بیت الحرام نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

بیت الحرام - نسخه متنی

محمد مهدی الآصفی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




حُرُمات البيت الحرام


1 ـ البدء
بالقتال: حرم الله تعالى على المسلمين أن يبدأوا الكفار بالقتال عند المسجد
الحرام، إلا أن يبدأ الكفار قتال المسلمين عنده، فيجوز عندئذ قتالهم وصدهم عن
العدوان، يقول تعالى:

{واقتلوهم حيث ثقفتموهم واخرجوهم من حيث أخرجوكم والفتنة
أشد من القتل ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه فإن قاتلوكم
فاقتلوهم كذلك جزاء الكافرين * فإن انتهوا
فإن الله غفور رحيم}56.

فينهى
الله تعالى المسلمين من قتال الكفار عند المسجد الحرام، إلا أن يكون الكفّار
هم البادِئون بالقتال.

ثم يقول تعالى عن القتال في الحرم
عند المسجد الحرام، وفي الأشهر الحرم {الشهر الحرام بالشهر الحرام
والحرمات قصاص فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما أعتدى عليكم واتقوا الله
واعلموا أن الله مع المتقين}57.

فأجاز
الله تعالى للمسلمين أن يقتصّوا من المشركين إذا قاتلوهم في الأشهر الحرم، أو
عند المسجد الحرام، وأجاز للمسلمين أن يقاتلوهم كما يقاتلهم المشركون فيه
ويعاملوهم بالمثل.

والحرمات التي تشير إليها الآية
الكريمة بقوله تعالى: {والحرمات قصاص } هي حرمة «الشهر الحرام» وحرمة «المسجد الحرام» وحرمة «الحرم».

فإذا
تجاوز المشركون على هذه الحرمات، وقاتلوا المسلمين فيها جاز للمسلمين
معاملتهم بالمثل.

عن ابن
أبي عمير، عن معاوية بن عمار، قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله) يوم
فتح مكة: إن الله حَرَّم مكة يوم خلق السماوات والأرض، وهي حرام الى أن تقوم
الساعة، لم تحِلَّ لأحد قبلي،
ولا يَحلَّ لأحد بعدي، ولم تحل لي إلا ساعة من نهار58.

وعن أبي
عبد الله الصادق(عليه السلام) في حديث فتح مكة إن النبي(صلى الله عليه وآله)
قال:

ألا إن
مكة محرمة بتحريم الله، لم تحل لأحد كان قبلي، ولم تحل لي إلا ساعة من نهار
الى أن تقوم الساعة، لا يختلى خلاها، ولا يقطع شجرها، ولا ينفر صيدها، ولا
تحل لقطتها إلا لمنشد59.

2 ـ حرمة
تلويث الكعبة بالشرك، وحرمة الإبقاء على مظاهر الشرك وآثاره حول الكعبة،
ووجوب تطهرها منه. والشرك حرام على كل حال وفي أي مكان، ويجب تطهر الأرض منه
في كل مكان، ولكن هذه الحرمة، وهذا الوجوب في الحرم أعظم وأبلغ
وأكد.

فإن الشرك
بالله العظيم وجس يلوث كل شيء يصيبه، ويفقده دوره ويسلبه خصائصه
ويعطّله.

والإنسان خليفة الله، وليس في الكون
كله صفة أشرف من هذه الصفة، وليس لشيء دور أعظم من هذا الدور (خلافة الله)،
ومع ذلك فإذا أشرك الإنسان فَقَدَ كُلَّ خصائصه وكرامته، وسقط مرة واحدة، كما
لو أنه خَرَّ من السماء دفعة واحدة {ومن يُشْرك بالله فكأنَما خَرَّ من السماء فتخطفه الطير أو
تهوي به الريح في مكان سحيق}60.

ويُحوِّل
الشرك الإنسان من محور خلافة الله الى محور الصدود والإعراض عن الله، وكذلك
الكعبة المشرفة إذا أصابتها لوثة الشرك أفقدتها خصائصها وبركاتها، ودورها
الكبير والمبارك في حياة الناس.

ولكي يتم تفعيل دور الكعبة في حياة
الناس، وتعدّ الكعبة الشريفة، لتكون منطلقاً لعروج الإنسان الى الله تعالى،
لابد من تطهير الكعبة من الشرك، يقول تعالى: {واذ بَوأنا لإبراهيم مكان البيت أن لا تشرك بي شيئاً وطهر
بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود}61.

فلا يعرج
الناس الى الله من الطواف حول البيت والقيام والركوع والسجود بين يدي الله في
رحاب البيت الحرام، إن لم يطهر الناس الكعبة من رجس الشرك.

وقد عهد
الله تعالى بذلك الى إبراهيم وإسماعيل(عليهما السلام).

يقول
تعالى:

{وعهدنا الى إبراهيم واسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين
والركع السجود}62 و
63
.

3 ـ حرمة
إدخال المشركين الى المسجد الحرام، ووجوب إقصائهم عنه.

يقول
تعالى:

{إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد
الحرام}64.

4 ـ تحريم
قطع الحشيش والشجر من الحرم للمُحل والمحرم.

هكذا عنون
صاحب الوسائل هذا العنوان.

وروى عن
حريز عن أبي عبد الله الصادق(عليه السلام) بسند معتبر قال: كل شيء ينبت في
الحرم فهو حرام على الناس أجمعين65.

5 ـ يحرم
الصيد في الحرم وتنفيره مطلقاً للمحرم والمحل.

وروى
الكليني عن جريز عن أبي عبد الله الصادق(عليه السلام) بسند صحيح، قال: قال
رسول الله: ألا إن الله عز وجل قد حَرَّم مكة يوم خلق السماوات والأرض، وهي
حرام بحرام الله الى يوم القيامة، لا ينفر صيدها، ولا يعضد شجرها، ولا يختلى
خلاها، ولا تحل لقطتها إلا لمنشد66.

6 ـ يحرم
في الحرم كل ذنب، وتعظم حرمته عند الله حتى لو كان مثل شتم الخادم وضربه،
وليس شأن الحرم شأن غيره من الأماكن، فإن كل ذنب حرام في أي مكان، وفي أي
زمان، ولكن هذه الحرمة في الحرم أعظم وأبلغ وآكد.

وقد كان
بعض الفقهاء والصالحين يتحرجون من الإقامة في جوار الحرم خشية أن يصدر منهم
ذنب، فيعاقبهم الله تعالى عليه بالعذاب الأليم.

يقول تعالى: {إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله والمسجد الحرام الذي
جعلناه للناس سواءً العاكف فيه والباد ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من
عذاب اليم}67.

يذكر
المفسرون في تفسير قوله تعالى: {ومن يرد فيه
بالحاد...}: أن الذي يريد في البيت إلحاداً بظلم فالله تعالى
يذيقه العذاب الأليم.

والإلحاد
هو العدول عن القصد والاعتدال.

وروى
الطبرسي عن ابن عباس والضحاك ومجاهد وابن زيد أن الإلحاد هو استحلال الحرام
وركوب الاثم68.

وقد صحّت
النصوص المعتبرة ان كل إثم إلحاد.

فقد جاء بسند معتبر عن الحلبي قال:
سألت أبا عبد الله(عليه السلام) عن قول الله عزّوجل {ومن يرد فيه بالحاد بظلم } فقال: كل الظلم فيه الحاد حتى لو ضربت خادمك ظلماً خشيت أن يكون
إلحاداً، فلذلك كان الفقهاء يكرهون سكنى مكة69.

وروى أبو
الصباح الكناني قال: سألت أبا عبد الله(عليه السلام) عن قوله عز وجل {ومن يرد فيه بالحاد بظلم نذقه من عذاب
اليم} فقال: كل ظلم يظلمه الرجل على
نفسه بمكه من سرقة أو ظلم أحد، أو شيء من الظلم فإني أراه إلحاداً، ولذلك كان
يتّقي أن يسكن الحـرم70.

وعن رسول
الله(صلى الله عليه وآله): «جعل الله الحسنات في الحرم مضاعفة والسيئات
مضاعفة»71.

7 ـ يحرم
ملاحقة المجرم الذي أقدم خارج الحرم على جريمة تستوجب قصاصاً أو حدّاً أو
تعزيراً ففر الى الحرم، احتراماً للحرم، وأمنه، ولكن يضيّق عليه، ويمنع من
الشراء من الأسواق حتى يضطر للخروج من الحرم.

وقد استدل
الفقهاء على ذلك بقوله تعالى:

{ومن دخله كان آمناً}72 و
73
.

روى ثقة
الإسلام الكليني بسند معتبر عن معاوية بن عمار قال: سألت أبا عبد الله
(الصادق)(عليه السلام) عن رجل قتل رجلا في الحل، ثم دخل الحرم، فقال: لا
يقتل، ولا يطعم ولا يسقى ولا يباع حتى يخرج من الحرم، فيقام عليه
الحدّ.

قلت: فما
تقول في رجل قتل في الحرم أو سرق؟ قال: يقام عليه الحدّ في الحرم صاغراً;
لأنه لم ير للحرم حرمة، وقد قال الله عز وجل: {فمن اعتدى عليكم فاعتدوا
عليه بمثل ما اعتدى عليكم}74.

وروى أيضاً
بسند معتبر عن الحلبي، عن أبي عبد الله(عليه السلام) قال: سألته عن قول الله
عزّوجل: {ومن دخله
كان آمناً}.
قال: إذا أحدث العبد في غير الحرم جناية، ثم فَرَّ الى الحرم لم يسع لأحد أن
يأخذه في الحرم، ولكن يمنع من السوق، ولا يبايع ولا يطعم، ولا يسقى، ولا
يتكلم، فإنه إذا فعل ذلك يوشك أن يخرج فيؤخذ، وإذا جنى في الحرم جناية أقيم
عليه الحد في الحرم، لأنه لم يرع للحرم حرمة75.

