بناء البيت العتيق - بدایة والنهایة جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

بدایة والنهایة - جلد 1

ابن کثیر دمشقی؛ محقق: علی شیری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

بناء البيت العتيق

يعبدون من دون الله وهبنا له اسحق و يعقوب ) [ مريم : 49 ] و هذا ان شاء الله ظاهر قوي و يؤيده ما ثبت في الصحيحين ( 1 ) من حديث سليمان بن مهران الاعمش ، عن إبراهيم بن يزيد التيمي ، عن أبيه ، عن أبي ذر ، قال : قلت يا رسول الله أي مسجد وضع [ في الارض ] ( 2 ) أول ؟ قال : " المسجد الحرام " قلت : ثم أي ؟ قال : " المسجد الاقصى " .

قلت كم بينهما ؟ قال : " أربعون سنة " قلت : ثم أي ؟ قال : " حيث أدركت الصلاة فصل فكلها مسجد " . و عند أهل الكتاب أن يعقوب عليه السلام هو الذي أسس المسجد الاقصى و هو مسجد إيليا بيت المقدس شرفه الله و هذا متجه و يشهد له ما ذكرناه من الحديث فعلى هذا يكون بناء يعقوب و هو إسرائيل عليه السلام بعد بناء الخليل و ابنه إسماعيل المسجد الحرام بأربعين سنة سواء و قد كان بناؤهما ذلك بعد وجود اسحق لان إبراهيم عليه السلام لما دعا قال في دعائه كما قال تعالى ( و إذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمنا و اجنبني و بني أن نعبد الاصنام .

رب إنهن أضللن كثيرا من الناس من تبعني فانه مني و عصاني فانك غفور رحيم .

ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد ذي زرع عند بيتك المحرم .

ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل افئدة من الناس تهوى إليهم و ارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون .

ربنا إنك تعلم ما نخفي و ما نعلن و ما يخفى على الله من شيء في الارض و لا في السماء .

الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل و اسحق إن ربي لسميع الدعاء .

رب اجعلني مقيم الصلاة و من ذريتي ربنا و تقبل دعاء ربنا اغفر لي و لوالدي و للمؤمنين يوم يقوم الحساب ) [ إبراهيم : 35 - 41 ] . و ما جاء في الحديث من أن سليمان بن داود عليهما السلام لما بني بيت المقدس سأل الله خلالا ثلاثا كما ذكرناه عند قوله ( رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لاحد من بعدي ) [ الحج : 26 - 27 ] و كما سنورده في قصته فالمراد من ذلك و الله أعلم أنه جدد بناءه كما تقدم من أن بينهما أربعين سنة و لم يقل أحد إن بين سليمان و إبراهيم أربعين سنة سوى ابن حبان في تقاسيمه و أنواعه و هذا القول لم يوافق عليه و لا سبق اليه .

بناء البيت العتيق قال الله تعالى ( و إذ بوءنا لابراهيم مكان البيت ألا تشرك بي شيئا و طهر بيتي للطائفين و القائمين و الركع السجود . و أذن في الناس بالحج يأتوك رجالا و على كل ضامر يأتين من كل فج عميق ) [ الحج : 26 - 27 ] و قال تعالى ( إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا و هدى للعالمين .

فيه آيات بينات مقام إبراهيم و من دخله كان آمنا . و لله على الناس حج البيت من

1 - في صحيح مسلم ( 5 ) كتاب المساجد ح 1 / 520 ص 1 / 370 . و البخاري ح رقم 1589 .

2 - من مسلم . و أول : بضم اللام ، و هي ضمة بناء ، لقطعه عن الاضافة .

مثل قبل و بعد . و التقدير أول كل شيء .

/ 394