فضيلة البكاء على آل الرسول - بکاء علی المیت علی ضوء السنة والسیرة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

بکاء علی المیت علی ضوء السنة والسیرة - نسخه متنی

محمد جواد طبسی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


فالحديث كما رواه مسلم في صحيحه بسنده عن عائشة كما يلي: عن هشام بن عروة عن أبيه، قال: ذكر عند عائشة قول ابن عمر الميت يعذب ببكاء أهله عليه، فقالت: رحم الله أبا عبد الرحمن سمع شيئاً فلم يحفظه، إنما مرت على رسول الله جنازة يهودي، وهم يبكون عليه، فقال: «أنتم تبكون وإنه ليعذب»(24).


لا شك في أن مقصود النبي (صلى الله عليه وآله) من قوله هذا، هو التنبّه على أن هذا اليهودي خاسر ومن أهل النار، ويعذب في قبره بسبب عمله وكفره بنبوة خاتم الأنبياء.


وأين هذا من عذاب المؤمن ببكاء أهله عليه؟


وفي رواية أخرى عنها أيضاً لما سمعت قول ابن عمر: الميت يعذب ببكاء أهله عليه، فقالت: وَهِلَ إنما قال رسول الله (ص): إنه ليعذب بخطيئته أو بذنبه ...(25).


استغراب عائشة من قول ابن عمر:


وقد استغربت عائشة لما سمعت مقالة ابن عمر بحيث أنكرت ورمته بالنسيان وعدم الحفظ، قائلة: سمع شيئاً فلم يحفظه.


وعلى أي حال، فمقالة ابن عمر مردودة من قبل عائشة أمِّ المؤمنين، وأيضاً رمت عمر بن الخطاب كذلك واقسمت بالله أنه ماقاله رسول الله (ص) لما سمعت مقالته من ابن عباس.


قال: دخل صهيب يبكي ويقول: وا أخاه وا صاحباه، فقال عمر: يا صهيب أتبكي عليّ وقد قال رسول الله: «ان الميت يعذب ببعض بكاء أهله عليه؟» فقال ابن عباس: فلما مات عمر ذكرت ذلك لعائشة، فقالت يرحم الله عمر، لا والله ما حدث رسول الله أن الله يعذب المؤمن ببكاء أحد، ولكن قال: «إن الله يزيد الكافر عذاباً ببكاء أهله عليه»(26).


إذاً فلا إشكال أولا في أن نلتزم بعذاب الميت الكافر في القبر ببكاء الحي عليه، وأمّا المؤمن فلماذا هذا الالتزام، والرسول (صلى الله عليه وآله)صرّح بأن الله يزيد الكافر عذاباً ببكاء أهله عليه؟


وثانياً: أن هذه الأحاديث على فرض صدورها عن النبيِّ لا تلائم ظواهرالآيات القرآنية، التي منها: (ولا تزر وازرةٌ وزرَ أخرى)(27).


فمن العجيب أن الله يقول في كتابه (ولا تزر وازرةٌ وزرَ أخرى) ثم يعذب من مات ببكاء أهله أو الآخرين عليه، ولذلك نرى أن عائشة أنكرت ذلك، واستشهدت بهذه الآية ردّاً على مَن قال: إنّ الميت ليعذب ببكاء أهله عليه قائلة: حسبكم القرآن: (ولا تزر وازرةٌ وزرَ أخرى)(28).


وثالثاً: أن هذه الروايات متعارضة ومتكافئة، فعلى فرض صحة إسناد كلّ هذه الروايات، فالقاعدة هنا بعد التعارض التساقط والرجوع إلى الأصل الأولي وهو الإباحة وعدم حرمة البكاء على الميت.


ورابعاً: أنه من المحتمل أن تكون علة نهي النبيِّ عن البكاء على الأموات هي النياحة الباطلة أو الجزع والفزع الخارج عن الحدِّ، أو الأفعال المنهيه كادماء الوجه على الميت.


