تحقیق حول شعب أبی طالب نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تحقیق حول شعب أبی طالب - نسخه متنی

السید علی قاضی عسکر

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید





بعض شعاب مكــة



كما ذكرنا سابقاً، يوجد
في الشّمال الشرقي للمسجد الحرام ثلاث شعاب، وهي:


1 ـ شعب علي أو شعب أبي
طالب ويسمّى اليوم بالقشاشية(74)
أيضاً.


2 ـ شعب بني هاشم
ويُسَمّى أيضاً بـ «غزّة».


3 ـ شعب بني
عامر.


كان يسكن في هذه الأماكن
الثلاثة، منذ العصر الجاهلي فما تلاه، أجداد النبي (صلى الله عليه وآله)
وأبناء عبد المطلب وأبو طالب وبني هاشم82.


وكذلك بعض البيوت في شعب
علي، وبعض دار ابن يوسف كانت لأبي طالب، وبعض دار ابن يوسف (مولد النبي (صلى
الله عليه وآله)) وما حوله لأبي النبي (صلى الله عليه وآله) عبد الله بن عبد
المطلب، وكذلك دار خالصة مولاة الخيزران، لعباس بن عبد المطلب ودار الطلوب
مولاة زبيدة، حقّ المقوم بن عبد المطلب. وذكر غير واحد من المكيين أنّ الشعب
الذي يقال له: شعب ابن يوسف ـ وهو شعب علي وبجانبه سوق الليل، كان لهاشم بن
عبد مناف دون الناس. وكان عبد المطلب قد قسم حقه بين ولده ودفع إليهم ذلك في
حياته فمن ثمّ صار للنبي (صلى الله عليه وآله) حق أبيه عبد الله بن عبد
المطلب، وللعباس بن عبد المطلب أيضاً الدار التي بين الصفا والمروة التي بيد
ولد موسى بن عيسى التي إلى جنب الدار التي بيد جعفر بن سليمان، ودار العباس
هي الدار المنقوشة التي عندها العلم الذي يسعى منه مَن جاء من المروة إلى
الصفا بأصلها، ويزعمون أنها كانت لهاشم بن عبد مناف، ولهم أيضاً دار أمّ هاني
بنت أبي طالب ـ كان بجانب الباب المعروف باسمها ـ التي كانت عند
الحناطين عند المنارة فدخلت في المسجد الحرام حين وسعه المهدي في الهدم الآخر
سنة سبع وسبعين ومائة83.


وقال أحمد
السباعي:


... عند سوق الليل
تصافحنا الدار التي كانوا يسمونها دار مال الله، وكانوا ينفقون فيها على
المرضى ويطعمونهم، وبالقرب من الدار يلتوي شعب ابن يوسف وهو ما نسميه شعب
علي، وفيه دور عبد المطلب بن هاشم ودور أخرى لأبي طالب وأخرى للعباس بن عبد
المطلب وإذا عدنا إلى استقامتنا في شارعنا العام يصافحنا دار العاص في فوهة
شعب بني عامر، ثم يلتوي شعب بني عامر في دروب متعددة تقوم عليها دور لبني
بكر، وأخرى لبني عبد المطلب بن عبد مناف ... ونمضي قليلا إلى المعلاة لنجد
الجزارين عن يميننا في شعب أبي دب، ثم مكان المقابر وهي بعد حدود شعب عامر
...84.


صفوة القول
:


إضافةً إلى ما مرّ ذكره،
فإن شعب علي وشعب بني هاشم وشعب بني عامر، قرب المسجد الحرام محددة بشكل دقيق
على الخرائط الموجودة عن الحجاز ـ قديماً وحديثاً ـ ولم يطلق أحدٌ اسم شعب
أبي طالب على مقبرة أبي طالب الواقعة في شعب أبي دب، ولهذا فإن وجود الشعب في
ذلك المكان مع كل هذه الأدلّة والشواهد، يمكن تبريره بالنقاط
التالية:


أوّلا: أنّ المنطقة كانت موضع سكن تلك
العائلة.


وثانياً: توفّر امكانية الحياة، والاستفادة من
مخزون الطعام والاشياء الأخرى الموجودة في الدور، والّا كيف يمكن البقاء على
قيد الحياة لمدّة ثلاث سنوات، ومقاومة الظروف القاسية في تلك المنطقة القاحلة
الخالية من أي ظل يظلهم من الشمس المحرقة، أو يقيـهم لهب الرمضاء
القاتلة؟!


