ودعاه إليه، أتعلم هذا له من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ؟ قال: نعم(1) . فقد اتّضح مما تقدّم من الاثار أنّ الله أمر نبيّه بإنذار عشيرته وأن يختار من بينها وزيره ووصيّه على أمّته وخليفته بعد وفاته ووارث علمه وحكمته وهو في أوائل دعوته. وقد سعى خونة هذه الامة أن يكتموا هذه الرواية ويخرجوها من مسارها الحقيقي: فمنهم من طرحها، ومنهم من بدلها، ومنهم من حذف آخرها، ومنهم من استعمل المكيدة الشيطانية فساق الحديث إلى أن وصل إلى هذه الفقرة الاخيرة فلم يذكرها واكتفى بقوله: الحديث، أو بقوله: فذكر الحديث، من دون أن يتعرض لها، مع أنّ ما في تلك الفقرة من الرواية هو الهدف لتبليغهم وإنذارهم ! ألا وهو إعلان خلافة من أجابه ووصايته ووزارته. ومع كل ذلك شاءت يد الحكمة أن تحفظ من هؤلاء اللصوص مقداراً وافياً من الاثار من طريق أهل السنة، وإذا راجعت مؤلّفات الشيعة فسترى في ذلك حشداً كبيراً من الاخبار. أخرج ابن عساكر عن ابن عباس أنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال لعليّ: «هذا أول من آمن بي وأوّل من يصافحني، وهو فاروق هذه الامّة، يفرق بين الحق والباطل، وهو يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الظالمين، وهو الصدِّيق الاكبر، وهو بابي الذي أوتى منه، وهو خليفتي من بعدي».