عن عبد الله
بن سنان أنه سأل أبا عبد الله (الصادق)(عليه السلام) عن قول الله عزوجل:
{ومن دخله كان آمناً} قال: من دخل الحرم مستجيراً به كان آمناً
من سخط الله، ومن دخله من الوحش والطير كان آمناً من أن يهاج أو يؤذى، حتى
يخرج من الحرم76.

والنصوص بهذا
المعنى كثيرة.

فإذا كان لا
يجوز ملاحقة المجرم في الحرم، ولا يجوز تنفير الصيد وتهييجه وأذاه فلا يجوز
بشكل آكد وأبلغ ترويع المسلمين وإرعابهم في رحاب حرم الله، وتعظم حرمته عند
الله.

روى محمد بن
مسلم، عن أبي جعفر الباقر(عليه السلام) قال: سألته عن قوله تعالى {ومن دخله كان آمناً}. قال: يأمن فيه كل خائف مالم يكن
عليه حدّ من حدود الله77.

والذي
يقرأ اهتمام القرآن بأَمْن هذا البيت لا يشك في أن للأمن دوراً أساسياً في
رسالة البيت.

وقد كان
(أمن البيت) من دعاء إبراهيم(عليه السلام).

{واذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلداً
آمناً}.

{واذ قال
إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمناً}.

وبين
الدعاءَين فرق.

معنى
الدعاء الأول يدعو إبراهيم(عليه السلام) أن يجعل الله الكعبة بلداً أمناً،
ويبدو أن هذا الدعاء كان قبل أن يحل الناس بجوار الكعبة فيكون بلداً، فدعا
الله تعالى أن يجعل البيت بلداً آمناً.

وفي
الدعاء الثاني يدعو الله تعالى أن يجعل هذا البلد آمناً، ويبدو أن الدعاء كان
بعد أن حلّ الناس بجوار البيت.

ومن اهتمام القرآن بأمن البيت:
القَسَمُ بالبلد الأمين، يقول تعالى: {والتين والزيتون * وطور سنين
* وهذا البلد الأمين}78.

ويمنّ
الله تعالى على المؤمنين: أن جعل لهم الحرم آمناً، تجبى إليه الثمرات من كل
حدب، ومكنهم منه...

{أولم نمكن لهم حرماً آمناً يجبى اليه ثمرات كل
شيء}79.

فقد مَنَّ
الله تعالى عليهم اذن، في هذه الآية مرتين.

مَكَنَّهم
من حرمه، بعد أن كان بيد المشركين وتحت نفوذهم وهذا هو
المنّ الأول.

وجعله
آمناً في وسط دنيا صاخبة وهائجة بالحروب، ويتخطف الناس من حوله وهو المنّ
الثاني.

يقول
تعالى:

{أولم يروا أنا جعلنا حرماً آمناً ويتخطف الناس من
حولهم}80.

8 ـ يحرم
التمكين لولاية الظالمين على البيت الحرام، الذين يصدون الناس عن سبيل الله
وعن المسجد الحرام، ويعطلون دور هذا البيت، ويجب تمكين المتقين من ولاية
البيت الذين يعدون للبيت ويطهرونه للطائفين والقائمين والركع
السجود.

يقول تعالى: { وما لهم ألا يعذبهم الله وهم يصدون عن المسجد الحرام وما
كانوا أولياءَه إن أولياؤه إلا المتقون}81.

وقد أوعد
الله تعالى الذين كفروا، والذين يصدون الناس عن سبيله والمسجد الحرام بالعذاب
الأليم فقال تعالى:

{إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله والمسجد الحرام الذي
جعلناه للناس سواء العاكف فيه والباد ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من
عذاب اليم}82.

فانذر
الذين يصدون عن المسجد الحرام، الذي جعله الله تعالى للناس عامة بالعذاب
الأليم.

ويندّد
القرآن بأولئك الظالمين الذين يصدون الناس عن المسجد الحرام:

{هم الذين كفروا وصدوا عن المسجد الحرام}83 فيحرم على الناس تمكين
الظالمين من ولاية البيت الحرام، ويجب عليهم تحرير هذا البيت من نفوذ الطاغوت
وسلطانه، كما يجب عليهم تمكين المتقين منه; وقد وصف الله تعالى هذا البيت
بـ (العتيق) فقال تعالى:

{ثم مَحِلّها الى البيت العتيق}84.

وقال
تعالى:

{وليطّوفوا بالبيت العتيق}85.

والعتيق
من العتق، وهو التحرير. فهذا البيت حَرره الله تعالى من قبضة الظالمين مثل
أبرهة، وعتاة قريش، ولم يجعل الله لأحد عليه سلطاناً، ولم يملكه أحداً من
الناس حتى يكون بيتاً للناس جميعاً.

يقول
الجزائري في آيات الأحكام في معنى العتيق: (إنه لا يملكه أحد من
الناس).

ثم ذكر في
معناه أيضاً: (أنه عُتِق من الجبابرة، وحفظه منهم كأبرهة وغيره)86.

عن أبي
جعفر الباقر(عليه السلام) في جواب من سأل: لِمَ سمَّي البيت عتيقاً؟ قال: هو
بيتٌ حرٌ عتيق من الناس لم يملكه أحد87.

/ 17