آفاق الروایة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

آفاق الروایة - نسخه متنی

محمد شاهین

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


فبينما كان على فراش الموت استطاع أن يلملم نفسه ويعبّر عن رحلة طويلة معقَّدة فيها مافيها من معاناة يصعب وصفها وتقديم أي تفاصيل عنها. وقد أعجب الراوي مارلو بقدرة زميل له خاض التجربة نفسها تقريباً في قدرته على التعبير عن أشقّ وأعقد تجربة، في حين أنَّ مارلو نفسه عندما مرض (والإشارة هنا إلى كونراد نفسه) لم يستطع أن يقول شيئاً، وتبدت له الدنيا مسطحة لا تستحق الإشارة إليها من قريب أو بعيد.

ماذا يتبقّى للمرء في ساعة الشدّة. شيء واحد كما عبّر عنه كونراد، هو المتعة التي تعين المرء على الصمود في الموقف. كل منّا يقول كونراد يتكئ على مابه من مقوّمات، وهنا يبدو امتحان الشخصية، فإن كان أصلاً جوفاء فلن تجد ما يعينها على الصمود، وإن كانت لدينا مقومات كامنة، فإنَّ هذه تتقدّم نحو الصدارة لتحمي صاحبها من الانزلاق إلى الهاوية. هذا ما حدث في مشهد القارب عندما وجد البيض والسود أنفسهم محاصرين من قوى الشر ولا يوجد ما لديهم من مقومات المعيشة. صمد السود الذين اعتادوا أكل لحم البشر، وانهار البيض وأكلوا لحم البشر. وهنا مفارقة تعبّر عن موقف إنساني يمتحن كلا الطرفين. تبيّن أنَّ السود الذين جاء البيض بحضارتهم لنشرها بينهم هم أرفع مستوى في القدرة على الصمود من أصحاب الحضارة الأوروبية. باختصار، لا يمكن أن نحكم على الشخصية دون أن نتعرف إلى تصرّفها وقت الشدّة.

هكذا استطعنا أن نعرف مريم وأن نتعرّف أكثر على كل من حامد وزكريا. والشدّة أيضاً هي التي تحرّك الذاكرة وتجعلها تنقّب عن بديل ينقلنا من قلب الظلمات إلى مشارف النور. وعند قراءة قصّة كنفاني بجانب قصة كونراد، يمكن أن يخرج القارئ على سبيل المثال بعنوان مركّب مثل "ما تبقى لكم في قلب الظلام"، أليست بطولة غسان كنفاني نفسه مثل بطولة سالم ذاكرة تحيا لتبقى وتتبقى لنا؟

/ 137