ضياعه بوادي القرى وحنين وغيرهما مائة ألف دينار، وخلّف خيلاً كثيراً، وترك ألف بعير بالربذة. وقال ابن قتيبة: تطاول الخليفة في البنيان حتى عدوا سبع دور بناها في المدينة(1) . فهذه الاعمال كانت سبباً لنقمة الصحابة وغضبهم على الخليفة وسبّه ولعنه. فقد ذكر ابن عبد ربه الاندلسي عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال: إن أناساً كانوا عند فسطاط عائشة وأنا معهم بمكة فمرّ بنا عثمان، فما بقي أحد من القوم إلاّ لعنه، غيري(2) . وهذه الاعمال كانت سبباً لنقمة المسلمين على الخليفة حتى انجرّ إلى قتله وطرحه على المزبلة إلى ثلاثة أيام والمنع من تغسيله وتكفينه والصلاة عليه ودفنه في مقابر اليهود، وقيل: صلى عليه مروان أو جبير بن مطعم عند الدفن فإليك شيئاً يسيراً مما روي حول ذلك: أخرج ابن جرير وابن الجوزي عن أبي بشر العابدي: أن عثمان نبذ ثلاثة أيام لا يدفن، ثم إنّ حكيم بن حزام وجبير بن مطعم كَلَّما عليّاً في دفنه وطلبا إليه أن يأذن لاهله في ذلك، فأذن لهم عليّ، فلما سُمع بذلك قعدوا له في الطريق
1 ـ مروج الذهب: 2 / 332، الطبقات الكبرى: 2 / 95 وفي طبع: 3 / 53، الامامة والسياسة: 1 / 50، سير أعلام النبلاء، الخلفاء الراشدون / 210. 2 ـ العقد الفريد كتاب الخلفاء مانقم الناس على عثمان: 4 / 286 ـ 287.