلما ولي الوليد بن عبد الملك15
استعملَ خالدَ بن يوسف بن محمد بن يوسف على مكة، فادّعى أنها لأبيه، فخاصمه
الحجاج بن عبد الملك بن الحجاج بن يوسف، فنظروا في الدواوين فوجدوا النفقةَ
والثمَنَ من الحجاج، وكان الحجاج قد جعل الدارَ الخارجةَ وقفاً على وَلَدِ
الحكم بن أبي عقيل، والوُسْطى على ولد محمد بن يوسف، والداخلةَ عَلى وَلَدِ
الحجّاج. وذكر بعض أهل مكة أن محمد بن يوسف كان أودع عطاء بن أبي رباح المالَ
الذي بناها به ثلاثين ألف دينار، فلمّا أراد وكلاؤه قبضَها، دعا النّاسَ
ليشهدوا على قبضها منه، فقال سفيان بن عيينة: قال عمرو بن دينار: فكنت فيمن
دُعي ليَشْهد، فكانت رؤيتُها أحبَّ اِلَىَّ مِنْ دِرْهَمَين. ثم صارت هذه
الدّارُ بعد ذلك لولد عبد الملك بن صالح. ثم صارت اليوم لأبي سهل محمد بن
أحمد بن سهل.


الشاعر يذكر دار ابن
يوسف هذه:


وموعِدُها دارُ ابن يوسفَ
غُدْوةً
كذا الْخَوخَةُ القُصْوى المُغَلَّقُ بابُها


ويقال: اِنّ النبي (صلى
الله عليه وآله) وهب حقّه من هذه الدار، والشِّعْبَ لعقيل بن أبي طالب، وكان
رسول الله (صلى الله عليه وآله) سَخيّاً حَليماً سَمْحاً كريماً16.


وقال الفاكهي في موضع
آخر:


وفي دار ابن يوسف بئرٌ
جاهليةٌ، حفرها عقيلُ ابن أبي طالب فلم تزل هذه الدار حتّى باعها ولدُه من
محمد بن يوسف، وفي هذه الدار17
البيتُ الذي وُلِد رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقد اتُّخِذَ مصلًّى
يُصَلّى فيه، والذي يليه حق العباس بن عبد المطلب (رضي الله عنه) حتّى دار
خالصة مولاة الخَيْزَران، ثم حق المقوّم بن عبد المطلب، وهي دارُ طلوب مولاة
زبيدة، ثم حق أبي لهب بن عبد المطلب وهي دار أبي يزيد اللهبي، وفيها كان
يسكُن الفضلُ بن العباس18.


قال الكليني البغدادي (م
329 هـ) (قدس سره) في ذكر مولد النبي (صلى الله عليه
وآله):


ولد النبي (صلى الله
عليه وآله) لاثنتي عشرة ليلة مضت من شهر ربيع الاوّل في عام الفيل يوم الجمعة
مع الزّوال، وروى أيضاً عند طلوع الفجر قبل أن يبعث بأربعين سنة، وحملت به
أُمّه في أيّام التشريق عند الجمرة الوسطى19
وكانت في منزل عبد الله بن عبد المطلب، وولدته في شعب أبي طالب في دار محمد
بن يوسف20
في الزاوية القصوى عن يسارك وأنت داخل الدار، وقد أخرجت الخيزران ذلك البيت
فصيّرته مسجداً، يصلّي الناس فيه21.


وذكر أيضاً في مكان آخر
من أنّه: وماتت خديجة (عليها السلام) حين خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله)
من الشِّعب.


وجاء في اتحاف الورى
بأخبار أمّ القرى:


وكان الحَمْلُ برسول
الله (صلى الله عليه وآله) في شِعب أبي طالب في ليلة الجمعة من شهر رجب، وقيل
في أيّام التشريق22.


