المسألة التاسعة - رد علی الفتاوی المتطرفة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

رد علی الفتاوی المتطرفة - نسخه متنی

علی الکورانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



وذلك أن المسجد الحرام والكعبة الشريفة التي نتوجه اليها في صلاتنا ونطوف حوله، مليئة بقبور الأنبياء والأولياء(عليهم السلام)!


بل إن حجر إسماعيل(عليه السلام)، الذي أمرنا النبي(صلى الله عليه وآله) أن ندخله في طوافن، ما هو إلا مُحَوَّطةٌ أقامها إسماعيل(عليه السلام) على قبر أمه هاجر رضي الله عنه، حتى لا تدوسَ القبر أقدام الطائفين، ثم أمر إسماعيل(عليه السلام) أن يدفنوه في الحجر.


فكل المسلمين إذن، وقبلهم أتباع ملة إبراهيم(عليه السلام) يطوفون حول تلك القبور ويصلون عنده، فهل يقول المتنطعون: إنهم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد فهم ملعونون؟! وهل يفتون لأنفسهم وأتباعهم بترك الحج وترك الصلاة الى القبلة، بسبب فهمهم الأعوج؟!


وقد استفاضت مصادر التاريخ والحديث عند الشيعة والسنة، بوجود قبر هاجر واسماعيل وقبور الأنبياء(عليهم السلام) حول الكعبة الشريفة!


ففي الكافي ج4ص210: (عن الإمام الصادق(عليه السلام): «الحجر بيت إسماعيل وفيه قبر هاجر وقبر إسماعيل».


وفي الكافي ج4ص214: (عن الإمام الباقر(عليه السلام) قال: «صلى في المسجد الخيف سبعمائة نبي، وإن ما بين الركن والمقام لمشحون من قبور الأنبياء (عليهم السلام) وإن آدم(عليه السلام) لفي حرم الله عز وجل».


وفي علل الشرائع ج1ص37، عن الإمام الصادق(عليه السلام) قال: «إن إسماعيل دفن أمه في الحجر، وجعله عالي، وجعل عليها حائط; لئلا يوطأ قبرها».


وفي تاريخ الطبري ج1ص221: (وعاش إسماعيل فيما ذكر مائةً وسبعاً وثلاثين سنة، ودفن في الحجر عند قبر أمه هاجر).


وفي تفسير القرطبي ج2ص130: (ما بين الركن والمقام إلى زمزم قبور تسعة وتسعين نبي، جاءوا حجاجاً فقبروا هنالك(عليهم السلام)).


وفي الدر المنثور ج3 ص103: (وأخرج ابن عساكر عن ابن عباس قال: في المسجد الحرام قبران ليس فيه غيرهم، قبر إسمعيل وشعيب(عليهما السلام)، فقبر إسمعيل في الحجر، وقبر شعيب مقابل الحجر الأسود). انتهى.


ولكن الروايات التي تذكر وجود قبور أنبياء آخرين(عليهم السلام)، أكثر وأقوى.


ثالث: أنهم خالفوا السيرة العملية، التي أجمع عليها المسلمون!


فقد كانت المباني والقباب موجودة عند مجيء الإسلام كما ذكرن، واتصلت سيرة المسلمين على زيارة قبور الأنبياء والأولياء(عليهم السلام)والصلاة والدعاء عندها الى عصر ابن تيمية والى يومنا هذ، وقد أقرها الصحابة والسلف وصلوا عنده، ولم يستنكرها الأئمة من أهل البيت(عليهم السلام)!


وهذه بلادنا الاسلامية من مصر الى نيجيريا الى أندونيسي، مملوءةٌ بالمشاهد والضرائح المباركة، المشيدة العامرة بزواره، المتقربين الى الله بزيارته، ولا يبالون بهؤلاء الحفنة من المشايخ المتطرفين، الذين يكفرونهم; لأنهم يصلون عندها ويتوسلون الى ربهم بأصحابه.


