وحتى بلغ من تقية المحدث أنه إذا ذكر حديثاً عن علي (عليه السلام)كَنَى عن ذكره ; فقال: قال رجل من قريش،فعل رجل من قريش، ولا يذكر علياً (عليه السلام) ولا يتفوّه باسمه. وقال في موضع آخر: ذكر شيخنا أبو جعفر الاسكافي (رحمه الله) ; أن معاوية وضع قوماً من الصحابة وقوماً من التابعين على رواية أخبار في علي (عليه السلام)تقتضي الطعن فيه والبرائة منه، وجعل لهم على ذلك جُعْلاً يُرغب في مثله، فاختلقوا ما ارتضاه ; منهم أبوهريرة وعمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة، ومن التابعين عروة بن الزبير(1) . ثم شرع العلامة المعتزلي في سرد أخبار هؤلاء المذكورين المختلقة في الطعن على علي (عليه السلام)، فمن أراد الوقوف على تلك الاخبار فليراجع شرحه على نهج البلاغة.
1 ـ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 4 / 63 ـ 73 و11 / 43 ـ 46 و13 / 219، ينابيع المودة / 439 ب: 75.