وهذا الاحتمال أيضاً مردود; لأن الآية تصرح بعدم تحمل الميت أوزار الآخرين، فبأي سبب يتحمل الميت أوزار النائحة والقائلة بالباطل؟ ولماذا لا تتحمل أوزارها بنفسها؟


وخامساً: نفرض أن النبيَّ نهى عن البكاء على الميت بصوت عال ـ وإن كان هذا الاحتمال مردوداً على مذهب الشافعي والحنبلي، حيث قالوا: إنه مباح(29) فلماذا لا يجوز البكاء على الميت بصوت خفي وبسيلان الدمع على فقده.


وسادساً: كلّ هذه الرويات تناقض فعل النبيّ الكريم في كثير من الموارد من بكائه على ولده وعلى بنته وزوجته، وهكذا على عمه، وعلى فاطمة بنت أسد، وعلى النجاشي، وعلى غيرهم من خيار الصحابة كما سيوافيك ذلك.


فمن الغريب أنه (صلى الله عليه وآله) ينهى لساناً ويبكي عيناً ويحزن قلباً.


وأخيراً: المستفاد من قول ابن عباس إن الميت لا يعذب ببكاء الحي(30)، إنّ هذا الحديث من الأحاديث المقلوبة.


والعجب ممّن حمل البكاء المحرم على ما اذا كان بصوت عال وممّن حمل البكاء في: الميت يعذب ببكاء الحي عليه، على النياحة وقال: يحمل على النياحة توفيقاً بين الروايات، مستنِداً بقول النووي حيث يقول: والحديث محمول على وصية الميت بالنياحة(31).


ولنسئل هؤلاء ما هو المقصود من النياحة؟


فاذا كان المقصود بها النياحة المحرمة: أي ما صدر من المصاب كلمات تسخط الرب جل وعلا، فهذا محرم ولا كلام فيه.


وامّا اذا كان المقصود من النياحة هو البكاء بصوت عال فقط وان لم يقل ما يسخط الرب، فأي دليل على حرمة هذا النوع من البكاء؟!


الحسين على أخيه العباس بكاءً شديداً؟ ولماذا بكت وناحت عائشة على أبيها؟(36). فتحصل أن البكاء بصوت عالي والنياحة إذا لم تكن معها ما يسخط الرب فلا اشكال في جوازها.


2 - إن عمر بن الخطاب نهى عن البكاء:


وقد يستند أحياناً في عدم مشروعية البكاء على الميت بأن عمر ابن الخطاب نهى عن ذلك، فلو لم يكن البكاءُ منهياً عنه لما نهى عمر عنه!


فنقول، أولا: هذا النهي غير ثابت، وإن رواه أصحاب الصحاح وغيرهم، ولذلك ان عبد الله بن عكرمة كان يتعجب من نسبة النهي عن البكاء على الميت إلى عمر وكان يقول: عجباً لقول الناس: ان عمر بن الخطاب نهى عن النوح! لقد بكى على خالد بن الوليد بمكة والمدينة نساء بني المغيرة سبعاً، يشققن الجيوب ويضربن الوجوه، وأطعموا الطعام تلك الأيام حتى مضت ما ينهاهن عمر(37).


وثانياً: كيف يكون ذلك من عمر وقد بكى على النعمان بن مقرن(38) وزيد بن الخطاب؟!


ورابعاً: لو ثبت بأن عمر نهى عن البكاء على الميت فهو منقوض بما اعترضته عائشة وانكرته من أن النبي لم يقل ولم يحدث هذا(41).


وقال ابن حزم: وقد روينا عن ابن عباس: أنه أنكر على من أنكر البكاء على الميت، وقال: الله أضحك وأبكي(42).


الفصل الثالث:


فضيلة البكاء على آل الرسول


ووردت أيضاً روايات كثيرة تبيّن فضيلة البكاء على مظلومية آل الرسول والعترة الطاهرة، إضافة إلى ما ورد في فضيلة البكاء على الحسين بن علي (عليهما السلام)واعدّ للباكي لمصابهم ولمظلوميتهم الجنة والأمن في يوم القيامة من سخط الله والنار وغير ذلك.


