ونقل سبط بن الجوزي عن أحمد بن حنبل عن عبد الله بن أبي أوفى قال: دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في مسجده فقال لي: «أين فلان وأين فلان ؟» فجعل ينظر في وجوه أصحابه ويتفقّدهم ويبعث إليهم حتّى توافوا عنده، فحمد الله وأثنى عليه وآخى بينهم، فقال له علي بن أبي طالب: لقد ذهبت روحي يا رسول الله حين رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت غيري، فان كان هذا من الله فلك العتبى والكرامة، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «والّذي بعثني بالحقّ ما أخّرتك إلاّ لنفسي، وأنت منّي بمنزلة هارون من موسى وأنت أخي ووارثي»، فقال: يا رسول الله، وما أرث منك ؟ قال: «ما ورث الانبياء قبلي» قال: وما ورثوا ؟ قال: «كتاب الله وسنن أنبيائه، وأنت معي في قصري في الجنة مع ابنتي والحسن والحسين ابنيّ، وأنت رفيقي» ثم تلى: ( إخْوَاناً عَلَى سُرُر مُتَقَابِلِينَ ) . ثم قال ابن الجوزي: فإن قيل: ففي إسناده عبد المؤمن بن عباد وكان ضعيفاً، والجواب: الحديث الذي يرويه عبد المؤمن حديث طويل، أخرجه أبو محمد بن عدي الحافظ من حديث زيد بن أبي أوفى، وقد أخرجه جدي أبو الفرج في الاحاديث الواهية، أما هذا الحديث فأخرجه أحمد في الفضائل من غير رواية عبد المؤمن ورجاله ثقات، وهو من حديث عبد الله بن أبي أوفى، فهذا حديث وذاك آخر، والدليل على صحّته أنّه أخرجه الترمذي بمعناه في جامعه(1) . أخرج القطيعي والخطيب وابن عساكر وابن المغازلي والموفّق بن أحمد