وعن مجاهد: ( وَأُولِي الاَمْرِ مِنْكُمْ ) قال: عليّ بن أبي طالب، ولاّه الله الامر بعد محمد في حياته حين خلفه رسول الله بالمدينة، فأمر الله العباد بطاعته وترك الخلاف عليه. وعن أبي بصير عن أبي جعفر أنّه سئل عن قوله تعالى: ( أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعوا الرَّسُولَ وأُولِي الاَْمْرِ مِنْكُمْ ) قال: نزلت في عليّ بن أبي طالب، قلت: إنّ الناس يقولون: فما منعه أن يسمّي عليّاً وأهل بيته في كتابه ؟ فقال أبو جعفر: قولوا لهم: إنّ الله أنزل على رسوله الصلاة ولم يسمِّ ثلاثاً ولا أربعاً حتى كان رسول الله هو الذي يفسّر ذلك، وأنزل الحجّ فلم ينزل طوفوا سبعاً حتى فسّر لهم رسول الله، وأنزل ( أطِيعُوا الله وأَطِيعوا الرَّسُولَ وَأُولِي الاَْمْرِ مِنْكُمْ ) فنزلت في عليّ والحسن والحسين، وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «أوصيكم بكتاب الله وأهل بيتي، إنّي سألت الله أن لا يفرِّق بينهما حتى يردا عليَّ الحوض، فأعطاني ذلك»(1) . قال الله تبارك وتعالى: ( إنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاْةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ )(2) . أخرج الجويني في الفرائد وأورد ابن الصبّاغ في الفصول المهمة وابن الجوزي في التذكرة والزرندي في الدرر وعن الثعلبي في التفسير عن أبي ذرّ الغفاري، قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بهاتين وإلاّ صُمَّتا ورأيته بهاتين وإلاّ
1 ـ شواهد التنزيل: 1 / 148 ـ 150 ح: 202 ـ 203. 2 ـ سورة المائدة: 55.