أضواء من أسرار الحج نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

أضواء من أسرار الحج - نسخه متنی

جعفر السبحانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید







1 ـ سرّ التوجّه إزاء الكعبة أثناء الصلاة



على العكس ممّا كان يجول في ذهن ابن أبي العوجاء، المادي المعروف في عصر
الإمام جعفر الصادق (عليه السلام)، فانّ الهدف من التوجه نحو الكعبة أثناء
الصلاة، لا يعني عبادة الكعبة أو حجرها وطينها. فإنّ جميع المصلّين يعبدون
الله تعالى، وحال توجههم نحو الكعبة، فإنّ الجميع يخاطب الله الواحد الأحد
بقوله: {إياك نعبد وإياك
نستعين}والعلة في توجهنا نحو الكعبة حال الصّلاة، تكمن في أن
الكعبة تعدّ أقدم معبد وبيت للتوحيد، بني بأيدي أنبياء الله العظام للموحّدين
من أهل الأرض، ولا يسبقه في هذا القِدَم أيّ معبد آخر، كما يقول القرآن
الكريم:


{انّ أوّل بيت وضع للناس لَلَّذي ببكّة
مباركاً وهدًى للعالمين}3.


إنّ الشريعة الإسلامية المقدّسة، ومن أجل إيجاد الوحدة بين المصلّين، وتوحيد
صفوف المتوسّلين، أوجبت على الجميع أداء الصلاة بلغة واحدة، والتوجّه إلى
أقدم المعابد حال الصلاة، لتحفظ من خلال هذا السبيل وحدتهم حال العبادة
والتعبّد; أي أن يتفوّه ملايين البشر في آن واحد بكلام واحد، ويتّجهون نحو
نقطة واحدة. وأن يعلنوا وحدتهم واتّحادهم بشكل واضح وعلني. وبناءً على ذلك،
فإنّ التوجّه نحو هذا المعبد ليس بمعنى عبادته، بل بمعنى جعله رمزاً لوحدتهم
واتّحادهم حال العبادة.


لقد كان المسلمون في صدر الإسلام، يقيمون الصلوات جماعة، وصلاة الجماعة من
المستحبّات المؤكدة في الإسلام. فلو أراد جمعٌ أداءَ فريضة ما معاً، عليهم أن
يتوجهوا جميعاً إلى وجهة واحدة، وبغير هذه الصورة لا يمكن أداء
الفريضة.


إنّ نبي الإسلام والمسلمين جميعاً، ظنّوا يصلّون لفترة من الزمن متّجهين في
صلاتهم تلك نحو «المسجد الأقصى» إلاّ أنّه وبعد سبعة عشر شهراً من تاريخ
الهجرة، جاء الأمر بأن يتّجه المسلمون نحو المسجد الحرام والكعبة حيثما
كانوا، لأسباب وعلل ذكرت في محلّها قال الله ـ عزّ وجلّ ـ : {... فولّوا وجوهكم
شطره ...}4.


لقد ذكّر الإمام الصادق (عليه السلام)هذا المعترض المادي في عصره بواحدة من
أسرار التوجه نحو الكعبة حال الصّلاة وقال: «وهذا البيت استعبد الله به خلقه;
ليختبر طاعتهم في إتيانه، فحثّهم على تعظيمه وزيارته، وجعله محلَّ أنبيائه،
وقبلة للمصلّين إليه. فهو شعبة من رضوانه، وطريق يؤدي إلى
غفرانه».


/ 7