الوقوف بعرفات والمزدلفة ومنى
و بهذه المواقف ينتهي معظم مناسك الحج ، ويشاهد فيها مئات الألوف من حجاج بيت الله الحرام ، وهم يرتدون ثياب الإحرام ، وهم يهلّلون ويكبرون الله تعالى ; خالق الكون ، وواهب الحياة ، ويحمدونه على ما وفّقهم ومنّ عليهم بأداء فريضة الحج .
إن من أهم الدروس البليغة في تشريع السعي هو تضامن المسلمين ووحدتهم وتحتوي هذه المواقف على مناظر رهيبة ورائعة جدّاً ، فهي تذكّر الإنسان المسلم بحشره ونشره يوم الفزع الأكبر ، حينما ينشر الناس إلى الحساب ، لينال المحسن جزاءه فينعم ، والمسيء جزاءه فيشقى ويعذب .
كما أنّ من الدروس الرائعة في هذه المواقف الكريمة ، وقوف الناس أمام الله تعالى سواء ، لاميزة لأحد منهم على آخر ، ولافضل لأيّ إنسان على آخر إلاّ بالتقوى ، ومامن المنافع لأخيه الإنسان .
كما أنّ من أهم المنافع الحيوية في تشريع الحج هو أن تعقد المؤتمرات الإسلامية قبل أداء الحج أو بعده ليتعارف المسلمون فيما بينهم ويعرضوا لمشاكلهم ، وما ألمّ بهم من الأحداث ، ويتعاونوا على حلّها ، وأن تقوم الدول الإسلامية الغنية بإسعاف الدّول الضعيفة التي ترزح في ذل الفقر والمرض والبؤس ، فإنها مسؤولة أمام الله تعالى في ذلك .
هذه بعض منافع الحج ، والحكم في تشريعه ، عرضنا لها بصورة موجزة وسريعة ، لأنّا على جناح السفر من زيارتنا لمدينة قم المقدسة ـ التي هي دولة العلم ، ومركز الثقافة الإسلامية ـ إلى مدينة النجف الأشرف ، دار الهجرة ، وموطن الفكر والعلم في الإسلام ، ومنه تعالى نستمد التوفيق ، إنه تعالى وليّ ذلك والقادر عليه .
: