مسند احمد جلد 6
لطفا منتظر باشید ...
حدثنى عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه قال جلسنا إلى المقداد بن الاسود يوما فمر به رجل فقال طوبى لهاتين العينين التين رأتا رسول الله صلى الله عليه و سلم و الله لوددنا انا رأينا ما رأيت و شهدنا ما شهدت فاستغضب فجعلت أعجب ما قال الا خيرا ثم اقبل اليه فقال ما يحمل الرجل على ان يتمنى محضرا غيبه الله عنه لا يدرى لو شهده كيف كان يكون فيه و الله لقد حضر رسول الله صلى الله عليه و سلم أقوام أكبهم الله على مناخرهم في جهنم لم يجيبوه و لم يصدقوه أو لا تحمدون الله اذ أخرجكم لا تعرفون الا ربكم مصدقين لما جاء به نبيكم قد كفيتم البلاء بغيركم و الله لقد بعث الله النبي صلى الله عليه و سلم على اشد حال بعث عليها فيه نبى من الانبياء في فترة و جاهلية ما يرون ان دينا أفضل من عبادة الاوثان فجاء بفرقان فرق به بين الحق و الباطل و فرق بين الوالد و ولده حتى ان كان الرجل ليرى والده و ولده أو أخاه كافرا و قد فتح الله قفل قلبه للايمان يعلم انه ان هلك دخل النار فلا تقر عينه و هو يعلم ان حبيبه في النهار و انها للتي قال الله عز و جل الذي يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا و ذرياتنا قرة أعين حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا إسمعيل بن إبراهيم عن عبد الرحمن بن اسحق عن الزهرى عن عطاء بن يزيد عن عبيد الله بن عدى بن الخيار عن المقداد بن عمر و قال قلت يا رسول الله أ رأيت رجلا ضربني بالسيف فقطع يدى ثم لاذ منى بشجرة ثم قال لا اله الا الله أقتله قال لا فعدت مرتين أو ثلاثا فقال لا الا ان تكون مثله قبل ان يقول ما قال و يكون مثلك قبل ان تفعل ما فعلت حدثنا عبد الله حدثنى ابى ثنا هاشم بن القاسم ثنا سليمان يعنى ابن المغيرة عن ثابت عن عبد الرحمن بن ابى ليلي عن المقداد قال أقبلت أنا و صاحبان لي قد ذهبت اسماعنا و ابصارنا من الجهد قال فجعلنا نعرض أنفسنا على أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم ليس أحد يقبلنا قال فانطلقنا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فانطلق بنا إلى أهله فإذا ثلاث أعنز فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم احتلبوا هذا اللبن بيننا قال فكنا نحتلب فيشرب كل إنسان نصيبه و نرفع لرسول الله صلى الله عليه و سلم نصيبه فيجئ من الليل فيسلم تسليما لا يوقط نائما و يسمع اليقظان ثم يأتى المسجد فيصلى ثم يأتى شرابه فيشربه قال فاتاني الشيطان ذات ليلة فقال محمد يأتى الانصار فيتحفونه و يصيب عندهم ما به حاجة إلى هذه الجرعة فاشربها قال ما زال يزين لي حتى شربتها فلما و غلت في بطني و عرف انه ليس إليها سبيل قال ندمنى فقال ويحك ما صنعت شربت شراب محمد فيجئ و لا يراه فيدعو عليك فتهلك فتذهب دنياك و آخرتك قال و على شملة من صوف كلما رفعتها على رأسي خرجت قدماى و إذا أرسلت على قدمي خرج رأسي و جعل لا يجئ لي نوم قال و أما صاحباى فناما فجاء رسول الله صلى الله عليه و سلم فسلم كما كان يسلم ثم أتى المسجد فصلى فاتى شرابه فكشف عنه فلم بجد فيه شيأ فرقع رأسله إلى السماء قال قلت الآن يدعو على فاهلك فقال أللهم أطعم من أطعمنى و اسق من سقاني قال فعمدت إلى الشمله فشددتها على فاخذت الشفرة فانطلقت إلى الا عنز أجسهن أيهن أسمن فاذبح لرسول الله صلى الله عليه و سلم فاذا هن حفل كلهن فعمدت إلى إناء لآل محمد ما كانوا يطمعون ان يحلبوا فيه و قال أبو النضر مرة أخرى ان يحتلبوا فيه فحلبت فيه حتى علت الرغوة ثم جئت به إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال أما شربتم شرابكم الليلة يا مقداد قال قلت اشرب يا رسول الله فشرب ثم ناولنى فقلت يا رسول الله أشرب فشرب ثم ناولنى فاخذت ما بقي فشربت فلما عرفت ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قد روى فأصابتني دعوته ضحكت حتى ألقيت إلى الارض قال رسول الله صلى الله عليه و سلم احدى سوآتك يا مقداد قال قلت يا رسول الله كان من أمري كذا صنعت كذا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما كانت هذه الا رحمة من الله ألا كنت آذنتنى نوقظ صاحبيك هذين فيصيبان منها قال قلت و الذى بعثك بالحق ما أبالي إذا أصبتها و أصبتها معك من أصابها من الناس حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا إبراهيم بن اسحق ثنا ابن المبارك عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر حدثنى سليم بن عامر حدثنى المقداد صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إذا كان يوم القيامة أدنيت الشمس من العباد حتى تكون قيد ميل أو ميلين قال فتصهرهم الشمس فيكونون في العرق كقدر أعمالهم منهم من يأخذه إلى عقبيه و منهم من يأخذه إلى ركبتيه و منهم من