ثم صارت سنة مستمرة في زمن بني أمية، حتى وصل الامر إلى درجة أن خاف الصحابة من إظهار الحجة الاسلامية الصحيحة للناس في زمان معاوية. فقد أخرج ابن حبان والطبراني وأبو نعيم ومسلم، واللفظ له، عن مطرف قال: بعث إلي عمران بن حصين في مرضه الذي توفي فيه، فقال: إني كنت محدّثك بأحاديث لعل الله أن ينفعك بها بعدي، فإن عشت فاكتم عنّي وإن متّ فحدّث بها إن شئت، إنّه قد سلم علي، واعلم أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قد جمع بين حج وعمرة ثم لم ينزل فيها كتاب ولم ينهى عنه نبي الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، قال رجل برأيه ما شاء. قال المعلق على صحيح ابن حبان: إسناده صحيح، رجاله ثقات(1) . ويتعجب المرء حين يرى خوفهم من إظهار الحقيقة وهم في صدر الاسلام، وعلة ذلك معلومة. إن نهي عمر بن الخطاب عن متعة الحج واعترافه بأنها كانت في كتاب الله عز وجل وفعلهاالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وصحابته، كان من أشهر القضايا في التاريخ، وقد روى أصحاب السنن والمسانيد أخباراً كثيرة حول المسألة، وأورد البخاري
1 ـ صحيح ابن حبان: 9 / 244 ح: 3937، المعجم الكبير: 18 / 125 ح: 255، صحيح مسلم كتاب الحج باب 23: 8 / 456 ح: 168 م: 1226، المسند المستخرج: 3 / 325 ـ 326 ح: 2845 ـ 2849.