(البيت) والانتماء الحضاري
يعيش الناس على وجه الأرض على حالتين حالة الانتماء الحضاري وحالة
اللاانتماء، والحالة الأولى هي: حالة الحياة البيتية، والحالة الثانية هي:
الحالة اللابيتية.
وحالة (البيت) هي حالة الانتماء والتآلف والتعاون، وفي هذا النمط من
الحياة يُحِسّ الإنسان بالعلاقة العضوية بالمجتمع الذي يحتضنه ويؤديه، ويتذوق
التآلف والتعارف في الحياة الاجتماعية، وهذه الحالة هي حالة الإنسان الذي
ينتمي الى البيت.
والحالة الأخرى هي حالة اللاانتماء، وهي حالة لا حضارية يفقد فيها
الإنسان الإحساس بالعلاقة العضويّة بالمجتمع الذي يعيش فيه، ويفقد فيها
الإحساس بالتآلف والتعارف، ويسيطر عليه شعور غريب بـ (الغربة)، وهذه
الحالة هي حالة الإنسان الذي لا ينتمي الى بيت.
ومن يقرأ الرواية القصصية (الغريب) للكاتب الوجودي المعروف... يشعر
بصورة دقيقة بعمق الشعور بالغربة في نفس الإنسان
المعاصر، وهذه هي حالة عدم الانتماء الى بيت يجمع شمل المجتمع.
إذن في حياة الناس حالتان: حالة البيت، وحالة اللابيت.
وحالة البيت ليست حالة واحدة، بل حالتين: بيت التوحيد وبيت الشرك،
ونتحدث الآن عن هذين البيتين في حياة الناس.