1 - روى القندوزي الحنفي عن الباقر (عليه السلام) قال: كان أبي علي بن الحسين عليهما السلام يقول: أَيما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين ومَن معه حتى يسيل على خديه بوأه الله في الجنةَ غرقاً، وأيما مؤمن دمعت عيناه دمعاً حتى يسيل على خديه لأذىً مسّنا من عدونا بوأه الله مبوءٌ صدق، وأَيما مؤمن مسّه أذىً فينا فدمعت عينه حتى يسيل دمعه على خديه من مضاضة ما أوذي فينا صرف الله عن وجهه الأذى وآمنه يوم القيامة من سخط النار(43).


2 - وروى عن الصادق أيضاً: قال من ذَكَرَنا أو ذُكِرْنا عنده فخرج من عينه دمع مثل جناح بعوضة غفر الله له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر(44).


فمن جميع هذه الروايات، ومن بكاء النبي على العترة وعلى علي والحسين وسائر أولاده، ومن تحريضه على البكاء على حمزة وجعفر، خصوصاً من قوله: «وعلى مثل جعفر فلتبك البواكي»، تحصّل أن البكاء على آل الرسول أمر راجح ومستحب، وعلى كلّ مسلم أن يظهر الولاء عند قبورهم أو عند ذكرهم بالبكاء عليهم وعلى ما جرى عليهم، فإنهم لا يقلون في الفضل عن حمزة وجعفر.


الفصل الرابع:


موارد البكاء على النبي وآله


والشهداء والصالحين


* بكاء النبي (صلى الله عليه وآله):


لقد بكى النبيُّ (صلى الله عليه وآله) على أولاده وعلى آله وعترته الميامين في حياتهم وبعد مماتهم، بل وبكى على زوجته الوفيّة خديجة بنت خويلد عندما ذكرت عنده، وهكذا بكى على أمّه وأم علي بن أبي طالب (عليه السلام) وعلى أعمامه وغيرهم.


فامّا البكاء الذي كان يبكيه على آله في حياتهم، فهو لمظلوميتهم من بعده، ولما سيلقون من الأذى والظلم وهتك الحرمة، كما ستقف على كلّ ذلك في هذا الفصل:


(1) بكاء النبي (صلى الله عليه وآله) على عترته من بعده:


أخرج الحافظ أبو بكر ابن أبي شيبة، عن معاوية بن هشام، عن علي بن صالح، عن يزيد بن أبي زياد، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله بن مسعود قال: بينما نحن عند رسول الله (ص) إذ أقبل فئة من بني هاشم، فلما رآهم اغرورقت عيناه وتغيّر لونه، قال: فقلت له: مانزال نرى في وجهك شيئاً تكرهه، قال: «إنّا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا، وإن أهل بيتي سيلقون بلاءً وتشريداً وتطريداً...»(45).


ورواه الحاكم النيسابوري والذهبي، إلاّ أنهما أضافا: وفيهم الحسن والحسين(46).


(2) بكاء النبي (صلى الله عليه وآله) على علي بن أبي طالب (عليه السلام):


وقد بكى النبي على ما سيلقاه عليّ بعده عدّة مرات، وبكى عليه ذات مرة بكاءً عالياً.


فقد روى الخوارزمي بسنده عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: قال أبي: دفع النبي الراية يوم خيبر إلى علي بن أبي طالب، ففتح الله على يده، وأوقفه يوم غدير خم، فأعلم الناس أنه مولى كلّ مؤمن ومؤمنة، وقال له: «أنت منّي وأنا منك»، وقال له: «تقاتل على التأويل كما قاتلت على التنزيل»، وقال له: «أنت مني بمنزلة هارون من موسى»، وقال له: .... ثم بكى (ص)، فقيل: ممّا بكاؤك يا رسولَ الله؟ فقال: «أخبرني جبريل (عليه السلام)، أنهم يظلمونه ويمنعونه حقّه، ويقاتلونه، ويقتلون ولده ويظلمونهم من بعده»(47).