فهذا الإجماع العملي المتصل من عصر النبي(صلى الله عليه وآله) الى عصرن، يدل :


أول: على أن هذه السيرة القطعية تعارض الحديث الذي رووه: (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد). فإما أن يكون الحديث مكذوب، وإما أن يكون له تفسير يتفق مع هذه السيرة المتصلة الى عصر النبي (صلى الله عليه وآله) في تعظيم قبور الأنبياء والأولياء(عليهم السلام)والصلاة عنده.


ونحن نرجح أن السلطة بعد النبي(صلى الله عليه وآله) احتاجت الى إعلان الأحكام العرفية ومنع الناس من التجمع عند قبر النبي(صلى الله عليه وآله)، خشية أن يستجير بنو هاشم بقبر النبي(صلى الله عليه وآله) ويطالبوا بالخلافة، فوضع لها بعضهم هذا الحديث، وغفل أنه لا مصداقية له في تاريخ اليهود والنصارى; لأن النصارى عندهم نبي واحد وليس له قبر، واليهود لم يحترموا أنبياءهم حتى يتخذوا قبورهم مساجد، ولم يبنوا إلا قبور بعض أنبيائهم مثل قبر داود وسليمان(عليهما السلام) في القدس، وقد زارهما عمر وصلى عندهما!


ثاني: أن هذه السيرة معناها إجماع من المسلمين على خلاف رأي ابن تيمية ومقلديه، والخارج على إجماع الأمة لا قيمة لرأيه ولا فتاويه!


ثالث: تدل هذه السيرة على كذب دعواهم بأنهم أهل التوحيد وأهل السنة، وفظاعة تكفيرهم لعامة المسلمين بسبب زيارتهم قبور الأنبياء والأولياء(عليهم السلام)والتوسل بهم! إذاً معنى ذلك أن عامة الأمة بجميع مذاهبها ومشاربها كفار أو ضُلاَّل، ما عدا حفنة قليلة ضئيلة لا يبلغون مليون شخص!


والأغرب من هذا أنهم يتكلمون باسم المسلمين فيقولون: نحن أهل التوحيد ونحن أهل السنة والجماعة! فهل رأيت أجرأ ممن يكفرك، ثم ينصب نفسه ناطقاً رسمياً باسمك! ثم يمنعك أن تتكلم باسمك؟!


رابع: لماذا أغمضوا عيونهم عن قبر إمامهم أحمد فيبغداد؟!


من عجائب ابن تيمية وأتباعه أن حركتهم نشأت في بغداد، ثم حمل رايتها ابن تيمية في القرن الثامن في الشام، ثم نشطت في القرن الحادي عشر في الجزيزة، وكانت أبرز شعاراتها محاربة زيارة القبور والصلاة عندها والتوسل الى الله تعالى بأصحابه.


وقد كان قبر إمامهم أحمد بن حنبل طوال هذه المدة في بغداد مبنياً عليه ضريح وقبة، واتخذوا عليه مسجد، وكان وما زال مزاراً لهم ولبقية الحنابلة، وهم يروون عنه الكرامات والمنامات، ويغالون في استجابة الدعاء عنده، ولم يقوموا بهدمه، ولا نهوا الناس عن زيارته، ولا أفتوا بوجوب هدم قبته وتسوية القبر بالأرض أو نقله الى خارج المسجد! وقد كانت علاقاتهم مع حكومة العراق وما زالت قوية، ولو طلبوا منها هدمه لفعلت!


ألا يدل هذا على شيء في نفوسهم، وأنهم يكيلون بمكيالين!



المسألة التاسعة


تحريمهم التبرك بأماكن النبي وآله وآثارهم(عليهم السلام)
أفتى المتطرفون بأن التبرك بآثار النبي(صلى الله عليه وآله) معصية أو شرك! فخالفوا بذلك إجماع مذاهب المسلمين وسيرتهم في كل العصور!


قال البدير: (أيها الزائر المكرم لهذا المسجد المعظم: إعلم أنه لا يجوز التبرك بشيء من أجزاء المسجد النبوي، كالأعمدة أو الجدران، أو الأبواب أو المحاريب أو المنبر، بالتمسح بها أو تقبيله، كما لا يجوز التبرك بالحجرة النبوية باستلامها أو تقبيله، أو مسح الثياب به، ولا يجوز الطواف عليه، فمن فعل شيئاً من ذلك، وجب عليه التوبة وعدم العودة).


أول: أنهم خالفوا في ذلك إمامهم أحمد بن حنبل!


فقد نقل عنه ولده عبد الله فيكتاب العلل والسؤالات ج2 ص492 ح3243 قال: (سألت أبي عن الرجل يمسّ منبر رسول الله يتبرّك بمسّه وتقبيله، ويفعل بالقبر ذلك رجاء ثوابِ الله، فقال: لا بأس به). انتهى. ونقله عنه أيضاً السمهودي في وفاء الوفا ج4 ص 1404.


أما الذهبي المعاصر لابن تيمية والذي يعترفون بإمامته، فقد انتقد أسلافهم أصحاب هذا الرأي المتطرف وسماهم المتنطعين وأتباع الخوارج، وأفتى بأن تحريمهم للتبرك بمنبر النبي(صلى الله عليه وآله)بدعة!


* قال في سير أعلام النبلاء ج11ص212: (أين المتنطع المنكر على أحمد، وقد ثبت أن عبد الله سأل أباه عمن يلمس رمانة منبر النبي صلى الله عليه وسلم ويمس الحجرة النبوية، فقال: لا أرى بذلك بأس. أعاذنا الله وإياكم من رأي الخوارج ومن البدع). انتهى كلام الذهبي.


ثاني: أنهم خالفوا بذلك فعل الصحابة ومذاهب المسلمين


كان المسلمون يتبركون بالنبي(صلى الله عليه وآله) ويأتون له بأطفالهم خاصة عند ولادتهم ليمسح رؤوسهم، وكانوا يتبركون بسؤره وقطرات وضوئه، وحتى بخيط من ثيابه. وبعد وفاته(صلى الله عليه وآله) كانوا يتبركون بآثاره، من ثيابه وشعره الذي احتفظوا به من حياته، وتراب قبره الشريف.


* قال السمهودي في كتاب وفاء الوفاء ج1ص544: كان الصحابة (يأخذون من تراب القبر) يعني قبر النبي(صلى الله عليه وآله) .


(وفي الموسوعة الفقهية الكويتية ج24ص90 تحت عنوان زيارة القبور الفصل5: (وقال الحنابلة: لا بأس بلمس القبر باليد، لا سيما من ترجى بركته).


* وفي صحيح البخاري ج4 ص46: (باب ما ذكر من درع النبي(ص) وعصاه وسيفه وقدحه وخاتمه، وما استعمل الخلفاء بعده من ذلك مما لم يذكر قسمته، ومن شعره ونعله وآنيته، مما تبرك أصحابه وغيرهم بعد وفاته..).


* وفي فتح الباري لابن حجر ج1 ص469: (ومحصل ذلك أن ابن عمر كان يتبرك بتلك الأماكن وتشدده في الاتباع مشهور. ولا يعارض ذلك ما ثبت عن أبيه أنه رأى الناس في سفر يتبادرون إلى مكان فسأل عن ذلك فقالو: قد صلى فيه النبي(ص)، فقال: من عرضت له الصلاة فليصل وإلا فليمض، فإنما هلك أهل الكتاب; لأنهم تتبعوا آثار أنبيائهم فاتخذوها كنائس وبيع; لأن ذلك من عمر أنه كره زيارتهم لمثل ذلك بغير صلاة، أو خشي أن يشكل ذلك على من


ليعرف حقيقة الأمر فيظنه واجب، وكلا الأمرين مأمون من ابن عمر، وقد تقدم حديث عتبان وسؤاله النبي صلى الله عليه وسلم أن يصلي في بيته ليتخذه مصلى وإجابة النبي (ص)إلى ذلك، فهو حجة في التبرك بآثار الصالحين). انتهى.


