أضواء من أسرار الحج نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

أضواء من أسرار الحج - نسخه متنی

جعفر السبحانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




2 ـ لماذا نستلم الحجر الأسود باليد؟


يستفاد من الأحاديث الإسلامية، أن بناء الكعبة كان موجوداً، قبل عصر سيّدنا
إبراهيم(عليه السلام)، وأن جداره تهدم على أثر طوفان نوح (عليه السلام). وبعد
أن أُمِرَ النبيّ إبراهيم بإعادة بناء الكعبة، وَضَعَ «الحجر الأسود» وهو
جزءٌ من جبل «أبو قبيس»، وضعه بأمر الله تعالى في جدارها. والآن يطرح هذا
السؤال: لماذا نستلم هذا الحجر بأيدينا؟ وما هو الهدف من هذا
العمل؟

وجواب ذلك: أنّ استلام الحجر ووضع اليد عليه، يعدّ نوعاً من العهد والبيعة مع
سيدنا إبراهيم; لمحاربة مظاهر الشرك وعبادة الأوثان بأنواعها كافة، أسوةً
ببطل التوحيد، وأن لا ننحرف عن الحنيفية، ولا نخرج عن جادة التوحيد في مظاهر
الحياة كافة.

وتتم البيعة مع الفرد أحياناً، بمصافحة يده وغمزها، أو بمسك طرف الثوب،
وأحياناً أُخرى تتم بشكل أو بآخر. ونقرأ في التاريخ عندما نزلت الآية
المباركة {يا أيّها النبيّ إذا جاءك
المؤمنات يُبايعنك على أن لا يشركن بالله شيئاً ...}5، فإنّ
النبيَّ (صلى الله عليه وآله) أمر بإحضار إناء فيه ماء، ووضع يده المباركة
فيه، ثمّ أخرجها من الماء وقال: مَنْ أرادت منكنّ أن تبايعني، فلتضع يدها في
الماء، وتبايعني على ما في هذه الآية. ومن هنا فإنّ مبايعة رسول الله تمت عن
طريق وضع اليد في شيء وضع هو يده فيه. ومسألة استلام «الحجر الأسود» من هذا
القبيل أيضاً.

فالهدف إذن، أن نبايع بطل التوحيد ونبيّنا الأكرم (صلى الله عليه وآله) على
صيانة التوحيد. لذا يقول الإمام الصادق (عليه السلام): وقل عند استلامك
الحجر:

«أمانتي أدّيتها وميثاقي تعاهدتُه لِتَشْهَد لي بالمؤافاة»6.

يقول ابن عباس: «واستلامه اليوم (أي الحجر) بيعة لمن لم يدرك بيعة رسول الله
(صلى الله عليه وآله)»7.

وبناءً على ذلك فإنّ الهدف من تقبيل الحجر واستلامه، تجسيدٌ لميثاق قلبي
مركزه روح الإنسان. وحقيقة الأمر، فإنّ زائري بيت الله بعملهم هذا، يجسّدون
ذلك الميثاق القلبي على هيئة أمر ملموس ومحسوس.

وفي الكثير من بلدان العالم، يقدّس الجنود أعلام بلدانهم، ويقفون أمامها
بإجلال وإكبار مجددين العهد باليمين. ومن المسلم به، أن العَلَم بضعة أمتار
من القماش ليس إلاّ . إلاّ أنّه يمثل رمز استقلال البلد، وعنوان إرادته
الوطنية والشعبية. وفي هذه الحالة، فإنّ الجندي بدلا من مصافحة أيدي الناس أو
القادة وغمزها، فإنّه يشير إلى العلم ويؤدي اليمين والعهد. وستقرأ في الجزء
الآخر من الجواب، بأن الهدف من بعض مراسم الحج، هو تجسيدُ نوع من الحقائق،
التي جسّدت نفسها عن طريق أعمال الحج.

/ 7