بعد وفاه النبى الخاتم(ص) انطلقت المسيره الخاتمه تحت سقف الامتحان والابتلاء، بعد ان اقيمت عليها الحجه فى عهد البعثه، قال تعالى: (ولقد اهلكنا القرون من قبلكم لما ظلموا وجاءتهم رسلهم بالبينات وما كانوا ليومنوا كذلك نجزى القوم المجرمين ثم جعلناكم خلائف فى الارض من بعدهم لننظر كيف تعملون) «يونس: 13-14». ومن فضل اللّه- تعالى- على بنى الانسان انه احاط القافله البشريه الخاتمه بالحجه الدائمه، بمعنى ان المعجزات التى كان اللّه-تعالى- يويد بها رسله قبل البعثه الخاتمه كانت تنتهى بوفاه الرسول، ولكن اللّه عندما استخلف الامه الخاتمه ايدها بمعجزات، منها ما انتهى بوفاه النبى(ص)، ومنها ما استمر بعد وفاته وسار مع القافله على امتداد المسيره، ومن امثله ذلك القرآن الكريم واحاديث الاخبار بالغيب، فهذه المعجزات مهمتها ارشاد بنى الانسان الى طريق الهدايه، الذى تتحقق به السعاده فى الدنيا بما يوافق الكمال الاخروى، وهى شاهد صدق على نبوه النبى(ص)، بمعنى ان ارشادات النبى وتعاليمه، هى فى حقيقه الامر دعوه الى الجنس البشرى، على امتداد المسيره من الحاضر الى المستقبل، للايمان بنبوه النبى الخاتم(ص)، فمن تبين حقيقه ارشاده، ولم يومن به فى اى زمان، كان كمن كذبه عند بدايه البعثه ونزول الوحى، ويقتضى المقام ان نلقى بعض الضوء على هذه المعجزات: