هجرة إلی الثقلین نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
جاء به لم يزل باقياً ومجادلاً مع الباطل.
ولا يخفى أن المجادلة مع فرقة باطلة متلثمة بنقاب الحق تكون صعبة وشاقة، و أما إذا ادّعت الزُمرة الضالة أن هدفها هو عين الهدف الذي يدعيه أهل الحق فستكون المجادلة في غاية الشدة والمقاومة في نهاية القسوة.
وقد مُنِيَ أهل الحق بعد رحلة خاتم النبيين بهذا البلاء، فإن العترة التي أمر الله ورسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) بالاقتداء بها قد عانت ـ مع شيعتها ـ ما لا يحصى من المحن والعذاب، ولاقت ما لا يعد من الضغوط والاضطهاد، كل ذلك من الذين يدعون أنهم على دينهم.
وكان الجرم غير المغتفر هو الانتساب إلى هذه الطائفة المظلومة، وكان المرء يفضّل أن ينسب إلى اليهودية والمجوسية بدل أن ينسب إلى هذه الطائفة. ولا يخفى أن العصبية المذهبية قد ساعدت السياط الظالمة والسيوف الغاشمة
في تغطية وجه الحق وأهله إلى حدّ كبير، مما كان سبباً لخفاء الحق عن طالبيه.
واستمرت هذه الحالة إلى أن مَنّ الله عز وجل على بعض عباده وأوقفهم على هذه الطائفة وأطلعهم على ديانتها الخالدة.
ومن بين هؤلاء العباد هذا العبد الفقير، فبعد أن منحني الله هذه النعمة العظيمة أوجب عليَّ شكرها والثناء عليها، فليكن الحديث حول هذه الهداية وطريقة الوصول إليها نوعاً من الثناء والشكر على هذه المنة الكبيرة.
فأقول:
إن هذه رسالة ذكرتُ فيها بعض المسائل المهمة من المسائل التي يحتاج