آفاق الروایة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

آفاق الروایة - نسخه متنی

محمد شاهین

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


ويرى بروكس، أنّ ما يحتاج إلى توضيح، أو إلى استكشاف، هو ما تبقى من موروث شفهي من الثقافة الأدبية في القرن التاسع عشر في نصوص خارج نطاق الفانتاسيا وقصص الأطفال التي عرفت في دائرة الرواة. ويتساءل بروكس عمّا إذا كنّا نواجه ببقايا اندثرت في مهدها من الرواية الشفهية، أم إننا نجد تعويضاً فيما يؤكده باحثون من تصوّر للخطاب القصصي على أنّه مكان تلتقي فيه الأصوات السردية المتباينة. ويختم تعليقه على هذا الموضوع بالقول: إنّ الخيار المتبقّي هو الحديث عن نوع من الحنين إلى موقف توصيلي لا يمكن لكاتب الرواية في عصرنا أن يخبره. ويريد بروكس أن يخلص إلى القول إنّ الحميمية التي كانت تميّز السرد الشفهي لم تعد متوافرة في العصر الحاضر، تلك الحميمية التي كانت تخلق موقفاً حياً من التواصل والتبادل بين الراوي والمروي له، بين المبدع والمجهول.(11)

قضية الحميمية هذه، هي حجر الزاوية في الإشكالية الخاصة التي تميّز التلقّي في ألف ليلة وليلة عن بقية الأمثلة المشابهة، أو المتشابهة في أدب السرد الشفهي. فالعلاقة الحميمة بين الراوي والمروي عليه تنشأ من مجرّد التماس بين الراوي وجمهوره، وهي في أحيان كثيرة حميمية تبعث على الدهشة خصوصاً كحكاية الحكواتي الذي رجع إلى بيته بعد أن فرغ من حكايته، وإذا باثنين من بين الجمهور الذي سمع الحكاية يطرق باب الحكواتي ومعهما مبلغ من المال جمعه الجمهور فدية للبطل الذي أودعه الحكواتي السجن!

يكوّن التلقّي إشكالية خاصة في ألف ليلة وليلة؛ لأنّه لا يبدأ بالحميمية التي يبدأ السرد الشفهي بها سواء كان الراوي على معرفة بالجمهور المتلقّي أم كان غريباً عنه، المهم أنّ قرب الجمهور المتلقّي مكاناً وزماناً (هنا زمن السرد) هو الذي يؤسّس الحميمية بتلقائية طبيعية. ومن الواضح أنّ مهمة شهرزاد في السرد لها إشكاليتها الخاصة منذ البداية؛ لأنّ السرد بادئ ذي بدء موجّه إلى خصم يحتاج إلى مداراة ومسايسة وتمهيد، كي ينكسر حاجز الشكّ أولاً قبل بناء الثقة. وفي العادة يكون متلهفاً لسماع السرد من الراوي، ويقبل عليه بنيّة حسنة، وهو يتوقّع سلفاً أنّ في السرد الذي يتلهّف لسماعه شيئاً ما يمتّعه، أو يطربه، أو يغيّره، وما على الراوي إلاّ أن يروي ليتلقّف المستمع روايته. أمّا أن يبدأ في جوّ مشحون بالحقد والكراهية والظلم والرعب الذي حلّ بأهل البلد على يد شهريار، فهذا أمر لا يقدر عليه إلاّ من أوتي موهبة البداية مثل شهرزاد. تبدأ الليلة الأولى بقول شهرزاد: "زعموا أيها الملك السعيد وصاحب الرأي الرشيد.."، أمّا الليلة الثانية، فتبدؤها شهرزاد بالقول: "زعموا أيها الملك السعيد صاحب الرأي السديد..."، وتبدأ الليلة الخامسة "بلغني أيها الملك العزيز..."، وتتوالى البدايات هكذا زيادة طفيفة، أو نقصاناً لا يزيد ولا يُنقص من البداية كالذي نلحظه مؤطراً في عدد من الليالي التي تستهلها شهرزاد بقولها: "بلغني أيها الملك السعيد، الموقف الرشيد، صاحب الرأي السديد والفعل الجميل الحميد".

/ 137