وذكر السيد الأمين في
أعيان الشيعة:


ولد (صلى الله عليه
وآله) بمكة يوم الجمعة أو يوم الاثنين ... وكانت ولادته في الدار المعروفة
بدار ابن يوسف، وهو محمد بن يوسف أخو الحجاج، وكان (صلى الله عليه وآله)
وهبها لعقيل بن أبي طالب، فلمّا توفى عقيل باعها ولده من محمد بن يوسف أخي
الحجاج، فلمّا بنى داره المعروفة بدار ابن يوسف أدخل ذلك البيت في الدار، ثم
أخذته الخيزران أمّ الرشيد فأخرجته وجعلته مسجداً يصلى فيه وهو معروف إلى
الآن، يزار ويصلى فيه ويتبرك به. ولما أخذ الوهابيون مكة في عصرنا هذا هدموه،
ومنعوا من زيارته على عادتهم في المنع من التبرك بآثار الأنبياء والصالحين،
وجعلوه مربطاً للدواب23.


وقال تقي الدين الفاسي
المكي (م 832 هـ):


ولد (صلى الله عليه
وآله) بمكة في الدار التي كانت لمحمد بن يوسف أخي الحجاج بن يوسف. ويقال:
بالشعب. ويقال بالردْم24.
ويقال: بعسفان، قلت: قال السهيلي: ولد بالشعب. وقيل: بالدار التي عند الصفا.
وكانت بعد: لمحمد بن يوسف أخي الحجاج. ثم بنتها زبيدة مسجداً حين حجت. انتهى.
والدار التي عند الصفا: هي دار الخيزران، ودار ابن يوسف بسوق الليل، وهي
الموضع المعروف بمولده عليه الصلوة والسلام. وهذا الذي قاله السهيلي في
ولادته بالدار التي عند باب الصفا غريب والله أعلم. انتهى25.


وجاء في السيرة الحلبية
ما يلي:


وكان مولده (صلى الله
عليه وآله) بمكة في الدّار التي صارت تدعى لمحمد بن يوسف أخي الحجاج ...
وكانت قبل ذلك لعقيل بن أبي طالب، ولم تزل بيد أولاده بعد وفاته، إلى أن
باعوها لمحمد بن يوسف أخي الحجاج بمائة ألف دينار، قاله الفاكهي ... فأدخلها
في داره وسماها البيضاء أي لأنها بنيت بالجصّ، ثم طليت به فكانت كلها بيضاء،
وصارت تعرف بدار ابن يوسف. لكن سيأتي في فتح مكة أنه قيل له (صلى الله عليه
وآله): يا رسول الله تنزل في الدور؟ قال: هل ترك لنا عقيل من رباع أو دور؟
فان هذا السياق يدل على أن عقيلا باع تلك الدار فلم يبق بيده ولا بيد أولاده
بعده، إلاّ أن يقال المراد باع ما عدا هذه الدار التي هي مولده (صلى الله
عليه وآله) ... وأن عقيلا باع دار رسول الله (صلى الله عليه وآله) التي هي
دار خديجة أي التي يقال لها مولد فاطمة، وهي الآن مسجد يصلى فيه بناه معاوية
أيام خلافته، قيل وهو أفضل موضع بمكة بعد المسجد الحرام أي واشتهر بمولد
فاطمة، لشرفها والّا فهو مولد بقية اخواتها من خديجة ولعل معاوية اشترى تلك
الدار ممن اشتراها من عقيل، ويدل لما قلناه قول بعضهم لم يتعرّض (صلى الله
عليه وآله) عند فتح مكة لتلك الدار، الّتي أبقاها في يد عقيل أي التي هي دار
خديجة، فإنّه لم يزل بها (صلى الله عليه وآله) حتّى هاجر فأخذها عقيل. وفي
كلام بعضهم لما فتح النبي (صلى الله عليه وآله) مكة ضرب مخيمة بالحجون فقيل
له: ألا تنزل منزلك من الشعب؟ فقال: وهل ترك لنا عقيل منزلا ... وهي أي تلك
الدار التي ولد بها (صلى الله عليه وآله)عند الصفا قد بنتها زبيدة زوجة
الرشيد أمّ الأمين مسجداً لما حجت. وفي كلام ابن دحية أن الخيزران أمّ هارون
الرشيد لما حجت أخرجت تلك الدار من دار ابن يوسف وجعلتها مسجداً. ويجوز أن
تكون زبيدة جددت ذلك المسجد، الذي بنته الخيزران فنسب لكل منهما. وأن
الخيزران بنت دار الأرقم مسجداً وهي عند الصفا أيضاً. ولعلّ الأمر التبس على
بعض الرواة; لأن كلا منهما عند الصفا. وقيل ولد (صلى الله عليه وآله) في شعب
بني هاشم.


ثم الحلبي يقول: قد يقال
لا مخالفة لأنّه يجوز أن تكون تلك الدار من شعب بني هاشم، ثم رأيت التصريح
بذلك، ولا ينافيه ما تقدم في الكلام على الحمل من أن شعب أبي طالب، وهو من
جملة بني هاشم كان عند الحجون لانه يجوز أن يكون أبو طالب انفرد عنهم بذلك
الشعب والله أعلم26.
انتهى.


يتّضح من هذه الرواية
التاريخية أن «شعب أبي طالب» لم يكن في منطقة الحجون، بل قرب المسجد الحرام
وإلى جانب جبل الصفا وفي مكان فيه دار محمد بن يوسف ... ولا يوجد هنالك دليل
يثبت هذا الاحتمال بأن شعب أبي طالب كان في منطقة الحجون، وربما يفهم من كلمة
«والله أعلم» التي أوردها الحلبي أنه لم يكن متأكداً من صحة ما
نقله.


وذكر المسعودي (م 345
هـ):


وكان مولده عليه الصلوة
والسلام لثمان خلون من ربيع الأول من هذه السنة بمكة، في دار ابن يوسف، ثم
بعد ذلك بنتها الخيزران أمّ الهادي والرشيد مسجداً27.


وذكر في موضع
آخر:


وفي سنة ست وأربعين كان
حصار قريش للنبي (صلى الله عليه وآله) وبني هاشم وبني عبد المطلب في
الشعب28.


ونقل ابن الأثير (م 630
هـ) عن ابن إسحاق بأن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وُلد يوم الاثنين
لاثنتي عشرة ليلة مضت من ربيع الاوّل، وكان مولده بالدار التي تُعرف بدار ابن
يوسف، قيل: ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهبها عَقِيل بن أبي طالب، فلم
تزل في يده حتّى توفي، فباعها ولده من محمد بن يوسف أخي الحجاج، فبنى داره
التي يقال لها: دار ابن يوسف وأدخل ذلك البيت في الدار حتّى أخرجته الخيزران
فجعلته مسجداً يصلّى فيه29.


وذكر الطبري (م 310 هـ)
في تاريخه نحوه30.


وقال الفاسي المكي في
ذكر المواضع المباركة بمكة المشرَّفة المعروفة
بالمواليد:


فمنها المولد الذي يقال
له، مولد النبي (صلى الله عليه وآله)بالموضع الذي يقال له سوق الليل، وهو
مشهورٌ عند أهل مكة. وذكر الأزرقي أنّ عقيل بن أبي طالب أخذها لما هاجر النبي
(صلى الله عليه وآله) إلى المدينة، ولم يزل بيده ويد أولاده حتّى باعه بعضهم
من محمد بن يوسف أخي الحجاج بن يوسف الثقفي، فأدخله في داره التي يقال لها
دار البيضاء، ولم يزل هذا البيت في هذه الدار حتّى حجّت الخيزران أم
الخليفتين موسى وهارون، فجعلته مسجداً يصلّى فيه، وأخرجته من الدار وشرعته
إلى الزقاق الذي في أصل تلك الدار، انتهى31


وجاء في كتاب التاريخ
القويم لمكة وبيت الله الكريم:


كانت ولادة النبي (صلى
الله عليه وآله) لمكة في دار أبي طالب، بشعب بني هاشم بقرب المسجد الحرام،
ويسمّى الآن بشعب علي أي علي بن أبي طالب ولا زال محل ولادته (صلى الله عليه
وآله) معروفاً إلى اليوم32.


وقد ذكر أكثر المؤرّخين أن
ولادة النبي (صلى الله عليه وآله) كانت في شعب أبي طالب، أو في دار قرب
الصفا، أو في الدار المعروفة بدار ابن يوسف وهي ثلاثة أسماء لمكان واحد33.