ثالثاً: انّ المنطقة المسماة اليوم بمقبرة أبي
طالب، كانت في العصر الجاهلي مقبرة ايضاً. وليس من المعقول لرسول الله (صلى
الله عليه وآله)ان يترك جميع المناطق الموجودة في مكة ويلتجئ إلى مقبرة هو
وأبو طالب ومجموعة من النساء والأطفال !


رابعاً: أن الحجون ـ كما أوضحنا سابقاً ـ تقع خارج
مكّة، وهذا لا يتّسق والروايات القائلة بأنّ بكاء الأطفال كان يُسمع من خارج
الشعب.


خامساً: جاء في بعض النصوص التاريخية أن الأوضاع
كانت على درجة شديدة من القساوة، اضطر معها المحاصرون إلى أكل أوراق الأشجار
والخَبَطْ85 86
بينما لم تكن هناك أيّة أشجار أو نباتات في المقبرة آنذاك حتى يتناولها
المحاصرون.


سادساً: يتضح مما نقله الأزرقي أن الحجون لم يسكنها
أحد حتّى العام العاشر للهجرة، وظلت هذه المنطقة خارج مدينة مكة لعدة
قرون.


سابعاً: لم تكن هذه المنطقة من مكة مسكونةً أساساً،
وما كان فيها زرع أو دور، حتّى إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان يضرب
الخيام عند النزول فيها لعدّة أيام.


قال أبو
الوليد:


إنّ النبي (صلى الله
عليه وآله) بعدما سكن المدينة كان لا يدخل بيوت مكة، وكان إذا طاف بالبيت
انطلق إلى أعلى مكة فاضطرب به الابنية، قال عطاء: في حجته فعل ذلك أيضاً،
ونزل أعلى مكة قبل التعريف، وليلة النفر نزل أعلى الوادي87،
ثم يضيف الأزرقي: قيل للنبي (صلى الله عليه وآله) يوم الفتح: أَلا تنزل منزلك
بالشعب؟ قال: وهل ترك لنا عقيل منزلا؟ فقيل له (صلى الله عليه وآله): فانزل
في بعض بيوت مكة في غير منزلك، فأبى وقال: لا أدخل البيوت، فلم يزل مضطرباً
بالحجون لم يدخل بيتاً، وكان يأتي المسجد من
الحجون.


ونقل سعيد بن محمد بن
جبير بن مطعم عن أبيه عن جده قال: رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله)
مضطرباً بالحجون في الفتح يأتي لكل صلوة88.


يتضح مما سبق أن شعب أبي
طالب كان في غير موضع مقبرة أبي طالب، ولا يعرف متى حصل هذا الخلط وما
سببه!!


والمؤرخ الوحيد الذي
احتمل أن يكون موضع شعب أبي طالب في منطقة الحجون هو الحلبي الذي قال بعد
بيانه لموضع ولادة رسول الله (صلى الله عليه وآله):


أقول: قد يقال لا مخالفة
لأنه يجوز أن تكون تلك الدار من شعب بني هاشم، ثم رأيت التصريح بذلك، ولا
ينافيه ما تقدم في الكلام على الحمل من أن شعب أبي طالب وهو من جملة بني هاشم
كان عند الحجون; لأنه يجوز أن يكون أبو طالب انفرد عنهم بذلك الشعب. والله
أعلم89.


ولكن لا يوجد هنالك دليل
يثبت صحة هذا النقل. وربما يفهم من كلمة «والله أعلم» التي أوردها الحلبي أنه
لم يكن متأكداً من صحة ما نقله.


وعلى هذا فقد كان المسار
الطبيعي للأحداث بالشكل التالي: أنه حينما تعرّض أبو طالب وبنو هاشم وبنو
المطلب للخطر الداهم من العدو التقوا حول أبي طالب لكونه شخصية معروفة ومهاب
الجانب، واجتمعوا في موضع يعرف بشعب أبي طالب، وتولوا حراسته دفاعاً عن
أنفسهم وعن النبي (صلى الله عليه وآله) ولما انتهت المقاطعة، خرج بنو هاشم
وبنو المطلب من الشعب، وعادوا إلى منازلهم، ولم يرجعوا إلى الشعب مرة أخرى،
والنصوص التاريخية تثبت هذا المعنى، إلا أنّ البعض لم يلتفت
إليها.


/ 7