عدم تحريف القرآن - عدم تحریف القرآن نسخه متنی

عدم تحريف القرآن

اعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله رب العالمين، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد صلى الله عليه و آله و سلم و على آله الطيبين الطاهرين و على صحبه المنتجبين

فيما يأنى اجرينا حواراً بين ايرانى و سعودى حول قضية عدم تحريف القرآن الكريم، قبل أن نبدأ الحوار، ما نشير الى القرآن الكريم و رأى المسلمين كافة فيه، مقدمة قصيرة حول مما لا شك فيه أن القران الكريم هو كلام الله المنزل على رسوله صلى الله عليه و آله و سلم و هو القرآن الكريم الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه و هو المرجع الا على المسلمين فى احكامهم و عباداتهم و عقائدهم من شك فيه هو أو أهانه فقد برى ء من ذمة الاسلام فالمسلمون كافة متفقون على تقديسه و احترامه و التعبد بما ورد فيه....

ان القرآن الكريم الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه انما هو ما بين الدفتين و هو ما فى اليدى المسلمين جميعاً فى جميع اقطار العالم لا يزيد حرفاً و لا ينقص حرفاً و لا تبديل فيه الكلمة بكلمة و لا لحرف بحرف و كل حرف من حروفه متواتر فى كل جيل تواتراً قطعياً الى عهد الوحى و النبوة و ان قداسة القرآن الكريم من ضروريات الدين و من شك فيها من المسلمين فيعد من المرتدين.

هذا خلاصة ما اتفق عليه جميع المذاهب الاسلاميه، اما الاخبار التى وردت فى تحريف القرآن فهى اخبار ضعيفة و مدحوضد بالدليل و البرهان و لا يؤخذ بها لدى جميع المذاهب الاسلامية سنية كانت او شيعية و من جملة هذه الاباطل و الا رمى الشيعة الا مامية بالقول بتحريف القرآن الكريم و هى منه بريئة كبراءة الذيب من دم ابن يعقوب فيما يلى، درسنا هذه القصية بشكل حوار بين حاج من الحجاز و حاج من ايران:

الحجازى: السلام عليك يا اخى

الايرانى: و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته.

الحجازى: من اى بلد انت يا حاج

الايرانى: أنا من ايران من مدينة طهران

الحجازى: يبدو انك شيعى

الايرانى: نعم انا شيعى

الحجازى: نحن نفتخر بجميع المسلمين، فاهلاً و مرحباً بكم يا ضيفنا العزيز

الايرانى: شكراً جزيلاً يا اخى

الحجازى: لقد قرأت فى بعض الكتب ان الشيعة تعتقد ان القرآن محرف فهل هذا صحيح

الايرانى: هذه تهمة باطلة و عارية عن الصحة فان الذى يرمى الشيعة الامامية بهذا القول اما جاهل او ظالم

الحجازى: جيد، و كيف و صلوا الى هذه التهمة و هى عارية من الصحة كما او عيت

الايرانى: لقد خرجت بعض كتب الفريقين الجامعة للاحاديث عدداً من الاحاديث الذاكرة للتحريف و قد طرحت جميعها باجماع علماء المسلمين لوجود الا دلة الداحضة لها و معارضتها لنص القرآن الكريم.

الحجازى: ان كانت هذه الاحاديث التى أخرجتها كتب الفريقين دحصنت من قبلها، فما هو سبب تشبثهم بها ضدكم.

الايرانى: ان الذين تشبثوا بها اناس اما تحركهم العصبية المقيتة او تغريه الدولارات الامريكية التى تعمل فى تفرق المسلمين برمى هذا المذهب او ذاك بتهم باطلة بعيدة من الحق و الحقيقة.

الحجازى: فماذا تجد فيها

الايرانى: تجد فيها احاديث تدل على وجود نقص فى القرآن الكريم و حاشاه أن يكون ناقصاً.

الحجازى: عجيب ما تقول و هل ذكر ما نقص منه فى مسند احمد

الايرانى: ماذا ورد فى صحيح مسلم يدل على وجود النقص فى القرآن الكريم

الايرانى: ورد حديث يدل على ان القسمة الاخير الآية «يا ايهاالذين امنوا لم تقولون ما لا تفعلون فتكتب شهادة فى اعناقكم فتسألون عنها يوم القيمة».

الحجازى: هل يوجد فى الكتب المعاصرة ما يدل على تحريف القرآن الكريم

الايرانى: نعم هناك كتاب باسم «الفرقان فى تحريف القرآن» تأليف محمد محمد عبداللطيف و المصرى جمع جميع الروايات الدالة على النقصان فى القرآن.

