بیشترلیست موضوعات آفـــاق الروايــــة السندباد: حكاية العودة:
من الشعر إلى القصة المصادر ألف ليلة وليلة: إشكالية المتلقي الخصم عودة الروح... آمال عظام موسم الهجرة إلى الشمال دائرة السر الاسطوري وما بعدها المصادر سراب عفان حصاد المرايا المهشمّة المصادر إميل حبيبي ذات جماعيّة باقية المصادر مدن الملح: الأخدود والكنز المفقود الواقعية في صورة الواقع المصادر ذاكرة ليست للنسيان المصادر توضیحاتافزودن یادداشت جدید وفي الختام، أنوه بأن بعض فصول هذا الكتاب نشرت ضمن كتب تكريمية أخرى وفي مناسبات مختلفة، ورأيت أن أضعها هنا لتكون في سياقها الخاص مع مضمون الكتاب، ولا يفوتني أن أقدم الشكر مقروناً بالثناء للأستاذ الدكتور يحيى عبابنة، والسيد سيف الدين الفقراء لما بذلاه من جهد في قراءة مسودة الكتاب وتدقيقها.وأود أن أؤكد ما هو مبين بوضوح في طيات هذا السِفْر المتواضع، وهو أن فصوله لا يمكن أن تشكل صورة شاملة أو شبه شاملة لدراسة الرواية، وأنها مجرد نظرات تطل على أفق الرواية الواسع لعلها تتيح للناظر أفقاً أبعد.فالرواية في الأدب العربي فن حديث لا يتجاوز عمره نصف قرن على الأكثر، وهي مثل المسرحية لا تشكل جزءاً من التراث الأدبي عند العرب على الرغم من كل ما لها من قيمة حضارية متميزة بين الفنون الأدبية. وكان من الطبيعي أن تحتل مكان الصدارة منذ أن تفتحت عيون الكتّاب العرب عليها في الخمسينيات من القرن الماضي تقريباً.يمكننا القول إن الرواية الغربية بدأت تفرض حضورها كجنس أدبي متميز السمات في بداية القرن الثامن عشر، فقد ظهرت كشكل فني رئيسي واسع الانتشار، وما زال الأمر كذلك إلى يومنا الحاضر. وللرواية هيمنة خاصة لما فيها من شمولية الحياة وعنفوانها ليس فقط في مجال محليتها، بل أيضاً خارج حدود المحلية، وتستمد هذه الهيمنة من التفاعل الذي ينشأ عادة بين خصوصية المحلية وعمومية الإنسانية (العالمية). ونجد على سبيل المثال، شخصية مميزة لكل من الرواية البريطانية والأمريكية والفرنسية والروسية تميزها محلية تاريخية وجغرافية واجتماعية وما شابه ذلك من أنواع المحلية، وفي الوقت نفسه، نجد أن هذه الرواية كتبت بوعي لشكل عالمي من أشكال الرواية عند أمم أخرى. لا نستطيع مثلاً أن ننكر أن فيلدنغ وسمولت وديكنز ودستوفسكي وقعوا في كتاباتهم تحت تأثير سيرفانتس الإسباني رائد الرواية الغربية في روايته المعروفة دون كيهوته. كذلك تأثير تولستوي في ديكنز وستاندال. أما عملاق الرواية في هذا القرن وهو كونراد، فقد تأثر بالرواية الروسية والفرنسية.وما زالت الرواية تشق طريقها بجرأة وتحدّ واضحين للتقاليد الأدبية المعروفة بما فيها تقاليد الرواية نفسها التي تتجدد وتتطور على يد الروائيين من مختلف الأمم.ولما كانت الرواية على هذه الدرجة من الأهمية، فلا بد من طرح بعض الأسئلة التي يمكن أن تقودنا إلى تقييم يحدد مكانتها بين الأجناس الأدبية الأخرى، ومن ثم يدخلنا في دائرة السحر التي تحيط بالرواية. والسؤال الذي يلح علينا هو لماذا نكتب رواية ثم كيف تطور فن الرواية؟ والسؤال الآخر هو: لماذا نقرأ الرواية، وكيف تطورت قراءتها؟يشرع الكاتب في كتابة رواية، عندما يشعر بذلك السر الكوني يلح عليه في التعبير. ذكر أحد المعلقين أن كتابة رواية مثل بناء كاتدرائية، والمقصود هنا أنها بناء خاص له شكله الخاص بين الأشكال الأخرى المحيطة به، وله هيمنة تميزه عن غيره، وفوق كل هذا وذاك يجمع بين التفاصيل المعقدة المتداخلة والمترابطة مما يجعله يتطلب جهداً فائقاً، وعندما نقول إن للرواية شكلاً متميزاً، فإننا نقصد أن الرواية تتميز عن سائر الأجناس الأدبية في أنها مزيج من تقنيات أدبية يستخدمها الكاتب دون قيد أو شرط، أي أنه لا يوجد ما يجبر الكاتب على استخدام الحوار في مكان معين دون الأمكنة الأخرى ولا يوجد ما يقيده بالانتقال من وجهة نظر إلى أخرى. فالكاتب حر في إدخال ما يريد من عناصر متنوعة إلى روايته وبالطريقة التي يراها مناسبة. وتحتوي الرواية عناصر متعددة من الرومانس والملحمة والشعر والكوميديا والتراجيديا والمسرحية بشكل عام. فالحوار مثلاً يشكّل جزءاً هاماً من الرواية، ولكن لا توجد تقنية معينة توجه الكاتب إلى سبل استخدامه وإلى مواقع هذا الاستخدام. علق أحد الروائيين مرة قائلاً: إن مشكلة الراوي تكمن في قدرته أو عدم قدرته على اختيار الزمن الذي يقص فيه قصته والزمن الذي يقول فيه ما يريد وصفاً أو تقريراً.