واخبر النبى(ص) الحسين بن على بما سيجرى عليه من بعده، وروى ابن كثير عن عمره بنت عبد الرحم-ن انها قالت: اشهد لقد سمعت عائشه تقول: انها سمعت رسول اللّه(ص) يقول: (يقتل الحسين بارض بابل)(51)، وروى الحاكم عن ابن عباس، قال: (ما كنا نشك واهل البيت متوافرون ان الحسين يقتل بالطف)(52)، وروى ان النبى(ص) قال: (ان ابنى هذا يقتل بارض من ارض العراق يقال لها كربلاء، فمن شهد ذلك فلينصره)(53)، وقال النبى(ص): (اخبرنى جبريل ان ابنى الحسين يقتل بعدى بارض الطف، وجاءنى بهذه التربه واخبرنى ان فيها مضجعه)(54).
والخلاصه، ان اللّه يختبر الناس بالناس، وبهذا الاختبار يظهر اهل الريب من اهل الايمان، قال تعالى: (وجعلنا بعضكم لبعض فتنه) «الفرقان: 20»، وقال سبحانه: (وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا اهولاء من اللّه عليهم من بيننا اليس اللّه باعلم بالشاكرين) «الانعام: 53»، وقال تعالى: (وهو الذى جعلكم خلائف فى الارض ورفع بعضكم فوق بعض درجات ليبلوكم فى ما آتاكم) «الانعام: 165»، والدعوه الخاتمه بينت الدرجات. وامر -تعالى- بموده قربى النبى، حيث قال: (قل لا اسالكم عليه اجرا الا الموده فى القربى) «الشورى: 23»، وبينت الدعوه ان الذين لا يصلون ما امر اللّه به ان يوصل، والذين لم ياخذوا بما امرهم -تعالى- به من طاعه، ولم ينتهوا عما نهاهم عنه من نهى، فهولاء خاسرون فى الدنيا والاخره، قال تعالى: (الذين ينقضون عهد اللّه من بعد ميثاقه ويقطعون ما امر اللّه به ان يوصل ويفسدون فى الارض اولئك هم الخاسرون) «البقره: 27»، وقال جل شانه: (فهل عسيتم ان توليتم ان تفسدوا فى الارض وتقطعوا ارحامكم× اولئك الذين لعنهم اللّه فاصمهم واعمى ابصارهم) «محمد: 22-23».
وبينت الدعوه الال-هيه الخاتمه ان عدم موده الذين امر اللّه بمودتهم، يفتح الطريق امام موده اعداء الفطره، وقد امروا بعدم مودتهم، قال تعالى: (يا ايها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوى وعدوكم اولياء تلقون اليهم بالموده وقد كفروا بما جاءكم من الحق) «الممتحنه: 1»، فالايه تنهى عن موده المشركين والكفار، وتنهى ان يتخذوا اولياء واصدقاء واخلاء، قال تعالى حاكيا عن ابراهيم قوله لقومه: (وقال انما اتخذتم من دون اللّه اوثانا موده بينكم فى الحياه الدنيا ثم يوم القيامه يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا) «العنكبوت: 25»، قال المفسرون: وبخهم على سوء صنيعهم فى عباده الاوثان، وقال: انما اتخذتم هذه ليجتمعوا على عبادتها صداقه والفه منكم، بعضكم لبعض فى الحياه الدنيا، ثم يوم القيامه ينعكس هذا الحال، فتصبح هذه الصداقه والموده بغضا وشنانا، وتتجاحدون ما كان بينكم، ويلعن الاتباع المتبوعين، والمتبوعون الاتباع.