اذن نفهم من هذه الاحاديث التي راهما امام زيدي وصحاح ومسانيد اهل السنة اان القدر يتغيربالدعاء كما في قول عمر (اللهم ان كنت كتبيتني فامحني) وان الدعاء وصلة الرحم يردان القضاء ويزيدان في العمر والرزق وهذا ما تعتقد به الشيعه من ان ذلك يكون في لوح المحو والاثبات اما اللوح المحفوظ فهو لا يتغير ولولا امل الناس في التغير لما خطب الوعاظ ودرس المدرسون وارشد المرشدون لاصلاح المفسدين فلو كان الشقي لا يصلح ابدا كما يقال مكتوب في جبينه شقي او سعيد والقدر محتوم عندها لما تعبوا انفسهم في الارشاد والاصلاح ولما دعاء المريض والفقير لتحسين حالهما ولكان امنا بالقدر وسكتا عن الدعء ولكن الله يقول (ادعوني استجب لكم) فيغير الحال من الاسواء إلى الاحسن بسبب الدعاء., واذا لوحظ عبارة المرشد بلله (ان قضاء محدث يحدث فيه ما يشاء) فهذا واضح انه يعني به لوح المحو ولاثبات يغير الله منه ما شاء.
والبداء التي تعتقده الشيعة انه يصح على الله ليس كما يشنع عليهم أي ان الله كان لا يعلم بشي ثم علمه - معاذ الله - فهو ليس نشاة راي جديد وانما هو ظهور امر كان يعلمه الله فاخفاه عنهم لمصلحة ما ويعرفوه ب (ظهور الشي بعد خفاءة) أي كان مخفي على الناس ثم اظهره الله لهم كما في روايات اهل البيت ع فعن الامام الصادق ع انه قال: ان الله لم يبد له من جهل, وقال ع: ما بادء لله في شي الا كان في علمه من قل ان يبدوا له(1).
والبداء عند اهل السنه موجود كما قال الشلعر لعائشة عندما قالت لهم لماذا قتلوا عثمان وقد تاب عن كفره فقل لها:
منك البدء ومنك الغير
وانت امرت بقتل الامام
فهبنا اصطعناك في قتله
وقاتله عندنا من امر(2)
ومنك الرياح ومنك المطر
وقلت لنا: انه قد كفر
وقاتله عندنا من امر(2)
وقاتله عندنا من امر(2)
1- الاحتجاج للشيخ الطوسي ج2.
2- قاموس الرجال ج1\237 ونهج الصباغة ج1\49و50.