وورد في كتاب سيرة ساكن
الحجاز:


وكان مولده (صلى الله
عليه وآله) بالشِّعب وهو شعب بني هاشم (مكان معروف عند أهل مكة، يخرجون إليه
في كل عام يحتلفون بذلك أكثر من احتفالهم يوم العيد إلى يومنا هذا، في الدار
التي كانت لمحمد بن يوسف أخي الحجاج)34.


وذكر محبّ الدين الطبري
المكي في كتابه «القرى لقاصد أم القرى»:


كان عقيل بن أبي طالب قد
استولى عليه (بيت النبي (صلى الله عليه وآله)) زمن الهجرة، فلم يزل بيده ويد
ولده حتّى باعوه لمحمد بن يوسف (أخي الحجاج) فأدخله في داره التي يقال لها
البيضاء، ثم عُرفت بدار ابن يوسف، ولم يزل ذلك، كذلك حتى حجّت الخيزران
(جارية المهدي) فجعلته مسجداً يصلّى فيه، وأخرجته من الدار إلى الزقاق الذي
يقال له «زقاق المولد» ... وهو الآن مكتبة عامة35.


وقال صلاحُ الدّين
الصَفَدي بعد بحث موسّع حول مكان ولادة النبي (صلى الله عليه وآله): القول
الأرجح هو أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد وُلد في عام الفيل في دار
تقع في الزقاق المعروف بزقاق المولد الذي كان بيد عقيل بن أبي طالب36.


وذكر عاتق بن غيث
البلادي:


مولد رسول الله (صلى
الله عليه وآله) من الناحية التاريخية ثابت أنه ولد عام الفيل 53 ق.هـ
تقريباً، في شعب أبي طالب المعروف اليوم بشعب علي وقد حول إلى مكتبة مكة،
إبعاداً له عن زحام الناس وولعهم بالتبرك به37.


وقد كان موضع ولادة رسول
الله، قبل تسلط الوهابيين على الحرمين الشريفين موضعاً يزوره المؤمنون
والمسلمون الذين يفدون إلى مكة من كل أرجاء العالم38.


قال محمد بن علوي
المالكي في كتابه باسم «في رحاب البيت الحرام»:


مولد النبي (صلى الله
عليه وآله) وهو مكان معروف إلى الآن بمكة في سوق الليل ... ولما هاجر رسول
الله (صلى الله عليه وآله) إلى المدينة استولى على هذا البيت عقيل بن أبي
طالب ولم يزل بيده وبيد أولاده حتّى باعه بعضهم من محمد بن يوسف الثقفي، ثم
لما حجّت الخيزران أم الخليفتين أخرجته وجعلته مسجداً يصلّى فيه، قال ابن
ظهيرة ما معناه: وجرت العادة بمكة في ليلة مولد الرسول أن يتهيأ الكبار
والعلماء وأعيان البلاد بالفوانس والشموع فيخرجون إلى بيت مولد الرسول
لزيارته وإحياء ذكر مولده ... قال: والمعروف المشهور في مولده ـ عليه الصلاة
والسلام ـ هو الذي بسوق الليل ولا اختلاف فيه عند أهل مكة ثم قال: وكون هذا
مولد الرسول (صلى الله عليه وآله)مشهور متوارث يأثر الخلف عن السلف39.


قال الفاسي المكي في صفة
مولد النبي (صلى الله عليه وآله):


