وما زالت فى بطن الغيب احداث واحداث، لا ينجو منها العالم الا بعلمه، وكذلك فان هناك احداثا اذا جاءت لا ينفع نفسا ايمانها يومئذ، لانها لم تبحث على امتداد الطريق، فانتج ذلك عدم معرفه الحق على امتداد الطريق، ولما كان الحق عند هذه النفس يخضع لتحديد الاهواء، تسقط النفس فى سله الدجال التى تحتوى على جميع الاهواء، وما يستقبل الناس من آيات كبرى، جاء فى قوله تعالى: (يوم ياتى بعض آيات ربك لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن آمنت من قبل او كسبت فى ايمانها خيرا قل انتظروا انا منتظرون) «الانعام: 158»، (فالايه الكريمه بينت ان هناك آيات لا ينفع عند ظهورها ايمان، ومن لم يكن مصلحا يومئذ تائبا لم تقبل منه توبته، كما ان اللّه لا يقبل عملا صالحا من صاحبه اذا لم يكن قد عمل به قبل ذلك، ومن هذه الايات: الدخان، والدابه، وخروج ياجوج وماجوج، ونزول عيسى بن مريم، وخروج الدجال، وطلوع الشمس من مغربها)(12).
وبالجمله، فقد اخبر النبى(ص) بالغيب عن ربه جل وعلا، لياخذ الناس باسباب الهدايه نحو ما يستقبلهم من احداث ما زالت فى بطن الغيب، والاخذ بالاسباب من الوسائل التى يمتحن اللّه- تعالى - بها عباده، واخبار الرسول بالغيب هو فى حقيقته دعوه للايمان باللّه، لانه يامر بالاستقامه، ويبين ان عدم الاستقامه يودى الى كفران النعمه، ويفتح الطريق امام الفتن، وكفران النعمه عقوبته سلب نعمه الهدايه، وبه ياتى الهلاك، وطريق الفتن يلقى باتباعه تحت اعلام الدجال، قال النبى(ص): (ما صنعت فتنه منذ كانت الدنيا، صغيره او كبيره، الا لفتنه الدجال)(13).