رسالة إلى من كانوا يرون أنفسهم من أهل الشهامة ويرون قتل السفراء عاراً وشناراً. وأعجب من هذا الموقف المتخاذل من الخليفة موقفه الاخر أمام الرسول الرؤوف الرحيم في نفس الوقت، حيث أبدى غلظته وفظاظته في مقابله (صلى الله عليه وآله وسلم) . قال السيوطي: أخرج عبد الرزاق وأحمد وعبد بن حميد والبخاري وأبو داود والنسائي وابن جرير وابن المنذر عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم ... فساق القصة إلى أن وصل إلى قول عمر: والله ما شككت منذ أسلمت إلاّ يومئذ، فأتيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقلت: ألست نبي الله ؟ قال: بلى، قلت : ألسنا على الحق وعدونا على الباطل ؟ قال: بلى، قلت: فلم نعطي الدنية في ديننا إذاً ؟ قال: إني رسول الله ولست أعصيه وهو ناصري، قلت: أوليس كنت تحدثنا أنّا سنأتي البيت فنطوف به ؟ قال: بلى، أفأخبرتك أنا نأتيه العام ؟ قلت: لا، قال: فإنَّك آتيه ومطوف به.. فأتيت أبا بكر فقلت: يا أبابكر ! أليس هذا نبي الله حقاً ؟ قال: بلى، قلت: ألسنا على الحق وعدونا على الباطل ؟ قال: بلى، قلت: فلم نعطي الدنية في ديننا إذاً ؟ قال: أيها الرجل، إنّه لرسول الله وليس يعصي ربه وهو ناصره، فاستمسك بغرزه تفز حتى تموت، فوالله إنّه لعلى الحق، فقلت: أ ليس كان يحدّثنا أنا سنأتي البيت ونطوف به ؟ قال: بلى، أفأخبرك أنك تأتيه العام ؟ قلت: لا، قال: فانك آتيه ومطوف به، قال عمر: فعملت لذلك أعمالا. وأورد الصالحي الشامي هذه القصة في سيرته ناقلاً عن ابن إسحاق وأبي عبيد وعبد الرزاق وأحمد بن حنبل وعبد بن حميد والبخاري وأبي داود