* وفي فتح الباري ج3 ص52: (واختلف في شد الرحال إلى غيرها كالذهاب إلى زيارة الصالحين أحياء وأموات، وإلى المواضع الفاضلة لقصد التبرك بها والصلاة فيه، فقال الشيخ أبو محمد الجويني: يحرم شد الرحال الى غيرها وأشار بظاهر هذا الحديث.... والصحيح عند إمام الحرمين وغيره من الشافعية أنه لا يحرم، وأجابوا عن الحديث بأجوبة منها أن المراد أن الفضيلة التامة إنما هي في شد الرحال إلى هذه المساجد، بخلاف غيرها فإنه جائز. وقد وقع في رواية لأحمد وسيأتي ذكرها بلفظ: لا ينبغي للمطي أن تعمل، وهو لفظ ظاهر في غير التحريم...... واستدل به على أن من نذر إتيان أحد هذه المساجد لزمه ذلك، وبه قال مالك وأحمد والشافعي والبويطي، واختاره أبو إسحاق المروزي، وقال أبو حنيفة لا يجب مطلق...) انتهى.


* وفي النص والاجتهاد للسيد شرف الدين ص284: (وقال ابن عساكر في التحفة: جاءت فاطمة رضي الله عنها فوقفت على قبره صلى الله عليه وسلم وأخذت قبضة من تراب القبر ووضعتها على عينيها وبكت وأنشأت تقول:





  • ماذا على من شم تربة أحمـد
    صبت عليّ مصائب لو أنها
    صبت على الأيام عُدْنَ لياليا



  • أن لا يشم مدى الزمان غواليا
    صبت على الأيام عُدْنَ لياليا
    صبت على الأيام عُدْنَ لياليا



* وفي حواشي الشرواني ج3 ص175: (إن قصد بتقبيل أضرحتهم التبرك، لم يكره، كما أفتى به الوالد رحمه الله، فقد صرحوا بأنه إذا عجز عن استلام الحجر يُسَنُّ أن يشير بعصى وأن يقبله، وقالو: أي أجزاء البيت قبَّل فحسن).


ثالث: إهانة البدير للحجاج والزوار حتى في مخاطبتهم!


يقول البدير مخاطباً زوار قبر رسول الله(صلى الله عليه وآله) : (أيها الزائر المكرم لهذا المسجد المعظم!). ومعنى ذلك أني لا أعترف بكم كزوار للنبي(ص); لأن زيارته بدعة وشرك! بل أعترف بكم زواراً للمسجد فقط!


فهل رأيت هذا الأدب مع رسول الله(صلى الله عليه وآله) ومع زواره؟!


أيها الخطيب البدير: من أين عرفنا مسجد النبي(صلى الله عليه وآله)ومدينته لولاه، وهل لمسجده الشريف هذه القيمة العلي، لو لم يكن قبره الشريف هنا؟!


أفرض أن ملايين المسلمين الذين تخاطبهم مخطئون حسب رأيك! لكنهم في اعتقادهم تقربوا الى الله تعالى بواحدة من أفضل القربات اليه وهي زيارة قبر نبيه(صلى الله عليه وآله)، فهل من آداب الإسلام أن تصفعهم وتهين نبيك فتقول لهم: أنا أعترف بكم زوار المسجد فقط، أما زوار النبي(صلى الله عليه وآله)فل; لأن زيارته بدعة؟!!


وماذا سيحمل في نفسه عنك الى بلده الحاج الذي جاء ليصلي الجمعة خلفك في مسجد النبي(صلى الله عليه وآله) ، فصفعته بهذه الغلظة؟!


اللهم بجاه نبيك الكريم الذي قلت فيه: {وَإِنَّك لَعَلَى خُلُق عَظِيم}، وقلت فيه: {فَبَِما رَحْمَة مِنَ الله لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِك}.. ارزقنا نفحةً من أخلاقه النبوية، وأعذنا من الفظاظة.



المسألة العاشرة


الرد على نهي البديري عن زيارة معالم المدينة المنورة!


قال البدير: (أيها الزائر المكرم! لا يشرع زيارة شيء من المساجد في المدينة النبوية سوى هذين المسجدين مسجد رسول الله ومسجد قب، ولا يشرع للزائر ولغيره قصد بقاع بعينها يرجو الخير بقصدها أو التعبد عنده، لم تستحب الشريعة قصده، وليس من المشروع تتبع مواطن أو مساجد صلى فيها رسول الله (ص) أو غيره من الصحابة الكرام; لقصد الصلاة فيها أو التعبد بالدعاء ونحوه عندها وهو (ص) لم يأمر بقصدها ولم يحث على زيارته.


