هل كان أبو بكر من أجود الناس ؟
2 ـ وكان مشهوراً بيننا أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: «ما نفعني مال أحد مثل ما نفعني مال أبي بكر»، وأنه كان من المنفقين كثيراً على النبي وغيره من المسلمين، وأنه أعتق كثيراً من الارقّاء المعذّبين في سبيل الله.
ولكن عندما ينظر المرء إلى وقائع التاريخ يشك في جميع تلك الادعاءات.
فمثلاً: إن المؤرخين يقولون: إن أبابكر لما خرج مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يوم الهجرة أخذ ماله معه، وهو خمسة آلاف درهم أو ستة آلاف، وكان له غنم يرعاها مولى له باسم عامر بن فهيرة، ويريح عليهما إذا أمسى كي يحتلبا ويذبحا، وأنه اشترى راحلتين له وللنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بثمانمائة درهم(1) .
1 ـ كنز العمال: 16 / 681 ـ 683 ح: 46317 و 46318 عن أحمد والطبراني، مجمع الزوائد: 6 / 59، الثقات لابن حبان: 1 / 117 ـ 120، السيرة النبوية لابن هشام: 2 / 485 و 487 و 488، دلائل النبوة: 2 / 475، سبل الهدى والرشاد: 3 / 239 ـ 240، تاريخ الطبري: 1 / 568 ـ 570.