طریق الی المهدی المنتظر نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
فالطريق يبدا بامر اللّه ونهيه، وعلى امتداد الطريق يمتحن اللّه الناس ببعضهم، فمن سلك فى ما امر اللّه به نجا، ومن لم ياخذ بوصايا اللّه ضل، واللّه-تعالى- امر بصله الارحام، وذروه الارحام عتره النبى الخاتم(ص)، قال(ص): (ان اللّه-تعالى- جعل ذريه كل نبى فى صلبه، وان اللّه-تعالى- جعل ذريتى فى صلب على بن ابى طالب)(55)، وقال: (ان لكل بنى اب عصبه ينتمون اليها الا ولد فاطمه فانا وليهم وانا عصبتهم)(56)، وقال: (نحن خير من ابنائنا، وبنونا خير من ابنائهم، وابناء بنينا خير من ابناء ابنائهم)(57)، وهكذا فكما ان للعلم درجات، فللارحام درجات، وميزان هذه الدرجات هو التقوى والعلم باللّه، فمن التف حول الذين امر اللّه بمودتهم شرب من الماء، ومن ابى فتحت عليه موده اخرى يتهوك فيها تهوك اليهود فى الظلم، ويوم القيامه يعض على يديه، قال تعالى: (ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتنى اتخذت مع الرسول سبيلا× يا ويلتى ليتنى لم اتخذ فلانا خليلا× لقد اضلنى عن الذكر بعد اذ جاءنى وكان الشيطان للانسان خذولا× وقال الرسول يا رب ان قومى اتخذوا هذا القرآن مهجورا) «الفرقان: 27-30». وعلى امتداد المسيره الاسلاميه، قامت طائفه الحق بالدفاع عن الفطره، ولم يضرها من عاداها او من خذلها، وفى عهد الامام على، خرج عليه اصحاب الاهواء، فقاتلهم الامام على تاويل القرآن، وعنه انه قال: (امرنى رسول اللّه(ص) بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين)(58)، فالناكثون: اهل الجمل، والقاسطون: اهل الشام، والمارقون: الخوارج، وانطلقت مسيره الامام -رضى اللّه عنه- باعلام الحميه، وروى ان النبى(ص) قال له: (انت اخى وابو ولدى، تقاتل فى سنتى وتبرى ذمتى، من مات فى عهدى فهو كنز اللّه، ومن مات فى عهدك فقد قضى نحبه، ومن مات يحبك بعد موتك ختم اللّه له بالامن والايمان، ما طلعت شمس او غربت، ومن مات يبغضك مات ميته جاهليه، وحوسب بما عمل فى الاسلام)(59)، وقال(ص): (من خرج من الطاعه وفارق الجماعه فمات، فميتته جاهليه، ومن قاتل تحت رايه عميه، يغضب لعصبته ويقاتل لعصبته وينصر عصبته، فقتل، فقتلته جاهليه، ومن خرج على امتى يضرب برها وفاجرها، لا يتحاشى لمومنها ولا يفى الذى عهدها، فليس منى ولست منه)(60). وعلى هذا الضوء، انطلقت الامه الخاتمه تحت سقف الامتحان والابتلاء، واللّه-تعالى- ينظر الى عباده كيف يعملون لاستحقاق الثواب والعقاب يوم القيامه.