أما الصفة التي أدركناه
عليها، فإنه بيت مربع وفيه اسطوانة عليها عقدان، وفي ركنه الغربي مما يلي
الجنوب زواية كبيرة قبالة بابه الذي يلي الجبل، وله باب آخر في جانبه الشرقي
ايضاً، وفيه عشرة شبابيك، أربعة في حائطه الشرقي، وهو الذي فيه باباه المتقدم
ذكرهما، وفي حائطه الشمالي ثلاثة، وفي الغربي واحد، وفي الزاوية اثنان، واحد
في جانبها الشمالي وواحد في جانبها اليماني، وفيه محراب، وبقرب المحراب حُفرة
عليها درابزين من خشب، وذرْع تربيع الحُفْرة من كل ناحية ذراع وسُدس، الجميع
بذراع الحديد، وفي وسط الحُفرة رخامة خضراء، وكانت هذه الرخامة مطوَّقة
بالفضّة على ما ذكره ابن جبير، وذكر أنّ سعتها مع الفضة ثلثا شبر40.
وهذا الموضعُ جُعل علامة للموضع الذي وُلد فيه النبي (صلى الله عليه وآله)من
هذا المكان41،
وذرع هذا المكان طولا أربعة وعشرون ذراعاً وربع ذراع. وذلك من الجدار الشمالي
إلى الجدار المقابل له، وهو الجنوبي الذي يلي الجبل، وذرْعه عرضاً أحد عشر
ذراعاً وثمن ذراع. وذلك من الشرقي الذي فيه بابه إلى جداره الغربي المقابل
له، وطولا الزاوية المشار إليها ثلاثة عشر ذراعاً ونصف ذراع وعرضها ثمانية
ونصف، الجميع بذراع الحديد. وكان تحزير ذلك بحضوري، ولم يذكر الأزرقي صفة هذا
المكان ولا ذرْعه، وقد خفي علينا كثيرٌ من خبر عمارته. والذي علمته من ذلك أن
الناصر العباسي عمّره في سنة ستّ وسبعين وخمسمائة. ثم الملك المظفر صاحب
اليمن في سنة ستّ وستين وستمائة، ثم حفيده المجاهد في سنة أربعين
وسبعمائة، وفي سنة ثمان وخمسين وسبعمائة من قِبَل الأمير شيخون أحد كبار
الدولة بمصر42،
وفي دولة الملك الأشرف شعبان صاحب مصر بإشارة مدير دولته «يلبغا
الخاصكي»43
سنة ستّ وستين وسبعمائة، وفي آخر سنة إحدى وثمانمائة، أو في التي بعدها، من
المال الذي أنفذه الملك الظاهر برقوق صاحب مصر لعمارة المسجد الحرام وغيره
بمكة. وكانت عمارة هذا المولد بعد موته44.


هذا وقد وصفه ابن جبير
في رحلته بوصف غير هذا، مما يدلّ على أنه لم يدم على صفة واحدة بل كان يتغير
صفةً وبناءً بتغير الزمن.


وأعاد بناء هذا البيت
بعد أن تهدم وصار خرباً مهجوراً الشيخ عباس قطان أمين العاصمة، ووضعت فيه
مكتبة عامة عظيمة فَخمة، تسمّى بمكتبة مكة المكرمة مفتوحة للمطالعة
والمراجعة.


وفي الأعوام الأخيرة هدم
البنايات الّتي حول المكتبة لتوسيع أطراف المسجد الحرام، ويمكن ملاحظة
الأبنية التي شيّدت في موضع ولادة النبي (صلى الله عليه وآله)من خلال
التصاوير.


وجاء في بحار
الأنوار:


... ولد النبي (صلى الله
عليه وآله) لاثنتي عشرة ليلة مضت من شهر ربيع الأوّل في عام الفيل يوم الجمعة
مع الزوال، وروي أيضاً عند طلوع الفجر قبل أن يبعث بأربعين سنة، وحملت به
أمّه في أيام التشريق عند الجمرة الوسطى وكانت في منزل عبد الله بن عبد
المطلب، وولدته في شعب أبي طالب في دار محمد بن يوسف في الزاوية القصوى عن
يسارك وأنت داخل، وقد أخرجت الخيزران ذلك البيت فصيرته مسجداً يصلّي الناس
فيه45.


وروى الزهرة عن أبي عبد
الله الطرابلسي، البيت الذي ولد فيه رسول الله(صلى الله عليه وآله) في دار
محمد بن يوسف46.


وقال الكليني: [ ولد ]
في شعب أبي طالب في دار محمد بن يوسف في الزاوية القصوى عن يسارك وأنت داخل
الدار47.


يظهر ممّا ذكرناه أوّلا:
أنّ النبي (صلى الله عليه وآله) قد وُلد في شعب أبي طالب. وثانياً: أنّ شعب
أبي طالب موضع في مكة، قرب المسجد الحرام، وبعيداً عن المكان الذي في الحجون
الذي يعرفه بعضٌ باسم هذا الشعب.


/ 7