حتى يبلغ الهدي محلّه». وجاء في أكثر روايات هؤلاء: أن سراقة بن مالك قام فقال: يا رسول الله، هي لنا أو للابد ؟ فقال: «لا، بل للابد». وجاء في بعض ما رواه البخاري ومسلم وأبو عوانة وأحمد والطبراني وغيرهم عن جابر بن عبد الله وابن عباس وسراقة بن مالك: أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: «دخلت العمرة في الحج الى يوم القيامة». بل وجاء في رواية عمر نفسه الذي نهى عن هذه المتعة في زمن خلافته، كما روى عنه البخاري في عدة مواضع من صحيحه، وأحمد والطحاوي وابن حزم وأبو داود وابن ماجة والبزّار والدارقطني والبيهقي واللفظ له: أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: «أتاني جبريل (عليه السلام) وأنا بالعقيق، فقال: صلِّ في الواد المبارك ركعتين، وقل عمرة في حجة، فقد دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة». وجاء في بعض ما رواه البخاري ومسلم والبيهقي وغيرهم عن ابن عباس، أنه قال: كانوا يرون أن العمرة في أشهر الحج من أفجر الفجور في الارض، يقولون: إذا برأ الدبر وعفا الاثر وانسلخ صفر حلّت العمرة لمن اعتمر، وكانوا يسمّون المحرم صفراً، فقدم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأصحابه لصبح الرابعة مهلِّين بالحجّ، فأمرهم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يجعلوها عمرة، فتعاظم ذلك عندهم، فقالوا: يارسول الله أي الحل ؟! قال: «الحلّ كلُّه» يعني يحلّون من كل شيء. وجاء في بعض ما رواه مسلم وأبوعوانة وغيرهما عن جابر، أنه قال: أهللنا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بالحجّ، فلما قدمنا مكة أمرنا أن نحلّ ونجعلها