لسلمان: سل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من نسند إليه أمورنا ويكون مفزعنا ؟ ومن أحبّ الناس إليه ؟ فلقيه فسأله فأعرض عنه، ثم سأله فأعرض عنه، فخشي سلمان أن يكون رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد مقته ووجد عليه، فلما كان بعد لقيه فقال: «يا سلمان يا أبا عبد الله، ألا أحدّثك عمّا كنت سألتني !» فقال: يا رسول الله خشيت أن تكون قد مقتني ووجدت عليّ، قال: «كلاّ يا سلمان، إنّ أخي ووزيري وخليفتي في أهل بيتي وخير من تركت بعدي يقضي ديني وينجز موعدي علي بن ابي طالب». وروى محمد بن سليمان قريباً من ذلك عن سلمان الفارسي وأنس بن مالك(1) . وأورد ابن أبي الحديد في شرحه عن أبي رافع: أنّ أباذر قال له ولاناس معه: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول لعليّ: «أنت أوّل من آمن بي وأول من يصافحني يوم القيامة وأنت الصدّيق الاكبر وأنت الفاروق الذي يفرق بين الحق والباطل وأنت يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الكافرين، وأنت أخي ووزيري و خير من أترك بعدي، تقضي ديني وتنجز موعدي»(2) .
1 ـ مختصر تاريخ دمشق: 17 / 314، تاريخ دمشق: 42 / 56، المناقب لمحمد بن سليمان: 1 / 387 و 445 ح: 306 و 345. 2 ـ شرح نهج البلاغة: 13 / 228.