مضحكة ؟! وقد دار بيني وبين أحد من أهل السنة والجماعة حوار حول مسألة الخلافة، فقلت له سائلاً: ما تقول في قول النبي صلي الله عليه وآله: «علي مع الحق والحق مع علي لا يفترقان» ؟ فقال: لا شك في صحة ذلك. فقلت: وما تقول فيما رواه أصحاب الصحاح والسنن: من أن أمير المؤمنين (عليه السلام) ما بايع الخليفة إلاّ بعد ستة أشهر؟(1) . قال: لا شك في صحة ذلك أيضاً. ثم قلت: ففي المدة التي لم يبايعه علي بن أبي طالب وكان مع الحق، فهؤلاء كانوا على أي شيء ؟ فتفكر شيئاً، ثم قال: كانوا على الخطأ. قلت: لا، يا شيخ، فالله يقول: ( فَمَاذَا بَعْدَ الحَقِّ إلاَّ الضَّلاَلُ ) ، ولم يقل: فماذا بعد الحق إلا الخطأ. ثم بعد ذلك، أردت البحث والتحقيق حول بعض الفضائل والمناقب المروية في حق الخلفاء الثلاثة، فلا بأس بذكر أنموذج من ذلك:
1 ـ صحيح البخاري كتاب المغازي باب غزوة خيبر: 3 / 142 ح: 4240 ـ 4241، صحيح مسلم كتاب الجهاد والسير باب قول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): «لا نورث الخ»: 12 / 320 ـ 325 م: 1759، الامامة والسياسة: 1 / 32، مروج الذهب: 2 / 302، تاريخ الطبري أحداث سنة: 11: 2 / 236 حديث السقيفة، تاريخ المدينة لابن شبة: 1 / 110، شرح نهج البلاغة: 6 / 46، العقد الفريد: 5 / 14، تاريخ أبي الفداء: 1 / 219.