الخميس وما يوم الخميس ! ثم بكى حتى بل دمعه الحصى فقيل له: يا أبا عباس وما يوم الخميس ؟ قال: اشتد برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وجعه يوم الخميس، فقال: «إئتوني أكتب لكم كتاباً لن تضلّوا بعده أبداً»، فتنازعوا، ولا ينبغي عند نبي تنازع، فقال: ما شأنه أهجر، استفهموه، فردوا عليه، فقال: «دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعوني إليه»(1) . وأخرج الطبراني في الاوسط عن عمر بن الخطاب، قال: لما مرض النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: «ادعوا لي بصحيفة ودواة أكتب لكم كتاباً لا تضلّوا بعدي أبداً»، فكرهنا ذلك أشد الكراهة، ثم قال: «ادعوا لي بصحيفة أكتب لكم كتاباً لا تضلّون بعده أبداً»، فقال النسوة من وراء الستر: ألا يسمعون ما يقول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ؟! فقلت: إنكن صواحبات يوسف، إذا مرض رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عصرتن أعينكن، وإذا صح ركبتن عنقه، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «دعوهن فانهن خير منكم»(2) . وأخرج ابن سعد عن عمر بن الخطاب أنه قال: كنا عند النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وبيننا وبين النساء حجاب، فقال رسول الله: «اغسلوني بسبع قرب وآتوني بصحيفة ودواة أكتب لكم كتاباً لن تضلّوا بعده أبدا»، فقال النسوة: ائتوا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بحاجته، قال عمر: فقلت: اسكتن فإنكن صواحبه، إذا
1 ـ المسند للحميدي: 1 / 241 ح: 526، شرح السنة كتاب السيرالجهاد باب إخراج اليهود والنصارى من جزيرة العرب: 6 / 409 ـ 410 ح: 2755. 2 ـ المعجم الاوسط: 6 / 162 ح: 5334، مجمع الزوائد: 9 / 34، مجمع البحرين: 1 / 379 ب: 34 ح: 1225.