فعن المعرور بن سويد قال: خرجنا مع عمر بن الخطاب (رض) فعرض لنا في بعض الطريق مسجد، فابتدر ناس يصلون، فقال (رض): ما شانهم؟ وقال: هذا مسجد رسول الله (ص) فابتدر الناس يصلون فيه، فقال عمر (رض): يا أيها الناس، إنما هلك من كان قبلكم باتباعهم مثل هذا حتى أحدثوها بيع، فمن عرضت له فيه صلاة فليصل، ومن لم تعرض فيه صلاة...) أخرجه بن أبي شيبة.


ولما بلغ عمر بن الخطاب (رض) أن ناساً يأتون الشجرة التي بويع تحتها النبي(ص) أمر بها فقطعت. أخرجه بن أبي شيبة).


أيها المسلمون! ويشرع لزوار المدينة من الرجال زيارة أهل بقيع الغرقد وشهداء أحد للسلام عليهم والدعاء لهم.


عن أبي هريرة (رض) قال :كان رسول الله يعلمهم إذا خرجوا الى المقابر يقول: السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، نسأل الله لنا ولكم العافية). أخرجه مسلم.





  • وزيارة القبور إنما شرعت
    لغرض الاعتبار والادكار، وثانيهما
    للمزور بالدعاء لهم والترحم



  • لمقصدين عظيمين أولهما للزائر
    للمزور بالدعاء لهم والترحم
    للمزور بالدعاء لهم والترحم



عليهم والاستغفار.


ويشترط لجواز زيارة القبور عدم القول الهجر، وأعظمه الشرك والكفر. فعن أبي هريرة (رض) أن رسول الله(ص) قال: كنت نهيتكم عن زيارة القبور، فمن أراد أن يزور فليزر ولا تقولوا هجرً. أخرجه النسائي.


فلا يجوز الطواف بهذه القبور ولا غيره، ولا الصلاة اليها ولا بينه، ولا التعبد عندها بقراءة القرآن أو الدعاء أو غيره; لأن ذلك من وسائل الإشراك برب الأملاك والأفلاك، ومن اتخاذها مساجد حتى ولو لم يبن عليها مسجد. فعن عائشة وعبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: (لما نزل برسول الله(ص) الموت طفق يطرح خميصة على وجهه، فإذا اغتم بها كشفها عن وجهه، فقال وهو كذلك: لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد. يحذر ما صنعو. أخرجه البخاري. وقال عليه الصلاة والسلام: إن من شرار الناس من تدرك الساعة وهم أحياء، والذين يتخذون القبور مساجد. أخرجه أحمد.


وعن أبي مرفد الغنوي (رض) قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: الأرض كلها مسجد، إلا المقبرة والحمام. أخرجه أحمد.


وفي حديث أنس (رض) (إن النبي (ص) نهى أن يصلى بين القبور. أخرجه المحبان. ولا يجوز السجود على المقابر، بل ذلك وثنية الجاهلية، وشذوذ فكري، وتخلف عقلي.


ولا يجوز لزائر تلك القبور ولا غيرها التبرك بها بمسحها بتقبيلها أو إلصاق شيء من أجزاء البدن أو الاستشفاء بتربتها بالتمرغ عليه، أو أخذ شيء منها للاغتسال به.


ولا يجوز لزائرها أو غيره دفن شيء من شعره أو بدنه أو مناذيره، أو وضع صورته أو غير ذلك مما معه، في تربتها لقصد البركة.


ولا يجوز رمي النقود أو شيء من الطعام كالحبوب ونحوها عليه، فمن فعل شيئاً من ذلك وجب عليه التوبة وعدم العودة.


ولا يجوز تخليقها ولا تقبيله، والقسم على الله بأصحابه.


ولا يجوز سؤال الله بهم أو بجاههم وحقهم، بل ذلك توسل محرم من وسائل الشرك.


ولا يجوز تصوير القبور; لأن ذلك وسيلة إلى تعظيمها والافتتان بها).


/ 13