آفاق الروایة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

آفاق الروایة - نسخه متنی

محمد شاهین

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


تتبدل الحياة الطبيعية الوادعة في موران مثل ما تتبدّل في جمهورية كوستجوانا وعاصمتها لوكاستا، وتصبح موران مثل لوكاستا مدينة مستباحة من أصحاب رؤوس الأموال الذي يهمّهم المنشآت التجارية الضخمة التي تطمس الشخصية التاريخية المعبّرة عن الحياة الصادقة للمواطنين في مدينة سولاكو. ينظر المواطنون من حولهم في موران وسولاكو وإذا بأرضهم قد تحولّت ملكيتها إلى أولئك المستثمرين الذين لا يهمّهم الحفاظ على مقدرات أو تراث الماضي بقدر ما يهمّهم استغلال هذه الأراضي في التجارية والكسب المادي الذي بدوره يشوّه الصورة الحقيقة التراثية التي عاش في ظلّ أمنها واستقرارها المواطنون.

في إحدى المشاهد المؤثّرة في نوسترومو والتي يشار إليها دائماً عند تقديم أي قراءة نقدية للرواية يشهد مستر جولد أحد المستثمرين الرئيسيين منظر المواطنين وهم يرقصون وينشدون ويغنّون، وشملهم يلتمّ فوق أرض سولاكو فيقول لزوجته التي لا تشاطره حب السيطرة المادية "إنّ هذه الأرض التي غنّوا وفرحوا فوقها لم تعد أرضهم، بل إنها الآن ملك مشروع سكة الحديد، الذي تبنّاه مستر جولد، ذلك المشروع الذي سيكون في خدمة منجم الفضّة. ويعني هذا ضمنيّاً أنّ فرح الشعب فوق أرضه لن تكتب له الاستمرارية. أين يفرح المواطنون بدون وطن، وبدون أرض. أصبحت الأرض ملك شركة سكة الحديد مثل ما أصبحت أرض موران ملك مشاريع صبحي المحملجي (الحكيم). أقسى التجارب الإنسانية وأبشعها أن يصبح المواطنون بلا وطن في وطنهم!

في نوسترومو يشير الراوي إلى أنّ التجارة المادية التي تحققها سكة الحديد ومشروع منجم الفضّة ليست للشعب. بهذا يصبح الشعب أشبه بمتفرّج على مشاريع غيره التي تقوم على استلاب أرضه في وضح النهار دون أن يكون له ذنب في ضياع أرضه ودون أن يكون له حقّ في المشاريع التي تقام عليهما. أن تصبح غريباً في وطنك أصعب من أن تكون غريباً في وطن غيرك. هذا هو بيت القصيد عند كونراد في نوسترومو وهو البيت الذي يلتقي فيه عبد الرحمن منيف مع كونراد: كيف يتحوّل المواطن بلا وطن، بين عشية وضحاها في وطنه، هو السؤال المحيّر الذي وجد سبيله إلى كونراد وعبد الرحمن منيف، كلا الروائيين وجد نفسه شخصياً يعاني من مثل هذا الوضع، ولا غرابة أن اتخذ هذا الوضع اهتماماً خاصاً عند الكاتبين، فأصبح قصّة حياتهما وحياة الشعوب التي غُلبت على أمرها وموضوع الرواية عندهما.

/ 137