افريقية، و لقد عاتبه في ذلك ناس من الصحابة وعلى رأسهم عليّ بن أبي طالب، فأجاب: إن لي قرابة ورحماً، فأنكروا عليه وسألوه: فما كان لابي بكر وعمر قرابة ورحم ؟ فقال: إن أبا بكر وعمر كانا يحتسبان في منع قرابتهما، وأنا أحتسب في إعطاء قرابتي، فقاموا عنه غاضبين يقولون: فهَديُهما والله أحبّ إلينا من هديِك. وغير المال كانت الولايات تغدق على الولاة من قرابة عثمان، وفيهم معاوية الذي وسع عليه في الملك فضم إليه فلسطين وحمص، وجمع له قيادة الاجناد الاربعة ومهد له بعد ذلك أن يطلب الملك في خلافة علي، وقد جمع المال والاجناد. و فيهم الحكم بن العاص طريد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الذي آواه عثمان وجعل ابنه مروان بن الحكم وزيره المتصرِّف، وفيهم عبد الله بن سعد بن أبي سرح أخوه من الرضاعة...(1) . قال ابن حجر العسقلاني: إنّ أمراء الامصار كانوا من أقاربه، كان بالشام كلِّها معاوية، وبالبصرة سعيد بن العاص، وبمصر عبد الله بن سعد بن أبي سرح، و بخراسان عبد الله بن عامر(2) . وأما ثروة الخليفة فقد ذكر ابن سعد والمسعودي ونقل الذهبي عن الواقدي: أنَّ عثمان يوم قتل كان له عند خازنه من المال خمسون ومائة ألف دينار وألف ألف درهم، أو ثلاثون ألف ألف درهم كما ذكره الذهبي، وقيمة
1 ـ العدالة الاجتماعية في الاسلام / 159. 2 ـ الاصابة في تمييز الصحابة: 4 / 379 م: 5464.