آفاق الروایة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

آفاق الروایة - نسخه متنی

محمد شاهین

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


يتكون موتيف السندباد في هذه الصورة الجديدة إذن من السندباد الراوي بدلاً من السندباد المروى عنه، ومن السندباد الحكيم الذي تنتقل حكمته إلى الحاكم دون وساطة مما يؤدّي إلى أن يقاضي الحاكم نفسه أمام نفسه كمل يفعل السندباد، وهو يحاسب نفسه في ضوء ما مضى من تجاربه ويرضى أيضاً بحساب الآخرين.

وترفد هذه الصورة موتيفات عدّة، أبرزها موتيف طير الرّخ، وبريق الماس. وهنا يصبح التماهي بين السندباد والحاكم بدلاً منه بين شهريار والحاكم كما سبق أعلاه. يعبّر الراوي عن هذا الموتيف في حوار بين المهيني والسندباد، وهو يهمّ برحلة لاحقة بعد رحلاته السابقة، حيث يحضر السندباد إلى الشيخ عبد الله البلخي، معلّم صباه لوداعه، ويطلب المهيني من الشيخ أن يودع السندباد بكلمة طيّبة، فيقول الشيخ برقّة للسندباد:

-إذا سلمت منك نفسه فقد أديّت حقّها، وإذا سلم منك الخلق، فقد أديت حقوقهم.

فهوى السندباد على يده فقبّلها، ثم نظر إلى الطبيب ممتناً، وهمّ بالقيام، غير أنّ الطبيب وضع يده على منكبه وقال:

-اذهب مصحوباً بالسلامة، ثم عد محملاً بالماس والحكم، ولكن لا تكرّر الخطأ.

فتجلّت في عيني السندباد نظرة حيرى، فقال المهيني:

-لم يطر الرّخ بإنسان قبلك فماذا فعلت؟، تركته عند أول فرصة منجذباً ببريق الماس.

-بل لم أكد أصدّق بالنجاة..

فقال المهيني بحماس:

-الرّخ يطير من عالم مجهول إلى عالم مجهول، ويثب من قمّة الواق إلى قمّة قاف فلا تقنع بشيء فهي مشيئة ذي الجلال!

وكأنّ السندباد قد شرب عشرة أرطال من الخمر..(262).

عبارة المهيني "لم يطر الرّخ بإنسان من قبلك" التي يتبعها باستفهام استنكاري "فماذا فعلت" تشخص المغامرة التي قام بها الحاكم الذي طار به الرّخ في رحلة خارج المكان والزمن ليتوهّم أنّ كل شيء سيكون على ما يرام بعد خطاب المصالحة. والعملية برمّتها أشبه ببريق الماس. أو عبارة المهيني التي قالها بحماس، فهي تصوير يعبّر أبلغ تعبير عن واقع الطرف الآخر وتعامله معنا منذ تلك الرحلة، فهو ما زال ذلك "الرّخ يطير [بنا] من عالم مجهول إلى عالم مجهول، ويثب من قمّة الواق إلى قمة قاف..." ويدخلنا في متاهات مازلنا ضائعين فيها، عكس مغامرات السندباد في حكاياته عندما كان ينجو من الضياع مهما اشتدّت الأهوال واحتدّت الأزمات وصعبت المغامرات.

/ 137