وروى الخوارزمي أيضاً بسنده عن أبي عثمان النهدي، عن علي ابن أبي طالب (عليه السلام): قال: كنت أمشي مع النبيِّ (ص) في بعض طرق المدينة، فأتينا على حديقة، فقلت: يا رسولَ الله! ما أحسن هذه الحديقة، فقال: «ما أحسنها، ولك في الجنة أحسن منها»، ثم أتينا على حديقة أخرى، فقلت: يا رسولَ الله! ما أحسنها من حديقة، فقال: «لك في الجنة أحسن منها» حتّى أتينا على سبع حدائق، أقول: يا رسولَ الله! ما أحسنها، فيقول: «لك في الجنة أحسن منها»، فلما خلا له الطريق اعتنقني وأجهش باكياً، فقلت يا رسولَ الله! ما يبكيك؟ فقال: «ضغائن في صدور قوم لا يبدونها لك إلاّ بعدي»، فقلت: في سلامة من ديني؟ قال: «في سلامة من دينك»(48).


(3) بكاء النبي (صلى الله عليه وآله) على الحسين (عليه السلام):


وبكى النبي (صلى الله عليه وآله) على الحسين (عليه السلام) في المدينة المنورة مرّات وفي أماكن عديدة، خصوصاً بعد ما ولد الإمام الحسين (عليه السلام)، وقد رواها أصحاب السنن وغيرهم في كتبهم: كالطبراني، والهيثمي، والخوارزمي، والنيسابوري، وأحمد، وأبي نعيم، وابن عساكر، وابن حجر، وعبد الرزاق، وأبو يعلى، وغيرهم، ونحن نكتفي بذكر موارد من ذلك:


روى المحبّ الطبري بسنده عن أسماء بنت عميس قالت: عقّ رسولُ الله عن الحسن يوم سابعه بكبشين أملحين ... فلما كان بعد حول ولد الحسين فجاء النبي (ص) ففعل مثل الأول، قالت: وجعله في حجره، فبكى (ص) قلت: فداك أبي وأمي ممّ بكاؤك؟ فقال: «ابني هذا يا أسماء! إنه تقتله الفئة الباغية من أمتي، لا أنالهم الله شفاعتي، يا أسماء! لا تخبري فاطمة، فإنها قريبة عهد بولادة»(49).


وروت أمالفضل بنتالعباس: أنها دخلت على رسولالله(ص) فقالت: يارسولَ الله! رأيت البارحة حلماً منكراً، قال: «وما هو؟» قالت: رأيت كأن قطعه من جسدك قطعت فوضعت في حجري، فقال رسول الله (ص): «خيراً رأيتِ، تلدُ فاطمة غلاماً فيكون في حجرك»، فولدت فاطمة الحسين (عليه السلام)، قالت: فكان في حجري كما قال رسول الله (ص)، فدخلت به عليه فوضعته في حجره، ثم حانت مني التفاتة، فإذا عينا رسول الله (ص) تدمعان، فقلت بأبي أنت وأمي يا رسولَ الله مالك تبكي؟ قال (ص): «أتاني جبرئيل فأخبرني أنّ أمتي ستقتل ابني هذا، أتاني بتربة من تربته حمراء»(50).


ورواه الحاكم في مستدركه وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه(51).


وروى الطبراني بسنده عن عروة عن عائشة، قالت: دخل الحسين بن علي (رض) على رسول الله (ص) وهو يوحي إليه، فنزا على رسول الله وهو منكب ولعب على ظهره، فقال جبرئيل لرسول الله (ص): أتحبه يا محمد؟ قال: «يا جبرئيل ومالي لا اُحب إبني»، قال: فإن امتك ستقتله من بعدك، فمدّ جرئيل (عليه السلام)يده فأتاه بتربة بيضاء فقال: في هذه الأرض يقتل ابنك هذا يامحمد واسمها الطف، فلما ذهب جرئيل (عليه السلام) من عند رسول الله (ص) خرج رسول الله (ص) والتربة في يده يبكي، فقال: «يا عائشة، إنّ جبرئيل أخبرني أنّ الحسين ابني مقتول في أرض الطف، وأنّ أُمّتي ستفتتن بعدي»، ثم خرج إلى أصحابه، فيهم علي وابو بكر وعمر وحذيفة وعمار وأبو ذر وهو يبكي، فقالوا: ما يبكيك يا رسول الله؟ فقال: «أخبرني جبرئيل أنّ ابني الحسين يقتل بعدي بأرض الطف، وجاءني بهذه التربة، وأخبرني جبرئيل (عليه السلام) أن فيها مضجعه»(52).