الحجازى: ان الذى يدهشنى ان هذه الصحاح، موضع اعتماد، فكيف تنقل هذه الروايات.

الايرانى: ان اجماع علماء الشيعة متفقون على عدم تحريف و لكن الشيعة البريئة من القول بالتحريف، ترمى به كذباً و زوراً، ان اول شخص رمى الشيعة بهذا الكذب هو ابن خرم الاندلسى المتوفى(456) و هناك منيعتقد بان اول شخص فى هذا المجال هو ابوعلى الجبانى المتوفى(235).

الحجازى: انت تقصد انه لا يوجد من علماء الشيعة من يقول بالتحريف.

الايرانى: كما قلت، ان اجماع علماء الشيعة يقولون و يصرحون بعدم التحريف و لكن هناك روايات ضعيفة فى كتب الشيعة تدل على التحريف و العجيب ان اغلبية هذه الروايات ترجع الى راو اسمه «سيارى» الذى معروف عند علماء الرجال. انه كذاب و وضاع و فاسد المذهب و مكنو الرواية.

الحجازى: اذن لا يوجد من بين علماء الشيعة من يقول بالتحريف.

الايرانى: لا يكاد يوجد من علماء و الشيعة المحققين و البحاثين من يعتقد بهذ القول، اللهم الا من بينهم سيد نعمة الله الجزايرى فى كتاب له باسم «منبع الحيا»ة و ايضاً الشيخ نورى فى كتابه «فصل الخطاب» استناداً الى تلك الروايات الضعيفة، تقول بالتحريف فى القرآن الكريم.

الحجازى: برأيك ان الشيعة بريئون من هذه التهمة

الايرانى: باضبط، كما قلت ان العلماء المحققين من الشيعة، يصرحون بعدم تحريف القرآن.

الحجازى: رجاءً، اذكلى عدداً من اسماء المصرحين بذلك من اعلام الشيعة.

الايرانى: سمعاً و طاعة، اذكر عدداً منهم حسب التسلسل الزمنى:

1- الشيخ المفيد المتوفى سنة (413 ه).

2- الشريف المرتضى (علم الهدى) المتوفى سنة (436 )ه.

3- الشيخ الطوسى (شيخ الطائفه) المتوفى سنة (460 ه).

4- العلامة الطبرسى المتوفى سنة (548 ه).

5- سيد بن طاوسى (المتوفى سنة (664)

6- كاشف الغطاء

7- قاضى سيد نورالدين التسترى المتوفى (1019).

8- السيد محسن الامين العاملى المتوفى (1371).

9- السيد عبدالحسين شرف الدين المتوفى (1381).

10- الامام الخمينى رضوان الله تعالى عليه.

كل هؤلاء العلماء يصرحون تصرحاً كاملاً بعدم تحريف القرآن و لكن كل بالفاظ و عبارات خاصة له.

الحجازى: احسبت يا اخى، و اخيراً هل يملنك ان ترشدنى الى كتاب شيعى يخص القرآن و يدحض هذه الشبهات

الايرانى: نعم هناك كتب كثيرة، منها كتب «البيان» لآية الله العظمى الخوئى يفى بحاجتك و يشفى غليلك ان شاءالله.

اذن ان نسبة التحريف الى كتاب الله العزيز نسبة ظالمة تأباها طبيعة الاعجاز القرآنى حيث ينافى الاعجاز مع التحريف، كما تأباها طبيعة النص القرآنى الذى ضمن حفظه من قبل الله عزوجل حيث قال: انا نحن نزلنا الذكر و ان له لحافظون (سورة الحجر/ آيه 9) و قال ايضاً «و انه لكتاب عزير لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه تنزيل من حكيم حميد (سورة فصلت/ آيه 42).

اذن، ان القرآن الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه، انما هو ما بين الدفتين، لا نقص فيه و لا زيادة.

من جهة اخرى ان النبى (صلى الله عليه و آله) دعا جميع المسلمين ان يتمسكوا بالثقلين كتاب الله و عترته اهل بيته حتى لا يضلوا ابداً طبقاً اما ورد فى حديث الثقلين الذى تواترت روايته عند الفريقين، اذن كيف يمكن ان نتمسك بكتاب دخل فيه زيادة و نقص منه الشياء.

و آخر دعوانا ان الحمدلله الذى انزل على عبده الكتاب و لم يجعل له عوجاً.