آفاق الروایة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

آفاق الروایة - نسخه متنی

محمد شاهین

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


كيف تصل إلينا صورة البطولة الغائبة. يستثمر كنفاني ميتافيزيقا الزمن عند فولكنر. الحاضر عند فولكنر واقع وهمي، فهو مليء بالخيبة والفشل والتفزر، ويحصل دون تحسّب أو دراية مسبقة بحدوثه، ويحل علينا، بطريقة فجائية. وفي سياق تعليقه على فولكنر يشبّه سارتر حدوث الزمن الحاضر عند فولكنر بمن هو في سيارة ينظر حوله وهو يدير ظهره إلى اتجاه سيرها. ويستخدم سارتر كلمة (sink) بمعنى أنَّ المناظر التي يشاهدها من ينظر إليها وهو في هذه الحالة تظهر وتختفي دون فاصل زمني حقيقي في وعي الناظر.

ولكنها لا تغرق في الوعي من أجل أن تحتفظ بها الذاكرة بل من أجل أن تظهر ثانية وهكذا. ويقصد فولكنر من ذلك أن يبيّن أنَّ الحاضر زمن غير ثابت ولا وجود له أصلاً وفيه صفة الوحشية في ظهوره واختفائه والإحساس المؤقت به، ولهذا نجد شخصيات فولكنر تعاني من العصابية والهلوسة والهستيريا والتفزر والقرف.

ولابدَّ ها أن نعترف أنَّ كنفاني استثمر ميتافيزيقا الزمن عند فولكنر بطريقة مخفّفة، ولم يجعلها تطابق كل تلك السلبية التي يعرض لها فولكنر. صحيح أنَّ حاضر الشخصيات عند كنفاني يلتقي بعض الشيء بحاضرها عند فولكنر: مريم تحمل فجأة، ويزوّجها أخوها فجأة إلى زكريا النتن، الذي يشرع عليها الطلاق فجأة إن امتنعت عن الإجهاض، وفجأة يتوجّه حامد إلى الأردن عبر الصحراء، وبطريقة فجائية تحصل المقابلة مع العدو، كل ذلك يحدث بتقنية مكثّفة بارعة من خلالها تصل إلينا الأحداث وكأنَّها مناظر سينمائية أو مشاهد يراها الناظر من سيارة وهو يدير ظهره إلى اتجاه السير، يظهر حاضر وسرعان ما يختفي، أو يظهر مرّة أخرى، وهكذا يتوالى ظهور الحاضر أو غيابه دون استقراره على حال.

وتجدر الإشارة هنا إلى أنَّ كنفاني ينحاز عن تأثّره بـ"فولكنر" وهو يجعل الماضي حدثاً مفقوداً تسترجعه الذاكرة خلاف ما يجري عند فولكنر الذي لا يؤمن بالذاكرة كحاضنة للماضي، وأنَّ الماضي عنده مثل المستقبل لا وجود لهما، وأنَّ الماضي لا يستيقظ في ذاكرة الحاضر، وأنَّه ليس للحاضر أي امتداد مستقبلي.

/ 137