وروى الطبراني أيضاً بسنده عن أم سلمة قالت: كان رسول الله جالساً ذات يوم في بيتي فقال: «لا يدخل عليَّ أحد»، فانتظرت فدخل الحسين (رض)، فسمعت نشيج رسول الله (ص) يبكي، فاطلعت فإذا حسين في حجره والنبي يمسح جبينه وهو يبكي، فقلت: والله ما علمت حين دخل، فقال: «إنّ جبرئيل (عليه السلام) كان معنا في البيت فقال، تحبه؟ قلت: أما من الدنيا فنعم، قال: إن أمتك ستقتل هذا بأرض يقال لها كربلاء»، فتناول جبرئيل (عليه السلام) من تربتها فأراها النبي(ص)، فلما أحيط بحسين حين قتل، قال: ما اسم هذه الارض؟ قالوا: كربلاء، قال وصدق الله ورسوله أرض كرب وبلاء(53).


وروى الثقات ما روي عن أم سلمة من بكاء النبي على ولده الحسين باسانيد أُخرى مع تفاوت في المتن(54).


(4) بكاء النبي (صلى الله عليه وآله) على شهداء فخ:


وفي مقاتل الطالبيين: بإسناده عن محمد بن إسحاق، عن أبي جعفر محمد بن علي (عليه السلام) قال: مرّ النبيُّ (ص) بفخ فنزل فصلى ركعة، فلما صلّى الثانية بكى وهو في الصلاة، فلما رأى الناس النبي يبكي بكوا، فلما انصرف قال: «ما يبكيكم؟» قالو: لما رأيناك تبكي بكينا يا رسولَ الله! قال: «نزل عليّ جبرئيل لمّا صليت الركعة الأولى فقال لي: يا محمد ان رجلا من ولدك يقتل في هذا المكان، وأجر الشهيد معه أجر شهيدين»(55).


(5) بكاء النبي (صلى الله عليه وآله) على ابنه إبراهيم:


عن جابر بن عبد الله، قال: أخذ النبي (ص) بيد عبد الرحمن بن عوف فأتى به النخل، فإذا ابنه إبراهيم في حجر أمّه وهو يجود بنفسه، فأخذه رسول الله (ص) فوضعه في حجره، ثم قال: «يا إبراهيم إنا لا نغني عنك من الله شيئاً»، ثم ذرفت عيناه .. ثم قال: «يا إبراهيم لولا أنه أمر حقّ ووعد صدق وأن آخرنا سيلحق بأولنا لحزنّا عليك حزناً هو أشد من هذا، وإنا بك يا إبراهيم لمحزونون، تبكي العين ويحزن القلب ولا نقول ما يسخط الرب»(56).


وقال ابن عبد ربه: قالوا: لما توفي إبراهيم بن محمد (ص) بكى عليه، فسئل عن ذلك فقال: «تدمع العينان ويحزنُ القلب ولا نقول ما يسخط الربَّ»(57).


(6) بكاء النبي (صلى الله عليه وآله) على ابنته أم كلثوم:


وروى المحبّ الطبري فيما يتعلق بموت السيدة أم كلثوم بنت النبي(صلى الله عليه وآله) عن أنس قال: شهدنا بنت رسول الله (ص) ورسول الله جالس على القبر فرأيت عينيه تدمعان ..(58).


(7) بكاء النبي (صلى الله عليه وآله) على جدّه عبد المطلب:


نقل إبن الجوزي عن الطبقات عن جماعة من العلماء منهم ابن عباس ومجاهد وعطاء والزهري وغيرهم أنّه: توفي عبد المطلب في السنة الثانية ولرسول الله (ص) ثمان سنين، وكانت قد أتت على عبد المطلب مائة وعشرون سنة، ودفن بالحجون.


قالت أم أيمن أنا رأيت رسول الله (ص) يمشي تحت سريره وهو يبكي(59).


/ 9